حبات الزجاج

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : وحيد خيون | المصدر : www.adab.com

 

حلاوتـُها تطولُ ولن تـُطــالا وأحلى أن تكونَ هي المُحالا
بها حُبّّ ٌ لنا لو كان فينــــا فتـَدْعُونا لـــها ما قيلَ لا لا
وتعصي حُبّــَها عصيانَ قوم ٍ يرَوْنَ حرامَ فرقـَتِنا حــلالا
نظرْتُ لوجهـِها حتى كأني أرى يَمـّـا ً يفيضُ دَمَاً زلالا
وحينَ تسارَعَتْ دقـّاتُ قلبي عَرَفـْتُ بأنني سأموتُ حالا
فكنْ حذِرا ً بأنكَ بعدَ هذا تطيرُ بعاصِفِ الدّنيا رمالا
ومثـلـُـكِ أنتِ تبعدُ دونَ هجر ٍ لتـَهْجُرَ قاصداً منها الوصالا
غناكِ على هواكِ على جمال ٍ قصَدْتـُـكِ .. لاغِناكِ بل الجَمَالا
إذا ما أسفرَ النائونَ عنـّـا كفانا أنْ نرى منكِ الخيالا
غدا دربُ البريدِ لنا مدارا ً أ ُنازلُ فيهِ أقمارا ً نِزالا
أسَرْتُ الشـّمسَ في ليل ٍ طويل ٍ وصُبْح ٍ قد أسَرْتُ بهِ الهـِلالا
حَرصْـنا أن نكونَ لها جوابا ً و تحرصُ أن تظلّ َ لنا سؤالا
وقفنا والصدى قاس ٍ علينا وما أعطتْ لنا الحرّاسُ بالا
ولو أنـّا تجاوَزْ نا هواها لـَشُـكّ َبأننا كنـّـا رجالا
فمٌ تتناسقُ الأسنانُ فيهِ كحَبّـاتِ الزُجاج ِ إذا تـَلالا
وأنفاسٌ تـُعطـِّرُ ألفَ حيّ ٍ سهولا أو هضاباً أو تِـلالا
وقد تجدُ الجبالُ لها سبيلا ً إذا ما كاشَفَ النـّهدُ الجبالا
متى مالَ النسيمُ بعودِ وردٍ لها عُودٌ من النسرين ِ مالا
يزيدُ خِمارُها الوَجَناتِ نورا ً لها ما لم تنـَلْ بالحُسن ِ نالا
كأنّ اللهَ ألزَمَهـُنّ َ زِيـّـاً لكي يعْرِفـْنَ يصْطـَدْنَ الرِجالا
وأنتَ ترى النِساءَ مُخدّراتٍ أشدّ َ سنىً وسِحْرا ً وانفِعالا
لها من حُسنِها لكَ تـُرْجُمانٌ إذا سكـَتـَتْ كعادَتِهـِنّ َ قالا
وإنْ نطَقـَتْ فشُـغـْـلُـكَ بالثنايا أضاعَ عليكَ سمْعَـكَ والمَقالا
وأنتَ ترومُ دربَيْها تـُلاقي عُبابَ البحرِ بالضّـفـَتـَيْن ِ غالى
إذا داعَبْتَ في الميناءِ جُزءا ً رأيتَ الماءَ من حدّيْهِ سالا
لهُ بابان ِ بابٌ تحتَ بابٍ إذا بالغتَ بالمُفـْـتاح ِ زالا
و زورَقـُـكَ القصيرُ إذا تمَشـّى على بُعْدٍ من الضِـفـَتـَيْن ِ طالا
فلا هذا يُوالي غيرَ هذا ولا هذا سوى هذين ِ والى
وللسُفـُن ِ التي أوْدَتْ ببعض ٍ مُداعَبة ً وضربا ً واحتِــلالا
تظنّ ُ بأنّ معركة ً أماتـَتـْ ـهـُما لكنـّها خـَـلـَـقـَتْ عِيالا
ولو أنّ الغيومَ لها قلوبٌ أناختْ فوقَ مَنْ أهوى ظِلالا
كأنّ بشـَعْرِها والريحُ تجري خيولا ً شارِداتٍ أو جـِمالا
أُحِبّ ُعيونَ (يَــمّ ٍ) وهْيَ تبكي فقد زادَ الأسى فيها جَمالا
وإنْ ضحِكـَتْ فقد رمَتْ المآ قي نِصالا ً تزدري تـَرَفا ً نِصالا
وقد تتهيّبُ الفرسانُ حربا ً يكونُ سلاحُ مَنْ لا قـَوْا دَلالا
أُراهِنُ لو يراكِ الصخرُ ينسى صلادتـَهُ ويُنـْشِدُ كِ ارتِجـالا
وما أكبَرْتُ سِحْرَكِ غيرَ أني لقد أكـْبَرْتُ قـُدْرَتـَهُ تعالى