بتـــــاريخ : 6/28/2010 3:37:05 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1325 0


    الخطر الكامن في دراسة علم النفس

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : رضا ياسين | المصدر : forum.brg8.com

    كلمات مفتاحية  :

    بقلم: مهندس/ رضا ياسين

    حينما كنت أعمل منذ عدة سنوات في إحدى دول الخليج العربي صادفتني سيدة هي زوجة لأحد زملائنا من المصريين العاملين معنا هناك، هذه السيدة كانت دكتورة في علم النفس وكانت متمكنة جدا من مادتها. أذكر في إحدى الزيارات العائلية كنا نجتمع أنا وزوجتي وهذه السيدة وزوجها وعائلة أخرى من زوج وزوجة في بداية عهدهما بالعمل هناك. أذكر هذه السيدة الأخرى وهي تحاور الدكتورة النفسية زوجة زميلنا عن علم النفس والقدرات التي يتمتع بها الدكتور النفساني في معرفة أسرار الناس بل وقدرته على تغيير شخصية أي إنسان إلى أي شكل يريد، ومن ضمن الأشياء التي تناولتها الدكتورة النفسية عن موضوع تغيير الشخصية جملة علقت في ذهني لسنوات ومازالت عالقة حتى الآن، ومضمونها أنها تستطيع بسهولة شديدة وباستخدام أدوات علم النفس أن تحول فتاة معينة نعرفها جيدا معروفة بأخلاقها العالية وابنة لأحد زملائنا إلى راقصة. علقت الجملة في ذهني وبدأ التساؤل يلح علي.. هل علم النفس خطير إلى هذه الدرجة؟ هل من يدرسه يستطيع القيام بعمل خطير مثل هذا الذي ذكرته هذه السيدة المتخصصة في علم النفس والمتمكنة منه؟ لقد بقي الموضوع عالقا في ذهني وإن كنت قد انشغلت بأحداث الحياة، حتى رجعت نهائيا إلى أرض الوطن.

    ذات مرة التقيت بشاب في العشرينيات كان يقوم بأعمال التركيب والصيانة للحاسب الآلي الخاص بي، ورغم تمكن هذا الشاب من كل ما يخص الحاسب الآلي، إلا أنني اكتشفت أنه غير متخصص فيه وأن تخصصه الأساسي هو علم النفس الذي حصل فيه أثناء التعليم الجامعي على درجة عالية إلا أنه لم يعين بهيئة التدريس، كما أنه لم يعثر على عمل في مجال التخصص رغم تفوقه فيه، فاضطر إلى احتراف مهنة صيانة الحواسب.. نشبت صداقة بيني وبين هذا الشاب الذي في مقتبل العمر رغم فارق السن بيننا، وتذكرت ما كانت تتحدث به الدكتورة النفسية زوجة زميلنا أثناء العمل خارجا، فما كان مني إلا أن بدأت في محاورة هذا الشاب في مجال علم النفس وسردت له ما كانت ترويه الدكتورة النفسية فأجابني بالإيجاب، وقال لي إن الأمر أخطر من هذا بكثير، وأنه بنفسه قد أفادته دراسة علم النفس في إقامة علاقات آثمة مع بعض الفتيات بعد أن قام بعملية غسيل مخ لهن باستخدام أسرار التحليل النفسي وسيكولوجية الشخصية وسيكولوجية التعلم والتي تعلمها حتى أتقنها، وأذكر قوله لي: إن من يتعلم علم النفس ويتقن "سيكولوجية التعلم" بالأخص فإنه يكون قد حصل على كنز ثمين يتمثل في استطاعته تحويل أي إنسان إلى الشكل الذي يريده.

    صعقتني كلمات الشاب واستنفرني للبحث عن ذلك العلم الغامض والعجيب الذي يستطيع تحويل التراب إلى ذهب، بل وتحويل الذهب إلى تراب.. بحثت عن متخصصين من خريجي أقسام علم النفس بكليات الآداب ووجدت أن معظمهم لا يعرفون شيئا في علم النفس والذي أكد لي ذلك أنني بدأت في الاطلاع على هذا العلم العجيب واشتريت فيه من الكتب والمراجع ما كلفني الكثير.. الذي أكد لي ضعف هؤلاء الخريجين أنني تناقشت معهم في موضوعات علم النفس فوجدت أنهم لا يعرفون عنه إلا ما بقي من المعلومات التي ضاع معظمها بمجرد الخروج من قاعة الامتحانات، إلا أن بعضهم وجدته على دراية معقولة رغم أنه لايدرك أهمية الموضوع وخطورته.

    أحد الأصدقاء حينما علم بلهفتي لدراسة هذا العلم قابلني بأحد الدكاترة في علم النفس الذي تحدثت إليه لساعات وكان حديثا ممتعا للغاية، وذكر لي ما هو أخطر من تحويل الفتاة الخجولة المهذبة إلى راقصة أو إقامة علاقات آثمة مع بعض الفتيات اللواتي من الأصل ارتضين الخروج مع شاب غريب، لقد سرد لي هذا الدكتور حكاية من أعجب ما يمكن.. حكى لي عن رجل أعزب ميسور الحال ويقطن في فيلا فخمة ووورث من الأملاك من عمارات وخلافه الكثير والكثير، هذا الرجل مات فجأة في أوائل الأربعينات من العمر، وبعد إجراءات الدفن والعزاء ذهب أقرباؤه إلى فيلته للحصول على ميراثهم. لقد وجدوا الأموال والأوراق كلها منظمة في ملفات وموجودة في أدراج المكتب وعلى الأرفف، إلا أن ما حيرهم أمره تلك الخزينة الضخمة في غرفة المكتب. ماذا يوجد بداخلها؟ أموال؟ لا، فكل الأموال وجدوها إما نقودا في الأدراج أو أوراق صادرة من البنوك.. أوراق؟ حجج أملاك؟ لا، فكل الأوراق وجدوها في الأدراج وعلى الأرفف.. ماذا تحوي تلك الخزينة الضخمة إذن؟

    فتحوها بعد ساعات من الجهد ليجدوا المفاجأة.. قرابة العشرين ملفا ضخما تمتلئ بالكلام الغامض والجداول والرسوم البيانية وكلام يفهم منه صلته بعلم النفس، حيث كان الفقيد خريجا لقسم علم النفس من إحدى كليات الآداب، أغلقوا كل شيء وأعادوا الملفات إلى مكانها ليتصلوا بإحدى قريباته عمته أو خالته المتخصصة في علم النفس والتي أقنعته من البداية بالتخصص في علم النفس لتحضر السيدة المسنة ويهيأ لها المقعد المريح في الفيلا وليأتي لها شباب العائلة بالملفات من الخزينة لتطلع عليها.. وكانت المفاجأة التي أصابت العائلة بالخزي والعار.. المرحوم الفقيد كان عازفا عن الزواج لانشغاله بعلاقات آثمة ليس مع فتيات مراهقات في هذه المرة ولكن مع سيدات متزوجات وأمهات من المفروض أن يكن متفرغات لرعاية الزوج والأولاد.

    كل ملف من الملفات العشرين أو ربما أكثر لزوجة وأم أقام معها الفقيد علاقة زنا آثمة.. كان الفقيد يحوم حول ضحيته ليسجل كل شيء عنها. كل صغيرة وكل كبيرة عنها وعن زوجها وعن أولادها يسجلها بدقة، ثم يستخرج من تلك المعلومات المتاحة ما خفي من معلومات، ويحلل الشخصيات ليعرف مدخل كل شخصية حتى يستطيع النفاذ إليها، وكل ذلك مسجل بدقة في الملفات التي اصطنعت تلا أو جبلا صغيرا داخل الخزينة الضخمة في غرفة المكتب، ثم يتعرف على السيدة لتكون المحصلة علاقة زنا آثمة، وأكدت العمة أو الخالة أنه يستمتع بالعلاقات الآثمة مع السيدات المتزوجات واللواتي لهن أولاد، بل وأيضا البادي عليهن الاحترام والوقار، وأكدت أن حبه لهذا النوع من السيدات هو نوع من أنواع الشذوذ الذي وجد الطريق إليه ممهدا عن طريق دراسته لعلم النفس وسبره لأغوار النفس البشرية، كذلك حالته المادية الميسورة والتي سهلت له التفرغ للقيام بتلك المهمات الدنيئة حيث كان الفقيد يمتلك شقة في كل عمارة من العمارات الداخلة تحت حوزته والتي كانت نقطة انطلاق لإقامة العلاقات الآثمة مع السيدات المقيمات بالعمارة.

    لست أدري هل نمنع دراسة علم النفس بالجامعات؟ أم هل نحكمها بمقررات معينة تبتعد عن بعض الأسرار التي قد يستغلها ضعاف النفوس لممارسة الفواحش والمحرمات؟ وإذا ألغينا دراسة علم النفس فمن يخفف الآلام عن المرضى؟ وإذا أحكمنا المقررات فالدارس قد يلجأ إلى المراجع والتي تباع في كل مكان، كذلك لا ننسى أن الكثيرين يرتكبون المحرمات دون دراسة علم النفس.. الموضوع شائك جدا.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()