كاد محمد صلى الله عليه وسلم أن يفتن.

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : د / عبد الصبور مرزوق | المصدر : www.dar-alifta.org

الشبهة
 
 
الرد عليها
أ. د / عبد الصبور مرزوق

     أخذوا ذلك من فهم مغلوط لآيات سورة الإسراء : ( وإن كادوا ليفتنونك عن الذى أوحينا إليك لتفترى علينا غيره وإذًا لاتخذوك خليلا * ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئًا قليلاً * إذًا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرًا ) (1)
 بعض ما قيل فى سبب نزول هذه الآية أن وفد ثقيف قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم أجّلنا سنة حتى نقبض ما يهدى لآلهتنا من ( الأصنام ) فإذا قبضنا ذلك كسرناها وأسلمنا ، فهَمّ صلى الله عليه وسلم بقبول ذلك فنزلت الآية .
     قوله تعالى  :  " كدت تركن إليهم "  أى هممت أو قاربت أن تميل لقبول ما عرضوه عليك لولا تثبيت الله لك بالرشد والعصمة ، ولو فعلت لعذبناك ضعف عذاب الحياة وعذاب الممات ؛ يعنى : قاربت أن تستجيب لما عرضوه لكنك بتثبيت الله لم تفعل لعصمة الله لك .
 وكل مَنْ هُمْ على مقربة من الثقافة الإسلامية يعرفون أن " الهمّ " أى المقاربة لشىء دون القيام به أو الوقوع فيه لا يعتبر معصية ولا جزاء عليه وهو مما وضع عن الأمة وجاء به ما صح عن النبى صلى الله عليه وسلم قوله :
( وضع عن أمتى ما حدثت به نفسها ما لم تعمل به أو تتكلم به ) ، وعليه . . فإنه لا إثم ولا شىء يؤخذ على محمد صلى الله عليه وسلم فى ذلك .

 

الهوامش:
------------------------
(1) الإسراء : 73-75.