بتـــــاريخ : 7/21/2010 10:49:50 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1808 0


    الحجاب عادة ...

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : عبد الرحمن بن عبد الله السحيم | المصدر : saaid.net

    كلمات مفتاحية  :


    الداخل إلى هنا أحد شخصين :
    إما مغضب
    وإما فَـرِح

    أما الغيور فقد دلـَــفَ مغضبا من هذا العنوان !
    ويُريد أن يرى تخبّـط كاتبه أو يردّ عليه !

    وأما الفَـرِح فإنه يبحث عما يتشبّث به في هذه المسألة
    ويُريد من يُعينه بشبهة تبعث على شهوة .

    فيا هذا لا تفرح إن الله لا يُحب الفرحين .
    ويا هذا لا تغضب وعليّ لا تعجل .

    والآن لنكمل العنوان :
    الحجاب عادة أم عبادة ؟

    لنتأمل تعريف العبادة – كما عرّفها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله – بقوله : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة .
    وقال : العبادة لله هي الغاية المحبوبة له والمرضية له التي خلق الخلق لها .

    فهل حجاب المرأة المسلمة مما يُحبّه الله ويرضاه ؟

    وأعني بالحجاب ستر جميع البدن لقوله صلى الله عليه وسلم :
    المرأة عورة . حديث حسن رواه الترمذي وغيره .
    لا شك أن الحجاب عبادة .
    ولذا قال الله جل جلاله مُخاطبا نبيّه :
    {
    يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً  }
    قالت عائشة رضي الله عنها : يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) شققن مروطهن فاختمرن بها . رواه البخاري .

    والخمار هو غطاء الوجه .

    فهل تستشعر المرأة المسلمة أن الحجاب عبادة وقربة وطاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ؟

    وهل ترى أنها في عبادة ؟ كما لو كانت تُصلّي وتتصدّق وتصوم وتقرأ القرآن ؟
    وهل تلبس المسلمة حجابها وتحتسب في ذلك الأجر من الله ؟
    وهل علمت المسلمة أن العبادات – غالبا – بخلاف هوى النفس ؟
    فكما أن الصوم يُجهدها ويحتاج إلى مُجاهدة ، وكذلك الحج وغيرها من العبادات البدنية ، فكذلك الحجاب ، وإن شق عليها لبسه والتّمسك به ، وإن لمزها المنافقون ، فهو يحتاج إلى مجاهدة النفس عليه .
    وهل تَمَسّـك المسلمة بحجابها عبادة أو هو عادة نساء بلدها ؟
    وهل تفرح بلبسه ؟ أو هي تتضايق منه ؟
    وهل هي تـُحبّ حجابها أو هي كارهة له متسخـّـطة لوجوده تتمنّى التخلّص منه في أقرب فرصة ؟
    فإن كانت الأولى فهي مؤمنة .
    وإن كانت الثانية
    فلتحذر أن تكون ممن قال الله فيهم :
    {
    ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ }

    أخيّتي :
    تأملي حجابك ... هل هو ما يُريده الله منك ؟
    وهل هو وفق سُنة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
    وهل هو حجاب أو لباس شهرة ؟
    هل هو لباس ستر وعفاف أو هو لباسٌ يُنادي العيون لتقتحم نظراتها جسدك الطاهر .
    فإن كانت الأولى فأبشري .
    وإن كانت الثانية :
    فاقرأي قول من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم :
    من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة . رواه الإمام أحمد وغيره وهو حديث صحيح .

    فهل لبست النقاب الواسع ، نقاب الفتنة فتبعتك عيون هي رسلٌ لقلوب مريضة ؟!
    وكوني صريحة مع نفسك :
    هل لبست النقاب لأجل رؤية الطريق أو لأجل إظهار جمال العين ؟
    إن كان لأجل رؤية الطريق فما دخل الرموش والحواجب والوجنتين بالرؤية ؟؟!!

    وإن كان لأجل الفتنة
    فأيما شاب كنت سببا في فتنته فلتحملي وزره إلى وزرك .

    ألا تعلمين أن للعيون حديث جميل ، وقول رقيق ، وكلام لطيف ؟
    والنفس تعرف من عينيّ محدّثها **** إن كان من حزبها أو من أعاديها !!

    أما سمعت قول جرير :
    إن العيون التي في طرفها حور***** قتلننا ثم لم يُحيين قتلانا

    بل هن أمضى من السهام وأفتك من السحر
    جَعـَــلت عـلامـات المودةِ بيننا **** مصائد لحظ هـنّ أخفى من السّحر
    فأعرف منها الوصل في لين طرفها **** وأعرف منها الهجر في النظر الشزر

    فاتقي الله أمة الله وتمسكي بحجاب يُقرّبك إلى الله
    لا بحجاب يُباعدك من الله ويُقرّبك من النار .

    أجارك الله من النار أخيّتي .
    وحماك من دعاة السوء والرذيلة .

    كلٌّ يُريدك له ... ودعاة الإسلام يُريدونك لله وحده .


    وإتماماً للفائدة لعلي أُذيّـل هذا المقال ببسط مفيد عن أدلة وجوب ستر وجه المرأة الحُرّة
    كنت قد ناقشت فيه بعض الأخوة الأعزة .

    أدلة وجوب تغطية وجه المرأة بحضرة الرجال الأجانب

    من الكتاب العزيز :

    قال سبحانه وتعالى :
    {
    يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً  }
    قال ابن عباس - في تفسير الآية - : أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتـهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينـاً واحدة .
    وقال ابن سيرين سألت عَبيدة السَّلماني فقال بثوبه فغطى رأسه ووجهه وأبرز ثوبه عن إحدى عينيه .
    ولا يرد على هذا قول من قال إن الحجاب خاص بأمهات المؤمنين ؛ فإن الآية واضحة في النص على نساء المؤمنين عامة ( وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ )
    وإنما اختصت أمهات المؤمنين بحجب أشخاصهن .
    قال سبحانه : (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ )
    ولا أريد الإطالة في هذه النقطة .

    ومن الأدلة قوله سبحانه وتعالى : ( وَلْيَضْرِبْن بِخُمُرِهِنَّ َ عَلَى جُيُوبِهِنَّ )
    قالت عائشة رضي الله عنها : يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنـزل الله : ( وَلْيَضْرِبْنَ ِبِخُمُرِهِنَّ
    عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) قالت : شققن مروطهن فاختمرن بها . رواه البخاري .
    والخمار هو غطاء الوجه .
    وكل هذا يدلُّ على أن غطاء الوجه كان معروفاً عندهم وليس بدعاً من القول أو ضرباً من العادات .

    ومن السنة النبوية :

    قالت عائشة رضي الله عنها : كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذونا سدلتْ إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه .
    وهذا عام في أمهات المؤمنين وغيرهن .
    ومن ادّعى خصوصية أمهات المؤمنين بهذا الأمر فقد غلِط .
    وذلك لأن عائشة رضي الله عنها أفتت نساء المؤمنين بذلك .
    فقد روى إسماعيل بن أبي خالد عن أمه قالت : كنا ندخل على أم المؤمنين يوم التروية فقلت لها : يا أم المؤمنين هنا امرأة تأبى أن تغطي وجهها . فرفعت عائشة خمارها من صدرها فغطت به وجهها . رواه ابن أبي خيثمة .
    وكان عليه العمل عند غير أمهات المؤمنين .
    كما روت ذلك فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر وهي جدتها .
    روى الإمام مالك عن فاطمة بنت المنذر أنها قالت : كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق .

    وهذا من أظهر الأدلة على وجوب الحجاب
    إذ لو كانت تغطية وجه المرأة أمام المحارم من المستحبات لما جاز للنساء ارتكاب محظور من محظورات الإحرام لأجل أمر مسنون .
    فإحرام المرأة في وجهها .
    فإذا لم تكن بحضرة رجال أجانب فإنه يحرم عليها تغطية وجهها ، فإذا كانت بحضرة رجال أجانب وجب عليها تغطية وجهها .
    وهنا تعارَض واجب وأوجب
    والواجب كشف الوجـه أثناء الإحـرام
    والأوجب تغطية الوجه عن الرجال الأجانب .
    فدلّ فعل أمهات المؤمنين ونساء المؤمنين من بعد على أن تغطية الوجه ليست مختصة بأمهات المؤمنين .
    وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : المرأة عورة . رواه الترمذي وغيره .
    فلا يُستثنى من هذا الدليل الصحيح شيء إلا بدليل صحيح ، ومن استثنى بغير دليل فقد تحكّم برأيه ، وخالف السُّنّة .

    وأما الاستدلال على عدم وجوب تغطية وجه المرأة بنظر الخاطب فهذا من العجائب .
    فإن العلماء يستدلون به على ستر الوجه وتغطيته . إذ لو كانت المرأة سافرة الوجه لما احتاج الخاطب أن ينظر إليها لأنه سيكون قد رآها وعرفها .
    وفعل الصحابة رضي الله عنهم يدل على ذلك بناء على ما فهموه عن النبي صلى الله عليه وسلم .
    روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا جناح على أحدكم إذا أراد أن يخطب المرأة أن يغترها ، فينظر إليها ، فإن رضي نكح وإن سخط ترك . رواه عبد الرزاق .
    وروى جابر رضي الله عنه أيضا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا خطب أحدكم امرأة فإن استطاع أن ينظر إلى بعض ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل . قال جابر : فخطبت امرأة من بني سليم فكنت أتخبأ لها في أصول النخل ، حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها فتزوجتها . رواه أبو داو والحاكم وقال : هذا حديث صحيح .
    وروى ابن ماجه عن محمد بن سلمة قال : خطبت امرأة فجعلت أتخبأ لها حتى نظرت إليها في نخل لها ، فقيل له : أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا ألقى الله في قلب امرئ خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها .

    وقد نقل الشوكاني عن ابن رسلان اتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه لا سيما عند كثرة الفساق .

    وأما الاستدلال بآية النور في الأمر بغض الأبصار فليس فيه مستند لمن قال بعدم وجوب تغطية الوجه .
    إذ المرأة عورة ، فإذا خرجت استشرفها الشيطان . كما قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم .
    فإذا كانت كذلك وجب غض البصر عن المرأة ولو كانت متحجبة ، إذ قد يظهر منها شيء أو قد ينظر الرجل إلى جسم المرأة فيُفتن بها .
    وإذا كانت الأذن تعشق صوت المرأة كما قال بشار بن برد :
    يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة *** والأذن تعشق قبل العين أحيانا !
    فإذا كان هذا في الأذن فالنظر إلى جسم المرأة أشد في الفتنة ، وعندها يجب غض البصر .
    بل ألم تسمع إلى تغزل بعض الشعراء بجسم المرأة ، وبخصرها وغير ذلك .

    من أجل ذلك وجب غض البصر .


    ولم أرَ لمن قال بجواز كشف المرأة لوجهها أمام الرجال الأجانب سوى حديث أسماء في جواز كشف الوجه واليدين : إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يُرى منها إلا هذا وهذا .
    فهذا حديث ضعيف له أكثر من سبع علل . كما بينه العدوي في رسالة الحجاب .
    وحديث الخثعمية في الحج . وليس صريحا في الدلالة على ذلك ، إذ رواه أبو يعلى عن ابن عباس عن الفضل بن عباس قال : كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرابي معه ابنة له حسناء فجعل يعرضها لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء أن يتزوجها . قال : فجعلت ألتفت إليها وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ برأسي فيلويه .
    قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح .


    فهذه أختي الفاضلة أدلة الكتاب والسنة متظافـرة في وجوب ستر وتغطية وجه المرأة .
    بل وأقوال سلف هذه الأمة .
    وأي فتنة أعظم من مجمع المحاسن ، وجـه المـرأة .
    سائلا الله جل جلاله أن يجعل الحق هدفنا والجنة غايتنا .
    أعلم أني قد أطلت فـأكرر اعتذاري كعادتي .



    لمصدر : http://saaid.net/Doat/assuhaim/index.htm

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()