بتـــــاريخ : 11/5/2009 2:44:25 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1621 0


    تفسير بن كثير - سورة البقرة - الآية 170

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ

    القول في تأويل قوله تعالى : { وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون } وفي هذه الآية وجهان من التأويل : أحدهما أن تكون الهاء والميم من قوله : { وإذا قيل لهم } عائدة على " من " في قوله : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا } فيكون معنى الكلام : ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا , وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا . والآخر أن تكون الهاء والميم اللتان في قوله : { وإذا قيل لهم } من ذكر " الناس " الذين في قوله : { يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا } فيكون ذلك انصرافا من الخطاب إلى الخبر عن الغائب كما في قوله تعالى ذكره : { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة } 10 22 وأشبه عندي وأولى بالآية أن تكون الهاء والميم في قوله لهم من ذكر " الناس " , وأن يكون ذلك رجوعا من الخطاب إلى الخبر عن الغائب , لأن ذلك عقيب قوله : { يا أيها الناس كلوا مما في الأرض } فلأن يكون خبرا عنهم أولى من أن يكون خبرا عن الذين أخبر أن منهم من يتخذ من دون الله أندادا مع ما بينهما من الآيات وانقطاع قصصهم بقصة مستأنفة غيرها , وأنها نزلت في قوم من اليهود قالوا ذلك إذ دعوا إلى الإسلام . كما : 2025 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق , عن محمد بن أبي محمد , عن عكرمة , أو عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس , قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود من أهل الكتاب إلى الإسلام ورغبهم فيه , وحذرهم عقاب الله ونقمته , فقال له رافع بن خارجة ومالك بن عوف : بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا فإنهم كانوا أعلم وخيرا منا ! فأنزل الله من قولهما : { وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون } * - حدثنا أبو كريب , قال : ثنا يونس بن بكير , قال : ثنا محمد بن إسحاق , قال : حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت , قال : حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس , مثله , إلا أنه قال : فقال له أبو رافع بن خارجة ومالك بن عوف . وأما تأويل قوله : { اتبعوا ما أنزل الله } فإنه : اعملوا بما أنزل الله في كتابه على رسوله , فأحلوا حلاله وحرموا حرامه , واجعلوه لكم إماما تأتمون به , وقائدا تتبعون أحكامه . وقوله : { ألفينا عليه آباءنا } يعني وجدنا , كما قال الشاعر : فألفيته غير مستعتب ولا ذاكر الله إلا قليلا يعني وجدته . وكما : 2026 - حدثنا بشر بن معاذ قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد عن قتادة : { قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا } أي ما وجدنا عليه آباءنا . 2027 - حدثني المثنى , قال : ثنا إسحاق , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع , مثله . فمعنى الآية : وإذا قيل لهؤلاء الكفار كلوا مما أحل الله لكم ودعوا خطوات الشيطان وطريقه واعملوا بما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم في كتابه , استكبروا عن الإذعان للحق , وقالوا : بل نأتم بآبائنا فنتبع ما وجدناهم عليه من تحليل ما كانوا يحلون وتحريم ما كانوا يحرمون ; قال الله تعالى ذكره : { أو لو كان آباؤهم } يعني آباء هؤلاء الكفار الذين مضوا على كفرهم بالله العظيم لا يعقلون شيئا من دين الله وفرائضه وأمره ونهيه , فيتبعون على ما سلكوا من الطريق ويؤتم بهم في أفعالهم ولا يهتدون لرشد فيهتدي بهم غيرهم , ويقتدي بهم من طلب الدين , وأراد الحق والصواب ؟ يقول تعالى ذكره لهؤلاء الكفار : فكيف أيها الناس تتبعون ما وجدتم عليه آباءكم فتتركون ما يأمركم به ربكم وآباؤكم لا يعقلون من أمر الله شيئا ولا هم مصيبون حقا ولا مدركون رشدا ؟ وإنما يتبع المتبع ذا المعرفة بالشيء المستعمل له في نفسه , فأما الجاهل فلا يتبعه فيما هو به جاهل إلا من لا عقل له ولا تمييز .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()