بتـــــاريخ : 9/16/2010 6:08:41 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 980 0


    من أعمال القلوب التقوى

    الناقل : SunSet | العمر :36 | المصدر : al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    من أجل أعمال القلوب التي ورد الأمر بها وذكرها في الكتاب والسنة: تقوى الله عز وجل.

    وقد عُرِّفت التقوى من حيث اللغة بأنها هي الاسم من قولهم: اتّقى، والمصدر: الاتّقاء، وكلاهما مأخوذ من مادّة (و ق ي) الّتي تدلّ على دفع شيء عن شيء بغيره، والثّلاثيّ من هذه المادّة "وقى" يقال: وقيت الشّيء أقيه وقيا، والوقاية ما يقي الشّيء، والاتّقاء اتّخاذ الوقاية وهو بمعنى التّوقّي، يقال: توقّيت الشّيء واتّقيته بمعنى، ومعنى قولهم: اتّق اللّه: توقّه، أي اجعل بينك وبينه كالوقاية، وقول المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم:  اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة  ( متفق عليه. ) كأنّه أراد اجعلوها (أي شقّ التّمرة) وقاية بينكم وبينها (النّار).

    أما تعريفها في الاصطلاح فقد قال الفيروزآباديّ: التّقوى البالغة الجامعة: اجتناب كلّ ما فيه ضرر وهو المعصية، والفضول، فعلى ذلك تنقسم إلى فرض ونفل.

    وقد أمر الله عز وجل عباده المؤمنين بالتقوى في غير ما آية من كتابه الكريم، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ  ( سورة آل عمران آية: 102 ) ، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ  ( سورة الحج آية: 1 ) ، وقال تعالى:  ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ  ( سورة الحشر آية: 18 ).

    وقد ورد في القرآن صفات للمتقين وجزاؤهم؛ حثا للعباد بالاتصاف بصفاتهم؛ فمن ذلك قوله تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ  ( سورة آل عمران الآيات: 133 - 136 ).

    كما ورد في السنة التحضيض عليها ولزومها، فمن ذلك ما رواه أبو سعيد الخدريّ -رضي اللّه عنه-: ﴿ أنّ رجلا جاءه فقال: أوصني فقال: سألت عمّا سألت عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من قبلك فقال:  أوصيك بتقوى اللّه؛ فإنّه رأس كلّ شيء، وعليك بالجهاد فإنّه رهبانيّة الإسلام، وعليك بذكر اللّه وتلاوة القرآن؛ فإنّه روحك في السّماء، وذكرك في الأرض.  ( روه الإمام أحمد ).

    وعن أبي ذرّ -رضي اللّه عنه- قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ﴿ اتّق اللّه حيثما كنت وأتبع السّيّئة الحسنة تمحها، وخالق النّاس بخلق حسن . ( رواه الترمذي ).

    وعن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: ﴿ سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن أكثر ما يدخل النّاس الجنّة قال:  تقوى اللّه وحسن الخلق ( رواه الترمذي. ).

    سأل رجل أبا هريرة- رضي اللّه عنه-: ما التّقوى؟ قال: "هل أخذت طريقا ذا شوك؟" قال: نعم، قال: "فكيف صنعت؟". قال: إذا رأيت الشّوك عدلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه، قال: "ذاك التّقوى". ( رواه البيهقي. ) .

    عن مالك بن أنس -رضي اللّه عنه- قال: "بلغني أنّ رجلا من بعض الفقهاء كتب إلى ابن الزّبير- رضي اللّه عنهما- يقول: ألا إنّ لأهل التّقوى علامات يعرفون بها، ويعرفونها من أنفسهم، من رضي بالقضاء، وصبر على البلاء، وشكر على النّعماء، وصدق في اللّسان، ووفّى بالوعد والعهد، وتلا لأحكام القرآن، وإنّما الإمام سوق من الأسواق، فإن كان من أهل الحقّ حمل إليه أهل الحقّ حقّهم، وإن كان من أهل الباطل حمل إليه أهل الباطل باطلهم". ( رواه الإمام مالك. ) .

    وقال طلق بن حبيب -رحمه اللّه-: "التّقوى العمل بطاعة اللّه على نور من اللّه، رجاء رحمة اللّه، والتّقوى ترك معاصي اللّه على نور من اللّه، مخافة عذاب اللّه". ( رواه ابن أبي شيبة ).

    بما أن التقوى تقارب من حيث المعنى في بعض الوجوه الورع، فقد فرق بينهما العلماء من عدة أوجه:

    1- التّقوى أخذ عدّة، والورع دفع شبهة .

    2- التّقوى متحقّق السّبب، والورع مظنون السّبب .

    3- التّقوى احتراز عما يتّقيه الإنسان ويحصل به الحيلولة بينه وبين ما يكره، والورع تجاف بالنّفس عن الانبساط فيما لا يؤمن عاقبته .

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()