أرفض من أجل عيون أمي

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : محتآجهـ حنآنكـ | المصدر : forums.m7taj.com

ا هذه إحدى القصص الجميلة والحقيقية في رضا الوالدين وبيان أن رضاهما هو سبب السعادة في الدنيا والآخرة فبرضاهم تفتح للأبناء كل الأبواب المغلقة وبدعائهم يدخل الأبناء من أبواب الجنــــة بعد رضا المولى سبحانه وتعالى ..

كانت هناك امرأة كبيرة بالسن ولها ولد واحد وهو من لها بالدنيا وكان زوجها متوفى منذ فترة ولادتها لهذا الولد الذي عاشت معه حياة العمر بعد وفاة زوجها إلى أن كبر هذا الولد وأصبح رجلاً يعتمد على نفسه فلاحظت أن ولدها ليس لديه نية للزواج وهو قد وصل إلى مشارف الثلاثين من العمر ..

سألته : لماذا لا تود الزواج يا ولدي ؟!

قال : لا أريد أن أتزوج وأتركك مع زوجة قد لا تعتني بك ..

قالت : يا ولدي ، إني أريدك أن تتزوج حتى أرى عيالك قبل أن أموت ..

قال : أماه .. لماذا لا تزوجينني من فتاة تختارينها أنت ؟!

قالت : إن شاء الله .. غداً سنذهب إلى القرية التي يسكن فيها أهلي وهناك سأبدأ رحلة البحث عن فتاة تعجبك إن شاء الله تعالى ..

ذهب الشاب مع أمه إلى القرية التي يسكن فيها أهلها وهناك مكثوا لمدة أيام إلى أن وجدت الأم فتاة أعجبتها فذهبت هي وولدها إلى أهل الفتاة فخطبوها فقال لهم أهل الفتاة : انتظروا لعدة أيام حتى يأتيكم الرد بالموافقة أو بالرفض ..

بقي الشاب وأمه في هذه القرية لعدة أيام حتى يأتيهم الرد ولكن الرد تأخر فرجع الولد وأمه إلى قريتهم وبعد شهر تقريباً جاءهم الرسول ليخبرهم أن العائلة وافقت على تزوجيهم ولكن بشرط ... فما هو هذا الشرط ؟!؟

كان الشرط الوحيد هو أن يترك الولد أمه ويعيش مع الفتاة في منزل بمفردهم بعيداً عن أمه لأنه وصلت إلى هذه العائلة أنباء أن الأم تستثير المشاكل وتهوى النزاعات فرفـــــض هذا الشاب الشـــرط وقال بالفم المليان : لا وألف لا ... لن أترك أمي باي حال من الأحوال !!

وطلب من المرسال العودة إلى دياره برفض هذا الشرط الغريب وإخبارهم بصرف النظر عن هذه الفتـــاة وأهلهـــا ..

رجع المرسال إلى أهل الفتاة وأخبرهم بما حدث وأعلمهم بأن الشاب فضل أمه على بنتهم ..

خيم الحزن والألم على هذا الشاب ولكنه احتسب عند الله عنايته بأمه وتفضيلها إياها على كل نساء الدنيا وكتب قصيدة لها يقول فيها :


مسلوب الحشى مرسلي ******** مرسل كلام يسبب بفرقـــــــــــاه
قصده ابعد عن منزل هللي ******** فرقى الحنونه كيف برضــــاه
أمي لا شافت زولي تهلي ******** ولا الوليف لاشاف زولي تحلاه
اسنتين وديدها سقمتلي ******** اركب على المتنين واقول يايـــــاه
امي بالدنيا عـــزالله ضلي ******** ولا الحبيب لابقى الضل يلقــــاه
ان كـــان قصدك بالتقلي ******** انقلع يالمرسال انت ويـــــــــــــاه


وصلت هذه القصيدة إلى والد الفتاة الذي سافر مع أحد أقاربه إلى قرية الشاب ليلتقي به فلما وصل إلى دارهم رحب به الشاب وأكرمه وقال له : بكل صراحة ، لم أكن أعرفك ولا أعرف أمك ولكنني أحببت أن أختبر شخصك في حب أمك ، فإن كنت ستبيع أمك من أجل ابنتي فأنت شـــاب غير صالح للزواج من ابنتي ولكنك نجحت في الاختبار وبعد موقفك في التضحية من أجل أمك فإنني أوافق على تزويجك من ابنتي لأنك شاب صالح وأصيــــل ..

ومع نهاية هذه القصة أهدي المعاني الطيبة والنبيلة فيها إلى كل شاب وفتاة بارين بأمهما وأهديها إلى كل أم صابرة ومحتسبة من أجل أبنائها ..

فعلاً .. من الجميل أن تكون لك أم تحبك وتحبها ، لكن الأجمل من هذا كله أن تضحي بكل ما هو غالي من أجلهــــا
..