بتـــــاريخ : 9/23/2010 9:33:12 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1337 0


    5- كيف بدأ هذا الكون ؟

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : عامر أبو سميّة | المصدر : www.allahway.com

    كلمات مفتاحية  :

     
     
    يقول علماءُ الفلك أنَّ الكون ، بكلّ ما فيه من نجوم وكواكب وغيرها ، كان قبل حوالي 13 مليار سنة خليطًا من جُسَيْمات أوَّليَّة وإشعاعات ، أي كان خليطًا من مادَّة وطاقة منضغطة في حَيّز صغير . وكان هذا الخليط شديد الكثافة ، وعالي الطَّاقة جدّا ، تزيد درجة حرارته على 100 مليار درجة !
     
     
    ثمَّ انفجر هذا الخليط انفجارًا عظيمًا ، يسمّيه علماء الفلكBig Bang ، وتفرَّقت أجزاءُه مبتعدة عن بعضها البعض . ثمَّ ، وبعد ملايين السّنين ، تحوَّلت هذه الأجزاء إلى دخان .
     
     
    وتُنسَب هذه النَّظريَّة إلى عالم الفيزياء النَّوويَّة ، الأمريكيGeorge Gamow ، الذي نشرها سنة 1948 م واعتمد في التَّدليل عليها على ظاهرة تباعد المجرَّات عن بعضها البعض ، مِمَّا يُؤكّد حدوث الانفجار . وقد شاهد علماء الفلك فعلاً سنة 1965 م صورة دخان ، كأثَرٍ للانفجار العظيم ، أتتْهُم من بُعْد أكثر من 10 مليار سنة ضوئيَّة (أي أنَّ هذه الصُّورة حدثتْ منذ أكثر من 10 مليار سنة) !
     
     
    هكذا إذًا بدأ الكون : خليطٌ من مادَّة وطاقة انفجر انفجارًا عظيمًا ، ثمَّ نشأ دخانٌ من هذا الانفجار ، ثمَّ تكوَّنت النُّجومُ والكواكب والأقمار من هذا الدُّخان .
     
     
    وهنا ، اسمح لي أيّها الزّائر الكريم أن أتوقَّف عند آيتين في القرآن الكريم ، ربَّما فيهما إشارة إلى هذه الحقائق !
     
     
    الآية الأولى ذكَرتْ أنَّ السَّماء ، بما فيها من نجوم وأجرام أخرى ، كانت دُخانًا قبل أن تُصبح على الصُّورة التي هي عليها اليوم ! يقول الله تعالى متحدِّثًا عن ذاته العليّة : { ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ 11 } (41- فصّلت 11) .
     
     
    وقد سُئل الأستاذ الياباني Yoshide Kozai ، وكان مديرًا لِمَرصد ميتاكا بطوكيو ، عن كيفيَّة بداية هذا الكون ، فقال : لقد أصبح اليومَ واضحًا أنَّ كلَّ هذا الكون نشأ من دخان . فقيل له : ولكنَّ بعض العلماء يستعملون كلمة ضباب . فأجاب بأنَّ هذه التّسمية لا تصحُّ ، وأنَّ الوصفَ الأكثر دقَّة هو دخان، لأنَّ الضَّباب بارد بينما الدُّخان الكوني يُخفي حرارة عالية .
     
     
    فإذا كان محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم قد أتى بالقرآن من عنده ، فكيف علم أنَّ السَّماء كانت دخانًا ؟!
     
     
    الآية الثَّانية فيها إشارة إلى أنَّ السَّماوات والأرض نشَأتَا من مصدر واحد ! يقول الله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ 30 } (21- الأنبياء 30). والرَّتقُ في اللُّغة : ضدّ الفَتْق .
     
     
    وبالتَّالي ، فإنَّ هذه الآية تُشير إلى أنَّ السَّماوات والأرض كانتا مُلْتصقَتَين ، ثمّ انفصلتَا بأمْر خالقهما . وقد أكَّد العلماء فعلاً أنَّ السَّماوات والأرض نشأتَا من خليط واحد .
     
     
    وقد عُرضت هذه الآية على الأستاذ الأمريكي Alfred Kroner، أحد علَماء الجيولوجيا البارزين وأستاذ ورئيس سابق لقسم الجيولوجيا في جامعة ألمانيَّة ، فقال : إنَّ رجلاً جاء منذ حوالي 1400 سنة ، لا يعرف شيئًا عن الفيزياء النَّوويَّة ، لا يستطيع في نظري أن يكتشف ولو بعقله ومنطقه فقط أنَّ السّماوات والأرض خُلِقتَا من مصدر واحد .
     
     
    ثمَّ عُرضت عليه آيات قرآنيّة أخرى عن تكوين الأرض ، فقال : إنّي مندهشٌ جدّا لِوُجود هذه الحقائق العلميَّة في القرآن ! 
     
     
    من أين جاءت المادَّة الأولى ؟  
     
     
    إذا كان كلُّ الكون انبثق عن خليط من جُسَيْمات أوَّليَّة وإشعاعات ، فكيف جاء هذا الخليط الأوَّل ؟
     
     
    جوابُ العلماء : لا أحد يدري !
     
     
    جوابُ بعض النّاس من غير العلماء : جاء عن طريق الصُّدفة ! وطبعا هذه الإجابة لا يقبلُها العقلُ ولا المنطق .
     
     
    لكنّ القرآن له جوابٌ واضح عن هذا السُّؤال .
     
     
    يقول الله تعالى : { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ 40 } (16- النّحل40) .
     
     
    ويقول تعالى : { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ 73 } (6- الأنعام 73) .
     
     
    ويقول تعالى : { أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ 81 إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ 82 فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ 83 } (36- يس 81-83) .
     
     
    فالمادّة الأولى للكون ، خلَقها اللهُ تعالى الذي يقول للشَّيء : " كُن "، فيكون . نعم ، فالذي قَدَر على خَلْق هذا الكون بكلّ ما فيه ، له أيضًا القدرة على أن يخلق الشَّيءَ مِنْ لا شيء !
    أليس هذا التَّفسير هو الأقرب للمنطق ؟! (يتبع ...)
     
     
    أخوكم عامر أبو سميّة
     
     
    موقع الطريق إلى الله

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()