بتـــــاريخ : 11/4/2009 12:57:22 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1648 0


    تفسير بن كثير - سورة البقرة - الآية 80

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً

    القول في تأويل قوله تعالى : { وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } يعني بقوله : { وقالوا } اليهود , يقول : وقالت اليهود : { لن تمسنا النار } ; يعني لن تلاقي أجسامنا النار , ولن ندخلها إلا أياما معدودة . وإنما قيل معدودة وإن لم يكن مبينا عددها في التنزيل ; لأن الله جل ثناؤه أخبر عنهم بذلك وهم عارفون عدد الأيام التي يوقتونها لمكثهم في النار , فلذلك ترك ذكر تسمية عدد تلك الأيام وسماها معدودة لما وصفنا . ثم اختلف أهل التأويل في مبلغ الأيام المعدودة التي عينها اليهود القائلون ما أخبر الله عنهم من ذلك . فقال بعضهم بما : 1155 - حدثنا به أبو كريب , قال : ثنا عثمان بن سعيد , عن بشر بن عمارة , عن أبي روق , عن الضحاك , عن ابن عباس : { وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } قال ذلك أعداء الله اليهود , قالوا : لن يدخلنا الله النار إلا تحلة القسم الأيام التي أصبنا فيها العجل أربعين يوما , فإذا انقضت عنا تلك الأيام , انقطع عنا العذاب والقسم . 1156 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة في قوله : { لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } قالوا : أياما معدودة بما أصبنا في العجل . 1157 - حدثنا موسى , قال : ثنا عمرو , قال : ثنا أسباط , عن السدي : { وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } قال : قالت اليهود : إن الله يدخلنا النار فنمكث فيها أربعين ليلة , حتى إذا أكلت النار خطايانا واستنقتنا , نادى مناد : أخرجوا كل مختون من ولد بني إسرائيل , فلذلك أمرنا أن نختتن . قالوا : فلا يدعون منا في النار أحدا إلا أخرجوه . 1158 - حدثني المثنى , قال : ثنا آدم , قال : ثنا أبو جعفر , عن الربيع , عن أبي العالية , قال : قالت اليهود : إن ربنا عتب علينا في أمرنا , فأقسم ليعذبنا أربعين ليلة , ثم يخرجنا . فأكذبهم الله . * - حدثني المثنى , قال : ثنا آدم , قال : ثنا أبو جعفر , عن قتادة , قال : قالت اليهود : لن ندخل النار إلا تحلة القسم , عدد الأيام التي عبدنا فيها العجل . 1159 - حدثني محمد بن سعد , قال : حدثني أبي , قال : حدثني عمي , قال : حدثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس قوله : { لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } الآية . قال ابن عباس : ذكر أن اليهود وجدوا في التوراة مكتوبا : " إن ما بين طرفي جهنم مسيرة أربعين سنة إلى أن ينتهوا إلى شجرة الزقوم نابتة في أصل الجحيم " . وكان ابن عباس يقول : إن الجحيم سقر , وفيه شجرة الزقوم , فزعم أعداء الله أنه إذا خلا العدد الذي وجدوا في كتابهم أياما معدودة . وإنما يعني بذلك المسير الذي ينتهي إلى أصل الجحيم , فقالوا : إذا خلا العدد انتهى الأجل فلا عذاب وتذهب جهنم وتهلك ; فذلك قوله : { لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } يعنون بذلك الأجل . فقال ابن عباس : لما اقتحموا من باب جهنم ساروا في العذاب , حتى انتهوا إلى شجرة الزقوم آخر يوم من الأيام المعدودة , قال لهم خزان سقر : زعمتم أنكم لن تمسكم النار إلا أياما معدودة , فقد خلا العدد وأنتم في الأبد ! فأخذ بهم في الصعود في جهنم يرهقون . 1160 - حدثني محمد بن سعد , قال : حدثني أبي , قال : حدثني عمي , قال : حدثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس : { وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } إلا أربعين ليلة . 1161 - حدثني المثنى , قال : ثنا إسحاق , قال : ثنا حفص بن عمر , عن الحكم بن أبان , عن عكرمة , قال : خاصمت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : لن ندخل النار إلا أربعين ليلة , وسيخلفنا فيها قوم آخرون ! يعنون محمدا وأصحابه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على رءوسهم : " بل أنتم فيها خالدون لا يخلفكم فيها أحد " فأنزل الله جل ثناؤه : { وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } . * - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : حدثنا حجاج , عن ابن جريج , قال : أخبرني الحكم بن أبان , عن عكرمة , قال : اجتمعت يهود يوما تخاصم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : { لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } - وسموا أربعين يوما - ثم يخلفنا أو يلحقنا فيها أناس ; فأشاروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كذبتم , بل أنتم فيها خالدون مخلدون لا نلحقكم ولا نخلفكم فيها إن شاء الله أبدا " . 1162 - حدثني يونس بن عبد الأعلى , قال : أخبرنا علي بن معبد , عن أبي معاوية , عن جويبر , عن الضحاك في قوله : { لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } قال : قالت اليهود : لا نعذب في النار يوم القيامة إلا أربعين يوما مقدار ما عبدنا العجل . 1163 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد : حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم : " أنشدكم بالله وبالتوراة التي أنزلها الله على موسى يوم طور سيناء , من أهل النار الذين أنزلهم الله في التوراة ؟ " قالوا : إن ربهم غضب عليهم غضبة , فمكث في النار أربعين ليلة , ثم نخرج فتخلفوننا فيها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كذبتم والله ! لا نخلفكم فيها أبدا " . فنزل القرآن تصديقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم , وتكذيبا لهم : { وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا } إلى قوله : { هم فيها خالدون } . وقال آخرون في ذلك بما : 1164 - حدثنا أبو كريب , قال : ثنا يونس بن بكير , قال : ثنا ابن إسحاق , قال : حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت , قال : حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة , عن ابن عباس , قال : كانت يهود يقولون : إنما مدة الدنيا سبعة آلاف سنة , وإنما يعذب الله الناس يوم القيامة بكل ألف سنة من أيام الدنيا يوما واحدا من أيام الآخرة , وإنها سبعة أيام . فأنزل الله في ذلك من قولهم : { وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } الآية . * - حدثنا ابن حميد قال : ثنا سلمة , عن محمد بن إسحاق , قال : حدثني محمد بن أبي محمد , عن سعيد بن جبير أو عكرمة , عن ابن عباس , قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ويهود تقول : إنما مدة الدنيا سبعة آلاف سنة , وإنما يعذب الناس في النار بكل ألف سنة من أيام الدنيا يوما واحدا في النار من أيام الآخرة , فإنما هي سبعة أيام ثم ينقطع العذاب . فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهم { لن تمسنا النار } الآية . 1165 - حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , عن عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد في قول الله : { وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } قال : كانت تقول : إنما الدنيا سبعة آلاف سنة , وإنما نعذب مكان كل ألف سنة يوما . * - حدثني المثنى , قال : ثنا أبو حذيفة , قال : ثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله , إلا أنه قال : كانت اليهود تقول : إنما الدنيا , وسائر الحديث مثله . * - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : حدثني حجاج , قال : قال ابن جريج , قال مجاهد : { وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } من الدهر , وسموا عدة سبعة آلاف سنة , من كل ألف سنة يوما ; يهود تقول .

    قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ

    القول في تأويل قوله تعالى : { قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون } . قال أبو جعفر : لما قالت اليهود ما قالت من قولها : { لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } على ما قد بينا من تأويل ذلك , قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد لمعشر اليهود { أتخذتم عند الله عهدا } أخذتم بما تقولون من ذلك من الله ميثاقا فالله لا ينقض ميثاقه ولا يبدل وعده وعقده , أم تقولون على الله الباطل جهلا وجراءة عليه ؟ كما : 1166 - حدثنا محمد بن عمرو , قال : حدثنا أبو عاصم , عن عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد : { قل أتخذتم عند الله عهدا } أي موثقا من الله بذلك أنه كما تقولون . * - حدثني المثنى , قال : ثنا أبو حذيفة , قال : ثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله . 1167 - حدثني المثنى , قال : ثنا آدم , قال : ثنا أبو جعفر , عن قتادة قال : قالت اليهود : لن ندخل النار إلا تحلة القسم عدة الأيام التي عبدنا فيها العجل . فقال الله : { أتخذتم عند الله عهدا } بهذا الذي تقولونه , ألكم بهذا حجة وبرهان { فلن يخلف الله عهده } فهاتوا حجتكم وبرهانكم { أم تقولون على الله ما لا تعلمون } . 1168 - حدثنا أبو كريب , قال : ثنا عثمان بن سعيد , عن بشر بن عمارة , عن أبي روق , عن الضحاك , عن ابن عباس , قال : لما قالت اليهود ما قالت , قال الله جل ثناؤه لمحمد : { قل أتخذتم عند الله عهدا } يقول : أدخرتم عند الله عهدا ؟ يقول : أقلتم لا إله إلا الله لم تشركوا , ولم تكفروا به ؟ فإن كنتم قلتموها فارجوا بها , وإن كنتم لم تقولوها فلم تقولون على الله ما لا تعلمون ؟ يقول : لو كنتم قلتم لا إله إلا الله , ولم تشركوا به شيئا , ثم متم على ذلك لكان لكم ذخرا عندي , ولم أخلف وعدي لكم أني أجازيكم بها . 1169 - حدثني موسى بن هارون , قال : ثنا عمرو , قال : ثنا أسباط عن السدي , قال : لما قالت اليهود ما قالت , قال الله عز وجل : { قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده } وقال في مكان آخر : { وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون } . 3 24 ثم أخبر الخبر فقال : { بلى من كسب سيئة } . وهذه الأقوال التي رويناها عن ابن عباس ومجاهد وقتادة بنحو ما قلنا في تأويل قوله : { قل أتخذتم عند الله عهدا } لأن مما أعطاه الله عباده من ميثاقه أن من آمن به وأطاع أمره نجاه من ناره يوم القيامة . ومن الإيمان به الإقرار بأن لا إله إلا الله , وكذلك من ميثاقه الذي واثقهم به أن من أتى الله يوم القيامة بحجة تكون له نجاة من النار فينجيه منها . وكل ذلك وإن اختلفت ألفاظ قائليه , فمتفق المعاني على ما قلنا فيه , والله تعالى أعلم .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()