بتـــــاريخ : 10/1/2009 3:56:22 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1395 0


    على رغم فارق الأجيال.. الصداقة ممكنة بين الأم وابنتها

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : سوسن فريدون | المصدر : www.womengateway.com

    كلمات مفتاحية  :

    تشعر رملة عبد الجليل (17 عاما) أن والدتها تترأس «منظمة ضد الطفولة». ربما يكون هذا الشعور حقيقيا أو كاذبا، ولكنه يعكس رؤية للعلاقات داخل محيط الأسرة.
    تقول رملة «عندما كنت في الخامسة عشرة وما زلت أهوى اللعب، كانت أمي توبخني، لدرجة أنني تخلصت من جميع الألعاب والدمى التي أمتلكها (...) ما زالت تتملكني رغبة في العودة إلى حياة الأطفال واللعب. أمي جعلتني أشعر أنني طفلة غبية لمجرد أنني ألعب في ذلك العمر».

    الحديث عن الاختلاف بين الأجيال الذي تشير إليه حادثة رملة، يقود إلى مسألة العلاقة بين الأبناء وذويهم، مثل العلاقة بين الفتاة والأم على سبيل الذكر لا الحصر. فما هي أنماط الأسر الموجودة في مجتمعنا؟ ومتى تحصل الفتاة على حريتها؟ وفي هذا السياق يتبادر إلى الأذهان سؤال.. هل الزواج مفتاح لاستقلالية الفتاة في مجتمعاتنا؟

    ترى رملة أن علاقتها بوالدتها «عادية». فهي لا ترفض لها طلبا إن كان في حدود المعقول، ولكن في المقابل لم تعتد رملة على مصارحتها وإخبارها بما يخالجها، ولم تعودها والدتها أيضا على اللجوء إليها. تقول رملة «أعتقد أن ذلك أفضل (...) لا أحب أن يجبرني أحد على الكلام وأنا غير راغبة في ذلك».
    أما عن مقدار الحرية التي تتمتع بها فتجيب قائلة «قد يقترن مفهوم حرية الفتاة بخروجها من المنزل. أسرتي لا تمانع بأن أخرج غير أنني أفضل الخروج غالبا مع شقيقتي التي تربطني بها علاقة مميزة».
    تصف رملة الزواج بأنه خروج من محيط الأسرة والانخراط في حياة جديدة تتضمن مسؤوليات تفوق التصور. مضيفة أنه «قد تحصل الفتاة على استقلاليتها بعد الزواج. غير أنه ليس ملاذا لها للتخلص من تدخلات أسرتها».

    تفصلنا أميال
    «في الواقع تفصلني عن والدتي عدة أميال، فنحن لا نشترك في شيء وليس بمقدورها فهمي. هذه حقيقة وليس كلاما يردده المراهقون»، هذا ما تقوله زينب حسن.
    اعتادت زينب حل مشاكلها بمفردها من دون أن يشاركهها أحد نظرا للجفاء السائد وفتور العلاقات الأسرية. وبطبيعة الحال فهي تتمنى أن يزول الجفاء، ولكنها تستدرك قائلة «أصبح الأمر عاديا واعتدت على هذا النمط في حياتي».

    تنتمي زينب إلى عائلة محافظة، ومع ذلك فهي لا تشكو من ضيق الحريات مبينة أن «الدين الإسلامي شرع لنا حدودا في التصرف والسلوك ونحن بدورنا نتقبل ذلك. ولكن قبل ذلك علينا أن ندرك معنى الحرية. فإذا كانت تعني الانفراد باتخاذ القرارات فالأمر يعتمد إذا على مدى نضج ووعي الفتاة».
    أما فاطمة يوسف (18 عاما) فعلاقتها مع والدتها تختلف عن كل من رملة وزينب. فهي تعتبر والدتها شقيقتها، ولا تتردد في إخبارها شيئا حتى وإن أخطأت، نظرا لتفهم والدتها الدائم لها بعيدا عن اعتماد أسلوب التوبيخ والتأنيب، وتساعدها في تصحيح أخطائها.

    تقول فاطمة «المسار العلمي لم يكن رغبتي يوما، بل أجبرت على دراسته، ومع ذلك فقد ساعدتني والدتي على قبول الواقع والتكيف على ما أنا عليه (..) والديَّ كثيرا ما يتدخلان في شئؤوني كاختياري لصديقاتي. ولا أقوم بمناقشتهما حال صدور أي أمر منهما، إيمانا مني بأن ما يفعلانه هو في صالحي دائما».

    على صعيد آخر، ترى فاطمة أن «ليس كل زواج مفتاحا لاستقلالية الفتاة. فكثيرا ما تمتلك الفتاة حريتها مع ذويها أكثر من شريك الحياة».
    كثيرات هن الفتيات التي تجمعهن علاقة وطيدة بأمهاتهن. فنسرين الصراف (21 عاما) ما زالت تخبر والدتها بتفاصيل حياتها اليومية، حتى بعد دخولها الجامعة. وبالمقابل، فوالدتها لا تخفي شيئا عن ابنتها.
    لعل عبارة «أنت من جيل وأنا من جيل لذلك لن تفهميني» هي ما يحمي الفتاة عند احتدام النقاش بينها وبين الأم، سيما عندما تقارن الأم ماضيها بالحال الذي عليه ابنتها. تلك المقارنة التي تحمل في طياتها معنى الدونية والنقد، إذ يعتبرها المراهق تقليلا من شأنه، الأمر الذي يؤدي إلى اتساع الفجوة بينه وبين ذويه.

    تشير الدراسات إلى أن الكثير من الصراعات التي سجلت بين المراهقين وذويهم تعود إلى رغبة المراهق في الاستقلالية وعدم التبعية للكبار، والتحرر والسعي نحو الشخصية المستقلة.
    إذ تكمن أسباب الصراع عادة في المبالغة في التدليل أو العكس أي المبالغة في السيطرة والضغط. إضافة إلى النبذ والإهمال، والاختلاف في الأجيال.

    «العلاقة بين الأجيال هي علاقة تفاعل لا صراع»، هذا ما يراه الكاتب يوسف أسعد في كتابه (رعاية المراهق)، فقد كتب «..ولا شك أن الأسرة المتماسكة هي المؤهلة لرعاية مطالب المراهق النفسية والاجتماعية. وهي الجديرة بحدوث تفاعل بينهما وبينه. بحيث تبزغ شخصية المراهق لا كنسخة من شخصيات الكبار، بل كنتيجة للتفاعل بين أفكار وقيم واتجاهات الكبار، وبين أفكار وقيم واتجاهات المراهقين».

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()