التوبة من أذية الناس

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : ابن باز | المصدر : www.binbaz.org.sa

أنا امرأة من المدينة المنورة بلغت من العمر خمساً وأربعين سنة، وقد كبر أولادي وبناتي وبلغت الرشد والعقل الكامل إن شاء الله تعالى، ولكن لي عذر قبل الآن وهو: أنني أتدخل فيما لا يعنيني، ولا أريد أحداً أحسن مني، ولا أستطيع أن ألبس موديلاً من مثل ما يلبسه غيري، وأريد في كل مكان أن تتوجه الأنظار إليّ، وقد ربيت بناتي على ذلك، والآن أعترف أني مخطئة مذنبة، فماذا أعمل من دعاء وصلاة، ومعذرة أن أضبط لساني عن الأذى، وكيف أعمل مع من آذيتهم وتكلمت عليهم، أو سببت لهم مشاكل؟ أرجو أن ترشدوني وتنصحوني لذلك، وأرجو أن توجهوا نصيحةً وإرشاداً لمن مثلي، عسى الله أن يتوب عليَّ ويتوب عليهم،


 

عليك التوبة إلى الله والاستغفار من الذنب عما فعلت من الأذى مع غيرك، وهكذا غيرك من النساء والرجال الواجب عليهم التوبة مما فعلوا من الأذى؛ لأن الله سبحانه يقول: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًاسواءٌ كان الأذى بالكلام أو بالفعال فالواجب التوبة إلى الله من ذلك، والدعاء لمن آذيته والدعاء له والاستغفار له، وإذا عرفتيه واستحللتيه فذلك أكمل إذا تيسر الاستحلال، تقولي له سامحني تعفو عني لقد اغتبتك لقد آذيتك بكذا وكذا، سامحني واعف عني إذا تيسر هذا فهو واجب، أما إذا لم يتيسر لعدم وجود الشخص أو لعدم معرفته في الوقت الحاضر، أو أنك تخشين وقوع هذا لو أخبرتيه أن تزداد الفتنة ويعظم الشر فالدعاء له يكفي والاستغفار له والترحم عليه فهذا يكفي إن شاء الله مع التوبة الصادقة.