بتـــــاريخ : 11/1/2009 7:44:04 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1078 0


    تفسير بن كثير - سورة البقرة - الآية 8

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ

    القول في تأويل قوله تعالى : { ومن الناس من يقول آمنا بالله } قال أبو جعفر : أما قوله : { ومن الناس } فإن في الناس وجهين : أحدهما أن يكون جمعا لا واحد له من لفظه , وإنما واحده إنسان وواحدته إنسانة . والوجه الآخر : أن يكون أصله " أناس " أسقطت الهمزة منها لكثرة الكلام بها , ثم دخلتها الألف واللام المعرفتان , فأدغمت اللام التي دخلت مع الألف فيها للتعريف في النون , كما قيل في : { لكنا هو الله ربي } 18 38 على ما قد بينا في اسم الله الذي هو الله . وقد زعم بعضهم أن الناس لغة غير أناس , وأنه سمع العرب تصغره نويس من الناس , وأن الأصل لو كان أناس لقيل في التصغير : أنيس , فرد إلى أصله . وأجمع جميع أهل التأويل على أن هذه الآية نزلت في قوم من أهل النفاق , وأن هذه الصفة صفتهم ذكر بعض من قال ذلك من أهل التأويل بأسمائهم : 262 - حدثنا محمد بن حميد , قال : حدثنا سلمة , عن محمد بن إسحاق , عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت , عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس : { ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين } يعني المنافقين من الأوس والخزرج , ومن كان على أمرهم . وقد سمي في حديث ابن عباس هذا أسماؤهم عن أبي بن كعب , غير أني تركت تسميتهم كراهة إطالة الكتاب بذكرهم . 263 - حدثنا الحسين بن يحيى , قال : أنبأنا عبد الرزاق قال : أنبأنا معمر , عن قتادة في قوله : { ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين } حتى بلغ : { فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين } 2 16 قال : هذه في المنافقين . 264 - حدثنا محمد بن عمرو الباهلي , قال : حدثنا أبو عاصم , قال : حدثنا عيسى بن ميمون , قال : حدثنا عبد الله بن أبي نجيح , عن مجاهد , قال : هذه الآية إلى ثلاث عشرة في نعت المنافقين . * حدثني المثنى بن إبراهيم , قال : حدثنا أبو حذيفة , قال : حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد مثله . * حدثنا سفيان , قال : حدثنا أبي , عن سفيان , عن رجل , عن مجاهد مثله . 265 - حدثني موسى بن هارون , قال : حدثنا عمرو بن حماد , قال : حدثنا أسباط عن إسماعيل السدي في خبر ذكره عن أبي مالك , وعن أبي صالح , عن ابن عباس , وعن مرة , وعن ابن مسعود , وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : { ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين } هم المنافقون 266 - حدثني المثنى , قال : حدثنا إسحاق , عن ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع بن أنس في قوله : { ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر } إلى : { فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم } 2 10 قال : هؤلاء أهل النفاق . 267 - حدثنا القاسم , قال : حدثنا الحسين بن داود , قال : حدثني حجاج , عن ابن جريج في قوله : { ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين } قال : هذا المنافق يخالف قوله فعله وسره علانيته ومدخله مخرجه ومشهده مغيبه . وتأويل ذلك أن الله جل ثناؤه لما جمع لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم أمره في دار هجرته واستقر بها قراره وأظهر الله بها كلمته , وفشا في دور أهلها الإسلام , وقهر بها المسلمون من فيها من أهل الشرك من عبدة الأوثان , وذل بها من فيها من أهل الكتاب ; أظهر أحبار يهودها لرسول الله الضغائن وأبدوا له العداوة والشنآن حسدا وبغيا إلا نفرا منهم , هداهم الله للإسلام فأسلموا , كما قال الله جل ثناؤه : { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق } 2 109 وطابقهم سرا على معاداة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وبغيهم الغوائل قوم من أراهط الأنصار الذي آووا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصروه وكانوا قد عتوا في شركهم وجاهليتهم قد سموا لنا بأسمائهم , كرهنا تطويل الكتاب بذكر أسمائهم وأنسابهم . وظاهروهم على ذلك في خفاء غير جهار حذار القتل على أنفسهم والسباء من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه , وركونا إلى اليهود , لما هم عليه من الشرك وسوء البصيرة بالإسلام . فكانوا إذا لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل الإيمان به من أصحابه , قالوا لهم حذارا على أنفسهم : إنا مؤمنون بالله وبرسوله وبالبعث , وأعطوهم بألسنتهم كلمة الحق ليدرءوا عن أنفسهم حكم الله فيمن اعتقد ما هم عليه مقيمون من الشرك لو أظهروا بألسنتهم ما هم معتقدوه من شركهم , وإذا لقوا إخوانهم من اليهود وأهل الشرك والتكذيب بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به فخلوا بهم , قالوا : { إنا معكم إنما نحن مستهزئون } 2 14 فإياهم عنى جل ذكره بقوله : { ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين } يعني بقوله تعالى خبرا عنهم " آمنا بالله " : صدقنا بالله . وقد دللنا على أن معنى الإيمان التصديق فيما مضى قبل من كتابنا هذا .

    وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ

    وقوله : { وباليوم الآخر } يعني بالبعث يوم القيامة . وإنما سمي يوم القيامة اليوم الآخر : لأنه آخر يوم , لا يوم بعده سواه . فإن قال قائل : وكيف لا يكون بعده يوم , ولا انقطاع للآخرة , ولا فناء , ولا زوال ؟ . قيل : إن اليوم عند العرب إنما سمي يوما بليلته التي قبله , فإذا لم يتقدم النهار ليل لم يسم يوما , فيوم القيامة يوم لا ليل له بعده سوى الليلة التي قامت في صبيحتها القيامة , فذلك اليوم هو آخر الأيام , ولذلك سماه الله جل ثناؤه : " اليوم الآخر " , ونعته بالعقيم , ووصفه بأنه يوم عقيم لأنه لا ليل بعده .

    وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ

    وأما تأويل قوله : { وما هم بمؤمنين } ونفيه عنهم جل ذكره اسم الإيمان , وقد أخبر عنهم أنهم قد قالوا بألسنتهم آمنا بالله وباليوم الآخر ; فإن ذلك من الله جل وعز تكذيب لهم فيما أخبروا عن اعتقادهم من الإيمان والإقرار بالبعث , وإعلام منه نبيه صلى الله عليه وسلم أن الذي يبدونه له بأفواههم خلاف ما في ضمائر قلوبهم , وضد ما في عزائم نفوسهم . وفي هذه الآية دلالة واضحة على بطول ما زعمته الجهمية من أن الإيمان هو التصديق بالقول دون سائر المعاني غيره . وقد أخبر الله جل ثناؤه عن الذين ذكرهم في كتابه من أهل النفاق أنهم قالوا بألسنتهم : { آمنا بالله وباليوم الآخر } ثم نفى عنهم أن يكونوا مؤمنين , إذ كان اعتقادهم غير مصدق قولهم ذلك . وقوله : { وما هم بمؤمنين } يعني بمصدقين فيما يزعمون أنهم به مصدقون .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()