بتـــــاريخ : 9/19/2010 11:40:16 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1885 0


    خروج النبي من الغار إلى المدينة

    الناقل : SunSet | العمر :36 | المصدر : www.islamprophet.ws

    كلمات مفتاحية  :

    خروج النبي من الغار إلى المدينة
      
    بعد ثلاث ليالٍ وقد هدأ الطلب ، ويئس المشركون من إدراكهما خرجا من الغار ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر استأجرا رجلاً من بني الديل وكانا قد دفعا راحلتهما ، وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليالٍ براحلتيهما صبح ثلاث، وانطلق معهما عامر بن فهيرة يخدمهما ويعينهما، يردفه أبو بكر ويعقبه ، فكانوا ثلاثة والدليل.
     
     
     طريق الهجرة :
    فلما خرج بها عبد الله بن أريقط دليلهما سلك بهما أسفل مكة ، ثم مضى بهما على الساحل حتى عارض الطريق أسفل من ( عسفان )، ثم سلك بهما أسفل ( أمج )، ثم استجاز بهما حتى عارض بهما الطريق بعد أنأ جاز قديداً أجاز بهما من مكانه ذلك ، فسلك بهما ( الخرَّار ) ثم سلك بهما ثنية مرة ، ثم سلك بهما القفاء ، ثم أجاز بهما مدلجة لقف ، ثم استبطن بهما مدلجة فجاج، ويقال : فجاج فيما قال ابن هشام– ثم سلك بهما مرجح من ذي الغضون قال ابن هشام :  ويقال: العضوين، ثم بطن ذي كثر، ثم أخذ بهما على الجداجد ثم على الأجرد ، ثم سلك بهما ذا سلم من بطن أعداء من لجة تعهن ، ثم على العبابيد ثم أجاز بهما الفاجة  ثم هبط بهما العرج وقد أبطأ عليهما بعض ظهرهما ، فحمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم – رجل من أسلم يقال له : أوس بن حجر على جمل له يقال له : ابن الرداء إلى المدينة، وبعث معه غلاماً له يقال له : سعود بن هنيدة ثم خرج بهما دليلهما من العرج فسلك بهما ثنية العائر عن يمين ركوبه، ويقال ثنية الغائر – فيما قال ابن هشام حتى هبط بهما بطن رئم ، ثم قدم بهما قباء على بني  عمرو بن عوف لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول يوم الاثنين حين اشتد الضحاء وكادت الشمس تعتدل.
     
     
    في خيمة أم معبد:
    وفي الطريق إلى المدينة مرَّ النبيُّ بأم معبد، وإليك قصتها لما فيها من معجزة ظاهرة للنبي، ولما فيها من صورة واضحة لكثير من نساء الجاهلية في عفتها وشهامتها ، ومروءتها ، وبلاغتها وفصاحتها، فقد وصفت النبي- صلى الله عليه وسلم- بما يعجز عنه بيان غيرها.
     روى الإمامُ البيهقي وغيره عن أخي أم معبد حبيش قال :  لما خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومعه أبو بكر الصديق – رضي الله عنه -  وعامربن فهيرة ، وابن أريقط يدلهم على الطريق فمروا بقديد على أم معبد :" عاتكة بنت خالد الخزاعية " ، وكانت برزة ، جلدة ، تحتبي بفناء القبة ، ثم تسقي وتطعم من يمر بها ، وكان القوم مرملين مسنين ، فسألوها : هل عندها لبن أو لحم يشترونه منها فلم يجدوا عندها شيئاً ، وقالت : والله لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القرى فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى شاة في كسر الخيمة خلفها الجهد عن الغنم ، فسألها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( هل بها من لبنٍ؟ )  فقالت هي : أجهد من ذلك فقال : (( أتأذنين لي أن أحلبها؟ )) فقالت : نعم بأبي أنت وأمي إن رأيت حلباً فاحلبها ، فدعا بالشاة فاعتقلها ، ومسح ضرعها ، فتفاجَّت ودرت ودعا بإناءٍ يربض الرهط ، فحلب فيه ثجاً وسقى القوم حتى رووا ، وسقى أم معبد حتى رويت ، ثم شرب آخرهم وقال : (( ساقي القوم آخر هم شرباً )) ، ثم حلب فيه مرة أخرى فشربوا عللاً بعد نهل ، ثم حلب فيه آخراً وغادره عندها ،  وفي رواية أنه قال لها أن (( ارفعي هذا لأبي معبد إذا جاءك ))  ثم ركبوا وذهبوا في انتظار الرسول.
    ولما بلغ المسلمين بالمدينة مخرج النبي - صلى الله عليه وسلم- من مكة هو وصاحبه الصديق -رضي الله عنه-كانوا يخرجون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة ، فعلوا ذلك مراراً ، فانقلبوا يوماً بعد ما أطالوا انتظارهم، فلما أووا إلى بيوتهم  أوفى رجل من يهود على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه فبصر برسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه مبيضين ، يزول بهم السراب ، فلم يملك اليهودي أن صاح بأعلى صوته : يا معشر العرب ، هذا جدكم الذي تنتظرون فثار المسلمون إلى السلاح ، فتلقوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم – بظهر الحرة ، فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل في بني عمرو بن عوف.
     وكانت منازل بني عمر وبن عوف في قباء ، وكان ذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول ، وقيل لهلال ربيع الأول ، وقيل : لليلتين خلتا منه وقيل لثامن يوم منه ، وقال ابن إسحاق لاثنتي عشرة ليلة خلتا من ربيع الأول ، وعند ابن سعد لثلاث عشرة منه .
    فقام أبو بكر للناس يتلقاه ، وجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم- صامتاً ، فطفق من جاء من الأنصار ممن لم ير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يعرفه من قبل يحيى أبا بكر، حتى أصابت الشمس رسول الله - صلى الله عليه وسلم-   فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه ، فعرف الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عند ذلك. فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم-  في بني عمرو بن عوف أربعة أيام . الاثنين ، والثلاثاء ، والأربعاء ، والخميس ، وخرج يوم الجمعة قاصداً المدينة.
     
     
    استقبال أهل المدينة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم –:
    إنه ما إن ركب - صلى الله عليه وسلم - راحلته وسارت به من ديار بني سالم متجهة نحو المدينة ، وأهل كل دار من دور الأنصار يمر بها إلا ويستقبله رجالها قائلين هلم إلينا يا رسول الله إلى العدد والعدة وهم ممسكون بخطام ناقته وهو يقول :  (( دعوها فإنها مأمورة ))
    وخرج أهل المدينة لاستقبال الحبيب – صلى الله عليه وسلم – على بكرة أبيهم ، فامتلأت بهم الطرق ، وظهروا على سطوح المنازل نساءً وأطفالاً ورجالاً وهم يقولون ، الله أكبر جاء رسول الله ، الله أكبر جاء محمد الله أكبر جاء رسول الله ، والنساء والصبيان يضربون بالدفوف وينشدون :1
     
    طـلــع البـــدر عليـــنا **** مـن ثنيـــات الـــوداعْ
    وجــب الشكـر عليــنا    مـــا دعـــا لله داعْ
    أيـهـا المبعــوث فيــنا   جئــت بالأمر المطـاعْ
    جـئت شــرفت المديــنة   مرحــباً يا خيــر داعْ
     
    وواصل الحبيبُ سيره في تلك الحشود الحاشدة ، والجموع المتجمعة في هذا اليوم التاريخي العظيم الذي قال فيه أنس بن مالكٍ : "لقد رأيت اليوم الذي دخل فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم -علينا واليوم الذي قبض فيه فلم أر يومين مثلهما قط "   (هذا الحبيب يا محب – الجزائري - ص  163)
    وبعد الجمعة دخل النبي - صلى الله عليه وسلم -  المدينة ومن ذلك اليوم سميت بلدة يثرب بمدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم -  ويعبر عنها بالمدينة إختصاراً وكان يوماً تاريخياً أغر فقد كانت البيوت والسكك ترتج بأصوات التحميد والتقديس ،  والأنصار إن لم يكونوا أصحاب ثروات طائلة ؛ إلا أن كل واحد منهم كان يتمنى أن ينزل  الرسول - صلى الله عليه وسلم –  عنده.
     
     
    مـن فـوائـد الـهـجـرة ما يــلـي:
    1.     دليل كمال الإيمان ، وحسن الإسلام.
    2.     إعلان العبودية الكاملة لله – عزوجل - والانقياد له .
    3.     دليل محبة الله ومحبة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
    4.     دليل صلاح العبد واستقامته.
    5.     الوعد بالكرامة والفوز بالجنة.
    6.     تفريج الكربات وحصول الخيرات.
    7.     تمحيص للإيمان واختبار للإنسان.
    موسوعة نظرة النعيم 8 / 3566
    والله أعلم ...  وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
     
     
    أهم  المراجع
    1.     زاد المعاد / 3.
    2.     السيرة النبوية في ضوء الكتاب والسنة / د محمد بن محمد أو شهبة  ج /1 .
    3.     أحاديث الهجرة جمع وتحقيق ودراسة / الدكتور / سليمان بن علي السعود.
    4.     السيرة النبوية دروس وعبر / د / مصطفى السباعي.
    5.     قبسات تربوية من السيرة النبوية د / حس
    6.     هذا الحبيب يامحب / الجزائري .

     

    1 قال الشيخ الألباني – رحمه الله – بأنها ضعيفة أنظر السلسلة الضعيفة 2 برقم 598 .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()