بتـــــاريخ : 11/6/2009 10:21:58 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1593 0


    تفسير بن كثير - سورة البقرة - الآية 211

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ

    القول في تأويل قوله تعالى : { سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة } يعني بذلك جل ثناؤه : سل يا محمد بني إسرائيل - الذين لا ينتظرون بالإنابة إلى طاعتي , والتوبة إلي بالإقرار بنبوتك وتصديقك فيما جئتهم به من عندي , إلا أن آتيهم في ظلل من الغمام وملائكتي , فأفصل القضاء بينك وبين من آمن بك وصدقك بما أنزلت إليك من كتبي , وفرضت عليك وعليهم من شرائع ديني وبينهم - كم جئتهم به من قبلك من آية وعلامة , على ما فرضت عليهم من فرائضي , فأمرتهم به من طاعتي , وتابعت عليهم من حججي على أيدي أنبيائي ورسلي من قبلك مريدة لهم على صدقهم بينة أنها من عندي , واضحة أنها من أدلتي على صدق نذري ورسلي فيما افترضت عليهم من تصديقهم وتصديقك , فكفروا حججي , وكذبوا رسلي , وغيروا نعمي قبلهم , وبدلوا عهدي ووصيتي إليهم . وأما الآية فقد بينت تأويلها فيما مضى من كتابنا بما فيه الكفاية وهي ها هنا . ما : 3212 - حدثنا محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , عن عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد في قول الله عز وجل : { سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة } ما ذكر الله في القرآن وما لم يذكر , وهم اليهود . 3213 - حدثت عن عمار , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع قوله : { سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة } يقول : آتاهم الله آيات بينات : عصا موسى ويده , وأقطعهم البحر , وأغرق عدوهم وهم ينظرون , وظلل عليهم الغمام , وأنزل عليهم المن والسلوى . وذلك من آيات الله التي آتاها بني إسرائيل في آيات كثيرة غيرها , خالفوا معها أمر الله , فقتلوا أنبياء الله ورسله , وبدلوا عهده ووصيته إليهم , قال الله : { ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب } وإنما أنبأ الله نبيه بهذه الآيات , فأمره بالصبر على من كذبه , واستكبر على ربه , وأخبره أن ذلك فعل من قبله من أسلاف الأمم قبلهم بأنبيائهم , مع مظاهرته عليهم الحجج , وأن من هو بين أظهرهم من اليهود إنما هم من بقايا من جرت عادتهم ممن قص عليه قصصهم من بني إسرائيل .

    وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ

    القول في تأويل قوله تعالى : { ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب } يعني بالنعم جل ثناؤه الإسلام وما فرض من شرائع دينه . ويعني بقوله : { ومن يبدل نعمة الله } ومن يغير ما عاهد الله في نعمته التي هي الإسلام من العمل والدخول فيه فيكفر به , فإنه معاقبة بما أوعد على الكفر به من العقوبة , والله شديد عقابه , أليم عذابه . فتأويل الآية إذا يا أيها الذين آمنوا بالتوراة فصدقوا بها , ادخلوا في الإسلام جميعا , ودعوا الكفر , وما دعاكم إليه الشيطان من ضلالته , وقد جاءتكم البينات من عندي بمحمد , وما أظهرت على يديه لكم من الحجج والعبر , فلا تبدلوا عهدي إليكم فيه وفيما جاءكم به من عندي في كتابكم بأنه نبي ورسولي , فإنه من يبدل ذلك منكم فيغيره فإني له معاقب بالأليم من العقوبة . وبمثل الذي قلنا في قوله : { ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته } قال جماعة من أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : 3214 - حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , قال : ثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد في قوله : { ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته } قال : يكفر بها . * - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , عن ابن جريج , عن مجاهد , مثله . 3215 - حدثني موسى بن هارون , قال : ثنا عمرو بن حماد , قال : ثنا أسباط , عن السدي : { ومن يبدل نعمة الله } قال : يقول : من يبدلها كفرا . 3216 - حدثت عن عمار , عن ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع { ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته } يقول : ومن يكفر نعمته من بعد ما جاءته .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()