بتـــــاريخ : 7/31/2010 1:29:13 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 893 0


    حـــــــاضر ســـــــيدي الجــــــــنرال

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : مؤلف عراقي | المصدر : majdah.maktoob.com

    كلمات مفتاحية  :
    ادب قصة حـــاضر ســيدي الجــنرال

    حـــــــاضر ســـــــيدي الجــــــــنرال
    قصة قصيرة تعبر عن واقع المعاناة مكانها وزمانها متروك للقارئ الكريم فهو الجدير باكتشافها

    عندما تجلس مطمئنا مع الاحبة او تختلي بذاتك فاعلم انك لست بمفردك فهناك من يجلس معك متخفيا .. الاقدار .. نعم .. انها الاقدار سترافقك وباستمرار .. فأذا شاءت الاقدار .. فتلك مشيئة الله .. واذا شاء الله شيء فاعلم .. انك ملاقيه حتما ..
    اجلس مستلقيا في بيتي المتواضع .. اسكن في قلبه فاصبح بيتي قلبي النابض بالحياة
    اجلس واشاهد التلفاز غير مبالا فيما يجري على الارض ..
    قطع التيار الكهربائي فجاءة .. عم السكون البيت والمنطقة .. وفجاءة سمعت صراخ وضجة .. ليس هذا فحسب .. صوت بكاء الاطفال وعويل النساء .. يدوي الحي الذي اسكن فيه بالكامل .
    - يا الهي .. هل توفي شخص من اهل المنطقة ( تسالت في نفسي قائلا )
    - كلا .. لربما تشاجر الاهالي فيما بينهم .. هل ابقى في منزلي او اخرج لانظر مالذي يحدث ( قلتها متحيرا )
    حيرة التفكير تصيبني بصداع مكره .. فاقرر الخروج لاعرف مالذي يجري .. تجه صوب الباب .. اضع يدي على مقبض الباب فافتحه .. ما ان وضعت قدمي على مقدمة الباب للخروج واذا بيد قوية جدا تسحبني خارجا .. وبدأ الصراخ عاليا .
    - ضع يدك خلف ظهرك .. واياك والهرب .. ( احد الجنود وبدى غاضبا )
    علمت حينها ان هذه الضجة هي حملة اعتقال لاهالي المنطقة فطالتني انا الاخر معهم
    انفذ ما امرني به الجندي .. وضعت يدي خلف ظهري .. فقام الجندي بتقييد يدي .. ثم امرني بالسير الى الامام .. مشيت ومشى جميع من اعتقلوه ..
    لم استطع ان افهم كلام الجنود .. لان الضجة كانت عالية .. فالجميع كان يردد .. نحن ابرياء .. نحن ابرياء .. هكذا بدى الموقف
    تسير بنا عرباتهم المدرعة الى وسط الصحراء .. حيث كان معسكرهم .. وحين الوصول .. امرونا بالنزول .. نزلت مع الجميع .. ودخلنا المعسكر .. بدى المنظر وكأنه يوم المحشر ..
    - يا الهي .. ماذا يفعل كل هؤلاء هنا .. ( تسألت مع نفسي قائلا )
    فكان هناك الكثير من الاشخاص .. امروني بالدخول الى غرفة معتمة .. ولكن يمكنني ان ارى حيث كان هناك منفذ صغير لمرور ضوء الشمس نهارا منه .. اما في المساء فنقع ضحية دهاليز الظلام .. دخلت الغرفة .. والصدمة كانت شديدة لما رأيت
    - رباه .. الهي .. ما هذا .. هل حقا في سجن انا ام في نادي للعراة ( قلتها خجلا لما رأيت )
    ارى العشرات من الرجال .. مقيدين الايادي .. وقد خلعت ملابسهم .. بدى ذلك واضحا من اجسامهم وهم عراة .. لم اعرف شخص واخدا من اصحابي الذين كانوا معي .. فاصحابي من اهل مدينتي اصطحبوهم الى غرفة اخرى من المعسكر .
    خمس دقائق تمر على تواجدي في السجن .. فيفتح باب السجن .. فيدخل رجلان الغرفة .. الاول وكان مرتديا زيا عسكريا اجنبيا .. والثاني كان مرتديا بدلة رسمية فاخرة .. صاحب البدلة الرسمية الفاخرة نظر لي قائلا :-
    هل تعرف لماذا انت هنا
    - بالتاكيد لا اعرف .. كلا ( اجبته قائلا )
    - انت متهم .. والجميع هنا متهمون ( الرجل صاحب البدلة الرسمية )
    - وما هي تهمتي .. ارجوك اخبرني ( اجبته وبدوت خائفا قليلا )
    - ليس من حقك .. الاهم من ذلك انك متهم .. ( اعاد الرجل قائلا )
    - وهل ساكون مثل هؤلاء العراة ( سألت الرجل منتظرا جوابه )
    - لا تخف .. لن تكون مثلهم .. ولكن نريدك ان تعلم اننا نستطيع جعلك مثلهم ( الرجل وهو يضحك )
    - لكن يا سيدي .. ( قلتها ثم توقفت عن الكلام )
    - ماذا تقول .. سيدي .. انا جنرال .. ويقال لي سيدي الجنرال .. هل هذا مفهوم ( الجنرال بصوت غاضب )
    - حاضر سيدي الجنرال ( اجبته مسرعا )
    اختلس النظر الى ما حولي .. فارى باب من الحديد مبتسما بقضبانه الخمسة الحديدة .. كما لو ان خمسة ثعابيين وضعت لحراسته .. رفعت رأسي الى الاعلى فوجدت حبال طويلة علقت في السقف .. علمت انها تستعمل لاعدام الاشخاص ..
    - يا الهي ساعدني .. ماذا سافعل .. من حولي عراة .. ومن فوقي حبال الموت .. والباب تحرسه الثعابيين الحديدية .. . يا رب ساعدني في محنتي هذه ( ناجيت ربي متوسلا )
    السبيل للخلاص من هذه المحنة دفعني وبقوة للتوجه نحو الباب .. فبدأت الصراخ بصوت مرتفع :
    - انا بريء .. صدقوني بريء .. لم افعل شيء .. اخرجوني من هنا .. ( رددت هذه العبارات بصوت عالي )
    فتح الباب بقوة .. حتى انني رميت الى الوراء لمسافة ليست بقصيرة من قوة فتح الباب ..
    يدخل الجنرال وحده هذه المرة .. بدى الغضب واضح على وجهه .. وكأن البرق يرغب في الخروج من عينيه .. فقد التوى الحاجبان .. ومال لون وجهه الى الاحمرار من شدة الغضب .. وقارب ان يأكل جزاء من شفتيه .. وبدأ هو الاخر بالصراخ قائلا :
    - اخرس .. لا اريد ان اسمع صوت لك .. هل هذا مفهوم ( الجنرال وهو غاضب )
    تملكني العجب اذ ان الجنرال يتكلم العربية بطلاقة .. حاولت ان اوضح له بأن تواجدي هنا لبرما يكون نتيجة الخطاء .. فانا لم افعل شيء .. لم اقتل احدا .. ولم اسرق احدا .. فما الداعي لتواجدي هنا ..
    - سيدي الجنرال .. انا لم افعل شيء .. فلماذا لا تطلقوا سراحي .. ( سألته متوسلا له )
    - هل تريد حقا معرفة سبب تواجدك هنا ( الجنرال هادئا هذه المرة )
    - نعم .. ارجوك .. اخبرني ( قلتها مسرعا )
    - شخصا من منطقتك .. قام بالاعتداء على قواتنا ( الجنرال قائلا )
    - صحيح .. انت قلتها .. شخصا من منطقتي .. يعني لست انا بل شخصا اخر ( اجبته متفائلا )
    - بالتاكيد لست انت من نبحث عنه .. ولكن هذا الشخص من ذات الحي الذي تسكن فيه ( الجنرال قائلا )
    - وما الذنب الذي اقترفته .. فانا لم اساعد ذلك الشخص .. ولا اعرفه حتى ( اجبته بصوت حزين )
    - يجب ان نعاقب الحي بأسره .. وانت واحدا مهم .. لان ذلك الشخص من ذات الحي الذي تسكن فيه ( الجنرال غاضبا مرة اخرى )
    تعجبت في داخلي مما اسمع .. حاولت معه كثيرا ولكن بلا جدوى .. فقد كان مصرا على معاقبتي ..
    بدأ الجنرال بالنظر لي .. تلك النظرة المرعبة وكأنه يريد ان يبادر الى قتلك .. نظر لي قائلا :
    - هل تريد فعلا البقاء على حياتك لحين اخراجك من هنا ( الجنرال قائلا لي )
    - بالتاكيد .. اريد ذلك ( اجبته مسرعا )
    - قل نعم .. قل حاضر سيدي الجنرال .. لاتقل غير ذلك .. هذا ان كنت مهتما بحياتك ( الجنرال قائلا )
    - حاضر سيدي الجنرال .. ( اجبته مرتعبا )
    اكتشفت انني لست الوحيد الذي يقول ذلك .. فالعراة .. والمساجين الاخرين .. وجدران السجن .. وحبال الموت .. جميعهم يصرخون .. :
    حاضر سيدي الجنرال .. حاضر سيدي الجنرال .. حاضر سيدي الجنرال
    ليس خوفا ولكن ضمانا لاستمرارية الحياة

    للــــــكاتب علي عدنان عزيز
    يمكنكم قرأة قصصي باللغة الانجليزية في مواقع القصة الاجنبية وفي ارشيف الصحف البريطانية والاميركية بالاسم المذكور


    كلمات مفتاحية  :
    ادب قصة حـــاضر ســيدي الجــنرال

    تعليقات الزوار ()