الان عرفت معنى السعادة

الناقل : doula samir | الكاتب الأصلى : سمر | المصدر : www.nafsany.cc


 
الأن عرفت معنى السعادة  
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
لا أخفي عليكم أني مررت بتجارب و ظروف صعبة و عصيبة  لا يعلمها الا الله و للاسف فقدت الثقة في كل الناس حتى في نفسي.
 
يوم الاحد الساعة العاشرة صباحا كنت رفقة والدتي العجوز و المريضة داخل مركز البريد و المواصلات بولاية تبسة لسحب مبلغ 10000.00 دج (مليون).هذا المبلغ اعيش به انا ووالدتي و جدتي و اختي المطلقة و ابنتها .كان هناك طابور طويل و عدد كبير من الناس .. داخل و خارج مركز البريد وجدنا شابا يحمل حقيبة سوداء يخترق الطوابير و الناس ثم عاد ليمسك بيد والتي و يطلب منها ان ترافقه دخل بها مركز البريد و هو يصرخ في وجوه الناس و العمال و يهدد بنشر خبر هذا الاعتداء الانساني .و رغم ان عدد كبير من الناس و العمال و الشرطة في البداية هاجموه و حاولوا ابعاده و عدم التدخل في شؤون الغير الا ان الله نصره عندما احضر ضابط الشرطة الذي وقف الى جانب الصحفي عبد الله في الحق . كان عبد الله يقول للناس كيف يسمح لكم ضميركم ترك عجوز في البرد هكذا ؟ لو كانت فتاة ساقطة لتركتم لها المكان و عرضتم عليها خدماتكم ..." وقال انه لن يترك المكان حتى تقبض هذه  العجوز البريئة معاش زوجها .. و فعلا ثواني قامت الموظفة بسحب المبلغ و تقديمه للعجوز و عبد الله واقف ينظر اليها نظرات ثاقبة لانه قامت بتهديده و طلبت الشرطة .كنت اراقب شجاعة هذا الشاب و هذا التحدي .تعارفنا و ضحكت عندما اخرجت امي 200 دج و اعطتها للاستاذ .ضحك عبد الله و عانقها و هو يقول "ركي يما عند ربي هذا واجب" . كانت والدتي سعيدة بانجاز عبد الله البطل و ظلت تردد "الله يسترك دنيا و اخرة روح الله ينصرك على الظلام وولاد لحرام الله يبيض وجهك دنيا و اخرة ربي يرضى اعليك هنيتني ربي يهنيك و يسلكك من كل ضيق و يبعد عليك البلاء " لقد تعلمت الكثير الكثير من هذه الحادثة تمنيت لو واصلت دراستي و اصبحت مثله صحفي استطيع ان اتحدى الجهلة و المنافقين و المخادعين استطيع الكلام بالحق لا بالباطل ان اعتمد على نفسي ان لا اترك امي على حافة الشارع تنتظر دورها في طابور لا يعرف الرحمة و لا الانسانية
 
في صبا ح يوم الاثنين و كما وعدني الاستاذ عبد الله التقيت به و شربنا الشاي و اكلنا "الكمونية"التي يحبها و معه عرفت معنى التشرد و معنى الضياع و معنى الفقر و العدوان و الظلم .و فرحت عندما اعلمني ان الفرصة متاحة امامي رغم مستواي الدراسي توكلت على الله و بدات اتواصل معه و كلما زار عنابة و سوق اهراس و قسنطينة و باتنة و سطيف اسرعت اليه للعمل معه و مع فريقه  
 
تقربت وتوكلت على الله وفوضت كل أموري إلى الله .خاوتي هذه السعاده الحقيقه لم اعرفها الا مع عبد الله تذوقت حلاوة مال الحلال و الراحة النفسية و تخلصت من عادات سيئة كثيرة و الحمد لله .احوالي المادية اصبحت ممتازة لدرجة اننا لم نعد ننتظر سحب معاش والدي الحمد لله الحمد لله .
 
سمير من تبسة