سعد بن معاذ رضي الله عنه مع أبي جهل وأميه بن خلف

الناقل : mahmoud | المصدر : www.rasoulallah.net

سعد بن معاذ رضي الله عنه مع أبي جهل وأميه بن خلف  


·   عن سعد بن معاذ ، أنه كان صديقا لأمية بن خلف ، وكان أمية إذا مر بالمدينة نزل على سعد بن معاذ ، وكان سعد إذا مر بمكة نزل على أمية .


فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم  المدينة انطلق سعد بن معاذ معتمراً فنزل على أمية بمكة ، قال سعد لأمية : أنظر لي ساعة خلوة لعلي أطوف بالبيت ، فخرج به قريبا من نصف النهار ، فلقيهما أبو جهل ، فقال : يا أبا صفوان من هذا معك ؟ قال : هذا سعد . قال له أبو جهل : ألا أراك تطوف بمكة آمنا وقد أويتم الصبأة وزعمتم أنكم تتصرونهم وتعينونهم ، أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالما .


فقال له سعد ، ورفع صوته عليه : أما والله لئن منعتني هذا لأمنعنك ما هو أشد عليك منه : طريقك علىالمدينة .


فقال له أمية : لا ترفع صوتك ياسعد على أبي الحكم ، فإنه سيد أهل الوادي . قال سعد : دعنا عنك  يا أمية ، فوالله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول : (( إنهم قاتلوك )) قال  : بمكة ؟ قال : لاأدري .


ففزع لذلك أمية فزعاً شديداً .


فلما رجع إلى أهله قال : ياأم صفوان ألم ترى ما قال لي سعد ؟ قالت : وما قال لك ؟


قال : زعم أن محمد أخبرهم أنهم قاتلي : فقلت له : بمكة ؟قال : لا أدري فقال أمية: والله لاأخرج من مكة .


فلما كان يوم بدر ، استنفر أبو جهل الناس ، فقال : أدركوا عيركم . فكره أمية أن يخرج ، فأتاه أبو جهل فقال : يا أبو صفوان ، إنك متى يراك الناس قد تخلفت ، وأنت سيد أهل الوادي ، تخلفوا معك .


فلم يزل به أبو جهل حتى قال : أما إذا غلبتني فوالله لأشترين أجود بعير بمكة .


ثم قال أمية : يا أم صفوان جهزيني . فقالت له:يا أبو صفوان وقد نسيت ما قال لك أخوك اليثربي ؟ قال : لا ، وما أريد أن أجور معهم إلا قريبا .


فلما خرج أمية أخذ لا ينزل منزلا إلا عقل بعيره ، فلم يزل كذلك حتى قتله الله ببدر .

 

 


غريب القصة :


ـ الصُباة : جمع صابي وهو الذي يتنقل من دين إلى دين .


ـ فزع : أي خاف وفي رواية إسرائيل ( قال أمية ) : " قال فوالله ما يكذب محمد إذا حدث " ( 7 / 283 الفتح) .


ـ أم صفوان : هي كنيتها واسمها صفية ، ويقال كريمة بنت معمر بن حبيب ، وقبل أسمها فاختة بنت الأسود .


ـ اليثربي : نسبة إلى يثرب  اسم المدينة قبل الإسلام ، والمراد بالاخوة هنا المعاهد والموالاة


ـ استغفر :أي طلب خروج الناس .


ـ عيركم :أي الإبل والقافلة التي كانت تحمل الميرة والزاد مع أبي سفيان .


الفوائد والعبر :


1-   شجاعة المسلم ولو كان بين الكفار وحده .


2-   الإنباء بمصرع أمية من البشائر المثبتة للمؤمنين .


3-   من علامات النبوة ذكر من يقتل ببدر .


4-   المبطلون يعدون الأسباب للنجاة عند الخطر .


5-   ما كان عليه سعد بن معاذ من قوة النفس واليقين بالله سبحانه .


6-   إن للعمرة شأن قديم .


7- إن الصحابة كان مأذون لهم في الاعتمار من قبل أن يعتمر النبي صلى الله عليه وسلم  بخلاف الحج . ( الفقرة ـ 6-7 من الفتح 7/ 284) .


8-   " أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة " [ النساء : 78] .