بتـــــاريخ : 3/30/2009 9:54:23 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 989 0


    الدين القيم - الحلقة 25

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : الدكتور محمد هداية | المصدر : www.islamiyyat.com

    كلمات مفتاحية  :
    الدين القيم
    الحلقة 25:
    أسئلة القبر للمؤمن والكافر على حدٍ سواء أما الإجابة فمختلفة بكل تأكيد واختلاف الإجابة راجع إلى عقيدة هذا وعقيدة ذاك فالمؤمن يعتقد أن الله واحد وأن الله تبارك وتعالى ربه وأن الدين الذي دان به هو الإسلام وهو الدين الذي يجب أن يدين به من عهد آدم إلى يوم القيامة (إن الدين عند الله الإسلام) (ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه) ثم إن المؤمن الحق يفهم أن هذا الرجل الذي أرسله الله تبارك وتعالى برسالة ونبوءة هو رسول الله إن كان إبراهيم إن كان موسى إن كان عيسى إن كان محمداً r. ولذلك الحديث الصحيح يكشف عن نفسه وعلينا أن نراجع الأحاديث ونقف على الصحيح منها. لذلك السؤال للعبد المؤمن من ربك؟ ربي الله، ما دينك؟ ديني الإسلام، ما قولك في هذا الرجل؟ هو رسول الله r، إذا أجبت الثلاثة فلك سؤال رابع ما عملك؟ قرأت كتاب الله فآمنت به وصدّقته وهذه الإجابة لكل زمان ومكان من عهد آدم، فإذا كان الذي مات على دين موسى في عصر موسى دان باليهودية الحقة لدين الإسلام سيقول قرأت كتاب اله وآمنت به وصدقته وكتاب الله هنا هو التوراة وفي عهد عيسى الإنجيل وهكذا وفي عهد محمد r هو القرآن. كلمة كتاب هنا هي جنس الكتاب لأن المسلم الواعي ساعة يتكلم عن الكتاب أنت مكلف كمسلم لله على دين محمد r أن تعتقد كل الكتب السماوية (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ) أنت مكلف بقراءة كتاب الله القرآن لكن إيمانك يجب أن يمتد من القرآن إلى الانجيل ثم إلى التوراة ونحن كمسلمين لله نؤمن بالكتب المنزلة من الله تعالى قولاً واحداً (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) إذا أجاب العبد المؤمن إن شاء لله على هذه الأسئلة الثلاث الأولى سيُسأل السؤال الرابع وساعة يسأل السؤال الرابع ويجيب عنها بهذه الإجابة (قرأت كتاب الله فآمنت به وصدّقت) يعني عملت، لا تكفي قرأت فقط أو آمنت فقط وإنما آمنت وصدقت بعد أن قرأت وهذه المقولة تعني العمل، وحتى بعد أن تتوب إلى الله كما ورد في آية التوبة (إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً) العمل ركن ركين في هذا الدين الحق. إن أجبت عن هذا السؤال أيضاً فالمكافأة من الله تعالى " فينادي مناد من السماء:أن قد صدقعبدي؛ فأفرشوه من الجنة، وألبسوهمن الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة " مكافأة كبرى أن ترى مقعدك وأنت في قبرك يوم القيامة، أن ترى مكانك في الجنة يوم القيامة. المكافأة " فينادي مناد من السماء: أن قد صدقعبدي؛ فأفرشوه من الجنة، وألبسوهمن الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة" انظروا إلى قبر يفرش من الجنة وأنت في قبرك تلبس من الجنة لباس أهل الجنة لأنك لبست لباس التقوى في الدنيا فالذي يرتدي لباس التقوى في الدنيا هو الذي يستحق أن يلبس لباس أهل الجنة واسمعوا قول الحق تبارك وتعالى "أن قد صدق عبدي " صدق لأنه لما سئل من ربك؟ قال ربي الله، لما سئل ما دينك؟ قال ديني الإسلام لأنه كان يعمل بها في الدنيا ولذلك صدق وسيأتي عند العبد الكافر (كذب). ربي الله، ديني الإسلام، هذا الرجل هو محمد r، قرأت كتاب الله فآمنت به وصدّقت، فيقول تعالى " فينادي مناد من السماء :أن قد صدقعبدي؛ فأفرشوه من الجنة، وألبسوهمن الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة" ساعة يفتح هذا الباب يشعر العبد بطيب ريح الجنة وهو في قبره ما إن أجاب على الأسئلة يأخذ المكافآت فقوله تعالى أن صدق عبدي صدقك الله تعالى (صدق) وشرّفك بالانتساب إليه (عبدي) ولا ننسى قوله تعالى (وعباد الرحمن) في أواخر سورة الفرقان وقوله تعالى (فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) دخول الجنة يوم القيامة يبدأ من القبر يبدأ بقول الحق تبارك وتعالى " أن قد صدق عبدي" ويبدأ من إجابة الأسئلة ويبدأ من صعود الملائكة بالروح الطيبة إلى السماء بل إنه يبدأ من هول المطلع عند السكرات ساعة ترى ملك الموت والملائكة المكلفة بقبض الروح والصعود بها والذين يجلسون منك مد البصر فإذا كنت من أهل الإيمان ستراهم بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس هذا التسلسل تبدأ بهذه وانتهت بقوله تعالى : أن قد صدق عبدي فاعتبرك تعالى من عباده وإذا اعتبرك تعالى من عباده فأنت في الجنة بنص القرآن (فادخلي في عبادي وادخلي جنتي). فتح الباب ترى مكانك وأنت في القبر فأبشر ولذلك يشعر المؤمن في القبر بريح الجنة وطيب الجنة ويرى مقعده ومكانه في الجنة. ثم " ويأتيه رجل حسن الوجه،حسن الثياب، طيب الريح، فيقول : أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له : من أنت؟! فوجهك الوجه يجيءبالخير! فيقول : أنا عملك الصالح، فيقول : رب! أقمالساعة، رب! أقم الساعة؛ حتى أرجعإلى أهلي ومالي." كل عمل تعمله يكتب فإن كان خيراً فخير وإن كان شراً فشرّ فيقول له أبشر بما قدمت وما عملت ويبدأ بطمأنين العبد ويبشره بمكانه يوم القيامة فيقول العبد المؤمن رب أقم الساعة  كفانا فخراً وعزاً أن نكون من أهل الإيمان وأن يقال لنا في قبورنا أبشر يا عبدي وأن يقال لنا أبشر بمقعدك في الجنة، يفرش القبر من الجنة ونلبس من الجنة ونحن في قبورنا هذه البشريات تدفع العبد إلى أن يقول رب أقم الساعة. يجب أن نتكلم عن الصنف الآخر عن مقابل الإيمان ونقيضه والنقيضان لا يجتمعان. الذي ذكرناه هو حال العبد المؤمن وسنتكلم عن حال العبد الكافر. نسأله تعالى أن لا يجعلنا إلا من أهل الإيمان.
    يجب أن نعد النفس لتلقي هذا الكلام الذي سنذكره والذي أرجو أن لا نكون من أهله وأما الكلام الذي سبق فأسأل الله تعالى أن نكون من أهله من أهل الإيمان والعمل الصالح والعبودية الحقة لله تبارك وتعالى بتوحيد الألوهية والربوبية وقراءة كتاب الله والعمل بما فيه بعد الإيمان والتصديق والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله كل هذا الكلام مهم أن يستقر في القلب كعقيدة ومناط الاعتقاد.
    يوصف رسول الله r الصنف الآخر: " قال : وإن العبد الكافر وفيرواية : الفاجر إذا كانفي انقطاع من الدنيا، وإقبال منالآخرة؛ نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه،معهم المسوح، فيجلسون منه مدالبصر، ثم يجيء ملك الموت، حتى يجلس عند رأسه، فيقول : أيتها النفس الخبيثة! اخرجي إلىسخط من الله، قال : فتفرق في جسده، فينتزعها كماينزع السفود من الصوف المبلول،فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين، حتىيجعلوها في تلك المسوح، وتخرج منهاكأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدونبها، فلا يمرون بها على ملإ منالملائكة؛ إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث؟! فيقولون : فلان بن فلان – بأقبحأسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا -، حتى ينتهيبه إلى السماء الدنيا، فيستفتح له،فلا يفتح له – ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليهوسلم - : {لا تفتح لهم أبوابالسماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط} -، فيقول الله – عز وجل- : اكتبواكتابه في سجين في الأرض السفلى، فتطرح روحهطرحا-ثم قرأ : {ومن يشرك باللهفكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريحفي مكان سحيق}-، فتعاد روحه فيجسده، ويأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان له : منربك؟! فيقول : هاه هاه، لا أدري! فيقولان له : ما دينك؟! فيقول : هاه هاه، لا أدري! فيقولان له : ما هذا الرجل الذيبعث فيكم؟! فيقول : هاه هاه لا أدري! فينادي منادمن السماء : أن كذب، فأفرشوه منالنار، وافتحوا له بابا إلى النار، فيأتيه من حرهاوسمومها، ويضيق عليه قبره؛ حتىتختلف فيه أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه، قبيحالثياب، منتن الريح، فيقول : أبشربالذي يسؤوك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول : منأنت؟! فوجهك الوجه يجيء بالشر! فيقول : أنا عملك الخبيث، فيقول : رب! لا تقمالساعة" يجب علينا في كل موقف أن نقارنه بما جاء مع العبد المؤمن، لم يصف r الملائكة هنا غير أنهم سود الوجوه أما مع العبد المؤمن فوصفهم قائلاً: ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس وهذه بشارة. المؤمن والكافر سيعرفون مكانهم في تلك اللحظة (وجاءت سكرة الموت بالحق) الرجل السكران كلامه غير منضبط فكيف تأتي سكرة الموت بالحق؟ لأنها سكرة تأتي عن سكرة يقول r: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا" أنت الآن في سكرة أسأل الله أن نفيق على العقيدة الحق حتى نكون من أهل الإيمان. المقابل صعب جداً " نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه ،معهم المسوح، فيجلسون منه مدالبصر، ثم يجيء ملك الموت، حتى يجلس عند رأسه، فيقول : أيتها النفس الخبيثة! اخرجي إلىسخط من الله، قال : فتفرق في جسده، فينتزعها كماينزع السفود من الصوف المبلول،فيأخذها " مع المؤمن كان معهم حنوط وكفن من الجنة أما مع الكافر فتأتي الملائكة سود الوجوه ومعهم المسوح زيٌّ أسود نستعيذ بالله من هذا الموقف وأسأله أن لا نكون من الذين أشركوا أو كفروا أو عملوا أي عمل ضد الإيمان. مع المؤمن ينادي ملك الموت يا أينتها النفس الطيبة ومع الكافر أيتها النفس الخبيثة ومع المؤمن كانت الروح تخرج كما تسيل القطرة من فيّ السقاء أما مع الكافر فالروح تتفرق في جسد الكافر. روح المؤمن خرجت بنفسها تسيل كالقطرة وأما الكافر فروحه يتنزعها ملك الموت كما يتنزع الصفود من الصوف المبلول، هكذا ستخرج الكافر رغماً عنها وعنه لأنه في الحديث - إن صحّ لأن هناك مشكلة في تخريجه - أن الله تعالى قال للنفس اخرجي قالت لا أخرج إلا كارهة قال اخرجي وإن كرهت والحديث أخرجه البخاري في الأدب المفرد وهناك كلام في سنده. المعنى صحيح والمتن سليم والبخاري أخرجه، المهم المعنى اخرجي وإن كرهت يطابق الحديث الصحيح الذي معنا "فتخرج كما يخرج السفود من الصوف المبلول". فتتلقفها الملائكة، روح المؤمن كانت تزف في كل سماء أما روح الكافر " فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين، حتىيجعلوها في تلك المسوح، وتخرج منهاكأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدونبها، فلا يمرون بها على ملإ منالملائكة؛ إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث؟! فيقولون : فلان بن فلان – بأقبحأسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا -، حتى ينتهيبه إلى السماء الدنيا، فيستفتح له،فلا يفتح له – ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليهوسلم - : {لا تفتح لهم أبوابالسماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط} -، فيقول الله – عز وجل- : اكتبواكتابه في سجين في الأرض السفلى، فتطرح روحهطرحا-ثم قرأ : {ومن يشرك باللهفكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريحفي مكان سحيق}-،" الجمل هنا ليس الجمل الحيوان الذي نعرفه، سم الخياط أي ثقب الإبرة، والجمل هنا هو الحبل الغليظ الذي تربط فيها السفينة. عدم فتح أبواب السماء لهؤلاء مستحيل كما يستحيل إدخال الجمل في سم الخياط. الجمل من المشترك اللفظي فهو الإبل وهو الحبل الغليظ. لن تفتح لهم أبواب السماء ولذلك لن يدخلوا الجنة وهي أبعد إليهم بعد المثال الذي ضربه الله تعالى (حتى يلج الحمل في سم الخياط) إذن المسألة مستحيلة. إذن لن تفتح لهم أبوبا السماء في حين أن روح العبد المؤمن صعدت في كل السموات وكانت تشيعها ملائكة كل سماء إلى أن وصل إلى السماء السابعة حيث يقول تعالى " فيقول الله – عز وجل : اكتبوا كتابعبدي في عليين،وأعيدوه إلى الأرض؛ فإني منهاخلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى، قال : فتعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان له : من ربك؟! فيقول : ربيالله، فيقولان له : ما دينك؟! فيقول : ديني الإسلام، فيقولان له : ما هذا الرجلالذي بعث فيكم؟! فيقول : هو رسولالله - صلى الله عليه وسلم -، فيقولان له : وماعلمك؟! فيقول : قرأت كتاب الله؛فآمنت به وصدقت"
    كلمات مفتاحية  :
    الدين القيم

    تعليقات الزوار ()