بتـــــاريخ : 7/19/2010 12:27:16 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1898 0


    مؤتمر نيويورك حول الأسرة والمرأة في القرن 21 تنمية المرأة أم تنمية الرذيلة وعولمتها؟!

    الناقل : SunSet | العمر :36 | المصدر : www.e-happyfamily.com

    كلمات مفتاحية  :


    مؤتمر نيويورك حول الأسرة والمرأة في القرن 21 تنمية المرأة أم تنمية الرذيلة وعولمتها؟!
     
     

    إن الناظر في تاريخ البشرية يلحظ بجلاء ذلك الاستغلال الكبير الذي تعرضت له المرأة بطرق متعددة، وقد كان القاسم المشترك بين كل ذلك الاستغلال هو من جهة كونها امرأة، بما تمثله من الضعف النسوي والفتنة الانثوية وميل شقيقها الرجل بفطرته إليها، وقد أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم عن قِدَم تاريخ الافتتان بالنساء وحذر أمته من الوقوع فيما وقعت فيه الامم السالفة فقال: إن الدنيا حلوة خَضِرة، وإن الله مستخلفكم فيها لينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء أخرجه الإمام مسلم في صحيحه 2742 ، كما حذر عليه الصلاة والسلام من التسلط عليها وان الرجل كائناً من كان بالنسبة لها لا يملك من امرها شيئاً إلا ما شرعه الله من بر الأب وصلة الأخ وطاعة الزوج بالمعروف ضمن منظومة من الحقوق والواجبات التي يحفظ بها حق كل ذي حق.
    وفي شريعته عليه الصلاة والسلام وضعت الامور في نصابها، فلا حق إلا ما قررته الشريعة الإسلامية الغراء إلى قيام الساعة، فنالت المرأة في جملة ذلك أعظم قدر واسنى وأجل منزلة، حيث حظيت بالرعاية والعناية ما يعلي قدرها ويحفظ مكانتها:" أُماً محبوبةً موقرة، وزوجة مصونة معززة، وأختاً وبنتاً مرعيةً مُكرمة، ودلائل ذلك من نصوص الوحيين مستفيضة ومعلومة لا يتسع المقام لايرادها.
    وفي العصر الحديث كان معظم التعامل مع المرأة استمرارا لخلفيات الجاهلية السابقة، وإن تقمص بهيئات متنوعة لكن مغزاه ومنتهاه إلى مورد واحد يشترك في انه تطرف شهواني جنوني غايته إشباع الرغبات الجنسية بطرق محرمة، مع انتكاسات تخالف الفطرة وتهدر الكرامة الانسانية.
    وفي هذ السياق تتابعت مؤتمرات المنظمة الدولية (الأمم المتحدة) منذ ما يزيد على خمسين عاماً تحت مسميات براقة تحمل معاني التنمية والإعمار، ولكن كثيراً من مقرراتها يخالف الفطرة الإنسانية وتأباه خاتمة الشرائع الإلهية.
    وعند تتبع تلك المؤتمرات وتاريخها، فقد كان مبدؤها في عام 1950 حول المرأة والاسرة تحت عنوان: (تنظيم الأسرة).
    ثم عقد مؤتمرٌ آخر في المكسيك عم 1975م.
    ثم عقد مؤتمر ثالث في نيروبي عام 1985م تحت عنوان (استراتيجيات التطلع إلى الامام من أجل تقدم المرأة).
    ثم كان المؤتمر الدولي للسكان والتنمية والذي عقد بالقاهرة عام 1994م.
    ومن بعده مؤتمر بكين تحت عنوان (المساواة والتنمية والسلم) وذلك عام 1995م.
    وها هو مؤتمر نيويورك يتداعى له المؤتمرون تحت عنوان (النوع والتنمية والمساواة والسلام في القرن الحادي والعشرين) في الفترة من 4 إلى 9 مايو 2000م.
    فهذه المؤتمرات وما تخللها من أعمال اللجان واللقاءات الفرعية يعجب كل عاقل من استعلان القوم ومجاهرتهم بما تتضمنه من فساد الأفراد والمجتمعات، ذلك أنها تنطوي على مفاسد أخلاقية تؤول بالمجتمعات إلى التفكك والتحلل على غرار ما هو قائم في كثير من الجهات في البلاد الغربية مما يشكو منه عقلاؤهم ومفكروهم عبر تتابع الدقائق والساعات ومن خلال كل جريمة بشعة لا تخلو منها أجزاء الثانية في هذه الاعوام، ولأجل ذلك فقد كان كثيرٌ من مقررات تلك المؤتمرات يقابل بالاعتراض والتحفظ من الوفود والمنظمات المشاركة من كثير من دول العالم.
    وقد تبلورت مقاصد المؤتمرات السابقة في مؤتمر نيويورك لعام 2000 ليتم من خلاله الإلزام لجميع الدول بمقرراته، ونجمل ما يدعون إليه في النقاط التالية:
    1 إلغاء مفهوم الأسرة من كونه قائما على ارتباط الرجل والمرأة بميثاق شرعي إلى اعتباره متحققاً من خلال اي اجتماع بين أي رجل وامرأة ولو بلا ميثاق ولا عقد شرعي، بل واي اجتماع بين رجل ومثله، وامرأة ومثلها، وهذا ما حدا بهم إلى تقليل التعامل بمصطلح الجنس )sex( ذكر أو انثى إلى مصطلح آخر هو النوع )gender( ليتوصلوا من خلال ذلك إلى عدم الالتفات إلى الاختلاف الفطري والحيوي (البيولوجي) بين الذكر والأنثى، و من ثم يتوصلوا بذلك إلى الاعتراف الرسمي وتشريع حقوق دولية للشواذ من الذكران والإناث!!.
    وتضمن ذلك دعوة مؤكدة لتقليل النسل والحد من التكاثر!!.
    2 تقرير الاباحية الجنسية وإلزام جميع الدول بالموافقة على ذلك، ليكون للفتاة حق ممارسة الفاحشة مع من تشاء ما دام عمرها أكثر من 16 عاماً، مع المطالبة بسن القوانين التي يعاقب بها كل من يعترض على هذه الحرية المطالب بها، حتى ولو كان المعترض أحد الوالدين، وهذا استدعى كذلك الدعوة لتقليص ولاية الوالدين وسلطتهما على أبنائهما، حتى ولو كانت تلك الممارسات في داخل بيت الأسرة، فللفتاة والفتى أن يرفع الأمر إلى السلطات التي ستلزم بسن قوانين تعالج أمثال هذه الشكاوى.
    3 الدعوة إلى سن قوانين للتعامل مع حمل السفاح، لتكون وثيقة دخول الحامل للمستشفى هو كونها حاملاً دون أدنى مساءلة حول حملها بغير زوج، ثم تخير الفتاة بين رغبتها في الاجهاض، او إن شاءت أن تبقيه فتلزم سلطات الرعاية الاجتماعية برعايتها، وإن لم ترد تربيته فتدفع به لدور الرعاية.
    4 المطالبة برفع سن الزواج سن القوانين المُجَرِّمة للزواج المبكر، مع تيسير سبل الفاحشة في سن مبكر، وتقديم المشورة في كيفية اقامة علاقة آثمة آمنة من الحمل أو الاصابة بالأمراض الجنسية.
    5 الدعوة الموسعة لتمكين المرأة من العمل خارج بيتها أياً كان نوع العمل، واعتبار قيامها بمتطلبات منزلها نوعاً من التخلف، لأن عملها في منزلها وقضاء الوطر مع الزوج وحملها وولادتها ورعايتها لأطفالها,, كل ذلك تمارسه بلا مقابل!! ولأجل هذا فإن وثائق مؤتمرات المرأة الأخيرة تتحاشى إطلاق لفظ الأمومة، وتتعامل مع الأم باعتبارها نوعاً إنسانياً لا يفترق عن نوع آخر هو الذكر.
    وكما يتضح من هذه الدعاوى التي دُعي إليها في مؤتمرات سابقة وجاء التأكيد عليها في الوثيقة التحضيرية لجلسات مؤتمر نيويورك 2000، فإن معظمها واقعٌ اليوم في البلاد الغربية بما لا يحتاجون معه للتنادي الدولي والدعوة لالزام الدول بالتوقيع عليها ضمن ما أسموه: (تقليص مدى التحفظات لهذه الاتفاقية، وسحب كل التحفظات التي تعارضها موضوعاً وهدفاً، أو التي تخالف القانون الحاكم للاتفاقات الدولية).
    وبهذا يعلم علماً يقيناً أنها موجهة لما يسمونه بدول العالم الثالث، بل إنها موجهة تحديداً للمسلمين الذين تضبط سلوكهم تشريعات الإسلام المحكمة وتحول بينهم وبين الانزلاق في كثير مما جنحت إليه الأمم الأخرى من الارتكاسات الأخلاقية، والمسلمون متى ما تخلوا عن الأسس الشرعية في مثل هذه القضايا من حياتهم فلن تبقى لهم باقية.
    وإن من يتأمل في تلك المقررات بعين العقل والبصيرة فإنه لا يكاد أن يصدق أنه يوجد ثلاثة من البشر قد يتمالؤون عليها ويقرونها لشناعتها وخطرها، بل لو حُدثنا عن أنها في أمة سابقة لاعتبرناها أمراً عجباً، والمرء يعجب أعظم العجب عندما يتيقن أن تلك المقررات والدعوات تتداعى دول عدة لاقرارها,, دولٌ نالت حظاً كبيراً من فهم السنن الكونية في هذه الحياة,,, وهاهم يشاهدون أعظم العبر وأبلغ النذر في خطأهم وخطلهم في دعواتهم الإباحية بما رأوه من الأرقام المتصاعدة لصرعى الأمراض الجنسية التي أُعيوا أن يجدوا لها طباً أو شفاءً,,, فكيف تعمى بصائرهم عن وهاد السفاح ومزالق مخالفة الفطرة.
    وإن المرء ليعجب ويعجب حين يجد من مخلوقات الله التي لم تكلف ولم تحمل الأمانة من مثل البهائم والحيوانات والدواب التي يلاحظ في عالمها من الترابط والتباعد عن شذوذ بني البشر ما يجعلها أفضل بكثير من كثير من العالمين,,,!!
    ولكن ذلك العجب يتلاشى حين نتأمل قول أصدق القائلين وأحكم الحاكمين والخبير بما في صدور العالمين إذ قال سبحانه: (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً) سورة الفرقان، الآية 44 .
    وإنه لعارٌ على الإنسانية إلى قيام الساعة ان يكون فيهم من تبجل إنجازاتهم وتعدد مخترعاتهم مما فتح الله به عليهم ثم ينتكسون تلك الانتكاسة الكبرى في هدم الاخلاق وإلغاء الكرامة الإنسانية وإهدار معالمها.
    وفي هذا السياق فإن الجدير بأمة الإسلام أن تفيق من غفوتها وتقوم من كبوتها وأن لا تغتر بتلك الدعوات الآثمة، وان تحذر من أن يمرر عليها ذلك من خلال الوسائل الإعلامية التي تخدم توجهات تلك المؤتمرات عبر زمرة الفن الرخيص وتجار الغرائز من أهل التمثيل والغناء من الذكور والإناث.
    وليحذر أولئك المهرولون في ركابهم من أن يكونوا شؤماً على أمة الإسلام بما قد تتلقفه قلوبهم من تلك الأباطيل فيوحي إليهم الشيطان بإحلاله في بلاد الإسلام، وخاصة وسائل الإعلام في بلاد الإسلام والإعلاميين والمثقفين الذين يرومون التحديث والتجديد، فإن كثيراً منهم قد طالت معاناة الأمة من إفكهم وتلبيسهم وهرطقاتهم التي يتلقفونها من الشرق والغرب ويودون احلالها بين المسلمين بدلاً من شريعة رب العالمين بدعواتهم التي راموا من ورائها تغريب الأمة وتغريرها، وعمدوا من خلالها لتحريض المرأة ودعوها لنبذ العفة والفضيلة، وتباكوا على المتمسكين بالوحيين ورموهم بالتهم والأباطيل، والتي بدت في كتاباتهم وفي لحن القول مما تنطق به أفواههم.
    نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يقينا وإياهم الفتن، وأن يهدي ضال عباده إليه ويرده إليه رداً جميلاً وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()