بتـــــاريخ : 11/3/2009 11:11:10 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1116 0


    تفسير - بن كثير - سورة البقرة - الآية 44

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ

    القول في تأويل قوله تعالى : { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم } قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في معنى البر الذي كان المخاطبون بهذه الآية يأمرون الناس به وينسون أنفسهم , بعد إجماع جميعهم على أن كل طاعة لله فهي تسمى برا . فروي عن ابن عباس ما : 702 - حدثنا به ابن حميد , قال : حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق , عن محمد بن أبي محمد , عن عكرمة , أو عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس : { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون } أي تنهون الناس عن الكفر بما عندكم من النبوة والعهد من التوراة , وتتركون أنفسكم : أي وأنتم تكفرون بما فيها من عهدي إليكم في تصديق رسولي , وتنقضون ميثاقي , وتجحدون ما تعلمون من كتابي . 703 - وحدثنا أبو كريب , قال : حدثنا عثمان بن سعيد , قال : حدثنا بشر بن عمارة , عن أبي روق , عن الضحاك , عن ابن عباس في قوله : { أتأمرون الناس بالبر } يقول : أتأمرون الناس بالدخول في دين محمد صلى الله عليه وسلم , وغير ذلك مما أمرتم به من إقام الصلاة { وتنسون أنفسكم } . وقال آخرون بما : 704 - حدثني به موسى بن هارون , قال : حدثني عمرو بن حماد , قال : حدثنا أسباط , عن السدي : { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم } قال : كانوا يأمرون الناس بطاعة الله وبتقواه وهم يعصونه . 705 - وحدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر عن قتادة في قوله : { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم } قال : كان بنو إسرائيل يأمرون الناس بطاعة الله وبتقواه وبالبر ويخالفون , فعيرهم الله . 706 - وحدثنا القاسم , قال : حدثنا الحسين , قال : حدثنا الحجاج , قال : قال ابن جريج : { أتأمرون الناس بالبر } أهل الكتاب والمنافقون كانوا يأمرون الناس بالصوم والصلاة , ويدعون العمل بما يأمرون به الناس , فعيرهم الله بذلك , فمن أمر بخير فليكن أشد الناس فيه مسارعة . وقال آخرون بما : 707 - حدثني به يونس بن عبد الأعلى , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد : هؤلاء اليهود كان إذا جاء الرجل يسألهم ما ليس فيه حق ولا رشوة ولا شيء , أمروه بالحق , فقال الله لهم : { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون } 708 - وحدثني علي بن الحسن , قال : حدثنا مسلم الحرمي , قال : حدثنا مخلد بن الحسين , عن أيوب السختياني , عن أبي قلابة في قول الله : { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب } قال : قال أبو الدرداء : لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في ذات الله ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتا . قال أبو جعفر : وجميع الذي قال في تأويل هذه الآية من ذكرنا قوله متقارب المعنى ; لأنهم وإن اختلفوا في صفة البر الذي كان القوم يأمرون به غيرهم الذين وصفهم الله بما وصفهم به , فهم متفقون في أنهم كانوا يأمرون الناس بما لله فيه رضا من القول أو العمل , ويخالفون ما أمروهم به من ذلك إلى غيره بأفعالهم . فالتأويل الذي يدل على صحته ظاهر التلاوة إذا : أتأمرون الناس بطاعة الله وتتركون أنفسكم تعصيه , فهلا تأمرونها بما تأمرون به الناس من طاعة ربكم ! معيرهم بذلك ومقبحا إليهم ما أتوا به . ومعنى نسيانهم أنفسهم في هذا الموضع نظير النسيان الذي قال جل ثناؤه : { نسوا الله فنسيهم } 9 67 بمعنى : تركوا طاعة الله فتركهم الله من ثوابه .

    وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ

    القول في تأويل قوله تعالى : { وأنتم تتلون الكتاب } قال أبو جعفر : يعني بقوله : { تتلون } : تدرسون وتقرءون . كما : 709 - حدثنا أبو كريب , قال : حدثنا عثمان بن سعيد , قال : حدثنا بشر , عن أبي روق , عن الضحاك عن ابن عباس : { وأنتم تتلون الكتاب } يقول : تدرسون الكتاب بذلك . ويعني بالكتاب : التوراة .

    أَفَلَا تَعْقِلُونَ

    القول في تأويل قوله تعالى : { أفلا تعقلون } قال أبو جعفر : يعني بقوله : { أفلا تعقلون } : أفلا تفقهون وتفهمون قبح ما تأتون من معصيتكم ربكم التي تأمرون الناس بخلافها وتنهونهم عن ركوبها وأنتم راكبوها , وأنتم تعلمون أن الذي عليكم من حق الله وطاعته في اتباع محمد والإيمان به وبما جاء به مثل الذي على من تأمرونه باتباعه . كما : 710 - حدثنا به محمد بن العلاء , قال : حدثنا عثمان بن سعيد , قال : حدثنا بشر بن عمارة , عن أبي روق عن الضحاك , عن ابن عباس : { أفلا تعقلون } يقول : أفلا تفهمون فنهاهم عن هذا الخلق القبيح . وهذا يدل على صحة ما قلنا من أمر أحبار يهود بني إسرائيل غيرهم باتباع محمد صلى الله عليه وسلم , وأنهم كانوا يقولون هو مبعوث إلى غيرنا كما ذكرنا قبل .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()