زكاة المال هي الحل الأمثل للقضاء على الفقر عالميًّا

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : عاطف السمري | المصدر : www.muslema.com


سلوك مسلمة

بقلم: المحاسب. عاطف السمري

السادة الأفاضل/ أثرياء العالم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد..
يمر الفقراء في هذا العام 2008م بفقر أشد من الأعوام السابقة؛ نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميًّا، والذي من أسبابه تحويل بعض المواد الغذائية، مثل القمح والذرة.. إلخ إلى وقود حيوي (بديلاً للبترول) لحساب الدول الغنية على حساب الفقراء.
 
ولا تحل مشكلة الفقراء الذين هم تحت خط الفقر والذين دخلهم أقل من (2) دولار يوميًّا حسب تقديرات المؤسسات الدولية (صندوق النقد الدولي)، والذين يبلغوا حوالي (2) مليار نسمة من إجمالي (6) مليارات نسمة تعداد سكان العالم، أي بمقدار ثلث (1/3) سكان العالم.. إلا بإحدى طرق العلاج المثلى، وهي إخراج 2.5% من أموال أثرياء العالم لصالح الفقراء؛ فهي للمسلمين تعتبر زكاة مال، أما لغير المسلمين فتعتبر تبرعات.
 
هذا وسوف يؤدي إلى القضاء على الفقر عالميًّا؛ وذلك بنص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: إنَّ اللهَ فرضَ علىَ أغنياءِ المسلمينَ في أموالهمْ بقْدر الذيِ يَسعُ فُقرَاءَهم، ولنْ يُجهدَ (يشق عليهم) الفقراءُ إذا جاعُوا وَعَرُوا (عدم الكسوة) إلا بماَ يصَنعُ أغنياؤهُم،ْ ألا وأنَّ الله يُحاسبُهمْ حسابًا شديدًا ويُعذبُهمْ عذابًا أليمًا (رواه الطبراني(.
 
وهذه هي الإحصائيات لعام 2007 تؤكد صحة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم كالتالي:

زكاة المال أو التبرعات للأثرياء بالكامل:
- 40700 مليار دولار × 2.5 % = 1017 مليار دولار.
- متوسط دخل الفقراء سنويًّا الذين هم تحت خط الفقر:
- 1017 مليار دولار ÷ 2 مليار نسمة (تحت خط الفقر) = 508 دولارات سنويًّا.
- متوسط دخل الفقير يوميًّا = 508 دولار ÷ 355 يومًا في السنة الهجرية = 1.43 دولار يوميًّا.
1- (مهم) لو أضفنا زكاة الركاز20% على كل ما يخرج من باطن الأرض، مثل البترول والذهب... إلخ.
 
وعلى سبيل المثال الإنتاج العالمي من البترول (الزيت الخام فقط) لعام 2007م يقدر بحوالي 29.352 مليار برميل بسعر 100 دولار للبرميل (متوسط السعر خلال العام) = 2935.200 مليار دولار.
 
إذن زكاة الركاز (الزيت الخام) = 2935.200 ×20% = 587.037 مليار دولار.
إذن نصيب الفقير في العالم = 587.037 ÷ 2 مليار نسمة = 293.52 دولارًا سنويًّا.
إذن نصيب الفقير الواحد يوميًّا = 293.52 ÷ 355 يومًا = 0.82 دولار يوميًّا.
نضيف إلى ذلك نصيب الفقير من زكاة أثرياء العالم = 0.82 + 1.43 = 2.25 دولار يوميًّا.
 
فماذا لو أضفنا إلى ذلك باقي زكاة الركاز على كل ما يخرج من باطن الأرض؟.
2- ولو أضفنا إلى هؤلاء الأثرياء من يملكون مقدار الزكاة السنوي، وهو الفائض عن الحاجة لمدة عام بما يوازي 85 جرامًا ذهبًا × 2.5% لزاد دخل الفقراء أكثر وأكثر، وخاصةً المسلمين.
 
3- ولو أضفنا إلى ذلك زكاة الزروع، وهي 5% من حصاد الأرض المزروعة على كل محصول.
 
4- ولو أضفنا إلى ذلك دخل هؤلاء الأفراد اليومي لزاد أكثر من 3 دولارات يوميًّا، وبالتالي سوف يتم القضاء على الفقر عالميًّا.
 
ونقول أيضًا يفضل كما قال علماء المسلمين أن يتم حجز جزء من أموال الزكاة ويتم عمل مشاريع صغيرة للفقراء، وبالتالي يتم تحويل الفقراء إلى منتجين، وبالتالي بعد عدة سنوات سوف يتحول الفقراء جميعًا إلى منتجين.
 
أما أثرياء المسلمين وغيرهم في الدول العربية:
- فنقول لهم إن الإحصائيات تفيد بأن عدد أثرياء العرب حوالي 350 ألف شخص؛ يملكون أكثر من 1500 مليار دولار، ومنهم من يملك بمفرده أكثر من 20 مليار دولار.
 
- وإن ثلث سكان العرب حوالي 96 مليون نسمة (الذين هم تحت خط الفقر، أي دخلهم اليومي أقل من 2 دولار) من إجمالي 288 مليون نسمة عدد سكان العرب تقريبًا.
 
- زكاة المال = 1500 مليار دولار × 2.5% = 37.500 مليار دولار.
 
- نصيب الفقير = 37.500 مليار دولار ÷ 96 مليون نسمة = 390 دولارًا سنويًّا.
 
- نصيب الفقير الواحد يوميًّا =390 ÷ 355 يومًا في السنة الهجرية = 1.1 دولار.
 
فلو أن أثرياء الدول العربية الإسلامية أخرجوا أموال الزكاة هذه بجانب الإضافات الأربعة السابقة لأصبح الفقراء في الدول العربية أغنياء، وسوف تفيض الزكاة وتنتقل إلى باقي فقراء الدول الإسلامية في العالم أجمع كما حدث في عهد خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز عندما جمع الزكاة ووزَّعها على فقراء المسلمين حتى لم يجد فقيرًا واحدًا في جميع الدول الإسلامية ثم بدأ بتوزيع باقي الزكاة على فقراء النصارى واليهود حتى لم يجد فقيرًا واحدًا ثم بدأ بتزويج الشباب حتى وصل إلى سن الـ17 عامًا للشباب.
 
ونقول لأثرياء المسلمين وغيرهم في الدول العربية أيضَا:
إننا ندعوكم إلى استثمار أموالكم في الدول العربية والإسلامية، وهذا سوف يؤدي إلى النتائج التالية:
1- القضاء على البطالة البالغة أكثر من 17 مليون شاب عاطل في الدول العربية بنسبة 14% من إجمالي قوة العمالة البالغة 121 مليون عامل، في حين أن متوسط نسبة البطالة العالمية حوالي 6% من قوة العمالة.
 
2- استثمار جزء من هذه الأموال في المحاصيل الزراعية، وخاصةً القمح والذرة، وهذا سوف يؤدي إلى الاكتفاء الذاتي، وبالتالي لا نحتاج إلى الاستيراد من الخارج، وعندئذٍ يكون قرارنا من رأسنا وليس من الخارج.
 
3- يوجد في الأراضي السودانية أكثر من 200 مليون فدان صالحة للزراعة، والمستغَل منها 15% فقط بما يوازي 30 مليون فدان، والاستثمار هناك أرخص وأوفر من أي بلد زراعي، وبالتالي سوف تصل المواد الغذائية بأرخص من أي بلد آخر، وخاصةً للفقراء,
4- نشيط الابتكار والإبداع في جميع المجالات يؤدى تدريجيًّا الاستغناء عن الغرب بدرجة كبيرة، وهذا يؤدي إلى خفض الاستيراد بالعملة الصعبة وتكون الأرباح كلها في أيدي المسلمين وغيرهم من العرب.
 
وأخيرًا نقول لأثرياء المسلمين في العالم:
إن الله قد استخلفكم في هذه الأموال وسوف يسائلكم عليها يوم القيامة من أين اكتسبتم هذه الأموال؟ وفيم أنفقتم هذه الأموال؟.
 
فالله نسأل حسن استغلالكم لهذه الأموال في الخير لصالح الأمة العربية والإسلامية.
 
ونذكِّر هؤلاء الأثرياء أصحاب الملايين وأصحاب من يملكون فائضًا سنويًّا ما قيمته 85 جرامًا ذهبًا أو أكثر وأصحاب الأراضي الزراعية والدول المنتجة للبترول والذهب... إلخ، بالتالي: قول الله عز وجل ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ (التوبة: من الآية 103)
(الصدقة تشمل الزكاة والصدقات)
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث طويل: ما نقصَ مالُ عبدٍ مِنْ صدقة (رواه الترمذي: حديث صحيح)
 
2- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ اللهَ يَقْبلُ الصَّدقةَ ويأْخُذُها بِيَمينهِ فيُربَّيها لأحَدكُمْ كَما يُربِّي أحَدُكمْ مُهْرَهُ (الحصان الصغير) حتَّى إنَّ اللُّقْمةَ لَتَصيرُ مِثْلَ أُحُدٍ (جبل أحد)، وتصديقُ ذلكَ في كتابِ اللهِ ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ﴾ (التوبة: من الآية 104)، ﴿يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾ (البقرة: من الآية 276) (رواه الترمذي، حديث صحيح).
 
3- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سَبْعةٌ يُظلُّهُمُ اللهُ فيِ ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ؛ (منهم)... وَرَجلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقةٍ فَأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنفِقُ يَمينُهُ (رواه البخاري ومسلم).
 
4- أحد أبواب الجنة باب الصدقة:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ أنْفقَ زوجينِ (اثنين من الأشياء) فيِ سبيلِ اللهِ نودي في الجنِّةِ: يا عبدَ اللهِ.. هذا خيرٌ، فمنْ كانَ منْ أهلِ الصلاةِ دُعِيَ منْ بابِ الصلاةِ، ومنْ كانَ منْ أهلِ الجهادِ دُعِيَ مْن بِاب الجهادِ، ومْن كانَ منْ أهلِ الصدقةِ دُعِيَ مْن بِاب الصدقةِ، ومنْ كانَ منْ أهلِ الصيامِ دُعِيَ منْ بِاب الريانِ، قالَ أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنه يا رسولَ اللهِ: ما عَلَىَ (هل هناك) منْ دُعِيَ منْ تلكَ الأبوابِ منْ ضرورةٍ (من الممكن) فَهَلْ يُدْعَىَ أحدٌ منْ تلكَ الأبوابِ كُلِّهاَ؟، قالَ: نْعم، وأرجو أنْ تكونَ مِنْهُم (رواه البخاري ومسلم).
 
5- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اليدُ العُليَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وابْدأ بِمَنْ تَعُولُ، وَخْيرُ الصَّدَقَةِ ما كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنىً، وَمَنْ يَستَعِفَّ يُعِفَّهُ الله، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله (رواه البخاري ومسلم)
 
ونذكركِّم بآخر حديث، وهو:
6- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ آتَاهُ الله مالاً فلم يُْؤَدِّ زكاتَهُ مُثِّلَ لَهُ يومَ القيامةِ شُجاعًا أقْرَعَ (ثعبان) لَهُ زَبيبتانِ يُطَوَّقهُ يومَ القيامةِ ثُمَّ يَأْخُذُ بِلهْزِمَتَيْهِ (يعنى شِدْقَيْه) ثُمَّ يقولُ: أنا مَاُلكَ، أنا كَنْزُكَ، ثم تلا هذه الآية: ﴿وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ (آل عمران: من الآية 180) (رواه البخاري ومسلم).