بتـــــاريخ : 11/5/2009 1:43:10 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1398 0


    تفسير بن كثير - سورة البقرة - الآية 154

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ

    / القول في تأويل قوله تعالى : { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء } يعني تعالى ذكره : يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر على طاعتي في جهاد عدوكم وترك معاصي وأداء سائر فرائضي عليكم , ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله هو ميت , فإن الميت من خلقي من سلبته حياته وأعدمته حواسه , فلا يلتذ لذة ولا يدرك نعيما ; فإن من قتل منكم ومن سائر خلقي في سبيلي أحياء عندي في حياة ونعيم وعيش هني ورزق سني , فرحين بما آتيتهم من فضلي وحبوتهم به من كرامتي . كما : 1922 - حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , قال : ثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد في قوله : { بل أحياء عند ربهم يرزقون } 3 169 من ثمر الجنة ويجدون ريحها وليسوا فيها . * - حدثني المثنى , قال : ثنا أبو حذيفة , قال : ثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله . 1923 - حدثنا بشر بن معاذ , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة قوله : { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون } كنا نحدث أن أرواح الشهداء تعارف في طير بيض يأكلن من ثمار الجنة , وأن مساكنهم سدرة المنتهى , وأن للمجاهد في سبيل الله ثلاث خصال من الخير : من قتل في سبيل الله منهم صار حيا مرزوقا , ومن غلب آتاه الله أجرا عظيما , ومن مات رزقه الله رزقا حسنا . 1924 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة في قوله : { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء } قال : أرواح الشهداء في صور طير بيض . 1925 - حدثني المثنى , قال : ثنا إسحاق , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع في قوله : { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء } في صور طير خضر يطيرون في الجنة حيث شاءوا منها يأكلون من حيث شاءوا . 1926 - حدثني المثنى , قال : ثنا محمد بن جعفر , قال : ثنا عثمان بن غياث , قال : سمعت عكرمة يقول في قوله : { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون } قال : أرواح الشهداء في طير خضر في الجنة فإن قال لنا قائل : وما في قوله : { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء } من خصوصية الخبر عن المقتول في سبيل الله الذي لم يعم به غيره ؟ وقد علمت تظاهر الأخبار عن رسول الله أنه وصف حال المؤمنين والكافرين بعد وفاتهم , فأخبر عن المؤمنين أنهم يفتح لهم من قبورهم أبواب إلى الجنة يشمون منها روحها , ويستعجلون الله قيام الساعة ليصيروا إلى مساكنهم منها ويجمع بينهم وبين أهاليهم وأولادهم فيها , وعن الكافرين أنهم يفتح لهم من قبورهم أبواب إلى النار ينظرون إليها ويصيبهم من نتنها ومكروهها , ويسلط عليهم فيها إلى قيام الساعة من يقمعهم فيها , ويسألون الله فيها تأخير قيام الساعة حذارا من المصير إلى ما أعد الله لهم فيها مع أشباه ذلك من الأخبار . وإذا كانت الأخبار بذلك متظاهرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , فما الذي خص به القتيل في سبيل الله مما لم يعم به سائر البشر غيره من الحياة وسائر الكفار والمؤمنين غيره أحياء في البرزخ , أما الكفار فمعذبون فيه بالمعيشة الضنك , وأما المؤمنون فمنعمون بالروح والريحان ونسيم الجنان ؟ قيل : أن الذي خص الله به الشهداء في ذلك وأفاد المؤمنين بخبره عنهم تعالى ذكره إعلامه إياهم أنهم مرزوقون من مآكل الجنة ومطاعمها في برزخهم قبل بعثهم , ومنعمون بالذي ينعم به داخلوها بعد البعث من سائر البشر من لذيذ مطاعمها الذي لم يطعمها الله أحدا غيرهم في برزخه قبل بعثه . فذلك هو الفضيلة التي فضلهم بها وخصهم بها من غيرهم , والفائدة التي أفاد المؤمنين بالخبر عنهم , فقال تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله } 3 169 : 170 وبمثل الذي قلنا جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . 1927 - حدثنا أبو كريب قال : ثنا عبد الرحيم بن سليمان , وعبدة بن سليمان , عن محمد بن إسحاق , عن الحارث بن فضيل , عن محمود بن لبيد , عن ابن عباس , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء " وقال عبدة : " في روضة خضراء , يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا " . 1928 - حدثنا أبو كريب قال : ثنا جابر بن نوح , عن الإفريقي , عن ابن بشار السلمي - أو أبي بشار , شك أبو جعفر - قال : أرواح الشهداء في قباب بيض من قباب الجنة في كل قبة زوجتان , رزقهم في كل يوم طلعت فيه الشمس ثور وحوت , فأما الثور ففيه طعم كل ثمرة في الجنة , وأما الحوت ففيه طعم كل شراب في الجنة . فإن قال قائل : فإن الخبر عما ذكرت أن الله تعالى ذكره أفاد المؤمنين بخبره عن الشهداء من النعمة التي خصهم بها في البرزخ غير موجود في قوله : { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء } وإنما فيه الخبر عن حالهم أموات هم أم أحياء . قيل : إن المقصود بذكر الخبر عن حياتهم إنما هو الخبر عما هم فيه من النعمة , ولكنه تعالى ذكره لما كان قد أنبأ عباده عما قد خص به الشهداء في قوله : { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون } 3 169 وعلموا حالهم بخبره ذلك ثم كان المراد من الله تعالى ذكره في قوله : { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء } نهى خلقه عن أن يقولوا للشهداء أنهم موتى , ترك إعادة ذكر ما قد بين لهم من خبرهم .

    وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ

    وأما قوله : { ولكن لا تشعرون } فإنه يعني به : ولكنكم لا ترونهم فتعلموا أنهم أحياء , وإنما تعلمون ذلك بخبري إياكم به . وإنما رفع قوله : " أموات " بإضمار مكنى عن أسماء من يقتل في سبيل الله . ومعنى ذلك : ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله هم أموات . ولا يجوز النصب في الأموات , لأن القول لا يعمل فيهم . وكذلك قوله : " بل أحياء " , رفع بمعنى أنهم أحياء .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()