كـــــــــــ انت ـــــــــــن

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : سابرينا | المصدر : www.anamasry.com

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جرت العادة على أن الناس لا تحترم من لا تكون له شخصية مستقلة، بل تستهجن وتحتقر الإمعي الذي لا هم له إلا تقليد الآخرين، إن أحسنوا أحسن، وإن أساؤوا أساء.

فإذا أردت كسب قلوب الآخرين واحترامهم فكن أنت، إذ أن الإمعية مذمومة في الأمور كلها، ولذا ورد في الحديث الصحيح أن العبد عندما يسأل في القبر فيقال له: (( من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول : هاه، هاه، لا أدري كنت أقول كما يقول الناس، فيضربانه بمطرقة من حديد لو اجتمعت الجن والإنس على أن يقولها ما استطاعوا، فيشتعل عليه قبره ناراً فيصير رماداً )).

و لا يعني هذا الكلام عدم الاستفادة من تجارب الآخرين، ولكـــــن المقصود هو الابتعاد عن التقليد الأعمى الذي لا تراعى فيه الظروف والأحوال والأشخاص والأمكنة والأزمنة.و من المهم كذلك أن لا يخالف الإنسان طبيعته التي فطره الله عليها، فلا ينقلب الرجل إلى امرأة في سلوكه وتصرفاته وكلامه وأخلاقه، ولا تتحول المرأة إلى رجل فتعيش مترجلة بلا أنوثة ولا حياء.

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء)) وفي رواية: (( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال))

ومن جانب آخر لا يليق بالبدوي أن يتكلف تغيير طبيعته وكلامه ليكون كالحضري، ولا يحسن بالحضري أن يتصنع تغيير طبيعته وكلامه ليكون كالبدوي إلا إذا اضطر إلى ذلك اضطراراً، فكل إنسان بطبيعته وفطرته وكلامه محترم. إما إذا تصنع التغيير دون حاجة ( خاصة إذا لم يكن الذي هو عليه سيئاً أو مخالفاً للدين والفطرة السليمة ) فإن هذا التصنع لن يكون في صالحه، وربما يضع نفسه موضع السخرية والاستهزاء والتهكم، وكل ذلك يؤثر سلباً على قوة شخصيته أمام الآخرين واحترامهم له وحبهم إياه. لذا فالأمر يحتاج إلى تعقل حذر، وإلى اجتناب تقليد الآخرين دونهما وجود سبب حقيقي وجيه، ومن هنا نكرر فنقول


كــــ أنت ـــــن



نقل من كُتيب " لا تكن شبحاً " للدكتور : علي الحمادي حفظهُ ربي ورعاه








--------------------