عندما يغضبك زوجــك اذهبى إلى حبيبــك

الناقل : **princess_hams** | الكاتب الأصلى : أحبك ربي | المصدر : www.kalam7areem.com

 

الصبر عندها وصل حده .


صارت تحدثني عن معاناتها التي استمرت سنوات طويلة من زواجها ،


وكيف أنها تلوذ بالصبر على كل ماكانت تلقاه من زوجها الذي قالت أنه يدقق ويتابع كل شيء ،

 
ويسأل عن كل صغيرة وكبيرة ، فهو لا يتغاضى ، ولا يتسامح ، ولا يلين .

ذكرت أنها كثيرا ماكانت تشعر برغبة في ترك كل شيء ، البيت والأولاد والزوج ،

 
ولكن إلى أين ؟ لم تكن تدري !

كل ما كان يملأ نفسها شعور بأنها ماعادت قادرة على الصبر ،

 
وأن الأعباء ماعادت محتملة لديها ، وأن ذلك فوق طاقتها واحتمالها

سألتها أن تحادثني عن زوجها غير ماذكرته عنه من تدقيق وتفتيش ومتابعة وعدم مسامحة ؛

فقالت إنه قاس ، لسانه حاد ، لا أسمع منه ثناء عليَّ، أو على طبخي ، أو على تربية أبنائي ،

لا أسمع منه كلمة حب أو عطف أو حنان ، لقد تعبت، تعبت، تعبت .
 
لا أعني تعب الجسد فهذا أحتمله وأصبر عليه ؛ إنما أعني تعب النفس ،

 
تعب الأعصاب ، تعب الوجدان .
 
اللهم بلغنا رمضان
 
قلت لها هل جربت أن تكلمي أحدا من أهلك أو من أهله ليراجعوه في ذلك وينصحوه،
 
قالت فاتحه والدي فنفى كل شيء ، وقال إنه غير مقصر نحو بيته، ويوفر لنا كل ما نحتاجه .

 
هل رأيت ؟
 
إنه ينظر إلى الجوانب المادية وأنا أريد الجوانب النفسية والعاطفية والروحية .

 
قلت لها هل تريدين نصيحتي ؟

قالت لهذا فاتحتك بالأمر .
 
قلت : أعلم أن نصيحتي قد لا تلقى قبولا كبيرا في نفسك ، لكني أرى العمل بها هو الأجدى والأربح .

 
قالت : تفضلي .

 
 
قلت : لو أراك الله ما أعد لك من أجر على صبرك واحتسابك لقلت : أهذا كله لي ؟

 
لو رأيت مقعدك في الجنة جزاء احتمالك ما تلقينه من عنت زوجك وشدته وقسوته وجفافه
 
ثم سئلت : ما رأيك لو جعلنا لك زوجك مثلما تريدين .. ولكننا سننقص من أجرك ..
 
وننزلك إلى مرتبة أدنى في الجنة .. لربما قلت : لا .. أصبر على زوجي فأبقوا على منزلتي هذه في الجنة .
 
اللهم بلغنا رمضان
 
هنا سمعت صوت بكاءها بسبب تأثرها مما سمعته من كلام
 
فقلت لها :

أيهما تفضلين ؟ أن يصلح الله زوجك ولكن منزلتك في الجنة ستكون أدنى ..

أم تواصلين صبرك عليه مع علو منزلتك في الجنة ؟

 
 
صمتت ولم تجب ومازالت تبكي ....

 
قلت لها : لا شك في أنك تفضلين أن يكون زوجك كما تريدين ،

 
وأن تبقى منزلتك في الجنة ؛ أي أن تظفري بالأمرين معا .

 
واصلت حديثي : هذا ما تتمناه كل زوجة . نعم . ولكن
 

الله أقسم على أن يبلونا في هذه الحياة الدنيا ،

وفي الوقت نفسه بشرنا إذا صبرنا على هذا البلاء .
 
قال عز وجل ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات

وبشر الصابرين* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون *

أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون

 
عدت إلى سؤالها من جديد : ماذا اخترت يا أختاه ؟

 
قالت : لقد اخترت مواصلة الصبر . ولكني أرجوك أن ترشديني إلى ما يعينني على ذلك .

قلت لها : بارك الله فيك لاختيارك مواصلة الصبر على زوجك .
اللهم بلغنا رمضان
 
أما ما يعينك على ذلك فهو التالي :
 
كلما سمعت من زوجك ما آلمك واحزنك ، وكلما وجدت إعراضا وصدودا ،
 
وكلما ضلقت الدنيا عليك من شدة زوجك وقسوته .. اذهبي إلى
 
 

 حبيبك
 
نعم حبيبك واشكي زوجك إليه !

قاطعتني مستنكرة : وانا مالي حبيب ؟

قلت لها بلى لا تتعجلي !

أليس الله حبيبك ؟ ألا تحبين الله تعالى ؟


قالت : بلى أحبه .


قلت إذن الجئي اليه سبحانه ، وناجيه جل شأنه بمثل هذه الكلمات :

اللهم إني أحبك . وأحب أن أقوم بكل عمل يرضيك ،

وأنا أعلم أن صبري على زوجي يرضيك عني .

اللهم فالهمني حسن الصبر عليه ، وامنحني طاقة أكبر على احتماله ،

 
وأعني على مقابلة اساءته بالإحسان

اللهم ولا تحرمني الأجر على هذا الصبر ، واجزل لي ثوابك عليه ، وابن لي عندك بيتا في الجنة .