بتـــــاريخ : 11/5/2009 3:03:40 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1381 0


    تفسير بن كثير - سورة البقرة - الآية 175

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ

    القول في تأويل قوله تعالى : { أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة } يعني تعالى ذكره بقوله : { أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى } أولئك الذين أخذوا الضلالة وتركوا الهدى , وأخذوا ما يوجب لهم عذاب الله يوم القيامة وتركوا ما يوجب لهم غفرانه ورضوانه . فاستغنى بذكر العذاب والمغفرة من ذكر السبب الذي يوجبهما , لفهم سامعي ذلك لمعناه والمراد منه . وقد بينا نظائر ذلك فيما مضى , وكذلك بينا وجه : { اشتروا الضلالة بالهدى } باختلاف المختلفين والدلالة الشاهدة بما اخترنا من القول فيما مضى قبل فكرهنا إعادته .

    فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ

    القول في تأويل قوله تعالى : { فما أصبرهم على النار } . اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك , فقال بعضهم : معنى ذلك : فما أجرأهم على العمل الذي يقربهم إلى النار . ذكر من قال ذلك : 2066 - حدثنا بشر بن معاذ , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة : { فما أصبرهم على النار } يقول : فما أجرأهم على العمل الذي يقربهم إلى النار . * - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر , عن قتادة في قوله : { فما أصبرهم على النار } يقول : فما أجرأهم عليها . 2067 - حدثني المثنى , قال : ثنا عمرو بن عون , قال : ثنا هشيم , عن بشر عن الحسن في قوله : { فما أصبرهم على النار } قال : والله ما لهم عليها من صبر , ولكن ما أجرأهم على النار . 2068 - حدثنا أحمد بن إسحاق , قال : ثنا أبو أحمد الزبيري قال : ثنا مسعر . وحدثني المثنى , قال : ثنا أبو بكير , قال : ثنا مسعر , عن حماد عن مجاهد أو سعيد بن جبير أو بعض أصحابه : { فما أصبرهم على النار } ما أجرأهم . 2069 - حدثت عن عمار بن الحسن , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع قوله : { فما أصبرهم على النار } يقول : ما أجرأهم وأصبرهم على النار . وقال آخرون : بل معنى ذلك : فما أعملهم بأعمال أهل النار . ذكر من قال ذلك : 2070 - حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , قال : ثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد في قوله : { فما أصبرهم على النار } قال : ما أعملهم بالباطل . * - حدثني المثنى , قالا : ثنا أبو حذيفة , قال : ثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد مثله . واختلفوا في تأويل ما التي في قوله : { فما أصبرهم على النار } فقال بعضهم : هي بمعنى الاستفهام وكأنه قال : فما الذي صبرهم , أي شيء صبرهم ؟ ذكر من قال ذلك : 2071 - حدثني موسى بن هارون , قال : ثنا عمرو , قال : ثنا أسباط , عن السدي : { فما أصبرهم على النار } هذا على وجه الاستفهام , يقول : ما الذي أصبرهم على النار . 2072 - حدثني عباس بن محمد , قال : ثنا حجاج الأعور , قال : أخبرنا ابن جريج , قال : قال لي عطاء : { فما أصبرهم على النار } قال : ما يصبرهم على النار حين تركوا الحق واتبعوا الباطل . 2073 - حدثنا أبو كريب , قال : سئل أبو بكر بن عياش : { فما أصبرهم على النار } قال : هذا استفهام , ولو كانت من الصبر قال : " فما أصبرهم " رفعا , قال : يقال للرجل : " ما أصبرك " , ما الذي فعل بك هذا ؟ 2074 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد في قوله : { فما أصبرهم على النار } قال : هذا استفهام يقول : ما هذا الذي صبرهم على النار حتى جرأهم فعملوا بهذا ؟ وقال آخرون : هو تعجب , يعني : فما أشد جراءتهم على النار بعملهم أعمال أهل النار ! ذكر من قال ذلك : 2075 - حدثنا سفيان بن وكيع , قال : ثنا أبي , عن ابن عيينة , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد : { فما أصبرهم على النار } قال : ما أعملهم بأعمال أهل النار . وهو قول الحسن وقتادة , وقد ذكرناه قبل . فمن قال هو تعجب , وجه تأويل الكلام إلى : أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أشد جراءتهم بفعلهم ما فعلوا من ذلك على ما يوجب لهم النار , كما قال تعالى ذكره : { قتل الإنسان ما أكفره } 80 17 تعجبا من كفره بالذي خلقه وسوى خلقه . فأما الذين وجهوا تأويله إلى الاستفهام فمعناه : هؤلاء الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار - والنار لا صبر عليها لأحد - حتى استبدلوها بمغفرة الله فاعتاضوها منها بدلا ؟ . وأولى هذه الأقوال بتأويل الآية قول من قال : ما أجرأهم على النار , بمعنى : ما أجرأهم على عذاب النار , وأعملهم بأعمال أهلها ; وذلك أنه مسموع من العرب : ما أصبر فلانا على الله , بمعنى : ما أجرأ فلانا على الله ; وإنما يعجب الله خلقه بإظهار الخبر عن القوم الذين يكتمون ما أنزل الله تبارك وتعالى من أمر محمد صلى الله عليه وسلم ونبوته , واشترائهم بكتمان ذلك ثمنا قليلا من السحت والرشا التي أعطوها على وجه التعجب من تقدمهم على ذلك مع علمهم بأن ذلك موجب لهم سخط الله وأليم عقابه . وإنما معنى ذلك : " فما أجرأهم على عذاب النار " ولكن اجتزئ بذكر النار من ذكر عذابها كما يقال : ما أشبه سخاءك بحاتم , بمعنى : ما أشبه سخاءك بسخاء حاتم , وما أشبه شجاعتك بعنترة .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()