ياله من صوت !!

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : جـبـير المليـحان | المصدر : www.arabicstory.net

فوق الطريق الطويل ،

الطريق الذي تسلكه الحيوانات و الناس ، و تلعب به الأتربة في ضحى كل يوم .. مرت غيمة صغيرة .. و توقفت :

شاهدت .. التربة اليابسة .. و الصخور العطشى .. و المنعطف الكالح .. و الآثار الكثيرة للحيوانات المتعبة ، والأرجل الحافية ..و الأغصان المتكسرة .. و الأوراق التي تلعب في الهواء مع الغبار....

بكت الغيمة الصغيرة ؛

بكت مطرا كثيرا ،

مطرا نزل بمرح كبير ،

مطر ، مطر ،

ماء كثير أحاط بالطريق الطويل .. لفه برطوبة ناعمة .. و سقاه .

كل تلك الأشياء : الطريق ، الأتربة ، الصخور ، المنعطف ، الآثار ، الأرجل ، الأغصان ، الأوراق و الغبار : كلها فرحت .. فرحت بالماء .. و شربت حتى تمدد الغبار فوق الأرض وتغطى بالأوراق المتراخية ، و نام .

في الصباح الباكر فتحت الشمس الكبيرة عينيها ،

و فتحت نبتة صغيرة ورقتين صغيرتين ، بجانب المنعطف تماما ..

مرت الحيوانات .. و مشت الأرجل .. و عاد الغبار يتقافز خلف الخطوات .. و سقطت بعض الأوراق .. .. لكن النبتة الصغيرة ، كانت تنتظر كل يوم شمسها ، و عندما ترى عينيها تشعان بنور ذهبي ، تخرج من محفظتها ورقتين جديدتين .. تخرجهما في أطراف غصنها الغض .. و تعرضهما ضاحكتين للشمس .

الحيوانات تمر .. و الأرجل .. و الغبار .. و النبتة تخرج أوراقها كل يوم .

هي الآن تملك الكثير من الأغصان .. و الكثير الكثير من الأوراق الخضراء .. إنها شجرة .. شجرة تتساءل :

- كيف تمر بجانبي كل هذه الأشياء دون تحية ؟!

كانت ترى الأشياء ( حيوانات ، أرجل ، غصون ، أوراق ، هواء ....... ) تمر راكضة ، طائرة ، مسرعة ، متدحرجة ...... دون أن تتحدث معها .. و تتساءل : لماذا ؟

لم تجد جوابا .. أبدا كانت هذه الأشياء لا تراها .. لا تحس بها ؛ و هي تتساءل ؟ لماذا ؟ لماذا؟

نامت الشجرة القلقة ، و حلمت أن عصافير صغيرة و ملونة ، قد حطت على أغصانها ، و أخذت تنسج أعشاشا لها ، و هي تغني بألحان جميلة .. ألحان لم تسمع بها من قبل .. و كانت الشجرة تتراقص بأغصانها ، و هي مسرورة جدا .. كانت .....

في الصباح الباكر : فتحت الشمس الكبيرة عينيها الذهبيتين .. و فتحت الشجرة أغصانها للهواء و النور .. و لدهشتها ، كانت العصافير الصغيرة الملونة ، تبني أعشاشها ، و هي تغرد بألحان جميلة كرذاذ المطر الخفيف الذي أخذت تنثره الغيمة الصغيرة المارة فوق الطريق الطويل