بتـــــاريخ : 11/5/2009 1:45:53 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1884 0


    تفسي بن كثير - سورة البقرة - الآية 155

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ

    القول في تأويل قوله تعالى : { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين } وهذا إخبار من الله تعالى ذكره أتباع رسوله صلى الله عليه وسلم أنه مبتليهم وممتحنهم بشدائد من الأمور ليعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه , كما ابتلاهم فامتحنهم بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة , وكما امتحن أصفياءه قبلهم , ووعدهم ذلك في آية أخرى فقال لهم : { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب } 2 214 وبنحو الذي قلنا في ذلك كان ابن عباس وغيره يقول . 1929 - حدثني المثنى , قال : ثنا عبد الله بن صالح , قال : حدثني معاوية , عن علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس قوله : { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع } ونحو هذا , قال : أخبر الله المؤمنين أن الدنيا دار بلاء , وأنه مبتليهم فيها , وأمرهم بالصبر وبشرهم , فقال : { وبشر الصابرين } ثم أخبرهم أنه فعل هكذا بأنبيائه وصفوته لتطيب أنفسهم , فقال : { مستهم البأساء والضراء وزلزلوا } 2 214 ومعنى قوله : { ولنبلونكم } : ولنختبرنكم . وقد أتينا على البيان عن أن معنى الابتلاء الاختبار فيما مضى قبل . وقوله : { بشيء من الخوف } يعني من الخوف من العدو وبالجوع , وهو القحط . يقول : لنختبرنكم بشيء من خوف ينالكم من عدوكم وبسنة تصيبكم ينالكم فيها مجاعة وشدة وتعذر المطالب عليكم فتنقص لذلك أموالكم , وحروب تكون بينكم وبين أعدائكم من الكفار , فينقص لها عددكم , وموت ذراريكم وأولادكم , وجدوب تحدث , فتنقص لها ثماركم . كل ذلك امتحان مني لكم واختبار مني لكم , فيتبين صادقوكم في إيمانهم من كاذبيكم فيه , ويعرف أهل البصائر في دينهم منكم من أهل النفاق فيه والشك والارتياب . كل ذلك خطاب منه لأتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه . كما : 1930 - حدثني هارون بن إدريس الكوفي الأصم , قال : ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي , عن عبد الملك عن عطاء في قوله : { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع } قال : هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم . وإنما قال تعالى ذكره : { بشيء من الخوف } ولم يقل " بأشياء " لاختلاف أنواع ما أعلم عباده أنه ممتحنهم به . فلما كان ذلك مختلفا وكانت " من " تدل على أن كل نوع منها مضمر [ في ] شيء وأن معنى ذلك : ولنبلونكم بشيء من الخوف وبشيء من الجوع وبشيء من نقص الأموال . اكتفى بدلالة ذكر الشيء في أوله من إعادته مع كل نوع منها . ففعل تعالى ذكره كل ذلك بهم وامتحنهم بضروب المحن . كما : 1931 - حدثني المثنى , قال : ثنا إسحاق , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع في قوله : { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات } قال : قد كان ذلك , وسيكون ما هو أشد من ذلك . قال الله عند ذلك : { وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } ثم قال تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم : يا محمد بشر الصابرين على امتحاني بما أمتحنهم به , والحافظين أنفسهم عن التقدم على نهيي عما أنهاهم عنه , والآخذين أنفسهم بأداء ما أكلفهم من فرائضي مع ابتلائي إياهم بما ابتليتهم به القائلين إذا أصابتهم مصيبة : إنا لله وإنا إليه راجعون . فأمره الله تعالى ذكره بأن يخص بالبشارة على ما يمتحنهم به من الشدائد أهل الصبر الذين وصف الله صفتهم . وأصل التبشير : إخبار الرجل الرجل الخبر يسره أو يسوءه لم يسبقه به إليه غيره .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()