اللغة العربية تنعى حظها

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : حافظ ابراهيم | المصدر : www.balagh.com

رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي
وناديت وقومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقم في الشباب وليتني
عقمت فلم أجزع لقول عداتي
ولدت ولما لم أجد لعرائسي
رجالاً وأكفاء وأدت بناتي
وسعت كتاب الله لفظاً وغاية
ولما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة
وتنسيق أسماء لمخترعات؟
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني
ومنكم وإن عز الدواء أساتي
فلا تكلوني للزمان فإنني
أخاف عليكم أن تحين وفاتي
أرى لرجال الغرب عزاً ومنعة,
وكم عز أقوام بعز لغات
أتوا أهلهم بالمعجزات تفنناً
فيا ليتكم تأتون بالكلمات!
أيطربكم من جانب الغرب ناعب
ينادي بوأدي في ربيع حياتي ؟
ولو تزوجون الطير يوماً علمتم
بما تحته من عثرة وشتات
سقى الله في بطن الجزيرة أعظماً
يعز عليها أن تلين قناتي !
حفظن ودادي في البلى وحفظته
لهن بقلب دائم الحسرات
وفاخرت أهل الغرل والشرق مطرق
حياء بتلك الأعظم النخرات
أرى كل يوم بالجرائد مزلقاً
من القبر يدنيني بغير اناة
وأسمع للكتاب في مصر ضجة
فأعلم أن الصائحين نعاتي
أيهجرني قومي,عفا الله عنهم,
الى لغة لم تتصل برواة ؟
سرت لوثة الإفرنج فيها كما سرى
لعاب الأفاعي في مسيل فرات
فجاءت كثوب ضم سبعين رقعة
مشكلة الألوان مختلفات
الى معشر الكتاب والجمع حافل
بسطت رجائي بعد بسط شكاتي
فإما حياة تبعث الميت في البلى
وتنبت في تلك الرموس رفاتي
وإما ممات لا قيامة بعده
ممات لعمري لم يقس بممات