بتـــــاريخ : 7/17/2008 7:43:00 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1121 0


    علاج الإدمان (1)

    الناقل : heba | العمر :42 | المصدر : www.islammemo.cc

    كلمات مفتاحية  :
    رجل الشباب

    ما من بيت يصاب أحد أفراده بآفة الإدمان على الخمور أو المواد المخدرة إلا وتجده يرفع شعار لا فائدة مخبرًا إياك عن عدد المرات التي تعرض فيها المصاب للعلاج ثم عاد بعد ذلك لارتكاب نفس الفعل من جديد وهنا تكمن خطورة هذا الإدمان في أن تكرار المحاولة والفشل يفتح للشيطان والوساوس بابًا عظيمًا يفضي بالمرء إلى الاستسلام وعدم المقاومة وتأتي الطامة الكبرى عندما يتسرب اليأس إلى نفوس الأسرة المحيطة بالمدمن حيث يرتكز عامة جهد العلاج عليها في توفير المناخ المناسب للعلاج وتوفير الدعم النفسي المطلوب لكي يجتاز المدمن هذه المرحلة الخطيرة من التعامل مع إدمانه.

    ويمثل علاج هذه الظاهرة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية مشهدًا من المشاهد التي يتكرر فيها الشعور بالفشل في الأعم الأغلب وعدم النجاح في التخلص منه وإن كان هذا لا ينفي ولا يقلل من نسبة تحقق النجاح للعديد من المصابين بهذا النوع من الإدمان.

    والإدمان للتعريف هو مرض مزمن يؤثر على أداء الفرد لوظائفه في الأطر المحيطة به من العائلة والعمل والمجتمع ويصاحب بوجود اشتياق قهري غير مسيطر عليه من قبل الفرد المدمن نفسه وبحث مستمر عن المخدر ومحاولة تحصيله بأي طريقة ووسيلة والاستمرار في استخدام المخدر رغم العواقب السلبية التي يسببها له.ش

     إن الطريق إلى الإدمان يبدأ بتناول المخدر ويصحب ذلك اعتقاد ساذج بإمكانية التخلص منه في الوقت المناسب وضبط النفس على ألا تنسحب وتجر وراءه، ولكن مع مرور الوقت وتعدد مرات الاستخدام نتيجة للاستهانة تارة والجهل تارة أخرى وصحبة السوء تارة ثالثة والهرب من المشاكل والضغوط تارة رابعة، فإن قدرة الشخص على الاختيار بين تناوله أو عدم تناوله تتأثر، والأدق من ذلك أن يقال أنها تضعف بشدة ويصبح أسيرًا لعادة مستحكمة هي موطن الخطورة في الإدمان ويرجع هذا وبجزء كبير منه إلى تأثير الاستخدام الطويل للمخدر على وظائف الدماغ وبالتالي على السلوك.

    فالبحث عن المخدر يصبح فعلًا قهريًا، وبما أن الرغبة الملحة لاستخدام العقاقير يمكنها أن تستمر طوال حياة الفرد فإن تأثير الإدمان يشمل بالإضافة إلى الرغبة الشديدة لاستخدام المخدر مجالًا واسعًا من اضطرابات السلوك وبالتالي التأثير على أدائه الوظيفي داخل الأسرة والعمل والمجتمع.

     ومن الممكن أن يضع الإدمان الأشخاص في مواجهة الإصابة بأمراض كثيرة، بل يكون هذا هو الغالب على حال المدمن سواء كانت الإصابة بهذه الأمراض ناشئة عن استعمال المخدرات نفسها بشقيها الطبيعي والكيماوي أو ناشئة عن التغير الذي يطرأ على سلوك المدمن والعادات الصحية والظروف المعيشية المصاحبة للإدمان.

    ولأن الإدمان يعطل جوانب عديدة من حياة الفرد فعلاج هذا المرض ليس سهلًا سواء في مدته وزمنه أو في شدته وصعوبته ويجب أن يشمل عوامل عديدة كل واحد منها يتعامل مع جانب معين من المرض وآثاره السلبية.

    وفي المحصلة يجب في النهاية أن يساعد الفرد على التوقف عن استخدام العقاقير والمخدرات بأنواعها المختلفة والنجاح في إبقائه بعيدًا عنها طيلة حياته مستغنيًا عن آثارها واستعادة قدراته والقدرة على العودة إلى المجتمع بقوة وفاعلية.

     هناك العديد من العقاقير المخدرة التي يمكن الإدمان عليها ولا بد من معرفة التاريخ المرضي قبل الشروع في العلاج فكما أن التاريخ الطبي المتكامل أساسي في تشخيص الأمراض فكذلك التاريخ الإدماني للفرد مهم للغاية في البدء بالعلاج ولابد للطبيب المعالج من معرفة أدق التفاصيل المرضية السابقة وأي تغيرات حديثة لأن هذا يساعد الطبيب في الإسراع للوصول للتشخيص وكسب الكثير من الوقت.

    ويختلف العلاج باختلاف نوع المخدر ومدة تعاطيه وشدة الإدمان والمشاكل التي تصاحب سوء استخدام العقاقير من أمراض عقلية وأمراض مهنية أو مشاكل اجتماعية.

     وبرامج العلاج من تعاطي المخدرات لها العديد من الفوائد فمنها أنها تخلّص المجتمع من بعض أكثر الآفات الاجتماعية تدميرًا ـ مثل الجريمة وانتقال الأمراض المعدية وتدني الإنتاجية واضطراب الأسرة والمجتمع وقد برهنت الأبحاث الموثقة والتجارب الطبية السريرية المؤكّدة مرارًا على أن هذا العلاج فعّال في مساعدة المدمنين على الامتناع عن تعاطي المخدرات والوقاية من الإصابة بفيروس الأيدز ورعاية المصابين به وتحسين حياة الأشخاص وزيادة إسهامهم في المجتمع وقيامهم بدور فعال حقيقي.

    وتبيّن الدراسات أن العلاج يمكن أن يخفّض النشاط الإجرامي بنسبة تصل إلى 80 % ويقلّل من التردّد على المستشفيات بنحو 30 إلى 50 % كما يفيد مكتب السياسة العامة لمراقبة العقاقير في الولايات المتحدة بأن احتمالات أن يصاب حاقنو المخدرات الذين لا يخضعون للعلاج بفيروس الإيدز تزيد ست مرات على احتمالات إصابة من يخضع له ويواظب عليه.

    إضافة إلى ذلك فإن بذل جهد لمعالجة المرتهنين بالمخدرات وإعادة تأهيلهم هو أقل البدائل تكلفة، وبحسب الأسلوب المختار، تُقدّر الأموال التي تُنفق على معالجة الشخص الواحد في كل سنة بما يتراوح بين خُمس وثُلث تكلفة إيداع المدمن في السجن أو تركه دون علاج.

    إن كل دولار من دولارات الولايات المتحدة يُستثمر في العلاج، يخفض تكلفة الجريمة ذات الصلة بالمخدرات بما يتراوح بين 4 و7 دولارات، وإذا أضيف إلى ذلك ما يوفر في مجال الرعاية الصحية، فإن مجموع المدّخرات يمكن أن يتجاوز إجمالي التكاليف بنسبة 12 إلى 1.

    وتكون المعالجة من تعاطي المخدرات أنجع إذا تمت في شكل سلسلة متواصلة من الرعاية، تستخدم فيها مجموعة مناسبة من طرائق العلاج الدوائية والنفسية لفترة ملائمة من الزمن وكان مفهومًا أن لكل شخص احتياجات مختلفة.

    وأكثر نظم المعالجة من تعاطي المخدرات فعالية هي تلك النظم التي توفر العلاج في المراحل المبكّرة لتعاطي المخدرات وتشرك الأسرة والمجتمع وتتعاون مع أرباب العمل وسلطات العدالة الجنائية بغية مساعدة مدمن المخدرات أو الكحوليات على أن يندمج في المجتمع ويؤدي وظيفته على نحو كامل.

    فالعلاج وسيلة ناجحة فعلًا ولكنّ هناك أمورًا كثيرة يمكننا أن نقوم بها على نحو أفضل، ذلك أنه حتى في أفضل الظروف لا يتلقى العلاج فعلا سوى نصف المحتاجين إليه من البالغين أما الحال بالنسبة إلى المراهقين فهي أسوأ من ذلك بكثير حيث لا يحصل على العلاج في بعض البلدان سوى 20 % من الشباب الذين يحتاجون إليه.

    وإلى اللقاء في الجزء القادم وموعدنا مع مراحل علاج الإدمان

     

    كلمات مفتاحية  :
    رجل الشباب

    تعليقات الزوار ()