إسلام عبدالله بن سلام رضي الله عنه

الناقل : mahmoud | المصدر : www.rasoulallah.net

إسلام عبدالله بن سلام رضي الله عنه .


    عن أنس قال : سمع عبد الله بن سلام بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم  وهو في أرض له ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم    فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلانبي ، ما أول أشراط الساعة ؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة ؟ وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه .


قال : أخبرني بهن جبريل آنفا. قال : جبريل ! قال : نعم . قال : عدو اليهود من الملائكة .ثم قرأ : " من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله" .


    قال : " أما أول أشرط الساعة فنار تخرج على الناس من الشرق تسوقهم إلى المغرب ، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت ، وأما الولد فإذا سبق ما الرجل ماء المرأة نزع الولد ، وإذا سبق ماء المرأة الرجل نزعت الولد "


    فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله . يا رسول الله إن اليهود قوم بهت وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني .


فجاءت اليهود . فقال : أي رجل عبد الله فيكم ؟ قالوا : خيرنا وابن خيرنا ، وسيدنا وابن سيدنا : قال : أرأيتم إن أسلم؟ قالوا أعاذه الله من ذلك .


فخرج عبد الله فقال : أشهد أن لا إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله قالوا شرنا وابن شرنا وانتقصوه .


قال : هذا الذي كنت أخاف يا رسول الله .


غريب القصة:


ـ عبد الله بن سلام : ابن الحارث من خواص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم  الحبر الإسرائيلي ثم الأنصاري حليف الانصار ، وكان من يهود قينقاع ، أسلم عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم  المدينة مهاجراً ؛ قال شيخ الإسلام (19/222) .


" ابن سلام وأمثاله هو واحد من جملة الصحابة والمؤمنين وهو من أفضلهم ، وكذلك سلمان الفارسي ، فلا يقال فيه : أنه من أهل الكتاب ، وهؤلاء لهم أجور مثل أجور سائر المؤمنين بل يؤتون أجرهم مرتين ، وهم ملتزمون من جميع شرائع الإسلام ، فأجرهم أعظم من أن يقال فيه( أولئك لهم أجرهم عند ربهم ) " أ . هـ .


قلت : أتفق أهل التاريخ على أن مات سنة ثلاث وأربعين بالمدينة رضي الله عنه .


ـ أشراط : الاشراط جمع شرط  وتعني العلامات التي يعقبها قيام الساعة .


ـ زيادة كبد الحوت : الزيادة هي القطعة المنفردة المعلقة في الكبد ، وهي في المطعم في غاية اللذة ( الفتح 7/273) .


ـ بهت : يضم الوحدة والهاء ، ويجوز اسكانها ؛ جمع بهيت وهو الذي يبهت السامع بما يفتريه عليه من الكذب ( الفتح 7/273) .


وقال الكرماني (15/ 146 ) : " بهت . جمع بهوت ، وهو كثير البهتان " قلت : ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم  : " أتدرون ما الغيبة ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : ذكرك أخاك بما يكره قيل : أفر رأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته " رواه مسلم .

 

 


الفوائد والعبر :


1- العداوة لجبريل عليه السلام كفر بالله وآياته، وإنما عادى اليهود جبريل عليه السلام لأنه يأتي بالحق من عند الله على رسله .


قال العلامة السعدي في تفسيره (1/116) : العداوة لجبريل ، الموصوف بذلك ،كفر بالله وآياته , وعداوة لله ورسوله وملائكته , فإن عداوتهم لجبريل , لا لذاته بل لما ينزل به من عند الله من الحق على رسل الله فتضمن الكفر والعداوة للذي أنزله وأرسله ، والذي أرسل إليه فهذا وجه ذلك " أ . هـ .


2- من أشراط الساعة النار التي تحشر الناس ، وقد جاءت الروايات بالإضافة إلى حديث الباب حديث حذيفة بن أسيد " أطلع النبي صلى الله عليه وسلم  ونحن نتذاكر


فقال : ما تذكرون؟ قالوا : نذكر الساعة قال : انها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات .. وآخر ذلك نار تخرج من اليمن فتطرد الناس إلى محشرهم" رواه مسلم وفي رواية "ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس " وعند أحمد عن ابن عمر " ستخرج نار من حضرموت أو من بحر حضر موت قبل يوم القيامة تحشر الناس " .


قال الحافظ في الفتح (13/83) : " وهذا في الظاهر يعارض حديث أنس المشار إليه في أول الباب ، فإن فيه أول أشراط الساعة نار تحشرهم من المشرق إلى المغرب ، وفي هذا أنها آخر الأشراط ، ويجمع بينهما بأن آخريتها باعتبار ما ذكر معها من الآيات ، وأوليتها باعتبار انها أول الآيات التي لا شيء بعدها من أمور الدنيا أصلا بل يقع بانتهائها النفخ في الصور ، بخلاف ما ذكر معها فإنه يبقى بعد  كل آية منها أشياء من أمور الدنيا " أ . هـ .


وقال في موضع آخر ( 11/ 378/ ـ 379) : " وقد أشكل الجمع بين هذه الأخبار ، وظهر لي في وجه الجمع أن كونها تخرج من قعر عدن لا ينافي حشرها الناس من المشرق إلى المغرب ، وذلك أن أبتداء خروجها من قعر عدن فإذا خرجت انتشرت في الأرض كلها ، والمراد بقوله " تحشر الناس من المشرق إلى المغرب " ارادة تعميم الحشر لا خصوص المشرق والمغرب ، أو أنها بعد الانتشار أول ما تحشر أهل المشرق , ويؤيد ذلك ان ابتداء الفتن دائما من المشرق .. وأما جعل الغاية إلى المغرب فلأن الشام بالنسبة إلى المشرق مغرب ،ويحتمل أن تكون النار في حديث أنس كناية عن الفتن المنتشرة التي أثارت الشر العظيم والتهبت كما تلتهب النار ، وكان ابتداؤها من قبل المشرق حتى خرب معظمه وانحسر الناس من جهة المشرق إلى الشام ومصر وهما من جهة المغرب كما شوهد ذلك مرارا من المغول من عهد جنكيزخان ومن بعده ، والنار في الحديث على حقيقتها والله أعلم " .


3-  طعام أهل الجنة .


4-  مشابهة الولد والديه .


5-  من أساليب المحاججة وافحام الخصم .


6-  الحجج والبراهين والآيات لا ينتفع بها إلا المؤمنون .


7-  إسلام قائل الشهادتين .