ماذا يعني أن تكون "محرر تلفزيون"؟

الناقل : elmasry | المصدر : www.farfesh.com

ماذا يعني أن تكون "محرر تلفزيون"؟
 

تم تعيين ستيفن ريد كليف في وظيفة محرر التلفزيون لصحيفة "نيويورك تايمز" في صيف 2004. وبموجب هذا الدور الجديد، فقد كان يقوم بتغطية مباشرة للأحداث الرئيسة المهمة مثل استقالة دان رازر من تقديم برنامج "إفننغ نيوز" على قناة "سي بي إس" ورحيل تيد كوبل مقدم برنامج "نايت لاين" على قناة "ABC" الإخبارية وتغطية الأحداث الإخبارية الرئيسة، مثل الانتخابات الأميركية وإعصار كاترينا.

 
 

وقبل انضمامه إلى التايمز عمل راد كليف من عام 1995 إلى 2002 كرئيس تحرير لجريدة "تي في جايد"، وقبلها كرئيس تحرير لمجلة "الأبوة"، كما كان أيضا أحد المحررين المؤسسين لعدد تايم "إنترتينمنت ويكلي".

وكان السؤال الأول الذي كان لا بد من سؤاله هو: أي المعايير تستخدمها لتقرر بأن هذا الخبر أو ذاك يستحق التغطية الإعلامية في التايمز؟ أجاب "إننا نحاول الكتابة عن كل شيء، فنقوم باستعراض الأحداث الرئيسة في كل نشرة إخبارية، ثم نقوم بالكتابة عن الخبر الأكثر ورودا على القنوات الإخبارية، ثم نقدمه بشيء من الوثائقية، لأن قراء التايمز يحبون ذلك، ونحن كذلك أيضا، كما نعمد أيضا إلى استعراض العروض الموسمية الشهيرة والمميزة مثل عروض المغنين الكبار، كما أننا نقوم بتغطية الأخبار الفضولية كالأحداث الغريبة الجيدة أو البسيطة منها التي قد تجذب الانتباه بصورة مشوقة".

ويضيف ستيفن: ان تحديد نوعية العروض التي يتم الكتابة عنها يحده عدد من العوامل لعل أهمها هو: هل هناك من جديد يمكن تقديمه للمشاهدين عن البرنامج ومقدمه وكاتبه والعاملين به ومشاهديه وكيف يعمل. وخلال العام الماضي كتبنا عن المسلسلات الشهيرة مثل "لوست" و"بريزون بريك" و"ذا أوفيس" و"سكربس" و"جرايز أناتومي" و"هيروز" و"استوديو 60 أون ذا صن ست ستريب" و"سرفيفور" و"أميركان أيدول" و"داسينج ويز ستارز"، لكن من المؤكد أن هناك قائمة طويلة من العروض الأخرى التي كتبنا عنها، والتي سنكتب عنها بعد ذلك.

لكن لماذا لا يوجد التركيز نفسه لتغطية ما يجري اذاعيا أي على الراديو؟
أجاب ستيفن "كتبت التايمز العام الماضي عن انتقال هوارد ستيرن إلى محطات الراديو الفضائية وعودة أوبي وأنتوني إلى الأرضية وعن كيفية استخدام ناشيونال ببلك راديو للتبرعات الأساسية التي تلقاها من جوان بي كورك وعن راديو رودس وراتشيل مادو من إذاعة أميركا وعن مسابقة ببلك راديو "تمهل، تمهل لا تخبرني" وعن تافيز سمايلي الذي يقدم برنامجا أسبوعيا في الراديو، إلا أننا يجب أن نكتب أيضًا عن الوسط الإعلامي للراديو والعاملين به".

لكن ستيفن لا يقوم بنفسه بكتابة ملخصات البرامج أو قائمة ما سيعرض الليلة، فتلك مهمة صحافية تدعى كاثرين شاتوك التي تكتب عمودا يوميا في "التايمز" تحت عنوان "ماذا ستشاهد اليوم"، وهي تعمل في الجريدة منذ خمس سنوات وتتعلم فن اختيار الموضوعات والكتابة عنها، حيث تشاهد الأشرطة وتقرأ كما كبيرا من الخلفيات عن العروض التي ستعرض كل ليلة، كما تقدم خدمات وضع قوائم المشاهدة في التلفزيون، ثم تكتب عنها في التايمز.

 

وتقول كاثرين: "أحاول أن أقدم العروض التي تتعلق بالأحداث الجارية والتي تخاطب قطاعا عريضا من المشاهدين، بالإضافة إلى تلك العروض الغريبة والخاصة التي قد تلهب خيالي، التي أعتقد أنها قد تلهب خيال الآخرين"، لكن في الأيام التي لا تشهد وجود مثل هذا الأحداث أحاول البحث عن أحد الموضوعات التي قد لا يلاحظها أحد.

ولعل اللافت لمن يراقب الاعلام الغربي، انه يلاحظ ان الأخبار الخاصة بالتلفزيون كانت تكتب في الماضي في القسم الفني، لكن في هذه الأيام تتفرق الأخبار التلفزيونية في عدد من الصفحات الأخرى، خاصة في صفحات الأخبار والاقتصاد والرياضة، وربما تشهد في الأيام المقبلة الكثير من الأخبار التلفزيونية في صفحات الأعمال والاقتصاد على صفحات "نيويورك تايمز" أكثر من الصفحات الفنية ذاتها، فهل الأخبار التلفزيونية مميزة لدرجة أن تتم تغطيتها في الصفحات غير الفنية؟ أم أن الولايات المتحدة تبدلت إلى الاعتقاد بأن التلفزيون هو محور كل الثقافات؟

يجيب ستيفن: تتوسع التايمز في تغطيتها لبرامج التلفزيون بصورة شاملة وملائمة لاعتقادها بالدورالمهم الذي يقوم به، فالمقالات التي تتناول محتوى المواد المقدمة والمسؤولين عنها من كتاب ومنتجين ومخرجين تقدم كل يوم في الصفحات الفنية، أما المقالات التي تقدم عن استراتيجية التنافسية والتغيرات في مجال العمل كزيادة أو نقص كفاءة الأعمال الفنية أو المكاسب أو التراجع في مجال الإعلان فتنشر في الصفحات الاقتصادية، أما الصفحات الرياضية فهي المجال الأنسب للتعبير عن كيفية تغطية الجريدة لكل شيء بداية من دوري كرة القدم وحتى الكرلنج.

وعندما تكون هناك تغطية تلفزيونية لأخبار الانتخابات أو الموضوعات البارزة الأخرى مثل برنامج "اليساندرا ستايسي" حول الذكرى الخامسة لأحداث 11/9 فدائما ما توضع في الصفحات التي تهتم بالشأن الوطني وكل ما يختص بالتلفزيون يطرح بصورة مباشرة على موقع الجريدة الإلكتروني nytimes.com "الشرق الأوسط".