بحيرات للتأمّل

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

 

بحيراتٌ وموسيقى وأفقٌ رائعُ الأصدافْ

بحيراتٌ لنخلدَ للتأمّلِ

في مصيرِ العمرِ

عند نهايةِ الصفصافْ .

بحيراتٌ لنبصرَ في الطيورِ العالياتِ

حنيننا للموتِ

حين نغادرُ الدنيا

ونسبحُ في سماءِ الليلِ كالأطيافْ .

بحيراتٌ لنصغي في نحيبِ الموجِ

للمرثيةِ الأزليّةِ الإنشادِ

خلفَ ( مراكبٍ ) رحلت إلى الماضي

ولم ترجعْ بها الأيّامُ من غيبوبةِ النسيانَ ..

للموتى الذين ترهّبوا في غابةِ الأسلافْ .

هي الطلليّةُ الأبديّةُ النشدانِ للعشاقِ ،

معموديّةُ الذوبانِ في الذكرى البعيدةِ

وانحلالُ الروحِ كالحسراتِ تحتَ تهاطلِ النفنافْ .

كأنَّا في شواطئها حداةُ الموتِ

خلفَ نوافذِ المجهولِ

يحملنا هديلُ حمائمِ الأمواجِ

للإبحارِ خلفَ تعاقبِ الأعوامِ ،

للتحديقِ في الرحمِ الغروبيِّ الجريحِ

وقد تكوّرَ كالجنينِ على أمومةِ حزنهِ الشفاف ْ .

كأنَّ نشيجها المائيَّ رجعُ قصائدِ الهجراتِ للنائين ..

ترجيعُ المواويلِ التي تتكرّرُ الزفراتُ

تحت رياحها الصماءِ ،

والمعنى لصرخةِ عاشقٍ في الأبجديّةِ

أدركتهُ الإنتحابةُ فانبرى كالطفلِ

يلهجُ حائراً بنبوءةِ العرّافْ .

بحيراتٌ لنشهدَ بالخيالِ أنوثةَ الأشجارِ

تخفقُ في فضاءِ العزلةِ المخضوبِ بالدمعاتِ ،

والشمسَ التي نُحتتْ من الحزنِ السماويِّ المقدّسِ

في الغروبِ ،

ونشهدَ الضوءَ الذي يتطهّرُ الغرباءُ

في محرابهِ

من سوأة ِ الأوصافْ .

..لنجلسَ ساكنينَ وشاخصينَ كآخرِ الزهّادِ

في طيرانِ قبّرةِ الأفولِ وراءَ خطِّ الذكرياتِ

..مفكّرينَ كأوّل الرهبان

فيما يجعلُ الأمواجَ توقيتاً لعمرٍ ضاعَ ،

والأيامَ نائيةً يغيبُ هلالها في آخرِ الأريافْ .

بحيراتٌ تراهفُ في المدى الشفقيِّ

أحزانَ الغنائيّاتِ ،

والرؤيا البعيدةَ لابيضاضِ الروحِ

في أفق الرؤى المذهولِ

والفانونَ حول أفولها الموهومِ

أصنامٌ تحدّقُ في أديمٍ مقمرٍ

في ليلهِ المصطافْ