بتـــــاريخ : 9/24/2009 10:30:17 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 763 0


    ترشيد الزواج الجماعي

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : عبد الله بن سعيد آل يعن الله | المصدر : www.islamlight.net

    كلمات مفتاحية  :
    ترشيد الزواج الجماعي

    إن تضييق فرص الزواج علّة خراب الديار، به تُقضّ المضاجع ، وبه يقتل العفاف وتوأد الفضائل ، وتسود الرذائل ، وتهتك الحرمات ، وتنتشر الخبائث والسوآت والعياذ بالله .

    لا شك بأن الزواج ضرورة اجتماعية لبناء الحياة ، وتكوين الأسر والبيوتات ، وتنظيم بُنْية المجتمع واستقراره ، والذي يعكر صفوه ، ويحيل بينه وبين مريديه ، الكُلفة والإرهاق ، حيث يواجه الشاب مشكلة في التكاليف التي لا تطاق ، وهذا مما يجعل غيره يؤجل فكرة الزواج أو يرفضها بسبب الجحيم الذي يلحق به من تكاليف الزواج ..
    ومما يسهم في حل هذه المعضلة في مجتمعنا فكرة الزواج الجماعي ، فقد نشأت فكرة حفلات الزواج الجماعي ، وانتشرت في عدد كبير من البلاد العربية والإسلامية حيث تمثل شكلًا من أشكال المساهمة الفعّالة في زواج الشباب والفتيات ، بل تمثل حلاً عصرياً لمشكلة ارتفاع نفقات الزواج .
    إن إقامة مثل هذه المشروعات والحفلات أمر جيد حيث يقتصد أهالي المتزوجين في تكاليف الفرح ، وخاصة أن الشباب المقبل على الزواج يكون في بداية حياته وغير قادر على إقامة حفلة زواجه لوحده بتكاليف باهظة.
    كيف يستطيع شابٌ من الشباب أن يتزوج وقد كلف بمهر لا يقل عن أربعين ألف ريال ، ثم بعد ذلك يستأجر استراحة بما لا يقل عن عشرة آلاف ريال ، وتكون قيمة الذبيحة مع إعدادها ما يقارب ألف ريال في تلك الليلة ..
      ولو افترضنا أنه سيذبح تلك الليلة على الأقل خمسة عشر ذبيحة ، فإنه سيكون المبلغ خمسة عشر ألف ريال ، وقيمة ما يحتاجه النساء من قيمة الدفوف ، والحلويات التي أصبحت عادة لا يمكن تركها ، وما تحتاجه العروس على الأقل عشرة آلاف ريال ، وإذا بالشاب يخسر في تلك الليلة فقط ما لا يقل عن خمسة وثلاثين ألف ريال ..
     وهذا غير الذي يتزوج في قصر الأفراح ويذبح عشرات الذبائح ، ويأتي بالمطبلين والمطبلات ، والشعراء ، ويخسر عشرات الآلاف ، حتى أننا سمعنا عمن ينفق أكثر من سبعين ألف ريال في ليلة واحدة ..
    كيف نريد أن نقضي على العنوسة في البيوت ، وتأخر الشباب عن الزواج ؟
    إن البعض لا يزال يسير على أهوائه وأهواء النساء ، من أجل إحياء ليلة الفرح ، والأخذ بخاطر النساء ، ويكون المتزوج هو الضحية على حساب تقبل آراء النساء وشروطهن ..
    لماذا لا يكون هناك زواجا جماعيا على مستوى الأسرة ، أو القرية ، بحيث يضم ثلاثة أو أربعة من الشباب على الأقل ، وليس بستين ، أو مئة شاب كما في بعض المدن والمحافظات ..
    ليعلم الناس بأن إحياء الزواج الجماعي ، سبب في إقبال الشباب على الزواج ، والحدِّ من العنوسة للنساء ، وتوفير المال على المتزوج ، وعدم الإسراف والتبذير في الولائم ..
    وكذلك عدم إسراف النساء في شراء الألبسة والتنقل بين قصور الأفراح ، وإراحة كبار السن من عناء الحضور في كل زواج ، وكذلك بث الراحة والسكون لأفراد القبيلة أو من يمُتّ للمتزوج بأي صلة من أن يكون كل ليلة بين القصور والاستراحات !
    إن من يتأمل حال أكثر الناس في الأعوام الماضية ، يرى العجب العجاب ، فلا يهنئون بإجازة الصيف ، ولا يسلمون من التنقل بالعائلات بين الاستراحات ، وتذهب أوقاتهم سدى من بعد العصر وحتى منتصف الليل ..
    نريد أن نكون لحمة واحدة في إقناع المجتمع المحيط كل بحسب مكانته وقدرته ، على تطبيق الزواج الجماعي بثلاثة أو أربعة أشخاص على الأقل ، لأنها بإذن الله ستسهم في حل جزء من المشكلة التي أرهقت المجتمع في كل صيفية ..
    ولقد جرَّب كثير من القبائل مثل هذه التجربة ، ونجحوا نجاحا لمسه أفراد مجتمعهم وشعروا بلذة مثل هذه الفكرة ، ففي حائل في عام 1427هـ عُمل زواج جماعي لحوالي 20 عريسا ، وكذلك في كثير من المحافظات والمدن ..
    ومع ذلك ينبغي أن نتجاوز عدم رغبة النساء في ذلك ، وأن نضع إطارا واضحا في وحدة الصف للقضاء على المغالاة في إحياء ليلة الزواج من طرف النساء ، وأن نبادر في إظهار الزوجات الجماعية بين الأسر والقبائل ..
    ولإنجاح الزوجات الجماعية بين الشباب إليكم هذه الاقتراحات :
     أولا / عمل لجان خيرية متعددة في مساعدة الشباب على الزواج في كل قبيلة ، وإظهار ذلك عن طريق الزواج الجماعي ، بواسطة مشائخ القبائل والأعيان والتجار .
     ثانيا / أن يتفق أفراد كل أسرة على ضرورة تكاتف الأسرة الواحدة في إقامة حفلها في ليلة واحدة بشكل منظم ومنسق وناجح .
     ثالثا / أن يتبنى أهل الخير وأصحاب الشأن في كل أسرة أو قبيلة بتنظيم وتنسيق سير ليلة الزواج الجماعي في أوساط الرجال والنساء بشكل منظم ، من أجل إثبات نجاح هذه الفكرة لدى الأجيال القادمة .
    رابعا / أن نزرع في أذهان النساء القناعة بضرورة مثل هذه الفكرة ، وإن لم يقتنعن فالله عز وجل يقول : { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ } النساء 34
    خامسا / أن تتفق كل أسرة أو قرية بحدود وقت الزواج ، كأن يكون موعد الزوجات من بداية الشهر السابع وحتى نهايته فقط ، وبعد ذلك يعذر أي أحد يتخلف عن حضور الزواج داخل القرية ، من أجل أن يتنفس الناس في كل صيفية ويتخففوا من الأعباء التي تحدثها الزوجات وهذه الفكرة نجحت في إحدى القرى..
    سادسا / تطبيق فكرة الزواج الجماعي داخل الأسرة الواحدة ثم القرية ثم القبيلة .
    سابعا / أن تأخذ شخصيات جريئة زمام المبادرة بنشر الوعي في هذا المجتمع وذلك من خلال التغطية الإعلامية الجيدة ، ووسائل الإقناع التي تساهم في تشجيع الفكرة لدى المجتمع ..
    إن بعض الشباب يرفضون مثل هذه الفكرة حبَّا للاستقلالية ، والراحة من كثرة الناس وتجمعاتهم ، ولكن لا أعتقد أن هؤلاء المقتدرين يرضون بأن يكونوا حجر عثرة لإخوانهم ، وأبناء عمومتهم وأصدقائهم ..
    ولا أعتقد أن يرضوا بأن يكونوا من المبذرين الذين هم إخوان الشياطين قال تعالى : { إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً } الإسراء 27 ..
    ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن أناسًا يتخوّضون في مال الله بغير حقه لهم النار يوم القيامة ) .. هذا لفظ حديث مرفوع ، أخرجه البخاري من حديث خولة الأنصارية رضي الله عنها .. ومعنى يتخوّضون أي يتصرفون فيه بالباطل .
    أملي ورجائي في المصلحين أن يجتثوا العوائد التي أرهقت الشباب ، وأبطلت مسيرتهم في زوجاتهم .. والله أسأل أن يوفقنا جميعًا إلى ما يحبه ويرضاه ، وأن يعصمنا مما يسخطه ويأباه ، إنه أعظم مسئول وأكرم مأمول
    كلمات مفتاحية  :
    ترشيد الزواج الجماعي

    تعليقات الزوار ()