رقعة للرثاء

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

 

ليسَ للحبّ سيفٌ أخيرٌ‏

سوى ما يقطّعُ أوردةَ الروحِ‏

في ذروةِ الهذيانِ‏

ويجتثّ منها شفافية القطنِ‏

ليسَ لهُ غيرَ لطمِ المواويلِ‏

والدمعِ وهو يسيلُ من العينِ‏

كالماسِ‏

فوقَ ندامةِ ثلجٍ حزينٍ‏

فكيفَ أدثرُ روحي من البردِ؟‏

في أيّ ليلٍ أبادلُ حزنَ النجومِ بحزني؟‏

وكيفَ ألاعبُ تلك العصافيرَ؟‏

وهي تشقشقُ قمصانَ زرقتها‏

دونَ قلبِ امرأه‏

يتسقطُ وقعَ الخريفِ على الروحِ‏

تحتَ سماءٍ مكفّنةٍ بالغيومِ‏

كأنْ ما يجيءُ مع الليل ليس السوادَ‏

بل الحبّ‏

مختبئاً بنعاسِ المرايا‏

يفيضُ بمعناهُ بين النوافذِ مثل الغريبِ‏

وينأى‏

كهدهدةٍ مرجأهْ‏

ليسَ للحبّ سيفٌ أخيرٌ‏

سألتُ الأغاني التي تتألّمُ في المهدِ‏

والقمرَ المتكسّرَ في الليلِ‏

لكنني لم أجدْ صخرةً‏

لأريح عليها عنائي الطويلْ‏

ولا أغنيهْ‏

لتبلغَ روحي نايَ الهديلْ‏

فأيّ امرأهْ‏

تَحْدِل الحزنَ عن وجهيَ الطفلِ‏

حين يغيبُ الهلالُ؟‏

وأيّ غزالهْ‏

تمسُّ على النبعِ قلبي‏

مسّ السحابةِ بالسلسبيلْ؟‏

كلُّ ما يتركُ الحبُّ في الروح‏

محضُ غناءٍ محتهُ سنونُ الطفولةِ‏

لكنْ وقبلَ التماع البروقِ على الغيمِ‏

يشتعلُ الرأسُ شيباً‏

ويفترقُ الناسُ كلّ إلى "حزنهِ"‏

وحدهُ الحبُّ يمشي لزاويةٍ في الجدارِ‏

أُعدّتْ له مسبقاً‏

في ظلالِ الأصيلْ