بتـــــاريخ : 11/6/2009 4:14:14 PM
الفــــــــئة
  • طرائف وعجائب
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1329 1


    من مذكرات شاب مطحون(3)

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | المصدر : amrkhaled.net

    كلمات مفتاحية  :
    استراحه القراء

    وحريّ بك عزيزي الصّايع المبتديء أن تتعامل معهم من هذا المنطق ليس غيره ..  فلا تدع فرصةً للتشنيع بأحدهم إذا ما لم تكن على الإيقاع به تحت يديك قادراً .. ( العيار اللي ما يصيبش يدوش ) ، ولا تأسف على أحدٍ منهم بدا لك مكسور الجناح مهيضه، ( أصل الكُهن ده بيجري في دمّهم ) .. يجب أن يكون لك من غلظة القلب حظّ وافر، ومن قوّة العضلات ما تستند عليه ، ولا يغرنّك الحال .. فإنّما الأيّام دول .. ومن هنا وجب عليك
    أيضاً أن تجعل جلّ اهتمامك منصبّاً على تقوية جسمك .. اجعله يبدو قويّاً قدر المستطاع، ولو بنفخ العضلات دونما قوّة ..
    فليس هذا معضلاً ، ولقد أثبتت التقنيات الحديثة تقدّماً ملحوظاً في هذا المجال ، لمن سعى  في نفخ عضلاته ، يفتري بها على النّـاس .. وهؤلاء النّاس لا يحكمون إلاّ على ظواهر الأمور .. لذا فإنّ خيوط هذه الحيلة لا تلبث أن تلتفّ حول أعناقهم إذا ما بدا لهم منها بارق ، أو اشتمّوا لها ريحاً ..وهنا تجذبهم أنت ـ يا عزيزي ـ بتلك الخيوط حيثما تريد .. ماذا يتبقّى لنا بعد ذلك ؟! .. يتبقّى طوائف النّساء .. وهنا آراؤنا ـ نحن معشر الصيّع ـ  كسابقتها ، بيد أنّه لا تمييز بين مثقّفةٍ وأخرى .. البنت بنت ، وقد كفى .. فإذا كانت ( مقصوفة الرقبة ) من بنات منطقتك أو ( حتّتك ) كما يقول البعض، وجب عليك حمايتها والذود عنها إذا ما كنتما بمكانٍ آخر ـ أقصد في حارة أخرى ـ وتعرّض لها أحدٌ بالمضايقة .. أمّا أنت ـ عزيزي الصّايع ـ فلك الحريّة ، بل كلّ الحرّية ( الليبرالية ) في مضايقتها إذا سنحت الظّروف بهذا .. وكلّ الأيديولوجيّات ـ هنا ـ في صالحك ، ومن خلفك تهتف ..أمّا إذا تناولنا أمر البنات الأخريات ليسوا من منطقتك ، فلا تثريب عليك إذا ضايقتهنّ أكان ذلك في وضح النّهار أو تحت جنح الليل ، أمام القريب أو الغريب ، في صحراء كان هذا أو بستان ..  في أيّ مكان ، في أيّ زمان .. هنيئاً لك ذلك ..  هذا ونكتفي بذلك القدر حتّى نلتقي مرّة أخرى .. ليكون لنا عودة مع مذكّرات يسجّلها التّاريخ بأحرف من ذهب ..

    قال الحنجوري : ( دلوأتي بأه تؤوم تمشي عشان فيه شلّة صيّع صحابي على مستوى .. جايّين علشان نضرب لنا كام حتّة حشيش ، وبصراحة انت لسّة ما بئيتش صايع تملا العين، يعني هُـزُء ، ومن الآخر عار عليّا بهدومك دي وبالنضّارة اللي إنت لابسها ، فاهمني ..  يلاّ واشوفك بكرة ) ..
    فانسللت من مكاني في خفّة عائداً إلى المنزل ، وأنا أكاد أطير من الفرح .. لما دوّنته من هذره الرائع .. في اليوم التالي .. توجّهت إلى المقهى للقاء الحنجوري ، وبرفقتي لفيف من مبتدئي الصياعة من أمثالي .. أو بمعنى آخر .. من المثقّفين الحمقى ..وعندما لحظته من بعيد أشرت للرفاق أن هذا هو الحنجوري ، فعلتهم الدهشة وقد أخذ العرق يسيل من جباههم لفرط الخوف والرّهبة عند مرآه ..  وحين اقتربنا منه قمت بتعرفتهم عليه .. فجاءت ردودهم هكذا ..
    ( تشرّفنا .. حصل لنا عظيم الشرف .. يا مليون ألف مرحب .. إلخ )
    أمّا هو فلم يبد استعداداً للتعرف عليهم .. وقال وهو يحدّق في كوب الشاي الثقيل بين يديه : خد العيال دي وانجرّوا من هنا .. أبديت الدهشة لذلك ، فقطع بدوره عليّ دهشتي قائلاً :
    احنا اتّفقنا إنّ أنت بسّ اللي تكتب .. إنّما تجيب حبّة العيال دول عشان يتفرّجوا عليّا كأني ولا مؤاخذة .. 
    قلت : يا سيّد ..
    قال : أولت ميت مرّة إنّ أنا مسميش سيّد ، وعموماً أنا هَعِدّ لغاية 3 ، لو ممشيتوش هشرّبكوا ميّة الجوزة دي .. فاهمين ؟! واحد .. وبالطبع قبل أن يكمل كنّا قد انطلقنا نعدو جهد أنفسنا ، وقد تفرّق جمعنا فلم يكد ير أحدنا الآخر .. وقد ابتلع كلاًّ منّا شارع من الشّوارع الجانبيّة التي تكتظّ  بالسّائرين والباعة المتجوّلين ..
    هكذا انتهت قصّتي مع الحنجوري ، بالطّبع نهاية مأساويّة ..

     

     

    كلمات مفتاحية  :
    استراحه القراء

    تعليقات الزوار ()