بتـــــاريخ : 11/4/2009 3:03:52 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 892 0


    تفسير بن كثير - سورة البقرة - الآية 105

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ

    القول في تأويل قوله تعالى : { ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم } يعني بقوله : { ما يود } ما يحب , أي ليس يحب كثير من أهل الكتاب , يقال منه : ود فلان كذا يود ودا وودا ومودة . وأما " المشركين " فإنهم في موضع خفض بالعطف على أهل الكتاب . ومعنى الكلام : ما يحب الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم . وأما { أن } في قوله : { أن ينزل } فنصب بقوله : { يود } . وقد دللنا على وجه دخول " من " في قوله : { من خير } وما أشبه ذلك من الكلام الذي يكون في أوله جحد فيما مضى , فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع . فتأويل الكلام : ما يحب الكافرون من أهل الكتاب ولا المشركين بالله من عبدة الأوثان أن ينزل عليكم من الخير الذي كان عند الله فنزلهم عليكم . فتمنى المشركون وكفرة أهل الكتاب أن لا ينزل الله عليهم الفرقان وما أوحاه إلى محمد صلى الله عليه وسلم من حكمه وآياته , وإنما أحبت اليهود وأتباعهم من المشركين ذلك حسدا وبغيا منهم على المؤمنين . وفي هذه الآية دلالة بينة على أن الله تبارك وتعالى نهى المؤمنين عن الركون إلى أعدائهم من أهل الكتاب والمشركين , والاستماع من قولهم وقبول شيء مما يأتونهم به , على وجه النصيحة لهم منهم ; بإطلاعه جل ثناؤه إياهم على ما يستبطنه لهم أهل الكتاب والمشركون من الضغن والحسد وإن أظهروا بألسنتهم خلاف ما هم مستبطنون .

    وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ

    القول في تأويل قوله تعالى : { والله يختص برحمته من يشاء } . يعني بقوله جل ثناؤه : { والله يختص برحمته من يشاء } والله يختص من يشاء بنبوته ورسالته فيرسله إلى من يشاء من خلقه , فيتفضل بالإيمان على من أحب فيهديه له . واختصاصه إياهم بها إفرادهم بها دون غيرهم من خلقه . وإنما جعل الله رسالته إلى من أرسل إليه من خلقه وهدايته من هدى من عباده رحمة منه له ليصيره بها إلى رضاه ومحبته , وفوزه بها بالجنة واستحقاقه بها ثناءه ; وكل ذلك رحمة من الله له . وفي قوله : { والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم } تعريض من الله تعالى ذكره بأهل الكتاب أن الذي آتى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به من الهداية تفضلا منه , وأن نعمه لا تدرك بالأماني ولكنها مواهب منه يختص بها من يشاء من خلقه .

    وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ

    وأما قوله : { والله ذو الفضل العظيم } فإنه خبر من الله جل ثناؤه عن أن كل خير ناله عباده في دينهم ودنياهم فإنه من عنده ابتداء وتفضلا منه عليهم من غير استحقاق منهم ذلك عليه .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()