بتـــــاريخ : 7/2/2011 8:45:59 PM
الفــــــــئة
  • طرائف وعجائب
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 625 0


    امرأة مرفوضة من رجل.. أو العكس

    الناقل : adham ahmed | العمر :36 | الكاتب الأصلى : بواسطة:سيدتي نت | المصدر : helwa.maktoob.com

    كلمات مفتاحية  :
    قصة رجل وامرأة

    تحلم المرأة برجل، تضعه في بالها، ترغب بالارتباط به، وتحلق بأحلامها لتصل معه إلى تكوين أسرة وإنجاب أطفال وسعادة لا توصف، لكنه قد يرفضها، ويعرض عنها، ويرتبط بغيرها... كثيرات يتألمن، وينسين ما حصل، لكن البعض ينتقمن من الرجل بمضايقته وملاحقته بتشويه سمعته حتى لا تقبل به أخرى، فماذا تفعل الفتيات في مثل هذه المواقف؟، والاهم من ذلك، ماذا يفعل الشباب إن تعرضوا هم لموقف الرفض هذا؟ وهل يكون ردهم أعنف من رد النساء ثاراً لكرامتهم؟ «سيدتي» تفتح ملف «المرأة المرفوضة و»الرجل المرفوض».

    أذى النساء: هناك مثل يقول «أغبى امرأة تستطيع أن تخدع أذكى رجل»، بينما آخر يحدد أنه على قدر تعلّقها يكون انتقامها! المثل الأول انطبق مع شاب من عائلة ثرية، حدثتنا عنه رئيسة قسم العلاقات العامة في مستشفى نور التخصصي البحريني، زينب محمد، كان يعاني من مرض عصبي ونفسي، بعد أن ارتبط بقصة وهمية مع مندوبة مبيعات تعمل في شركة والده، فأحبها، واشترى لها بيتًا، وقدم لها منحة دراسية في الخارج، ولكنها عندما عادت رفضته، وادعت أنه يهاجمها في أخلاقها وشرفها للارتباط بها، حتى فوجئ يومًا باستدعاء الشرطة له؛ ليتعهد بعدم التعرض لها.

    بينما المثل الثاني ينطبق على المحامي الإماراتي أحمد العتيبي، فبعض الموكلات يقعن في غرامه بعد خمس زيارات، وعندما يرفضهن المحامي تسحب الواحدة منهن قضيتها وترحل، بعد أن يكون قد قطع شوطًا لا يستهان به من العمل، يعلّق أحمد: «انتقامهن مادي، فإما التجاوب أو الخسارة».

    بعض النساء يعتقدن أنهن لم يخلقن ليكنّ محط إعجاب الرجال جميعًا، بل هن مصدر لسعادة رجل واحد، ربما لهذا لم يستوعب الفنان السعودي مشاري هلال تلك المرأة التي شنّت عليه حربًا ضروسًا، لدرجة لم يكن يعلم ماذا ستكون نهايتها، يعلّق مشاري: «لم تدرك أنني لست رجلها... كانت تحتاج إلى علاج». الهجوم على الطرف الآخر، مهما كانت الأسباب، يرجع لطبيعة الإنسان النفسية، فعندما هاجمت احدى القارئات الصحفي السعودي علي فقندش، رئيس القسم الفني بصحيفة عكاظ؛ لأنه رفض التعامل معها، يقول فقندش: «حاولت أن أفهمها أن لكل إنسان خياراته، ورغم أن علي احترام ضعف المرأة وقوتها، لكنها إذا غضبت تحرق، عكس الرجل تمامًا!».

    رفض في العمل : روى لنا نائب رئيس جمعية حوار الشبابية البحريني، راشد الغائب، قصة زميل له، جمعته الظروف مع زميلة له في العمل، أحبها بعد أسابيع، لكنها لم تأخذ الأمر على محمل الجد، بينما وصل بمشاعره إلى اعتبار رفضها قبولاً، حتى وصل به الأمر إلى تشويه سمعتها، وسرد القصص الكاذبة أمام زملائه عنها، مدعيًا أنها حاولت أن تقيم علاقة معه ولكنه رفض، فما كان منها إلا أن تركت العمل في الشركة.

    غير أن الرفض لا يكون دائما بسبب المشاعر العاطفية، فالتنافس المهني أو طموح أحد الطرفين يمكن أن يحفز على الرفض، وبهذه الصورة ترى مصممة الديكور السعودية عمرة قمبصاني أنّ الرجل دائمًا يحب أن يقلل من شأن قدرات المرأة العملية، فيهاجمها، تستدرك عمرة: «الرجل الخليجي عمومًا يهاجم أي امرأة تريد أن تثبت أنها أفضل منه، وقد هوجمت كثيرًا لرفضي التعامل مع رجال في العمل، ولكن بالحوار أستطيع أن أحدّ من هجومهم».

    كانت لبنى الراعي، من مصر، سعيدة بعملها في قسم شؤون الموظفين بإحدى الشركات الكبيرة، إلى أن أتاها مدير جديد، أصبح يدعوها إلى مكتبه بمناسبة وبدون مناسبة لمناقشة أمور العمل، وأصبح يتعمد التحرش بها، وحين أبدت له امتعاضها فاجأها بعرضه الزواج منها سرًّا، وحين رفضت الزواج منه بدأ يضطهدها ويلومها على أتفه الأسباب، ويتعمد إهانتها أمام زملائها في العمل، وحين طلبت الانتقال للعمل في قسم آخر زاد غضبه، وأقنع رئيس الشركة بأنها موظفة غير ملتزمة، وكانت النتيجة أنها نقلت إلى وظيفة هامشية في الشركة، ولم يعد لها مستقبل فيها كما تقول.

    «من قال إن كل الرجال يهاجمون، ومن قال إن كل النساء يعارضن» سؤال طرحه وحيد أحميمصة، ناشط اجتماعي مغربي بمدينة مكناس؛ لأنه وقع في موقف مع امرأة رفضها خلال عمله، فجعلت يوم الرفض مناسبة للتعرض له ولومه كلما التقت به، فهي تشكك في نشاطه الاجتماعي، لدرجة يجد نفسه فيها مضطرًا للدفاع عن نفسه، ويضيف إنها راحت تكشف في كل مكان أنها اضطرت للإفصاح عن عيوبه في العمل؛ لأنه لم يحاول التقرب إليها، رغم أنها قالت له إنها تحبه، يستدرك وحيد: «تعجبت من ردة فعلها، فرفضي كان مهذبًا، واعتقدت من صمتها أنها احتفظت في نفسها بمشاعرها».
    رفض في الجامعة: صدمات ومشاعر عاطفية نادرًا ما تؤدي إلى الزواج، مصير يجمع عليه علماء النفس والاجتماع، ففي حكاية لإحدى صديقات الشاعرة البحرينية أمل المرزوق أنها قدمت العون لشاب من زملائها في الجامعة، من باب الزمالة، إلا أنه ظن أنها واقعة في حبه، وبدأ التودد لها، وحين رفضته أساء لها كثيرًا في الجامعة، وهو إلى الآن لا يتوانى عن مهاجمتها في أي مناسبة أو أي تجمع شبابي.
     
    زينة حسن، طالبة آداب، مصرية، لم تشعر بالراحة عند رواية قصتها، فمن كثرة ما ضايقت الطرف الآخر، بدت خائفة من أي ردة فعل، الحكاية بدأت عندما جذب انتباهها زميل لها في الجامعة، إلى أن تجرأت مرة وسألته عن شعوره الحقيقي تجاهها، فصدمها عندما قال لها: «أنت كأختي»، بل صارحها بأنه سيرتبط بقريبة له، لكنها لم تمتنع عن حبها له،  واستمرت محادثاتهما التليفونية حتى بعد زواجه، تعترف زينة: «كنت أستغل أي موقف أو خلاف صغير يحدث بينه وبين زوجته، ويحكيه لي من منطلق صداقتنا، وألقي الزيت على النار، وهذا ما يشعرني بالذنب، ورفضت ومازلت أرفض كل من يتقدمون للارتباط بي».

    بينما سامح عبد القوي، طالب بكلية الطب في مصر، روى ما يشبه قصة زينة، ولكن من وجهة نظر رجل أحب من طرف واحد، ولم يستسلم للنتيجة؛ لأنها صدمته برفضها العيش معه في القاهرة بعد الزواج؛ حتى لا تترك أمها، يعترف سامح: «اتصلت بها تليفونيًا وهاجمتها بألفاظ قاسية، ولا أعرف لماذا رفضتني! فأنا شاب طموح وناجح ومقبول الشكل، ومن عائلة محترمة، كرهتها، لكنني تمنيت أن توافق فقط حتى أسترد إحساسي بكرامتي، وساعتها أنا الذي أرفضها»، لكن سامح عاد لرشده، كما يدعي، واعتذر لها عن طيشه وهجومه، وقرر أن يواصل حياته.

    سفيان الحمدي الشاب، طالب جامعي مغربي، جمعته قصة عاطفية مع إحدى زميلاته في الجامعة، لكنه، كما يقول، لم يكن يبادلها نفس الشعور الذي وصفه بـ«الشبابي والمراهق»، فأصرت على أن تقوم بكل ما يوحي بارتباطهما. يعترف سفيان بأنه في البداية أحب تصرفاتها؛ لكونه مازال شابًا، ولكن عندما اكتشف أحد أفراد عائلته ذلك، قام بتوبيخه وتحذيره من الارتباط مع فتاة في سن مبكرة؛ لأن ذلك سيؤثر في دراسته، وعندما طلب منها إنهاء العلاقة، رفضت، وأدخلته في دوامة المهاجمة بين الطلاب في الجامعة.

    في لبنان... لا لردَّة الفعل : وكما قال لنا المشاركون في التحقيق بأنه في مثل هذه الحالات يحلون المسائل بطرق سلمية، حتى إن مقدّمة البرامج عفاف دمعة إذا هاجمها رجل، لرفضها له، فهي بكل بساطة تلتزم السكوت، وإذا أراد أن يعرف سبب هذا الرفض عندها تشرح له وجهة نظرها، وتعلّق: «الهجوم طريقة غير حضارية، والإنسان قد يتغيّر مع مرور الوقت والأيام»، تشاركها الرأي الإعلامية رين سبتي، فهي ليست مضطرة أبدًا لمهاجمة الرجل في حال رفضها، وتعتبر الأمر حرية شخصية، وتتابع: «حتى لو لجأ إلى أساليبه لإقناعي بالعودة إلى علاقتنا مجددًا، فقراري بفسخ أي علاقة يكون نابعًا من قناعتي التامة، وبعد فترة دراسة طويلة».

    في حين أن جاد موسى، رجل أعمال، لا ينكر أن هجوم الشاب على الفتاة والعكس موجود في لبنان، ويأخذ طابعًا شخصيًا، لكنه هو شخصيًا ليس من هذا النوع، كما يقول، ويأخذ الأمور بشكل عادي؛ لأن من حق كل إنسان أن يختار شريك أو شريكة حياته!

    أستاذة الدراسات السكانية في الجامعة اللبنانية، الدكتورة حلا نوفل، دافعت بشدة عن رجال ونساء لبنان المعروف بثقافته الاجتماعية التي تنظم العلاقة بين جميع الأفراد، وتعلّق: «عندنا طرق وأساليب للتعبير عن هذا الرفض دون اللجوء إلى الهجوم».

    كلمات مفتاحية  :
    قصة رجل وامرأة

    تعليقات الزوار ()