|
د. خالد عبدالله الخميس .
هناك جانب مهم ورئيسي للمعوق قلما يلتفت إليه وأهميته قد تفوق دور الرعاية الصحية وهو طريقة تربية أطفالنا للتعامل مع المعوق. فكثير من المعوقين لم يعد لهم أمل في التحسن العلاجي لكن بقي ما هو أهم من ذلك وهو جانب الرعاية النفسية. ولعلي هنا أن أتوقف عند أهم جانب يتعلق بالرعاية النفسية وهو تأثير سخرية الأطفال على مشاعر المعوق .
قد لا تعجب أن تجد انه في كثير من الأسر لديهم معوقون لكنهم يمتلكون خصائص نفسية عالية وذلك راجع للتهيئة النفسية السليمة من قبل المحيط العائلي للمعوق. وتجد على النقيض من ذلك أسراً أخرى لا تولي للمعوق أي اهتمام أو أولويات بل على العكس من ذلك فربما تجد السخرية والتنقيص واشد تلك السخريات هي ما يأتي من قبل الأطفال .
لا أحد ينكر أن اشد الآلام النفسية على المرء هو السخرية والاستهزاء، ويتضاعف وقعها عندما تكون تلك الخاصية المسخور منها ليس لك ذنب وفيها وإنما هي قدر من أقدار الله. ولك أن تتخيل أمام تلك السخرية مدى وقع القهر المر داخل أروقة النفس. لا تتعجب أن قلت لك أن من أسباب عزوف بعض المعوقين عن المناسبات الاجتماعية توقع المعوق بحضور أطفال لم يتلقوا توجيهات من قبل والديهم لكيفية التعامل مع المعوق فتجدهم يعتبرون المعوق محطة للضحك والسخرية والتسلية، ولا تعجب أن يكون موقع السخرية في نفس المعوق اشد ألماً من الإعاقة نفسها.
لا أريد أن أطيل فالموضوع واضح وضوح الشمس لكننا نحتاج لتفعيله داخل المحيط الأسري الكبير. وأبسط وسائل تفعيله أن يقوم رب المحيط الأسري الكبير بتوجيه الآخرين التخصيص زيادة في المحبة والعطف للعضو المعوق تعويضاً لما افتقده من قدرة. أن العمل على تدريب أطفالنا بضرورة احترام المعوق أمر لا جدال فيه. والطفل مهما كان عمره فهو قابل للتوجيه، ويتم ذلك من خلال أسلوب الترغيب في محبة المعوق والأجر المترتب على محبته وإرشاد الطفل بأن تلك الإعاقة هي مرض ممكن أن يحصل لأي شخص.
كذلك التوجيه ممكن أن يكون من خلال أسلوب إرشاد الأطفال من أن السخرية من المعوقين أمر مشين قد نتعرض للإعاقة إذا سخرنا من المعوق. تحياتي لكل أسرة ترأف بكل معوق وتساؤلي للأسر الأخرى: هل يحتاج الأمر أن تكون الإعاقة في كل بيت لنستوعب الدرس وتصل الرسالة.
المصدر : صحيفة الرياض ، العدد 14260 .
|