بتـــــاريخ : 9/16/2010 1:00:08 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1644 0


    أركان الإيمان - توحيد الربوبية

    الناقل : SunSet | العمر :36 | المصدر : al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    سبق بيان أن الإيمان بالله تعالى هو أول أركان الإيمان؛ وأن هذا الإيمان يستلزم ثلاثة أمور، هي: الإيمان بربوبية الله تعالى، والإيمان بألوهية الله تعالى، والإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته.
    وهذا بيان الكلام في الإيمان بربوبية الله تعالى.
    إن اعتقاد ربوبية الله تعالى للخلق هو ما عليه الخلق طرًّا؛ سواء اعترفوا بذلك ظاهرا أو لم يقروا، لأن القرآن قد أثبت إقرار فرعون باطناً -وهو من أئمة الملحدين- بأن الرب تعالى هو المنزل للآيات على موسى عليه السلام؛ ولذلك قال له الكليم: (قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا).
    ففِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ : أَنَّ فِرْعَوْنَ عَالِمٌ بِأَنَّ الْآيَاتِ الْمَذْكُورَةَ مَا أَنْزَلَهَا إِلَّا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ، أَيْ حُجَجًا وَاضِحَةً، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ قَوْلَ فِرْعَوْنَ (فَمَنْ رَبُّكُمَا يَامُوسَى)، وَقَوْلَهُ (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ) كُلُّ ذَلِكَ مِنْهُ تَجَاهُلُ عَارِفٍ.
    ولفظة التوحيد: هي مصدر وحد يوحد توحيداً، فهو موحد والواحد والأحد يدور معناه على الانفراد.
    ومعنى الرب، هو السيد والمصلح والمالك والمربي.
    ويعرّف شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- توحيد الربوبية بأنه "الإقرار بأن الله خالق كل شيء وربه".
    ويقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في تعريف توحيد الربوبية: "وهو إفراد الله -سبحانه وتعالى- في أمور ثلاثة؛ في الخلق، والملك، والتدبير" شرح العقيدة الواسطية 1/21.
    وعرفه بعض أهل العلم بتعريف واسع إذ قال: هو الإقرار الجازم بأن الله وحده ربُّ كلِّ شيءٍ ومليكه، وأنه الخالق للعالم، المحيي المميت، الرزاق ذو القوة المتين، لم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل، لا رادَّ لأمره، ولا معقب لحكمه، ولا مضاد له، ولا مماثل، ولا سمي، ولا منازع له في شيء من معاني ربوبيته ومقتضيات أسمائه وصفاته.
    والقرآن مليء بذكر الأدلة على ربوبية الله، فمن ذلك قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة: 2)، وقوله: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (الذاريات: 58)، وقوله: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يس: 82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)(يس: 82، 83)، وقوله:(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة:164)، وقوله تعالى : (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الروم: 40).
    ويستدل على ربوبية الله عز وجل بما بثه جل وعلا في الكون من الآيات الظاهرة الباهرة القاهرة، التي تدل على ربوبيته دلالة واضحة صريحة، لا يغفل عنها أو يجحدها إلا أعمى البصر والبصيرة.
    فإن السماء وما فيها من آيات عظمى دالة على عظمة خالقها وموجدها، وما بين السماء والأرض من الكواكب آيات واضحات ظاهرات، وفي الأرض آيات لا تحصى ظاهرة في جبالها وسهولها وأنهارها ومياهها وبحارها وهوائها وأشجارها وما بث فيها من دابة، وفي نفس الإنسان من الآيات ما لا يمكن رده وجحده بل الأمر كما قيل:

    وفي كل شيء له آية

     تدل على أنه واحد

     فهذه الدلائل الواضحـة الظاهرة هي دالـة على الله عز وجل، لمن كان في نفسه شك أو تردد، وإلا فالواقع أن الإقرار بالربوبيـة عام فطري، كما قال الرسل عليهم السلام ( قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) (إبراهيم: 10)
    لهذا لا حاجة لتكلف الأدلة، لأن الواضح لا يحتاج إلى توضيح، والظاهر لا يحتاج إلى استظهار وكما قيل:

    وليس يصح في الأذهان شيء

    إذا احتاج النهار إلى دليل

     والاقرار بهذا التوحيد غير كاف لنجاة العبد يوم القيامة من النار، لأن هذا التوحيد قد أقر به المشركون، ومع ذلك لم يكن عاصما لهم في الدنيا والآخرة.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
    وهذا التوحيد كان يقر به المشركون الذين قال الله عنهم: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله) (سورة لقمان).
    وقال تعالى: (قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون الله) ... الآيات (سورة المؤمنون).
    وقال عنهم: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) (يوسف: 16). قال طائفة من السلف: يقول لهم من خلق السماوات والأرض؟ فيقولون: الله، وهم مع هذا يعبدون غيره، وإنما التوحيد الذي أمر الله به العباد هو توحيد الألوهية المتضمن لتوحيد الربوبية بأن يعبد الله وحده لا يشركون به شيئا. منهاج السنة النبوية - (3 / 172)

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()