تعرّف على قوة عقلك الباطن!!

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : محمود النشيط | المصدر : www.tarbya.net

تعرّف على قوة عقلك الباطن!! 
محمود النشيط 
جريدة الأيام - البحرين 
26/01/2005
  

 

لكل انسان قوة رهيبة في داخله الا انه لا يعرفها وبالتالي لا يحسن التصرف معها، وتعرف هذه القوة بـ "قوة العقل الباطن" الا ان استغلاله الامثل من شخص لآخر يختلف بين الناس مما يجعله عند البعض اكثر فاعلية بينما عند آخرين لا يعني شيئا.


عندما نجول مع الدكتور: جوزيف ميرفي الذي ألف كتاب "قوة عقلك الباطن" والذي طبع منه اكثر من مليون نسخة وترجم الى عدة لغات عالمية فعندئذٍ ستكون صورة ما نتحدث عنه واضحة لمن يبحث عن هذه القوة.


ان التعرف على هذه القوة الخارقة التي تستطيع بفعل قوتها ان تكون المعجزة الفاعلة للعقل الباطن وان تشفيك من المرض وتعطيك الحيوية والقوة من جديد، وبتعلمك اياها تعرف كيف تستفيد من قوتك الداخلية، وسوف تخرج من باب سجن الخوف، لتدخل باب الحرية الرائعة.


واذا ما جبنا بين فصول الكتاب المتعددة فاننا سنتعرف على بعض الامور التي سعى الكاتب الى ذكرها وشرحها بما يناسبها من الاستدلالات حيث انه وصف بعضها اذا ما فعلها الانسان بالمعجزة وتساءل في اكثر من موضع عن كيفية تحقيق المعجزة في الحياة؟ والاجابة كما يعرفها بأنها في واقعنا المعاش يوميا ولا يكاد يختلف من واحد الى آخر ولماذا يوجد انسان سعيد وآخر حزين؟ ولماذا يوجد انسان فرح ثري وآخر بائس وفقير؟ ولماذا هناك انسان خائف وقلق وآخر مليء بالثقة والايمان؟ ولماذا انسان يمتلك منزلا فخما وجميلا بينما انسان آخر يكاد يظل على قيد الحياة في حي مزدحم فقير؟ ولماذا يحقق انسان نجاحا باهرا وانسان آخر يفشل فشلا ذريعا؟ ولماذا هناك انسان خطيب مفوه وله شعبية طاغية وانسان متوسط الحال ولا يسمع عنه احد؟ ولماذا لا يوجد انسان عبقري في عمله او مهنته وانسان آخر يكدح طوال حياته دون ان يفعل او يحقق شيئا يساوي ما بذله من جهد ووقت؟ لماذا يشفى انسان من مرض عضال وانسان لا يشفى منه؟ ولماذا يعاني العديد من الاشخاص الصالحين والمتدينين من عذاب روحي وجسدي لا حد له؟ ولماذا يحقق العديد من الاشخاص الظالمين غير المتدينيين نجاحا وازدهارا او يتمتعون بصحة مشرقة؟ ولماذا تحقق امرأة نجاحا في زواجها واخرى تشعر بالتعاسة وخيبة الامل؟ هل توجد اجابة على تلك الاسئلة من خلال المساعدة التي يقدمها لك عقلك الواعي وعقلك الباطن؟ من غير ريب توجد اجابة على ذلك.

 

 

الإجابة.. الخروج من السجن إلى الحرية..


وللاجابة على كل الاسئلة المطروحة سابقا وغيرها ما يجول داخل كل منا يقول الدكتور جوزيف ميرفي: ان ما دفعه وحثه على تأليف هذا الكتاب والرغبة الملحة للحصول على اجابة وتفسير للتساؤلات كلها من خلال لغة بسيطة فيها الحقائق الجوهرية والاساسية للعقل حيث من الممكن شرح وتفسير قوانين العقل والحياة الجوهرية الاساسية في لغة يومية عادية مثل لغة الصحف اليومية والمجلات الدورية وفي مكان العمل والمنزل.


ان الاقتناع التام بأنك سوف تمسك بقوة معجزة فاعلة، تنتشلك من الاضطراب والبؤس والقتل والنزوع الى الحزن، وترشدك - في الوقت ذاته - الى مكانك الحقيقي وتحل الصعوبات التي تواجهها وتبعدك عن استرقاق العاطفة والجسد لك، وتضعك تلك القوة المعجزة على طريق يوصلك الى الحرية والسعادة وراحة البال.


كما تستطيع هذه القوة الفاعلة للعقل الباطن ان تشفيك من المرض وتعطيك الحيوية والقوة من جديد وتعلمك كيف تستفيد من قوتك الداخلية سوف تخرج من باب سجن الخوف لتدخل باب الحرية الرائعة.

 

 

فك قيود المعجزة..

 

الى ذلك ان الشفاء الذاتي للجسم سيظل اكثر الادلة اقناعا على وجود قوة العقل الباطن، فمنذ اكثر من اربعين عاما مضت شفيت من مرض خبيث - يطلق عليه طبيا اسما "السرقوم" - والحديث للمؤلف - وذلك عن طريق استخدام قوة الاستشفاء العقلي الباطن التي ما تزال تحافظ على وتديرها كل وظائف الجسم الحيوية.


انه كان امرا طبيعيا ان اؤمن ان الخالق المبدع الذي كون اعضائي وشكل جسمي وجعل قلبي يدق، يستطيع ان يشفي ما صنعت يداه وتقول الحكمة المأثورة "الطبيب يعالج والشفاء على الله".


ويطلق على التفاعل المنسجم لمستويات كل من العقل الواعي والعقل الباطن الموجهة علميا لغرض معين "الصلاة العلمية". وهو ما يجده المتصفح للكتاب حيث ان الطريقة العملية التي تستطيع بها ان تنزع الغطاء عن العالم القوي المطلق الذي داخلك لكي تتمكن من الحصول على ما تريد في حياتك.


فأنت ترغب في حياة اكثر سعادة وكمالا وغنى فعليك - اذا - ان تبدأ في استخدام القوة المعجزة لكي تجعل طريقتك في الحياة اليومية سهلة وتحل مشاكل العمل وتحقق الانسجام في علاقاتك الاسرية.


ستجد ايضا ان الفصول العديدة تشرح لك كيف تعمل هذه القوة الرائعة، وكيف يتسنى لك اخراج الالهام والحكمة الكامنة في داخلك وكيف يمكن اتباع الوسيلة العلمية الجديدة في استكشاف المستودع الذي لا حدود له وسوف تثبت لنفسك ان هذه الطريقة المذهلة يمكن ان تساعدك لتكون نقطة التحول في حياتك.

 

 

أحداث ووقائع حية..


بعد كل هذا هل تعرف كيف تصلي بصدق؟ خاصة وان كل انسان يصلي الا ان المدة التي تقضيها عندما تفعل ذلك كجزء من نشاطك اليومي في حالة الطوارئ وفي وقت الشدة والاضطراب وفي المرض وعندما يندس الموت بيننا يتدفق الدعاء والصلاة منك ومن اصدقائك وما عليك الا ان تتصفح جريدتك اليومية لترى الصلوات والدعاء والتضرع يتمتم بها افراد الشعب من اجل طفل اصيب بمرض عضال لا يرجى شفاؤه ومن اجل ان يحل السلام بين الدول، ومن مجموعة عمال المناجم لا يستطيعون الخروج من احد المناجم التي غمرتها السيول، وبعدما نجحوا قالوا: "انهم ظلوا يتضرعون ويصلون وهم ينتظرون النجاة"، ويقول قائد طائرة ركاب: "انه تضرع خلال هبوطه بطائرته اضطراريا بالنجاح".. لا شك ان الدعاء والصلاة يمثلان مساعدة موجودة دائماة تلجأ اليها وقتما يشتد عليك الكرب، ولكن لا يجب عليك ان تنتظر وقوع البلاء لتجعل الدعاء والصلاة جزءا من حياتك وتتصدر الاستجابة المفاجئة والمنيرة للدعاء والصلاة والتضرع العناوين الرئيسية في الصحف وهي دلائل بيانات عن اثر الصلاة والدعاء. ما هو شكر الله على النعمة، والدعاء الخالص، والذي يتقرب به الانسان الى ربه؟ ومن خلال العمل مع الناس والاتصال بهم اصبح من الضروري البحث عن طرق مختلفة للدعاء والصلاة والتضرع.


لقد جربت تأثير قوة التضرع والصلاة في الحياة الخاصة، وتحدثت وعملت مع اناس نالوا المساعدة عن طريق تضرعهم وصلاتهم ولكن تكمن المشكلة في انك كيف تعلم وتخبر الناس كيف يؤدون الصلاة والدعاء.

 

فعندما يقع الانسان في ضائقة يجد صعوبة في التفكير والتصرف بعقلانية فهم في حاجة الى صيغة سهلة يتبعونها واطار واضح وبسيط ومحدد وغالبا يتعين اقتيادهم حتى يتخطوا الحالة الطارئة التي يمرون بها.

 

 

الميزة الفريدة التي يتمتع بها...


وبعد قطع جزء من رحلة التعرف على قوة العقل الباطن لابد ان ندرك بأن هناك ميزة فريدة يتمتع بها هذا الكتاب وهي المنهاج العملي الواقعي الذي يسير عليه وهناك العديد من التقنيات والوسائل التي تتسم بالبساطة وسهولة الاستخدام والتي تستطيع ان تطبقها في ايام العمل والايام العادية.


لقد تعلم هذه الوسائل البسيطة الكثير من الرجال والنساء في جميع انحاء العالم ومؤخرا حضر ما يزيد عن الف شخص محاضرة خاصة القيت في لوس انجلوس فيها تسليط الضوء على الكثير مما جاء في هذا الكتاب ومنها توضيح السبب لحدوث العكس لما كنت تصلي وتتضرع من اجل ان يتحقق في اغلب الاحيان.


يسأل الكثيرون في انحاء العالم: "لماذا اتضرع وادعو كثيرا ولا يستجاب لي"؟ ستجد هنا الاسباب وراء هذه المشكلة العامة وستجد الوسائل العديدة في التأثير على العقل الباطن لتحصل على الاجابة الصحيحة التي تجعل لهذا الكتاب قيمة غير عادية وتمنحك المساعدة اللازمة وقت الشدة.

 

 

رأي الكاتب في التضرع


ويقول المؤلف ليس ما اعتقد فيه هو ذلك الشيء الذي يتحقق نتيجة لتضرع الانسان وصلاته فالاستجابة للتضرع والصلاة تنتج عندما يستجيب العقل الباطن للصورة الذهنية او الفكر في العقل الواعي للانسان وهذا الاعتقاد يتحقق في جميع اديان العالم، وهو السبب في ان كل الاديان صادقة وحقيقية تتقبلها النفس، فالمسيحية والاسلام واليهودية تستجيب للصلوات ليس من اجل عقيدة معينة او دين او نسب او طقوس او شعائر او ادعية او قرابين.


وانما الاستجابة فقط بسبب ايمان او قبول العقل لما يصلون من اجله فقانون الحياة هو قانون الاعتقاد والاعتقاد يمكن ايجازه في انه الفكر الذي في عقل الانسان وبما ان الانسان يفكر ويشعر ويؤمن فان ذلك يرتبط بحالة عقله وجسده وبيئته. واي وسيلة او منهاج مؤسس على فهم الذي تفعله، ولماذ تفعله سوف يساعدك على ان تجعل العقل الباطن يتضمن جميع الاشياء الطيبة في الحياة وبشكل جوهري فان الدعاء المستجاب هو تحقيق ما يتمناه القلب ويتمنى كل امرئ الصحة والسعادة والامن وراحة البال وصدق الحديث ولكن الكثير يفشل - بشكل جلي - في تحقيق نتائج محددة.

 

 

في الختام..

يقول الدكتور: جوزيف ميرفي: وقد اعترف احد اساتذة الجامعة لي ذات مرة قائلا: اعرف انني اذا غيرت في طريقة تفكيري، واعدت توجيه حياتي العاطفية، فان قرحة المعدة لن تعاودني مرة اخرى ولكن ليس لدي اية وسيلة او منهاج او طريقة للعمل لتحقيق ذلك وعقلي ينشغل بالتفكير في كثير من اهتماماتي واشعر بالضجر والضيق وخيبة الامل والتعاسة، فالاستاذ الجامعي لديه الرغبة في حياة صحية جيدة، واحتاج لمعرفة الطريق الذي يسلكه عقله ليجعله قادرا على تحقيق رغبته كاملة ومن خلال ممارسته لطرق الاستشفاء المشروحة في هذا الكتاب قد اصبح في اتم صحة وعافية. "كل الرجال لديهم طريقة تفكير واحدة".


هذا هو القول المأثور للكاتب والفيلسوف الامريكي "رالف والدو اميرسون" ان القوى المعجزة الفاعلة لعقلك الباطن موجودة قبل مولدك ومولدي، وقبل وجود العالم وتاريخ الحقائق الابدية العظيمة ومبادئ الحياة تسبق جميع الاديان ومن خلال هذه الافكار الموجودة في العقل فانني احثك - على ان تتشبث بهذه القوى الرائعة والتي لها قدرة تحويلية حيث انها سوف تضمد الجراح الجسدية والروحية، وترشد عقلك الذي يستحوذ عليه الخوف الى طريق التحرر وتجردك - بشكل عام - من قيود الفقر والفشل والتعاسة والعوز والاحباط وكل ما عليك ان تفعله هو ان تلتحم عاطفيا وذهنيا مع الخير الذي تتمنى تجسيده وتبعا لذلك سوف تستجيب القوى المبدعة لعقلك الباطن، ابدأ الآن واليوم، دع العجائب والمعجزات تحدث في حياتك وواصل واستمر حتى يزول الظلام وينبثق نور الفجر وتكون لديك "قوة عقلك الباطن".