بتـــــاريخ : 11/6/2009 10:56:28 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2056 2


    تفسير كثير - سورة البقرة - الآية 216

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ

    القول في تأويل قوله تعالى : { كتب عليكم القتال } يعني بذلك جل ثناؤه : { كتب عليكم القتال } فرض عليكم القتال , يعني قتال المشركين , { وهو كره لكم } واختلف أهل العلم في الذين عنوا بفرض القتال , فقال بعضهم : عنى بذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة دون غيرهم . ذكر من قال ذلك : 3241 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , عن ابن جريج , قال : سألت عطاء قلت له : { كتب عليكم القتال وهو كره لكم } أواجب الغزو على الناس من أجلها ؟ قال : لا , كتب على أولئك حينئذ . 3242 - حدثنا أبو كريب , قال : ثنا عثمان بن سعيد , قال : ثنا خالد , عن حسين بن قيس , عن عكرمة , عن ابن عباس في قوله : { كتب عليكم القتال وهو كره لكم } قال نسختهما { قالوا سمعنا وأطعنا } 2 285 وهذا قول لا معنى له , لأن نسخ الأحكام من قبل الله جل وعز لا من قبل العباد , وقوله : { قالوا سمعنا وأطعنا } 2 285 خبر من الله عن عباده المؤمنين وأنهم قالوه لا نسخ منه . 3243 - حدثني محمد بن إسحاق , قال : ثنا معاوية بن عمرو , قال : ثنا أبو إسحاق الفزاري , قال : سألت الأوزاعي عن قول الله عز وجل : { كتب عليكم القتال وهو كره لكم } أواجب الغزو على الناس كلهم ؟ قال : لا أعلمه , ولكن لا ينبغي للأئمة العامة تركه , فأما الرجل في خاصة نفسه فلا . وقال آخرون : هو على كل واحد حتى يقوم به من في قيامه الكفاية , فيسقط فرض ذلك حينئذ عن باقي المسلمين كالصلاة على الجنائز وغسلهم الموتى ودفنهم , وعلى هذا عامة علماء المسلمين وذلك هو الصواب عندنا لإجماع الحجة على ذلك , ولقول الله عز وجل { فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى } 4 95 فأخبر جل ثناؤه أن الفضل للمجاهدين , وإن لهم وللقاعدين الحسنى , ولو كان القاعدون مضيعين فرضا لكان لهم السوأى لا الحسنى . وقال آخرون : هو فرض واجب على المسلمين إلى قيام الساعة . ذكر من قال ذلك : 3244 - حدثنا حسين بن ميسر قال : ثنا روح بن عبادة , عن ابن جريج , عن داود بن أبي عاصم , قال : قلت لسعيد بن المسيب : قد أعلم أن الغزو واجب على الناس ! فسكت . وقد أعلم أن لو أنكر ما قلت لبين لي . وقد بينا فيما مضى معنى قوله " كتب " بما فيه الكفاية .

    وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ

    القول في تأويل قوله تعالى : { وهو كره لكم } يعني بذلك جل ثناؤه : وهو ذو كره لكم , فترك ذكر " ذو " اكتفاء بدلالة قوله : " كره لكم " عليه , كما قال : { واسأل القرية } 12 83 وبنحو الذي قلنا في ذلك روي عن عطاء في تأويله . ذكر من قال ذلك : 3245 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , عن ابن جريج , عن عطاء في قوله : { وهو كره لكم } قال : كره إليكم حينئذ . والكره بالضم : هو ما حمل الرجل نفعه عليه من غير إكراه أحد إياه عليه , والكره بفتح الكاف : هو ما حمله غيره , فأدخله عليه كرها وممن حكي عنه هذا القول معاذ بن مسلم . 3246 - حدثني المثنى , قال : ثنا إسحاق , قال : ثنا عبد الرحمن بن أبي حماد , عن معاذ بن مسلم , قال : الكره : المشقة , والكره : الإجبار . وقد كان بعض أهل العربية يقول الكره والكره لغتان بمعنى واحد , مثل الغسل والغسل , والضعف والضعف , والرهب والرهب . وقال بعضهم : الكره بضم الكاف اسم والكره بفتحها مصدر .

    وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ

    القول في تأويل قوله تعالى : { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم } يعني بذلك جل ثناؤه : ولا تكرهوا القتال , فإنكم لعلكم أن تكرهوه وهو خير لكم , ولا تحبوا ترك الجهاد , فلعلكم أن تحبوه وهو شر لكم . كما : 3247 - حدثني موسى بن هارون , قال : ثنا عمرو بن حماد , قال : ثنا أسباط , عن السدي : { كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم } وذلك لأن المسلمين كانوا يكرهون القتال , فقال : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم . يقول : إن لكم في القتال الغنيمة والظهور والشهادة , ولكم في القعود أن لا تظهروا على المشركين , ولا تستشهدوا , ولا تصيبوا شيئا . 3248 - حدثني محمد بن إبراهيم السلمي , قال : ثني يحيى بن محمد بن مجاهد , قال : أخبرني عبيد الله بن أبي هاشم الجعفي , قال : أخبرني عامر بن واثلة قال : قال ابن عباس : كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم , فقال : " يا ابن عباس ارض عن الله بما قدر وإن كان خلاف هواك , فإنه مثبت في كتاب الله " قلت : يا رسول الله فأين وقد قرأت القرآن ؟ قال : في قوله : { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون }

    وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ

    القول في تأويل قوله تعالى : { والله يعلم وأنتم لا تعلمون } / يعني بذلك جل ثناؤه : والله يعلم ما هو خير لكم مما هو شر لكم , فلا تكرهوا ما كتبت عليكم من جهاد عدوكم , وقتال من أمرتكم بقتاله , فإني أعلم أن قتالكم إياهم , هو خير لكم في عاجلكم ومعادكم وترككم قتالهم شر لكم , وأنتم لا تعلمون من ذلك ما أعلم , يحضهم جل ذكره بذلك على جهاد أعدائه , ويرغبهم في قتال من كفر به .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()