بتـــــاريخ : 11/5/2009 2:25:22 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2368 0


    تفسير بن كثير - سورة البقرة - الآية 165

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ

    القول في تأويل قوله تعالى : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله } يعني تعالى ذكره بذلك : أن من الناس من يتخذ من دون الله أندادا له , وقد بينا فيما مضى أن الند العدل بما يدل على ذلك من الشواهد فكرهنا إعادته , وأن الذين اتخذوا هذه الأنداد من دون الله يحبون أندادهم كحب المؤمنين الله , ثم أخبرهم أن المؤمنين أشد حبا لله من متخذي هذه الأنداد لأندادهم . واختلف أهل التأويل في الأنداد التي كان القوم اتخذوها وما هي ؟ فقال بعضهم : هي آلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله . ذكر من قال ذلك . 1993 - حدثنا بشر بن معاذ , ثنا يزيد , عن سعيد , عن قتادة قوله : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله } من الكفار لأوثانهم . 1994 - حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , قال : ثنا عيسى عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد في قوله تعالى ذكره : { يحبونهم كحب الله } مباهاة ومضاهاة للحق بالأنداد . { والذين آمنوا أشد حبا لله } من الكفار لأوثانهم . * - حدثني المثنى , قال : ثنا أبو حذيفة , قال : ثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله . 1995 - حدثت عن عمار , قال : حدثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع قوله : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله } قال : هي الآلهة التي تعبد من دون الله . يقول : يحبون أوثانهم كحب الله { والذين آمنوا أشد حبا لله } , أي من الكفار لأوثانهم . 1996 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله } قال : هؤلاء المشركون أندادهم آلهتهم التي عبدوا مع الله يحبونهم كما يحب الذين آمنوا الله { والذين آمنوا أشد حبا لله } من حبهم هم آلهتهم . وقال آخرون : بل الأنداد في هذا الموضع إنما هم سادتهم الذين كانوا يطيعونهم في معصية الله تعالى ذكره . ذكر من قال ذلك : 1997 - حدثني موسى , قال : [ حدثنا عمرو , قال : ] ثنا أسباط , عن السدي : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله } قال : الأنداد من الرجال يطيعونهم كما يطيعون الله إذا أمروهم أطاعوهم وعصوا الله . فإن قال قائل : وكيف قيل كحب الله , وهل يحب الله الأنداد ؟ وهل كان متخذو الأنداد يحبون الله فيقال يحبونهم كحب الله ؟ قيل : إن معنى ذلك بخلاف ما ذهبت إليه , وإنما نظير ذلك قول القائل : بعت غلامي كبيع غلامك , بمعنى : بعته كما بيع غلامك وكبيعك غلامك , واستوفيت حقي منه استيفاء حقك , بمعنى : استيفائك حقك . فتحذف من الثاني كناية اسم المخاطب اكتفاء بكنايته في " الغلام " و " الحق " , كما قال الشاعر : فلست مسلما ما دمت حيا

    على زيد بتسليم الأمير يعني بذلك : كما يسلم على الأمير . فمعنى الكلام إذا : ومن الناس من يتخذ أيها المؤمنون من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله .

    وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ

    القول في تأويل قوله تعالى : { ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب } اختلفت القراء في قراءة ذلك , فقرأه عامة أهل المدينة والشام : /6 { ولو ترى الذين ظلموا } /6 بالتاء { إذ يرون العذاب } بالياء { أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب } بفتح " أن " و " أن " كلتيهما , بمعنى : ولو ترى يا محمد الذين كفروا وظلموا أنفسهم حين يرون عذاب الله ويعاينونه , أن القوة لله جميعا , وأن الله شديد العذاب . معا في نصب " أن " و " أن " في هذه القراءة وجهان : أحدهما أن تفتح بالمحذوف من الكلام الذي هو مطلوب فيه , فيكون تأويل الكلام حينئذ : ولو ترى يا محمد الذين ظلموا إذ يرون عذاب الله لأقروا . ومعنى ترى : تبصر أن القوة لله جميعا , وأن الله شديد العذاب . ويكون الجواب حينئذ فتحت " أن " على هذا الوجه متروكا قد اكتفي بدلالة الكلام عليه . ويكون المعنى ما وصفت . فهذا أحد وجهي فتح أن على قراءة من قرأ : /6 { ولو ترى } /6 بالتاء . والوجه الآخر في الفتح , أن يكون معناه : ولو ترى يا محمد إذ يرى الذين ظلموا عذاب الله , لأن القوة لله جميعا , وأن الله شديد العذاب , لعلمت مبلغ عذاب الله . ثم تحذف اللام فتفتح بذلك المعنى لدلالة الكلام عليها . وقرأ ذلك آخرون من سلف القراء : /6 { ولو ترى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وإن الله شديد العذاب } /6 بمعنى : ولو ترى يا محمد الذين ظلموا حين يعاينوا عذاب الله لعلمت الحال التي يصيرون إليها . ثم أخبر تعالى ذكره خبرا مبتدأ على قدرته وسلطانه بعد تمام الخبر الأول , فقال : إن القوة لله جميعا في الدنيا والآخرة دون من سواه من الأنداد والآلهة , وإن الله شديد العذاب لمن أشرك به وادعى معه شركاء وجعل له ندا . وقد يحتمل وجها آخر في قراءة من كسر " إن " في " ترى " بالتاء , وهو أن يكون معناه : ولو ترى يا محمد الذين ظلموا إذ يرون العذاب , يقولون : إن القوة لله جميعا , وإن الله شديد العذاب . ثم تحذف القول وتكفي منه بالمقول . وقرأ ذلك آخرون : { ولو يرى الذين ظلموا } بالياء { إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب } بفتح الألف من أن وأن , بمعنى : ولو يرى الذين ظلموا عذاب الله الذي أعد لهم في جهنم لعلموا حين يرونه فيعاينونه أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب , إذ يرون العذاب . فتكون " أن " الأولى منصوبة لتعلقها بجواب " لو " المحذوف ويكون الجواب متروكا , وتكون الثانية معطوفه على الأولى وهذه قراءة عامة القراء الكوفيين والبصريين وأهل مكة . وقد زعم بعض نحويي البصرة أن تأويل قراءة من قرأ : { ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب } بالياء في يرى وفتح الألفين في " أن " و " أن " : ولو يعلمون , لأنهم لم يكونوا علموا قدر ما يعاينون من العذاب . وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم علم , فإذا قال : " ولو ترى " , فإنما يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم ولو كسر " إن " على الابتداء إذا قال : " ولو يرى " جاز , لأن " لو يرى " : لو يعلم وقد يكون " لو يعلم " في معنى لا يحتاج معها إلى شيء , تقول للرجل : أما والله لو يعلم ولو تعلم , كما قال الشاعر : إن يكن طبك الدلال فلو في سالف الدهر والسنين الخوالي هذا ليس له جواب إلا في المعنى , وقال الشاعر : وبحظ مما نعيش ولا تذ هب بك الترهات في الأهوال فأضمر " عيشي " . قال : وقال بعضهم : " ولو ترى " وفتح " أن " على " ترى " وليس بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم , ولكن أراد أن يعلم ذلك الناس كما قال تعالى ذكره : { أم يقولون افتراه } 32 3 ليخبر الناس عن جهلهم , وكما قال : { ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض } 2 107 قال أبو جعفر : وأنكر قوم أن تكون " أن " عاملا فيها قوله : { ولو يرى } , وقالوا : إن الذين ظلموا قد علموا حين يرون العذاب أن القوة لله جميعا , فلا وجه لمن تأول ذلك : ولو يرى الذين ظلموا أن القوة لله . وقالوا : إنما عمل في " أن " جواب " لو " الذي هو بمعنى العلم , لتقدم العلم الأول . وقال بعض نحويي الكوفة : من نصب : { أن القوة لله وأن الله شديد العذاب } ممن قرأ : { ولو يرى } بالياء فإنما نصبها بإعمال الرؤية فيها , وجعل الرؤية واقعة عليها . وأما من نصبها ممن قرأ : " ولو ترى " بالتاء , فإنه نصبها على تأويل : لأن القوة لله جميعا , ولأن الله شديد العذاب . قال : ومن كسرهما ممن قرأ بالتاء فإنه يكسرهما على الخبر . وقال آخرون منهم : فتح " أن " في قراءة من قرأ : { ولو يرى الذين ظلموا } بالياء بإعمال " يرى " , وجواب الكلام حينئذ متروك , كما ترك جواب : { ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض } 13 31 لأن معنى الجنة والنار مكرر معروف . وقالوا : جائز كسر " إن " في قراءة من قرأ بالياء , وإيقاع الرؤية على " إذ " في المعنى , وأجازوا نصب " أن " على قراءة من قرأ ذلك بالتاء لمعنى نية فعل آخر , وأن يكون تأويل الكلام : ولو ترى الذين ظلموا إذ يرون العذاب [ يرون ] أن القوة لله جميعا . وزعموا أن كسر " إن " الوجه إذا قرئت : " ولو ترى " بالتاء على الاستئناف , لأن قوله : " ولو ترى " قد وقع على " الذين ظلموا " . قال أبو جعفر : والصواب من القراءة عندنا في ذلك : { ولو ترى الذين ظلموا } بالتاء من " ترى " { إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب } بمعنى لرأيت أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب , فيكون قوله " لرأيت " الثانية محذوفة مستغنى بدلالة قوله : " ولو ترى الذين ظلموا " عن ذكره , وإن كان جوابا ل " ولو " ويكون الكلام وإن كان مخرجه مخرج الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم معنيا به غيره , لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا شك عالما بأن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب , ويكون ذلك نظير قوله : { ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض } 2 107 وقد بيناه في موضعه . وإنما اخترنا ذلك على قراءة الياء ; لأن القوم إذا رأوا العذاب قد أيقنوا أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب , فلا وجه أن يقال : لو يرون أن القوة لله جميعا حينئذ , لأنه إنما يقال : " لو رأيت " لمن لم ير , فأما من قد رآه فلا معنى لأن يقال له : " لو رأيت " . ومعنى قوله : { إذ يرون العذاب } إذ يعاينون العذاب . كما : 1998 - حدثت عن عمار بن الحسن , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع قوله : { ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب } يقول : لو عاينوا العذاب . وإنما عنى تعالى ذكره بقوله :

    /6 { ولو ترى الذين ظلموا } /6 ولو ترى يا محمد الذين ظلموا أنفسهم فاتخذوا من دوني أندادا يحبونهم كحبكم إياي , حين يعاينون عذابي يوم القيامة الذي أعددت لهم , لعلمتم أن القوة كلها لي دون الأنداد والآلهة , وأن الأنداد والآلهة لا تغني عنهم هنالك شيئا , ولا تدفع عنهم عذابا أحللت بهم , وأيقنتم أني شديد عذابي لمن كفر بي وادعى معي إلها غيري .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()