بتـــــاريخ : 11/3/2009 11:07:40 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1442 0


    تفسيربن كثير - سورة البقرة - الآية 42

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ

    القول في تأويل قوله تعالى : { ولا تلبسوا الحق بالباطل } قال أبو جعفر : يعني بقوله : { ولا تلبسوا } : لا تخلطوا , واللبس : هو الخلط , يقال منه : لبست عليهم الأمر ألبسه لبسا : إذا خلطته عليهم . كما : 689 - حدثت عن المنجاب , عن بشر بن عمارة , عن أبي روق , عن الضحاك , عن ابن عباس في قوله : { وللبسنا عليهم ما يلبسون } 6 9 يقول : لخلطنا عليهم ما يخلطون . ومنه قول العجاج : لما لبسن الحق بالتجني غنين واستبدلن زيدا مني يعني بقوله : لبسن : خلطن . وأما اللبس فإنه يقال منه : لبسته ألبسه لبسا وملبسا , وذلك في الكسوة يكتسيها فيلبسها . ومن اللبس قول الأخطل : لقد لبست لهذا الدهر أعصره حتى تجلل رأسي الشيب واشتعلا ومن اللبس قول الله جل ثناؤه : { وللبسنا عليهم ما يلبسون } 6 9 فإن قال لنا قائل : وكيف كانوا يلبسون الحق بالباطل وهم كفار , وأي حق كانوا عليه مع كفرهم بالله ؟ قيل : إنه كان فيهم منافقون منهم يظهرون التصديق بمحمد صلى الله عليه وسلم ويستبطنون الكفر به , وكان عظمهم يقولون : محمد نبي مبعوث إلا أنه مبعوث إلى غيرنا . فكان لبس المنافق منهم الحق بالباطل إظهاره الحق بلسانه وإقراره لمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به جهارا , وخلطه ذلك الظاهر من الحق بالباطل الذي يستبطنه . وكان لبس المقر منهم بأنه مبعوث إلى غيرهم الجاحد أنه مبعوث إليهم إقراره بأنه مبعوث إلى غيرهم وهو الحق , وجحوده أنه مبعوث إليهم وهو الباطل , وقد بعثه الله إلى الخلق كافة . فذلك خلطهم الحق بالباطل ولبسهم إياه به . كما : 690 - حدثنا به أبو كريب , قال : حدثنا عثمان بن سعيد , قال : حدثنا بشر بن عمارة , عن أبي روح , عن الضحاك , عن ابن عباس قوله : { ولا تلبسوا الحق بالباطل } قال : لا تخلطوا الصدق بالكذب . 691 - وحدثني المثنى , قال : حدثنا آدم , قال : حدثنا أبو جعفر , عن الربيع , عن أبي العالية : { ولا تلبسوا الحق بالباطل } يقول : لا تخلطوا الحق بالباطل , وأدوا النصيحة لعباد الله في أمر محمد عليه الصلاة والسلام . 692 - وحدثنا القاسم , قال : حدثنا الحسين , قال : حدثني حجاج , قال : قال ابن جريج , قال مجاهد : { ولا تلبسوا الحق بالباطل } اليهودية والنصرانية بالإسلام . 693 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد في قوله : { ولا تلبسوا الحق بالباطل } قال : الحق : التوراة الذي أنزل الله على موسى , والباطل : الذي كتبوه بأيديهم .

    وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ

    القول في تأويل قوله تعالى : { وتكتموا الحق وأنتم تعلمون } قال أبو جعفر : وفي قوله : { وتكتموا الحق } وجهان من التأويل : أحدهما أن يكون الله جل ثناؤه نهاهم عن أن يكتموا الحق كما نهاهم أن يلبسوا الحق بالباطل . فيكون تأويل ذلك حينئذ : ولا تلبسوا الحق بالباطل , ولا تكتموا الحق . ويكون قوله : { وتكتموا } عند ذلك مجزوما بما جزم به : " تلبسوا " عطفا عليه . والوجه الآخر منهما أن يكون النهي من الله جل ثناؤه لهم عن أن يلبسوا الحق بالباطل , ويكون قوله : { وتكتموا الحق } خبرا منه عنهم بكتمانهم الحق الذي يعلمونه , فيكون قوله : " وتكتموا " حينئذ منصوبا , لانصرافه عن معنى قوله : { ولا تلبسوا الحق بالباطل } إذ كان قوله : { ولا تلبسوا } نهيا , وقوله : { وتكتموا الحق } خبرا معطوفا عليه غير جائز أن يعاد عليه ما عمل في قوله : { تلبسوا } من الحرف الجازم , وذلك هو المعنى الذي يسميه النحويون صرفا . ونظير ذلك في المعنى والإعراب قول الشاعر : لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم فنصب " تأتي " على التأويل الذي قلنا في قوله : { وتكتموا } الآية , لأنه لم يرد : لا تنه عن خلق ولا تأت مثله , وإنما معناه : لا تنه عن خلق وأنت تأتي مثله . فكان الأول نهيا والثاني خبرا , فنصب الخبر إذ عطفه على غير شكله . فأما الوجه الأول من هذين الوجهين اللذين ذكرنا أن الآية تحتملهما , فهو على مذهب ابن عباس الذي : 694 - حدثنا به أبو كريب , قال : حدثنا عثمان بن سعيد , قال : حدثنا بشر بن عمارة , عن أبي روق , عن الضحاك , عن ابن عباس قوله : { وتكتموا الحق } يقول : ولا تكتموا الحق وأنتم تعلمون . * وحدثنا ابن حميد , قال : حدثنا سلمة بن الفضل , عن ابن إسحاق , عن محمد بن أبي محمد , عن عكرمة , أو عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس : { وتكتموا الحق } : أي ولا تكتموا الحق . وأما الوجه الثاني منهما فهو على مذهب أبي العالية ومجاهد . 695 - حدثني المثنى بن إبراهيم , قال : حدثنا آدم , قال : حدثنا أبو جعفر , عن الربيع , عن أبي العالية : { وتكتموا الحق وأنتم تعلمون } قال : كتموا بعث محمد صلى الله عليه وسلم . 696 - وحدثنا محمد بن عمرو , قال : حدثنا أبو عاصم , عن عيسى بن ميمون , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , نحوه . * وحدثني المثنى , قال : حدثنا أبو حذيفة , قال : حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , نحوه . وأما تأويل الحق الذي كتموه وهم يعلمونه , فهو ما : 697 - حدثنا به ابن حميد , قال : حدثنا سلمة عن ابن إسحاق , عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت , عن عكرمة , أو عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس : { وتكتموا الحق } يقول : لا تكتموا ما عندكم من المعرفة برسولي وما جاء به , وأنتم تجدونه عندكم فيما تعلمون من الكتب التي بأيديكم . * وحدثنا أبو كريب , قال : حدثنا عثمان بن سعيد , قال : حدثنا بشر بن عمارة , عن أبي روق , عن الضحاك , عن ابن عباس : { وتكتموا الحق } يقول : إنكم قد علمتم أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ; فنهاهم عن ذلك . 698 - وحدثني محمد بن عمرو , قال : حدثنا أبو عاصم , قال : حدثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد في قول الله : { وتكتموا الحق وأنتم تعلمون } قال : يكتم أهل الكتاب محمدا , وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل . * وحدثني المثنى بن إبراهيم , قال : حدثنا أبو حذيفة , قال : حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله . 699 - وحدثني موسى بن هارون , قال : حدثنا عمرو بن حماد , قال : حدثنا أسباط عن السدي : { وتكتموا الحق وأنتم تعلمون } قال : الحق هو محمد صلى الله عليه وسلم . 700 - وحدثني المثنى , قال : حدثنا آدم , قال : حدثنا أبو جعفر , عن الربيع , عن أبي العالية : { وتكتموا الحق وأنتم تعلمون } قال : كتموا بعث محمد صلى الله عليه وسلم وهم يجدونه مكتوبا عندهم . * وحدثنا القاسم , قال : حدثنا الحسين , قال : حدثني حجاج , عن ابن جريج , عن مجاهد : تكتمون محمدا وأنتم تعلمون , وأنتم تجدونه عندكم في التوراة والإنجيل . فتأويل الآية إذا : ولا تخلطوا على الناس أيها الأحبار من أهل الكتاب في أمر محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به من عند ربه , وتزعموا أنه مبعوث إلى بعض أجناس الأمم دون بعض أو تنافقوا في أمره , وقد علمتم أنه مبعوث إلى جميعكم , وجميع الأمم غيركم , فتخلطوا بذلك الصدق بالكذب , وتكتموا به ما تجدونه في كتابكم من نعته وصفته , وأنه رسولي إلى الناس كافة , وأنتم تعلمون أنه رسولي , وأن ما جاء به إليكم فمن عندي , وتعرفون أن من عهدي الذي أخذت عليكم في كتابكم الإيمان به وبما جاء به والتصديق به .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()