مميزات المنهج بمفهومه الحديث

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : علياء العسيلى | المصدر : www.tarbya.net

مميزات المنهج بمفهومه الحديث 

 

التربية تريد منهجاً يمتاز بخصائص ومميزات ترقى به إلى مستوى الكفاية في بنائه, ذلك أن العمل الأساسي للنمو الثقافي يكمن في بناء منهج مدرسي يستطيع فيه كل فرد أن يتعلم من خلال عملية التربية الجديدة, ليصبح إنساناً بنمط ثقافي جديد فيه تلاءم واضح بين التربية السائدة خارج المدرسة وتلك التي تكون داخلها.

 

ومن أبرز هذه الخصائص:

1.     من المفروض أن يكون المنهج المدرسي في فلسفته ومحتواه محافظاً وتقدمياً في نفس الوقت.

2.     من المفروض أن يتم إعداد المنهج المدرسي بطريقة تعاونية بحيث يراعى واقع المجتمع وفلسفته وطبيعة المتعلم وخصائص نموه, وأن يعكس التفاعل بين التلميذ والمعلم والبيئة المحلية والثقافية والمجتمع, وأن يتضمن جميع أوجه النشاط التي يقوم بها التلاميذ, وأن يتم اختيار الخبرات التعليمية في حدود الإمكانيات المادية والبشرية أن يؤكد على أهمية العمل الجماعي, وأن يحقق التناسق والتكامل بين عناصر المنهج

3.     المنهج الحديث يمتاز بأنه يؤكد على الجانب الخلقي في الجوانب التعليمية.

4.     يمتاز المنهج الحديث بأنه يؤكد فكرة الجماعة وفاعليتها.

5.     يؤكد على الأساليب التي تلائم عملية التغير الاجتماعي, بحيث يكون عند المتعلم استعداد لقبول التغير.

6.     يمتاز بأنه يقوم على أساس من فهم الدراسات السيكولوجية المتعلقة بالمتعلم ونظريات التعلم.

7.     يمتاز المنهج الحديث بأنه يقوم على أساس من فهم الطبيعة الإنسانية فنجد أن النظرة إلى الطبيعة الإنسانية تختلف باختلاف الفلسفات.

8.     المنهج الحديث يعمل على ربط المدرسة بغيرها من المؤسسات الاجتماعية الأخرى فهو يعمل على الربط بين المدرسة والبيئة, سواء كانت بشرية أو طبيعية أو كانت مؤسسات من صنع الإنسان.

9.     يمتاز المنهج الحديث في قيام المعلم بالتنوع في طرق التدريس حيث يختار أكثرها ملائمة لطبيعة المتعلمين وما بينهم من فروق فردية وفي ضوء هذا الدور الجديد للمعلم لم يعد عمله مقتصراً على توصيل المعلومات إلى ذهن التلميذ , وإنما اتسع فأصبح المعلم مرشداً وموجهاً ومساعداً للتلميذ على نمو قدراته واستعداداته على اختلافها.

 

في سنة (1963) قدم للمؤتمر القومي لجمعية الأشراف وتطوير المناهج ورقتان بواسطة بومشامب. الأولى حللت فيها مداخل العالم في مهام بناء النظرية في المنهج والثانية بين دور الفلسفة في تطوير نظرية عملية المنهج ولخص سميث فيها ثلاث مهام يمكن أن تتناولها الفلسفة في مساعدة منظر المنهج وهي تكوين الأهداف التعليمية, اختيار وتنظيم المعرفة, التعامل مع مشكلات لفظية ويعتقد كل من (مولز وزاهوريك) في كتابهما (نظرية المنهج) أن أكثر الطرق المناسبة لفهم الواقع الحالي للتنظير المنهجي ما طرحه (ماكدونالد) إذ صنف نظريات المناهج إلى ثلاث أنماط:

 

1. النمط الضابط لنظرية المنهج:  

هو نمط خطي تكون بدايته تحديد الأهداف ثم طرائق تنفيذها وتحقيقها انتهاء بالتقويم.

2. النمط التفسيري:

وينظر هذا النمط إلى المعنى المتضمن للأفكار بوصفه عنصراً أساسياً في تخطيط المناهج. وإن رواد هذه النظرية لا يقفون عند الاعتبارات العلمية بقدر ما يهتمون بالتوصل إلى تعديلات وتفسيرات جديدة والعمل على تنميتها.

3. نمط النظرية الناقدة:

يركز أصحاب هذه النظرية على الجانبين النظري والعملي ذلك لأن تكامل جانبين عندهم يؤدي إلى تمكن المسؤولين من تخطيط المنهج.

 

وهكذا يمكن ملاحظة ثلاثة اتجاهات رئيسة في نظريات المنهج:

الاتجاه الأول اتخذ المعرفة محوراً له فهو غاية الغايات, والاتجاه الثاني نظر إلى المتعلم وإمكاناته وقدراته وميوله وخبراته بوصفه أساساً في اختيار محتوى المنهج وتنظيمه, والاتجاه الثالث جعل المجتمع محوراً له إذ ركز على فلسفة وثقافته وحاجاته فضلاً عما يتعرض له من تغير. إن هذه الاتجاهات الثلاثة في الواقع انعكاساً في التطورات التي ميزت الفكر التربوي خلال عملية تطوره. ويتجلى ذلك في أن التركيز على المعرفة هو انعكاس تقليدي والتركيز على المتعلم انعكاس للتقدمية والتركيز على المجتمع وحاجاته هو انعكاس لمرحلة متقدمة في التفكير التقدمي.