بتـــــاريخ : 3/29/2009 9:22:34 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 904 0


    السابقون - الحلقة 23 - كثير الذكر للموت

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : الدكتور أحمد الكبيسي | المصدر : www.islamiyyat.com

    كلمات مفتاحية  :
    كثير الذكر الموت
    الحلقة 23: كثير الذكر للموت
    حبيب آخر من أحباب الله عز وجل أحب الله فأحبه الله لأن لله رد فعل ومن رد الفعل أنك إذا أحببت الله أحبك الله (نسوا الله فنسيهم) (فاذكروني أذكركم) (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله). حبيب الله في هذه الحلقة رجل كثير الذكر للموت لأنه يحب لقاء الله عز وجل. هذا الحبيب ينتظر الموت شغفاً بلقاء الله عز وجل حيث جاء في الحديث "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه". وأنت لا تحب لقاء الله في هذه الحالة إلا إذا كنت مستعداً. قالوا يا رسول الله من أكيس الناس؟ قال أكيس الناس أكثرهم ذكراً للموت. من أجل هذا إذا وجدت رجلاً يتحدث عن الموت وكأنه ذاهب إلى نزهة جميلة أو سفرة ممتعة فاعلم أنه حبيب من أحباب الله عز وجل وإنه سيجد عند الله كرامة عظيمة. يقول r: بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا" إذن الموت ليس شراً وإنما هو حتمية لا بد منها فما عليك إلا أن تستعد لها فإذا أحببت لقاء الله عز وجل فخذا يعني أنك ستجوِّد عملك ولن تقتصر على الواجبات وإنما يكون أغلب عملك بالنوافل " لا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه"، ويجعلك تتخفف من التزامات هذه الدنيا وترفها وملذاتها ويجعلك قريباً من الناس لأن قلبك يكون نظيفاً لا يكره أحداً من حيث أننا جميعاً سنموت وجميعاً سنكون معرّضون للسؤال وكلنا متساوون في الحشر يوم القيامة. حب الموت عبادة جليلة " أكثروا من ذكر هادم اللذات" وهادم اللذات هو الموت. جلس أصحاب رسول الله r يمتدحون رجلاً قد مات ويعددون خصاله وعباداته فلما سكتوا قال r كيف كان ذكر صاحبكم للموت؟ قالوا لم نسمعه يذكر الموت، قال r ليس صاحبكم هناك. يعني ليس صاحبكم بالشكل الذي تمتدحونه، هذا المدح كان صحيحاً لو أنه كان يذكر الموت كثيراً فالموت لا يذكره إلا الصالحون ومن علامة الصلاح أن تذكر الموت دائماً إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وعُدّ نفسك في الموتى. الفتن يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً يبيع دينه بعَرَضٍ من الدنيا، وهذا ما يجري الآن يصبح الرجل مؤمناً فينخرط في طائفية أو حزبية فيقتل بها المسلمين ويكفِّرهم ويبطش بهم وينظر إليهم على أنهم مشركون ويفجرهم ويفجر أسواقهم ظاناً أنه بذلك يرضي الله عز وجل ولا يعلم أنه يمرق من الدين كما يمرق السهم من الرمية. إذن عليك أن يكون ذكر الموت أمامك وذكر الموت عصمة من الذنوب وتجويد للعمل ويهون عليك مصائب الدنيا لأن ذكر الموت ما يذكر على ضيق إلا وسّعه ولا على واسع إلا ضيّقه فذكر الموت دأب الصالحين لأنهم يذكرون حبيبهم والموت عندهم عودة إلى الأهل والوطن، الدنيا ليست وطناً لهم وإنما وطنهم ما بعد الموت فإذا كنت ممن يذكرون الموت بكثرة نسبية صباحاً مساءً على الفقر على الغنى على اللذة على التعب والحزن وعلى المرض والسرور فإنك من الصالحين بشهادة الرسول r زبالتالي فإن الله يحبك لأن أحببت لقاءه. فذكر الموت دأب الصالحين يقول r: من كان منكم مستحياً من الله فلا يبيتنّ ليلة إلا وأج        لُه بين عينيه" إذا تعود على هذا صار للدنيا قدر ليس بالقدر الكبير وانحصر تفكيره في الآخرة وهو سائر في عمله في الدنيا كما جاء في القول المأثور "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" وقد رواه بعضهم على أنه حديث عن رسول الله r. من أجل هذا نقول كما قال r "اقتربت الساعة ولا يزال الناس على الدنيا"، "بعثت أنا والساعة كهاتين". إذا كان النبي r من علامات الساعة فماذا تنتظر لتدخل هذه الساعة؟ من أجل ذلك الحصيف من الناس والذكي من المؤمنين يعلم أن ذكر الموت نجاة وأمان وأمانة وعبادة تنفع صاحبها يوم القيامة من حيث أن الله تعالى يستقبله عبداً حبيباً وإذا أحبه نظر إليه وإذا نظر إليه لا يعذبه أبداً وإذا أحب الله عبداً جعله من السابقين وإذا جعله من السابقين كان ملكاً من ملوك الجنة يدخلها من غير حساب. فلنبق على ذكر الموت وهو شيء إذا تعودت عليه أنست به ولا يعود الموت بالنسبة لك تلك المصيبة العظمى التي نخشاها جميعاً صحيح أن الموت كصيبة كما سماها القرآن لكن الناس مختلفون باستقبال هذه المصائب هناك من يستقبل المصيبة بـ (إنا لله وإنا إليه راجعون) بصدر رحب وصبر وجلد (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) فتعلم أن تذكر الموت وتعلم أن تذكره إذا أصبحت وإذا أمسيت وليكن الموت رحلة جميلة ولو عرفت أسرار الموت كما جاءت في كتاب الله وسنة رسوله لأدركت أنها أجمل بكثير مما استقر في أذهاننا من أنها رحلة مرعبة بل هي للمؤمن من أهل القِبلة رحلة جميلة يلقى فيها من كرم الله عز وجل ومن سعة رحمته ما يُسِرُّه إن شاء الله
    كلمات مفتاحية  :
    كثير الذكر الموت

    تعليقات الزوار ()