بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وصحبه أجمعين ...
مرحباً بكم أيها الإخوة المشاهدون في حلقة جديدة من استوديوهات قناة دليل الفضائية بمدينة الرياض. اليوم هو السادس والعشرون من رمضان عام تسعة وعشرين وأربعمائة وألف ولم يبقى إلا أيام قلائل من شهر رمضان ، نسأل الله أن يختمه لنا بمغفرته ورضوانه ، ضيفنا في هذا اللقاء أيها الإخوة المشاهدون هو فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن حمد المنصور المتخصص في الدراسات القرآنية والباحث والمعلم في وزارة التربية والتعليم بمدينة الرياض فحياكم الله يا أبا أحمد في هذا اللقاء.
حديثنا بإذن الله سيكون في الجزء السادس والعشرون كما تقدم وقبل أن أذكر بعض النقاط الأساسية في هذا الجزء أريد أن أذكركم بطريقة التواصل معنا عبر الهواتف داخل السعودية 012085444 أو من خارج السعودية 009661459666 أو بواسطة الرسائل النصية 0532277444 أو عن طريق موقع البرنامج www.tafsir.sir.net السور التي سنتناولها اليوم هي سور : ( الأحقاف ومحمد، الفتح، الحجرات، ق والجزء مستمر حتى الثلاثين من سورة الذاريات ). سورة الأحقاف سورة مكية وتهتم بالعقيدة في أصولها الكبرى شأن السور المكية التي تقدمت معنا سورة محمد سورة مدنية وهي تشتمل على أحكام القتال والأسرى والغنائم وأحوال المنافقين ويمكن أن نقول أن محورها يدور حول الجهاد في سبيل الله ، كما لعلك توضح لنا إن شاء الله أما سورة الفتح فهي سورة مدنية وتعني بجانب التشريع في جانب العبادات والمعاملات والأخلاق أيضاً سورة الحجرات ممكن أن تسمى أيضاً بسورة الأخلاق وهي سورة مدنية لما اشتملت عليه من الأخلاق الفاضلة وسورة ( ق ) مكية عالجت أصول العقيدة الإسلامية ولاسيما قضية البعث والنشور في البداية يا دكتور عبد الله عادة تحدثنا عن هذه السور لماذا سميت بهذا الاسم؟ ولماذا سميت بالأحقاف؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد في البداية أشكركم يا أخ عبد الرحمن وأشكر الأخوة في القناة وأرحب بالجميع وأتمنى من الله عز وجل أن أكون ضيفاً نافعاً بإذن الله عز وجل ، سورة الأحقاف سميت السورة بما ورد فيها من قصة أصحاب الأحقاف والمفسرون ذكروا أن لموقع الأحقاف ثلاث أقوال منها اثنان قديمان وواحد معاصر حديثاً أما القديمان ذكروا أن الأحقاف هي الكثبان الملتفة وذكروا أنه قريبة من اليمن وبين عمان في جنوب الجزيرة العربية القول الثاني أنها تقع في شمال الجزيرة العربية في منطقة الشام هذا هو المذكور في كتب التفسير القديمة وهناك باحثون معاصرون ذكروا أن الأحقاف هي موجودة الآن في الأهرامات وذكروا عدة أدلة هذا ما اطلعت عليه في كتاب الجامع ألفه اثنان من الباحثين وذكروا عدة أدلة حول هذا الموضوع وهذه الأدلة ما بين مقبول ومردود والمقبول يحتاج إلى تأمل أكثر لأني لا أؤيد هذا ولكن هذا من باب الاطلاع وعلى كل حال ابن جرير الطبري حول الاختلاف في مكانه ولا يضر الجزم بهذا الموقع لا يضر إن شاء الله تعالى.
المقدم : ولكن يا شيخ عبد الله منطقة الأحقاف موجودة في جزيرة العرب في اليمن.
الشيخ : وهذا هو قول جمهور المفسرين وهو عيني الظاهر ولكن نحن نبين ثم نثني بما قاله ابن جرير من أنه لا يكون هناك تبعه لهذا الأمر.
المقدم : وبالمناسبة هناك جامعة في اليمن اسمها جامعة الأحقاف قريبة من موضع هذه المنطقة .
سورة الأحقاف يا شيخ عبد الله هل نجملها للأخوة المشاهدين.
الشيخ : السورة في مجملها تتكلم عن التوحيد لو نظرت إلى مقطوعات السورة لوجدت أنها تقترب من هذا الأصل وهو أصل التوحيد ولذلك هناك من العلماء عندهم نظرية هي نظام القرآن أو عمود السورة يقول عمود هذه السورة التوحيد تقترب الآيات منه وتبتعد وذكر المفسرون الأغراض الرئيسة لهذه السورة وافتتاح هذه السورة شبيه بسورة الجاثية يعني كان فيها إعجاز لآيات القرآن وإشارة كذلك إلى السموات والأرض وقوع الجزاء بعد البعث وإبطال الشركاء في التوحيد والألوهية وإثبات رسالة النبي والثناء على الذين آمنوا بهذا الكتاب وهكذا هناك سير لعمود السورة على أن عمود السورة هو التوحيد ولأن صح ذلك ولا يخفى أن كثير من المفسرين اهتموا بنظام السورة أو عمود السورة وهناك تفاسير قامت على هذا الأساس مثل نظام القرآن الذي كتبه حميد الدين الفراهي وهو من أحد العلماء المتأخرين ولكن كتب بعض التفاسير لبعض الآيات لبعض السور.
المقدم : أظن عنوانها نظام الفرقان في نظام تفسير القرآن للقرآن.
الشيخ : وهو يهتم بهذه القاعدة كلما أتى لسورة حاول أن يبني مقاطع وآيات على أساس هذه السورة وعمودها طبعاً قد يوافق في بعضها وقد يكره في البعض الآخر ولكن هذه هي فكرة عمود السورة ومن الواقع سورة الأحقاف لدينا كلها تتكلم عن التوحيد كلما ابتعدنا أو اقتربنا فهي تتكلم عن التوحيد.
المقدم : في هذه السورة في قوله تعالى [قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآَمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ] {الأحقاف:10} بعض المفسرين يذكر المقصود بالشاهد في هذه الآية قد يذكر بعض المشاهدين مثل هذا السؤال أن المقصود بالشاهد هو عبد الله بن سلام والمعروف أن عبد الله بن سلام ما أسلم إلا في المدينة في حين أن السورة مكية فكيف يجيب على مثل هذا القول يا دكتور عبد الله؟
الشيخ : السورة مكية طبعاً وهذا ما دعا بعض المفسرين بقول أنه استثنى هذه الآية فهي مدنية ولكن لدينا قاعدة وهي أنه لا يصح استثناء شيء من السور المكية أو السور المدنية إلا بدليل صحيح مريح ونحن لا دليل يستثني هذه الآية من مكية السورة المجملة ولكن ماذا يقال؟ يقال كان كفار قريش يسألون أهل الكتاب عن البعثة الجديدة وهذا في مكة فيسألون أهل الكتاب لأنه لا يوجد من يسأل غير أهل الكتاب هذا أهل الكتاب وهذا الشيء الجديد جاء بكتاب جديد فكان أهل الكتاب يصدقونه لدينا مكتوب في التوراة والإنجيل أنه سيأتي نبي صفته كذا كذا فهذا هو الشاهد فمن باب أولى يدخل فيها عبد الله بن سلام من هؤلاء فهناك مواقف تثبت هذا الأمر ومواقف شبيهة بهذا الأمر فما ذكره من بعض المفسرين أن الآية هنا عامة ويدخل فيها عبد الله بن سلام وحتى وهو أسلم في المدينة فبالتالي لا يصح استثناء أن هذه الآية مدنية.
المقدم : من حديثك الذي به صلة بعمود السورة فلو قلنا أن عمود السورة الأحقاف هو التوحيد طيب لدينا سؤال: [وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا] {الأحقاف:15} هذه آيات بالوصية بالوالدين وحديث [وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا] {الأحقاف:17} مع علاقة هذا الحديث بالوصية للوالدين ومحور السورة وهو التوحيد.
الشيخ : نعم؛ لما كان التوحيد له أثر في أصحابه ذكر هذا الأثر في السورة هذا من آثار أهل التوحيد أن أخلاقهم تتحسن وتكون حسنة وكذلك قصة إيمان الجن فهذا أيضاً إيمان للجن فآمن ووحد أيها الإنسان فهذا مما يقال عن عمود السورة يقترب ويبتعد شيئاً فشيئاً.
المقدم : في الحقيقة تختلف الأنظار وفي هذا محل استنباط واجتهاد وكثير من طلبة العلم المتخصصين وفيه إشارة للشيخ عبد الحميد الفراهي إشارة وللإخوة المشاهدين أن هذا الرجل من قلائل الذين أوتوا حظاً من فلتات النظر مثل هذه الموضوعات استنباط مقاصد السور وأعمدة السور وإلى آخره.
سورة محمد يا دكتور عبد الله أو كما يسميها بعض المفسرين سورة القتال يعني لو تحدثنا عن أهم أغراضها بشكل سريع كما صنعنا في سورة الأحقاف.
الشيخ : طبعا سورة محمد أو القتال هي مدنية وطابع المدني يختلف عن الطابع المكي ويعني لو نظرنا إلى أغراض هذه السورة أكثر ما ورد فيها هو التحريض على قتال المشركين وذكر الثواب للجهاد وتبينه للمسلمين وبين الله عز وجل أن مال جهود المشركين إلى هباء وضياع وأن ثواب الجهاد يبتغى أن داخل المسلمين وأن يكون هو الدافع لهم كذلك ذكر الله عز وجل في هذه السورة شيء من نعيم أهل الجنة وحذر من النار كل ذلك من مرغبات الجهاد والقتال في سبيل الله عز وجل وهكذا تفسير السورة في فضح أساليب المنافقين في معارضتهم المسلمين كالتهويل من أمر الجهاد وما شابه ذلك.
المقدم : في بداية الآية التالية من سورة محمد يا دكتور عبد الله في قوله تعالى [ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا البَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّبَعُوا الحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ] {محمد:3} يقول كذلك يضرب الله للناس أمثالهم في أول السورة مع أنه لم يذكر ضرب الأمثال في السورة.
الشيخ : يعني بين الله حالهم يعني بين الله للناس ما لهم.
المقدم : جميل ونأتيك بسؤال آخر وهو قوله سبحانه وتعالى [مَثَلُ الجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ المُتَّقُونَ] {محمد:15} في هذه السورة ما معنى مثل الجنة التي وعد المتقون؟
الشيخ: : يعني كذلك تبين لحال الجنة وتوضيح لها يعني مثلاً الجنة التي وعد المتقون فيها يعني كأن الله عز وجل حال الجنة هو هذا.
المقدم : المقصود بها هنا الصفة التي وعد فيها المتقون كذا وكذا.
الشيخ : أحياناً يضرب المثل في القرآن وليس بمراد به وبعض الناس تخمن وضرب مثل ولم أفهمه فيخشى أن يقع في نفسه حرج.
المقدم : في قوله [وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا العَالِمُونَ] {العنكبوت:43} في الآية الرابعة من سورة محمد يا دكتور عبد الله في قوله [فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الحَرْبُ أَوْزَارَهَا] {محمد:4} إلى آخر الآية بعض المفسرين يذكر الآية منسوخة والبعض الآخر يقول أنها ليست كذلك فما هو القول الصحيح برأيك؟
الشيخ : ذكر في هذه الآية المن والفداء.
المقدم : المن هو أن تطلق اليسر بدون فدية.
الشيخ : أو أن تأخذ الفدية على هذا ثم تطلقه في سورة التوبة ذكر [فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُمُ فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ] {التوبة:5} فهاهنا ظن بعض المفسرين بما أن التوبة متأخرة فهي ناسخة لهذه الآية والصحيح أنه معمول بها والدليل على ذلك أن النبي بعد ورود السورتين عمل ما عمل في هذين السورتين منَّ على قوم وفدا قوم وقبل قوماً فالنص هنا يقال كل الآيتان محكمة ويعمل فيها ويعمل ما يرى ولا بأس بذلك.
المقدم : جميل جداً يراعى فيها في قوله تعالى الآية السادسة يا شيخ عبد الله [سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ] {محمد:5-6} ما معنى عرفها لهم؟
الشيخ : ذكر أهل التفسير وعرفها لهم أي بينها لهم في كتابه وسنة نبيه في الحياة الدنيا والحقيقة أن النعيم في الجنة والأحاديث كثيرة جداً وما بعدها بيان وذكر أيضاً أهل التفسير ما ورد في أحاديث النبي عند القصاص يوم القيامة أنه بعد انتهاء القصاص يؤخذ بأهل الجنة إلى الجنة فحدث النبي «والذي نفس محمد بيده لهم أعرف بمنازلهم منها بالدنيا» نعم وهذا الحديث في الصحيح البخاري والتعريف هنا أصبح في الدنيا والآخرة وأيضاً ذكر بعض أهل التفسير أن الجنة طيبة رائحتها فيه معرفة بمعنى الطيب فكل هذا المعنى صحيح بإذن الله تعالى.
المقدم : جميل. جميل معنا متصل يا شيخ عبد الله. السلام عليكم يا أخ محمد تفضل حياك الله. في الآية في سورة محمد وهي تستوقفني دائماً وهي ربط الآية بصلة الرحم في قوله تعالى [فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ] {محمد:22-23} ما معنى التولي في هذه الآية [فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ]؟
الشيخ: نعم؛ عندما أمر بالقتال قال المنافقون هؤلاء أقاربنا وأرحامنا كيف نقاتلهم كيف؛ فبين الله عز وجل أن الأمر لكم وتوليتم بمعنى الأمر لكان من تانج هذا تقطيع الأرحام أصلاً فهو طبعاً فيكم أو يقال توليتم بمعنى ابتعدتم عن أمر الله عز وجل وأعرضتم عنه.
المقدم : التولي هو الإعراض عن أمر الله عز وجل وهو منكم أيضاً هذا الأمر ويعني كفى به أن يكون من أهل النفاق نسأل الله السلامة والعافية.
المقدم : الأخ أبو زياد تفضل حياك الله. السلام عليكم، وعليكم السلام ورحمة الله، لو سمحتم يا دكتور عبد الرحمن في سورة الأحقاف آية 15 [وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً] {الأحقاف:15} لماذا خمسين أو ثلاثين؟ أيضاً في الآية 17 في سورة الأحقاف لماذا تكلم الجن [قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ] {الأحقاف:30} لماذا بعد موسى من بعدي شكراً لكم.
المقدم : نكمل سورة محمد يا دكتور في قوله تعالى [وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ المُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ] {محمد:31} كثير ما أسأل هذا السؤال لماذا قال الله سبحانه وتعالى [وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ المُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ] طيب الله ما يعلم هل يحتاج ليبتليك ليعلم ما المقصود «بيعلم»؟
الشيخ: نعم كثير من المبتلين يقولون حتى يظهر معلومنا للناس ولكن الزجاج له معنى ليطف يعني بمعنى صحة المعنى الأول يقول الزجاج أن نعيم الله عز وجل في الغيب فيبتلى العباد وأعتبرهم ليستحقوا الثواب أو العقاب فبالتالي ظهر من أمر الغيب إلى أمر محسوس شاهد ليستعفون عليه لأنهم قد يثابون أو يعاقبون على أمر الغيب.
المقدم : لا طبعاً.
الشيخ : فهنا المعنى الذي أراده الزجاج وهو يكون في نظري أقوى من المعنى الذي يظهر الناس مع صحة المعنى.
المقدم : لأنه في نظري متلازم.
الشيخ : نعم متلازم.
المقدم : الأخ عبد العزيز من السعودية حياك الله.
السائل : السلام عليكم ورحمة الله . وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته لدي مجموعة أسئلة يا شيخ ما معنى قوله تبارك وتعالى [سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ] {محمد:5} ما علاقة ذلك بمن شمت العاطس؟
السؤال الثاني يا شيخ حول هل ذكر قصة الشخص البار بوالديه والشخص العاق بوالديه في سورة الأحقاف هل هناك دلالة على قصة ذلك حصل أم أن الله سبحانه من ناحية الوعظ والإرشاد وهل قصة صارت أو قصة حدثت حتى نعتبر بها ، هل هي إشارة إلى قصة؟
السؤال الثالث يا شيخ حول قول الله تبارك وتعالى لقد [لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ] {الفتح:18} فأنا أريد يا شيخ أن توضح لنا هذه المسألة يقول البعض أن هناك من الصحابة مؤمنين ومسلمين ولذلك فإن الرضا أنصب على المؤمنين منهم دون المسلمين ولذلك هم فرقوا في الصحابة بين مؤمنين ومسلمين وولى المؤمنين بدليل عندهم وعادوا المسلمين أو انتقدوهم بحجة أمانة البحث العلمي. السؤال هل قولهم هذا في مكانه؟
أما السؤال الأخير يا شيخ في كلمة [عَنِ اليَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ] {ق:17} بحثنا في العلماء كثيراً حول لماذا الله عز وجل أفرد كلمة قعيد ولم يقل كلم قاعدان ما هي هل لاستمرار الترادف فيما يعرف بنهاية الآية أم أن لذلك سبب آخر وشكر الله لكم.
المقدم : نعود لسورة الأحقاف يا دكتور عبد الله الأخ أبو زياد يسأل في سورة الأحقاف الخامسة عشرة أو السادسة عشرة [وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ] {الأحقاف:15} يقول لماذا تحديد بأربعين سنة ما هو السر يا ترى؟
الشيخ: ذكر أهل التفسير أنه كما قال الله عز وجل «بلغ أشده» وأنه قوة الإنسان البدنية والفكرية والعاطفية تكون في هذه السن وأقوى ما تكون وأحسن ما يكون ولا أحسن بعد التمام إلا النقص فتبدأ تنحدر هذه الأمور وفي هذه ؟؟؟؟ يبعث الأنبياء وهذه من الأسباب أنه لما بلغوا أشدهم كلفوا بهذه المهمة لما يكون فيها من شدة وجهة على الإنسان.
المقدم : أيضاً يسأل في الآية السابعة عشر [وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ القُرُونُ مِنْ قَبْلِي] {الأحقاف:17} يسأل الأخ أبو زياد يقول المقصود فيها عبد الرحمن بن أبي دكر .
الشيخ : لا طبعاً هذه المسألة ذكرت قديماً في عهد الصحابة ورد عليها الصحابة فأن أحيله إلى ما قالته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أما الكلام حول أبي دكر كثير.
المقدم : هو لو تذكر القصة يذكرون أن معاوية أراد أن يأخذ البيعة لابنه يزيد فأرسل مروان فأرسله إلى الناس لأخذ البيعة وقال إنه رأى أن يستخلف يزيد فرفض عبد الرحمن بن أبي دكر وقال لا نبايع يزيد لأنه نرى أنه لا جدير بالخلافة فقال مروان وأشاع وقال أنت الذي نزل فيك قوله تعالى [وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا] {الأحقاف:17} بلغ عائشة رضي الله عنها أخت عبد الرحمن وزوجة النبي قالت كذب فلان ما نزلت في عبد الرحمن ولو شئت لذكرت وسميت من نزلت فيه فلعل هذا يكون جواب للأخ الذي سأل .
الأخ عبد العزيز هل هي قصة حقيقة أم هي مجرد مَثَل .
طيب زياد سأل سؤال في الآية 31 وقال الآية تقول [قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ] {الأحقاف:30} يقول لماذا قالوا من بعد موسى ولم يقل من بعد عيسى لأنه أقرب إلى النبي من موسى هل من توجيه.
الشيخ : رغم أن الإنجيل أتى بعد التوراة إلا أن فيه كثير من الإنجيل فلذلك ذكر الأصل هنا.
المقدم : وحتى يا دكتور عبد الله كمال قال الله في صفة عيسى ويعلمه التوراة والإنجيل لأنها كتاب واحد عنده.
الأخ عبد العزيز سأل عدة أسئلة في سورة محمد في قوله تعالى [سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ] {محمد:5} يقول ما معنى سيهديهم وما تحميد ذلك للعطاس إذا قال يرحمك الله قال يهديكم الله ويصلح بالكم؟
الشيخ : سيهديهم ويصلح بالهم يعني الهداية التي ذكرنا هداية التوفيق للعمل الصالح الذي أدخلهم الجنة؛ سيهديهم ويصلح بالهم يعني صلاح البال لهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم؛ عرفها لهم هذا بيان معناه ... أما علاقة العاطس فالتشابيه في الألفاظ في الكتاب والسنة لا يعني أنها المقصود هنا وهنا فالدعاء للعاطس بالمغفرة وأن الله يهديه ويصلح بالكم هذا دعاء بالخير جميل.
المقدم : قد لا يكون صلة. أيضاً سأل في قوله تعالى [وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا] {الأحقاف:15} وقال [وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا] {الأحقاف:17} قصة البار والعاق ما دلالتهما هل هما قصتان حقيقتان أم أنه مجرد مثل ضربه للعظة والعبرة؟
الشيخ : ذكرنا شيء من هذا وبينت أنت القصة في ذلك ولكن هذا والله أعلم أن الأمثال ضربت للاتعاظ وعندما قلنا عمود السورة بهذا الموضوع يتبين هنا بنفس المساق.
المقدم : يسأل سؤال في سورة «ق».
الشيخ: سؤال المؤمنين مهم لأنه يبدو لي أن الأخ يتكلم عن بعض الكتاب الآن المعاصرين الذين يريدون التفريق.
المقدم : [لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ] {الفتح:18} ؟
الشيخ: وصف المؤمنين هنا وصفهم بالرضا هم الذين بايعوا تحت الشجرة يعني هذا وصف لحال الذين بايعوا تحت الشجرة وليس دلالة على أنه لم يرض عن غيرهم هذا بعيد جداً ولا يفهم من هذا السياق المفهوم الذي ذكره الأخ عبد العزيز أنه لم يرض عن المسلمين أو رضي عن بعض المسلمين لا ليس هذا إنما الآية تتحدث عن الذي بايع تحت الشجرة وأنه قد إذن ليس فيه دلالة على أنه لم يرضى عن غيرهم أو شيء من هذا.
المقدم : نريد معرفة بيعة الشجرة وبيعة الرضوان لهذه الآية؟
الشيخ : وأما من يقول أن من الصحابة مرضى عنهم وغير مرضى عنهم فهذا نسأل الله العفو والعافية زيغ في القلوب نسأل الله أن يهدي الجميع.
المقدم : اللهم آمين
المقدم : الأغراض في سورة الفتح يا دكتور عبد الله لو تبين للأخوة المشاهدين تسمية هذه السورة ومتى نزلت ولكن قبل أن نأخذ هذا تأذن لي أن آخذ اتصال من الأخت أم محمد.
السائلة : السلام عليكم .
المقدم : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائلة : في قوله تعالى [.... يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ] {هود:118-119} السؤال هل خلقهم للرحمة أم للاختلاف؟
المقدم : جيد هذا في سورة هود.
السائلة : نعم.
المقدم : طيب شكراً لك. تفضل يا دكتور عبد الله سورة الفتح.
الشيخ : سورة الفتح السورة مدنية أيضاً وبين الله عز وجل فيها بشارة المؤمنين بحسن العافية لما توهموا أنه أمراً غير مرضي عند بعضهم وصلح الحديبية وما حدث فيه فبينت السورة أن هذا الأمر فتح من الله عز وجل وبينت السورة أيضاً كرامة النبي وأن الله عز وجل وعده بالنصر كذلك وتكلمت أيضاً في الثناء عن المؤمنين وهذا له علاقة بما ذكره الأخ عبد العزيز وأيضاً تكلمت بعد البيعة التنبيه على من حضر هذه البيعة وأن الله عز وجل وكذلك فضحت الذين خلفوا عنها من الأعراب والمنافقين وأيضاً في السورة نفسها وعد للنبي بفتح أيضاً قريب إن شاء الله أي ذكر في هذه السورة.
المقدم : أيضاً دكتور عبد الله قد يسأل سائل أنت الآن تقول الحديبية وهي نزلت في الحديبية سؤالان: أولاً: الحديبية التي على حدود جدة تقريباً يقال إنها هي المقصودة بالحديبية وأصبح اليوم اسمها الشميسي طيب كيف نقول أنها مدنية وهي نزلت في هذا الموضع من مكة.
الشيخ : كأنك تريد الإشارة إلى ما هو المدني وما هو المكي يعني ذكر من بين الأقوال أن ما نزل في مكة وما جاورها فهو مكي، وما نزل في المدينة وما جاورها فهو مدني ولكن الصواب هو ما رجحه جمهور المفسرين وجمهور من كتب في علوم القرآن أن العبرة بالهجرة بالزمن. فما كان الطريق في الهجرة وما بعد الهجرة فهو مدني وما كان قبل ذلك فهو مكي فبالتالي لو نزلت هذه في المكان الذي ذكرت فهي نزلت بعد هجرة النبي لأن النبي جاء من الحديبية من مكة أصلاً كما تعرف القصة .
المقدم : فتح الله عليك في الحقيقة معنا اتصال ولعل كثير من المشاهدين يسأل لماذا سميت الفتح مادمت في بيعة الحديبية مع أن النبي والمسلمون لم يدخلوا مكة ولم يفتحوها فلماذا سميت فتحاً مبيناً.
الشيخ : الفتح باعتبار ما لحق صلح الحديبية من أمور جعلته يسمى فتح ذكر النبي في قريش وعلو شأنه ثم اتساع دائرة ما حدث في صلح الحديبية بين الأقوام والأعراب المجاورة لقريش.
المقدم : بدءوا يسألون عن الإسلام.
الشيخ : ما هذا النبي الذي ظهر واتباعه يثرون على قريش حتى عقدوا صلحاً معه في السنة .... النبي حدث فيها تأجيل العمرة النبي إلى السنة القابلة دخلت أقوام كثيرة في الإسلام ولذلك سمى فتحاً.
المقدم : سبحان الله سمى فتحاً مبيناً البعض يا دكتور عبد الله يسأل هذا السؤال يظن [إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا] {الفتح:1} أي فتح مكة ويظن أن هذا هو المقصود والمقصود هو ما تفضلت به
استأذنك يا دكتور عبد الله والأخوة المشاهدين في عرض كتاب الحلقة ثم نعود إليكم فانتظرونا والكتاب هو :
«الحجة للقراء السبع»
مؤلف هذا الكتاب العلامة أبو علي الحسن بن عبد الغفار الفارسي المتوفى سنة 377هـ وهذا الكتاب من أهم وأجود كتب توجيه القراءات المحفوظة عن القراء السبعة رحمهم الله تعالى، وعلم توجيه القراءات مهم جداً للمسلم الذي يقرأ القراءات المختلفة للقرآن فيبين مكنى كل قراءة من القراءات السبع المتواترة وقد صدر الكتاب بتحقيق بدر الدين قهوجي وزميله من دار المأمون للتراث في طبعته الثانية بدمشق عام 1423هـ.
المقدم : مرحباً بكم أيها الأخوة المشاهدون مرة أخرى في برنامجكم التفسير المباشر وأكرر الترحيب بفضيلة الشيخ عبد الله حمد المنصور أرحب بك مرة أخرى يا دكتور عبد الله.
الشيخ : حياك الله.
المقدم : وأشكرك على هذا اللقاء وأنا أعرف أنك متعب وأعتذر للأخوة المشاهدين الدكتور عبد الله كان مريضاً ولا يزال إلا أنه تحمل هذا وجاء معنا في هذا اللقاء أسال الله أن يتقبل منك؛ اللام يا دكتور عبد الله في أول السورة [إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ] {الفتح:1-2} ما هو نوع اللام «ليغفر»؟
الشيخ : ذكر أهل التفسير ما بين قائل أنها لام العلة وما بين قائل أنها لام الصيرورة والحقيقة.
المقدم : التي يسمونها العاقبة.
الشيخ : نعم، ولتأثير العقدي اتجاه في هذه المسميات.
المقدم : كيف؟
الشيخ : الأشاعرة لا يرون تعليل فعل الله عز وجل فلذلك يسمونها لام الصيرورة خروجاً أنها تعللت أفعال الله عز وجل وغيرهم من المفسرين يسمونها لام العلة ولكن هناك أيضاً يتعلق باللام مبحث آخر. اللام هنا إذا قلنا للعلة الغائبة بمعنى أن الفتح ترتيب عليه المغفرة وإتمام النعمة والهداية للصراط المستقيم والنصر العزيز كلها مرتبة على هذا المعنى أم أنه رد كفى واحد منها حتى تتحقق العلة فجهود المفسرين أي أن كل هذه الأمور إلا ردعه تحققت وأنها فعلاً عله غائبة هذا متن الإشارة بالنبي .
المقدم : في أول سورة الفتح في الآية الرابعة والآية السابعة في قوله سبحانه وتعالى في الآية الرابعة [هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ] {الفتح:4} ثم ختمها فقال [وَللهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا] ثم قال في الآية السابعة [وَللهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا] {الفتح:7} فقال بالأولى عليماً حكيماً وقال بالثانية «عزيزاً حكيماً» فما وجه التكرار والتغاير؟
الشيخ : نعم، هناك في الآية الرابعة [هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَللهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا] {الفتح:4} المناسبة هنا للعلم بينما في الآية السابعة كان قبلها [وَيُعَذِّبَ المُنَافِقِينَ وَالمُنَافِقَاتِ وَالمُشْرِكِينَ وَالمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * وَللهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا] {الفتح 6-7} هنا المناسبة ذكر العزة لما ورد في التهديد للمشركين والمنافقين أيضاً لأن فيها تغريب المنافقين والمنافقات والمشركين فمناسبة لذكر العزة مع أن نفس السياق ولله جنود السموات والأرض فهنا ذكر العلم لخاصة الله عز وجل بأنه المدبر للكون كله سبحانه وتعالى فمناسبة ذكر العلم.
المقدم : معنا الأخ مصطفى من الجزائر.
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : أريد الشيخ يعطينا الفائدة في سورة الحجرات هذا أولاً وهل يفيد المناسبة التي يقول فيها [قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ] {الحجرات:17} على يعطينا بعض الفوائد شيخنا من فضلك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم : انظر هذا يدعو لك من الجزائر هذا أيضاً سؤال وهذا من الجوال في الآية الخامسة من سورة الفتح يقول الله سبحانه وتعالى [لِيُدْخِلَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا] {الفتح:5} ثم قال [وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ] ويكفر عنهم سيئاتهم طيب يقول لماذا أخر تكفير السيئات وقدم دخول الجنة مع أنه لا يدخل الجنة إلا بعد تكفير السيئات هل هناك حكمة؟
الشيخ : ذكر استفاد من هذا بعض أهل العلم وخاصة من يكتب من السلوك أن الأحسن عند البشارة أن تبشر بالأمر الأعظم ثم بتفاصيل ولله المثل الأعلى عندما رآني أحدهم فتقول له أبشرك لقد نجحت يقول يقع السؤال بعد ذلك الحمد لله ويفرح فرحاً شديداً ثم يبدأ بتفسير ذهبت للأستاذ الفلاني وأخبرني أنك نجحت في كذا ولو أنك بدأت بالعكس وقال لي نجحت في مادة الرياضيات ثم ذهبت للأستاذ الفلاني ونجحت في كذا ثم تقول له في الأخير فلهذا تكون نجحت يعني يكون وقعها أقل هذه فائدة من الفوائد التي ذكرها ولكن والله أعلم أن ذكر دخول الجنة ثم ذكر تكفير السيئات هو أمر حقيقي بمعنى أنهم بعد دخولهم الجنة ومن تمام نعمة الله عز وجل ألا يذكرهم بالمعاصي التي كانوا يفعلونها ويسترها عنهم ستراً تاماً وهذا من فضل الله عز وجل ومن تمام فرحتهم به وإذا تأمل الواحد يسال الله أن يكون من أهل الجنة والتصوير هذا بمعنى ينسى حتى المعاصي حتى لا يقع في نفس الإنسان ويقول رحمني الله عز وجل وأنا الذي فعلت وفعلت فيدخل شيء من الضيق لا أنت حتى نسيتها كلها.
المقدم : وهذا معنى التفكير في اللغة.
الشيخ : وهذا يوافقه في اللغة والمعنيين والله أعلم.
المقدم : جميل جداً، نعود لأسئلة الأخوة المشاهدين الأخ عبد العزيز في قوله تعالى في سورة «ق» قال [إِذْ يَتَلَقَّى المُتَلَقِّيَانِ عَنِ اليَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ] {ق:17} يقول لماذا لم يقل عن اليمين وعن الشمال قعيدان هكذا يقول هناك معنى آخر ولماذا لم يقل عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد لماذا قال عن اليمين وعن الشمال قعيد هذا التوجيه والأسلوب في اللغة كونه مراعاة في الفاصلة؟
الشيخ : قد يقال مراعاة الفاصلة لم يقل قعيد ولكن قعيد هنا تشمل الملكين كليهما هذا من الظاهر والله أعلم.
المقدم : هذا أسلوب متكرر في القرآن يكون أحد المعطوفين على الآخر
الأخت أم محمد سألت سؤال في سورة هود [وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ] {هود:118-119} تقول لماذا خلقهم للاختلاف أم لماذا؟
الشيخ : الاختلاف من سنة البشر والمخلوقات ، الاختلاف بينها قائم حتى في الأمور العادية اللباس والطعام والأكل حتى في الأمور الاعتقادية وغيرها ولكن الاختلاف يرى في ذلك يعني يقال حديث «اختلاف أمتي رحمة» والاختلاف غير مرغوب فيه شرعاً حتى لو قبل واستسيغ إلا أنه غير مقبول شرعاً فلذلك لا يفهم من هذه الآية أن العباد مخلوقون للاختلاف فإنه حكاية أن الاختلاف فيقع بين العباد وليس هناك ذكر أو ترغيب لاختلاف بأي وجه والله أعلم.
المقدم : الأخ مصطفى سأل سؤال في سورة الحجرات أولاً يقول ما المقصود بالحجرات؟
الشيخ : حجرات النبي ذكرت في بداية الأحقاف أن السورة قد تسمى بأمر بارز فيها ولو استعرضنا كثير من سور القرآن لتبين لك هذا الأمر وهذه السورة ذكر فيها لأنه الحدث فيها عند حجرات النبي قصة لعلنا نصل إليها إن شاء الله تعالى الأعراب الذين كانوا ينادون النبي .
المقدم : ليتك تذكرها الآن سبب نزول هذه الآيات في هذه السورة.
الشيخ : عندما قدم بعض الأعراب إلى النبي وذكر أنهم كانوا يرفعون صوتهم عند الرسول ويقول يا محمد يا محمد أخرج علينا يريدون محادثة النبي فكان هذا الأمر حدث في حجرات النبي فبعض الروايات كانوا يقولون جفاء وغلظة قد يقول قائلهم يا محمد أخرج إلينا إنني مد هي زين وذمي شين فهذه ساء الأدب بالنبي والسورة كما ذكر تسمى سورة الأدب في الأخلاق وفيها ترقى عجيب مع النفس ثم بين المسلم والمسلم ثم بين الجماعة المسلمة ثم حتى بين الناس [يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ] {الحجرات:13} فالسورة فيها ترقي عجيب ثم إنه أيضاً [وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {الحجرات:5} يعني ليس أي خروج ولو خرج النبي يريد الصلاة ؟؟؟؟؟ أنهم كانوا يتأدبون وينتظرون حتى يخرج إليه يعني ليس وفي هذا أدب حتى مع طلبة العلم عندما يكون هناك انزعاج وضغط على بعض العلماء.
المقدم : الأخلاق والآداب مليئة بهذه السورة كما تفضلتم كثيرة استأذنك يا دكتور عبد الله في اتصال من الأخت أم ماجد من لندن تفضلي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لو سمحت لي أريد أن أسأل عن الآية [سَيَقُولُ لَكَ المُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا] {الفتح:11} ما المقصود بهذه الآية ومن هم المخلفون؟
المقدم : الأخ مصطفى سأل في سورة الحجرات [يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ] {الحجرات:17} يقول ما معنى هذه الآية؟
الشيخ : يعني المن على الله بالعمل الصالح ليس من هدى المؤمنين ولا من أدبهم والله عز وجل هو الذي من عليك بإيمانك وإسلامك وعملك الصالح بعد الإيمان حتى في معرفتك كأنك صالح كلها منَّ من الله عز وجل فكيف تمن على الله عز وجل وتقول أنا وأنا.
المقدم : جميل نأخذ الأخ المتصل الأخ أبو أحمد من السعودية تفضل يا أبو أحمد.
السائل : السلام عليكم ورحمة الله .... في سورة محمد المعروف يا شيخ أن النبي أرسل رحمة للعالمين وهذه السورة سميت بسورة محمد وهي كلها في القتال [إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الوَثَاقَ] {محمد:4} ثم بعد هذه السورة تأتي السورة في آخرها [مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ] {الفتح:29} يعني يذكر رحمة المسلمين وهي الرحمة التي افتدوا بها من نبيهم فما دلالة هذا أن تكون السورة باسم النبي وفيها هذه القوة وفيها هذه الشدة ثم أيضاً في اللهو واللعب يا شيخ في سورة محمد أيضاً في قوله تعالى لعب ولهو نلاحظ اللهو واللعب تكون في القرآن أربع أو ست مرات في العنكبوت تقدم اللهو قبل اللعب في الأعراف تقدم اللهو قبل اللعب في الأنعام تقدم اللعب قبل اللهو هل لهذا دلالة وجزاكم الله خيراً؟
المقدم : سؤال الأخت أم ماجد يا دكتور عبد الله [سَيَقُولُ لَكَ المُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا] {الفتح:11} تقول ما المقصود بهذه الآية؟ من هم هؤلاء المخلفون؟
الشيخ : بعض من كان مع النبي في المدينة وتخلفوا في الخروج مع النبي لصلح الحديبية والتخلف هنا بمعنى التأخر عن الرسول.
المقدم : لأن بعض يشكل عليهم يقول المخلفون في سورة الفتح المقصود بها الذي تخلف عن القتال وأنتم تقولون في سورة التوبة وعلى الثلاثة الذين خلفوا ثم تفسرون بأنه أرجئ أمرهم وأمر توبتهم وليس المقصود الذين تخلفوا عن القتال فيقع الإشكال هنا ... يعني جميل الأخ أبو أحمد يقول في قوله تعالى [مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ] {الفتح:29} في آخرها ودلالة تسمية محمد مع أن كلها في القتال حتى أنها تسمى سورة القتال هل هناك علة برأيك؟
الشيخ : اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد الرسول ما أرسل إلا رحمة للعالمين وهذه الرحمة عامة وشاملة للمؤمنين وغير المؤمنين ولذلك المتأمل حتى في أحكام القتال وأحكام الجهاد يجد فيها رحمة فليس المقصود هو قص الرقاب وقطع الأعناق وإنما المقصود هو نشر توحيد الله عز وجل هذا أولاً ثم هداية الناس لهذا الدين الحنيف الذي جاء متمم لرسالات قبله وعندما تتأمل حقيقة التأمل تجد أن في الإسلام المن والفداء وتعليم الأسرى إذا علموا المؤمنين إيمانهم أن يطلقهم لو أردت أن أعدد لك ما في الجهاد من رحمة لما وسعنا هذا المقام وبودي أن يتطرق المؤلفون المعاصرون أو الكتاب المعاصرون لهذه الرؤية بدلاً من الدندنة حول الجهاد والغاية هي الجهاد وما أشبه ذلك أن يظهروا آيات الجهاد على معناها الحقيقي وأن يحيوا فيها هذه المعاني اللطيفة التي فيها رحمة للعباد فنحن عندما نفتح البلاد وهذا أمر بعيد عن واقعنا المعاصر نسأل الله أن يعيد للأمة مكانتها عندما نفتح البلاد لا نجبر أحداً على الدخول في الإسلام [لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ] {البقرة:256} وإنما نريد أن نجعل هذه الأرض موحدة لله عز وجل حتى على دينكم أنتم يا أيها النصارى دين الصحيح الأول فنحن لا نأتي بشيء جديد وعلى من يهزم في هذه النقاط أن يتذكر أمر مهماً أمر لا يدبر مع تفكيره دائماً أننا عندما نتكلم عن أحكام الشريعة نحن لا نتكلم عن أحكام صنعناها نحن. نحن نتكلم عن أحكام وضعها الله عز وجل فلذلك لا عيب يلحقنا في أحكام الله عز وجل لأن إذا أردتم أيها الكفار أن تعيبوا أحداً ولا تتكلموا على أحداً افتحوا القرآن وتكلموا في القرآن وناقشونا في القرآن ونحن نبين لكم في القرآن أما أن تقول لي لماذا شرع الجهاد؟ لا يا أخي لا تقل لي هذا قل لي لماذا تنفذ الجهاد أقول لك أنا أنفذ أوامر الله عز وجل.
المقدم : جميل والحقيقة يا دكتور أحكام الجهاد وما في سورة محمد حديث طويل وأيضاً الحديث عن سورة الحجرات حديث طويل انتهى وقتنا في هذه الحلقة يا دكتور عبد الله لا يسعني أيها الأخوة المشاهدون في نهاية هذا اللقاء أن نشكر الله سبحانه وتعالى ثم أشكر ضيف هذا البرنامج فضيلة الشيخ عبد الله المنصور الباحث في الدراسات القرآنية وأشكركم أيضاً على متابعتكم وصبركم معنا في هذه الحلقات أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم وأن يجعلها لكم نافعة في تدبر القرآن وفي فهمه نستودعكم الله حتى نلقاكم غداً بإذن الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
أذيعت يوم الجمعة بتاريخ : 26/9/1429هـ
المقدم : د. عبد الرحمن بن معاضه الشهري
بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وصحبه أجمعين ...
مرحباً بكم أيها الإخوة المشاهدون في حلقة جديدة من استوديوهات قناة دليل الفضائية بمدينة الرياض. اليوم هو السادس والعشرون من رمضان عام تسعة وعشرين وأربعمائة وألف ولم يبقى إلا أيام قلائل من شهر رمضان ، نسأل الله أن يختمه لنا بمغفرته ورضوانه ، ضيفنا في هذا اللقاء أيها الإخوة المشاهدون هو فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن حمد المنصور المتخصص في الدراسات القرآنية والباحث والمعلم في وزارة التربية والتعليم بمدينة الرياض فحياكم الله يا أبا أحمد في هذا اللقاء.
حديثنا بإذن الله سيكون في الجزء السادس والعشرون كما تقدم وقبل أن أذكر بعض النقاط الأساسية في هذا الجزء أريد أن أذكركم بطريقة التواصل معنا عبر الهواتف داخل السعودية 012085444 أو من خارج السعودية 009661459666 أو بواسطة الرسائل النصية 0532277444 أو عن طريق موقع البرنامج www.tafsir.sir.net السور التي سنتناولها اليوم هي سور : ( الأحقاف ومحمد، الفتح، الحجرات، ق والجزء مستمر حتى الثلاثين من سورة الذاريات ). سورة الأحقاف سورة مكية وتهتم بالعقيدة في أصولها الكبرى شأن السور المكية التي تقدمت معنا سورة محمد سورة مدنية وهي تشتمل على أحكام القتال والأسرى والغنائم وأحوال المنافقين ويمكن أن نقول أن محورها يدور حول الجهاد في سبيل الله ، كما لعلك توضح لنا إن شاء الله أما سورة الفتح فهي سورة مدنية وتعني بجانب التشريع في جانب العبادات والمعاملات والأخلاق أيضاً سورة الحجرات ممكن أن تسمى أيضاً بسورة الأخلاق وهي سورة مدنية لما اشتملت عليه من الأخلاق الفاضلة وسورة ( ق ) مكية عالجت أصول العقيدة الإسلامية ولاسيما قضية البعث والنشور في البداية يا دكتور عبد الله عادة تحدثنا عن هذه السور لماذا سميت بهذا الاسم؟ ولماذا سميت بالأحقاف؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد في البداية أشكركم يا أخ عبد الرحمن وأشكر الأخوة في القناة وأرحب بالجميع وأتمنى من الله عز وجل أن أكون ضيفاً نافعاً بإذن الله عز وجل ، سورة الأحقاف سميت السورة بما ورد فيها من قصة أصحاب الأحقاف والمفسرون ذكروا أن لموقع الأحقاف ثلاث أقوال منها اثنان قديمان وواحد معاصر حديثاً أما القديمان ذكروا أن الأحقاف هي الكثبان الملتفة وذكروا أنه قريبة من اليمن وبين عمان في جنوب الجزيرة العربية القول الثاني أنها تقع في شمال الجزيرة العربية في منطقة الشام هذا هو المذكور في كتب التفسير القديمة وهناك باحثون معاصرون ذكروا أن الأحقاف هي موجودة الآن في الأهرامات وذكروا عدة أدلة هذا ما اطلعت عليه في كتاب الجامع ألفه اثنان من الباحثين وذكروا عدة أدلة حول هذا الموضوع وهذه الأدلة ما بين مقبول ومردود والمقبول يحتاج إلى تأمل أكثر لأني لا أؤيد هذا ولكن هذا من باب الاطلاع وعلى كل حال ابن جرير الطبري حول الاختلاف في مكانه ولا يضر الجزم بهذا الموقع لا يضر إن شاء الله تعالى.
المقدم : ولكن يا شيخ عبد الله منطقة الأحقاف موجودة في جزيرة العرب في اليمن.
الشيخ : وهذا هو قول جمهور المفسرين وهو عيني الظاهر ولكن نحن نبين ثم نثني بما قاله ابن جرير من أنه لا يكون هناك تبعه لهذا الأمر.
المقدم : وبالمناسبة هناك جامعة في اليمن اسمها جامعة الأحقاف قريبة من موضع هذه المنطقة .
سورة الأحقاف يا شيخ عبد الله هل نجملها للأخوة المشاهدين.
الشيخ : السورة في مجملها تتكلم عن التوحيد لو نظرت إلى مقطوعات السورة لوجدت أنها تقترب من هذا الأصل وهو أصل التوحيد ولذلك هناك من العلماء عندهم نظرية هي نظام القرآن أو عمود السورة يقول عمود هذه السورة التوحيد تقترب الآيات منه وتبتعد وذكر المفسرون الأغراض الرئيسة لهذه السورة وافتتاح هذه السورة شبيه بسورة الجاثية يعني كان فيها إعجاز لآيات القرآن وإشارة كذلك إلى السموات والأرض وقوع الجزاء بعد البعث وإبطال الشركاء في التوحيد والألوهية وإثبات رسالة النبي والثناء على الذين آمنوا بهذا الكتاب وهكذا هناك سير لعمود السورة على أن عمود السورة هو التوحيد ولأن صح ذلك ولا يخفى أن كثير من المفسرين اهتموا بنظام السورة أو عمود السورة وهناك تفاسير قامت على هذا الأساس مثل نظام القرآن الذي كتبه حميد الدين الفراهي وهو من أحد العلماء المتأخرين ولكن كتب بعض التفاسير لبعض الآيات لبعض السور.
المقدم : أظن عنوانها نظام الفرقان في نظام تفسير القرآن للقرآن.
الشيخ : وهو يهتم بهذه القاعدة كلما أتى لسورة حاول أن يبني مقاطع وآيات على أساس هذه السورة وعمودها طبعاً قد يوافق في بعضها وقد يكره في البعض الآخر ولكن هذه هي فكرة عمود السورة ومن الواقع سورة الأحقاف لدينا كلها تتكلم عن التوحيد كلما ابتعدنا أو اقتربنا فهي تتكلم عن التوحيد.
المقدم : في هذه السورة في قوله تعالى [قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآَمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ] {الأحقاف:10} بعض المفسرين يذكر المقصود بالشاهد في هذه الآية قد يذكر بعض المشاهدين مثل هذا السؤال أن المقصود بالشاهد هو عبد الله بن سلام والمعروف أن عبد الله بن سلام ما أسلم إلا في المدينة في حين أن السورة مكية فكيف يجيب على مثل هذا القول يا دكتور عبد الله؟
الشيخ : السورة مكية طبعاً وهذا ما دعا بعض المفسرين بقول أنه استثنى هذه الآية فهي مدنية ولكن لدينا قاعدة وهي أنه لا يصح استثناء شيء من السور المكية أو السور المدنية إلا بدليل صحيح مريح ونحن لا دليل يستثني هذه الآية من مكية السورة المجملة ولكن ماذا يقال؟ يقال كان كفار قريش يسألون أهل الكتاب عن البعثة الجديدة وهذا في مكة فيسألون أهل الكتاب لأنه لا يوجد من يسأل غير أهل الكتاب هذا أهل الكتاب وهذا الشيء الجديد جاء بكتاب جديد فكان أهل الكتاب يصدقونه لدينا مكتوب في التوراة والإنجيل أنه سيأتي نبي صفته كذا كذا فهذا هو الشاهد فمن باب أولى يدخل فيها عبد الله بن سلام من هؤلاء فهناك مواقف تثبت هذا الأمر ومواقف شبيهة بهذا الأمر فما ذكره من بعض المفسرين أن الآية هنا عامة ويدخل فيها عبد الله بن سلام وحتى وهو أسلم في المدينة فبالتالي لا يصح استثناء أن هذه الآية مدنية.
المقدم : من حديثك الذي به صلة بعمود السورة فلو قلنا أن عمود السورة الأحقاف هو التوحيد طيب لدينا سؤال: [وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا] {الأحقاف:15} هذه آيات بالوصية بالوالدين وحديث [وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا] {الأحقاف:17} مع علاقة هذا الحديث بالوصية للوالدين ومحور السورة وهو التوحيد.
الشيخ : نعم؛ لما كان التوحيد له أثر في أصحابه ذكر هذا الأثر في السورة هذا من آثار أهل التوحيد أن أخلاقهم تتحسن وتكون حسنة وكذلك قصة إيمان الجن فهذا أيضاً إيمان للجن فآمن ووحد أيها الإنسان فهذا مما يقال عن عمود السورة يقترب ويبتعد شيئاً فشيئاً.
المقدم : في الحقيقة تختلف الأنظار وفي هذا محل استنباط واجتهاد وكثير من طلبة العلم المتخصصين وفيه إشارة للشيخ عبد الحميد الفراهي إشارة وللإخوة المشاهدين أن هذا الرجل من قلائل الذين أوتوا حظاً من فلتات النظر مثل هذه الموضوعات استنباط مقاصد السور وأعمدة السور وإلى آخره.
سورة محمد يا دكتور عبد الله أو كما يسميها بعض المفسرين سورة القتال يعني لو تحدثنا عن أهم أغراضها بشكل سريع كما صنعنا في سورة الأحقاف.
الشيخ : طبعا سورة محمد أو القتال هي مدنية وطابع المدني يختلف عن الطابع المكي ويعني لو نظرنا إلى أغراض هذه السورة أكثر ما ورد فيها هو التحريض على قتال المشركين وذكر الثواب للجهاد وتبينه للمسلمين وبين الله عز وجل أن مال جهود المشركين إلى هباء وضياع وأن ثواب الجهاد يبتغى أن داخل المسلمين وأن يكون هو الدافع لهم كذلك ذكر الله عز وجل في هذه السورة شيء من نعيم أهل الجنة وحذر من النار كل ذلك من مرغبات الجهاد والقتال في سبيل الله عز وجل وهكذا تفسير السورة في فضح أساليب المنافقين في معارضتهم المسلمين كالتهويل من أمر الجهاد وما شابه ذلك.
المقدم : في بداية الآية التالية من سورة محمد يا دكتور عبد الله في قوله تعالى [ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا البَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّبَعُوا الحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ] {محمد:3} يقول كذلك يضرب الله للناس أمثالهم في أول السورة مع أنه لم يذكر ضرب الأمثال في السورة.
الشيخ : يعني بين الله حالهم يعني بين الله للناس ما لهم.
المقدم : جميل ونأتيك بسؤال آخر وهو قوله سبحانه وتعالى [مَثَلُ الجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ المُتَّقُونَ] {محمد:15} في هذه السورة ما معنى مثل الجنة التي وعد المتقون؟
الشيخ: : يعني كذلك تبين لحال الجنة وتوضيح لها يعني مثلاً الجنة التي وعد المتقون فيها يعني كأن الله عز وجل حال الجنة هو هذا.
المقدم : المقصود بها هنا الصفة التي وعد فيها المتقون كذا وكذا.
الشيخ : أحياناً يضرب المثل في القرآن وليس بمراد به وبعض الناس تخمن وضرب مثل ولم أفهمه فيخشى أن يقع في نفسه حرج.
المقدم : في قوله [وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا العَالِمُونَ] {العنكبوت:43} في الآية الرابعة من سورة محمد يا دكتور عبد الله في قوله [فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الحَرْبُ أَوْزَارَهَا] {محمد:4} إلى آخر الآية بعض المفسرين يذكر الآية منسوخة والبعض الآخر يقول أنها ليست كذلك فما هو القول الصحيح برأيك؟
الشيخ : ذكر في هذه الآية المن والفداء.
المقدم : المن هو أن تطلق اليسر بدون فدية.
الشيخ : أو أن تأخذ الفدية على هذا ثم تطلقه في سورة التوبة ذكر [فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُمُ فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ] {التوبة:5} فهاهنا ظن بعض المفسرين بما أن التوبة متأخرة فهي ناسخة لهذه الآية والصحيح أنه معمول بها والدليل على ذلك أن النبي بعد ورود السورتين عمل ما عمل في هذين السورتين منَّ على قوم وفدا قوم وقبل قوماً فالنص هنا يقال كل الآيتان محكمة ويعمل فيها ويعمل ما يرى ولا بأس بذلك.
المقدم : جميل جداً يراعى فيها في قوله تعالى الآية السادسة يا شيخ عبد الله [سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ] {محمد:5-6} ما معنى عرفها لهم؟
الشيخ : ذكر أهل التفسير وعرفها لهم أي بينها لهم في كتابه وسنة نبيه في الحياة الدنيا والحقيقة أن النعيم في الجنة والأحاديث كثيرة جداً وما بعدها بيان وذكر أيضاً أهل التفسير ما ورد في أحاديث النبي عند القصاص يوم القيامة أنه بعد انتهاء القصاص يؤخذ بأهل الجنة إلى الجنة فحدث النبي «والذي نفس محمد بيده لهم أعرف بمنازلهم منها بالدنيا» نعم وهذا الحديث في الصحيح البخاري والتعريف هنا أصبح في الدنيا والآخرة وأيضاً ذكر بعض أهل التفسير أن الجنة طيبة رائحتها فيه معرفة بمعنى الطيب فكل هذا المعنى صحيح بإذن الله تعالى.
المقدم : جميل. جميل معنا متصل يا شيخ عبد الله. السلام عليكم يا أخ محمد تفضل حياك الله. في الآية في سورة محمد وهي تستوقفني دائماً وهي ربط الآية بصلة الرحم في قوله تعالى [فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ] {محمد:22-23} ما معنى التولي في هذه الآية [فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ]؟
الشيخ: نعم؛ عندما أمر بالقتال قال المنافقون هؤلاء أقاربنا وأرحامنا كيف نقاتلهم كيف؛ فبين الله عز وجل أن الأمر لكم وتوليتم بمعنى الأمر لكان من تانج هذا تقطيع الأرحام أصلاً فهو طبعاً فيكم أو يقال توليتم بمعنى ابتعدتم عن أمر الله عز وجل وأعرضتم عنه.
المقدم : التولي هو الإعراض عن أمر الله عز وجل وهو منكم أيضاً هذا الأمر ويعني كفى به أن يكون من أهل النفاق نسأل الله السلامة والعافية.
المقدم : الأخ أبو زياد تفضل حياك الله. السلام عليكم، وعليكم السلام ورحمة الله، لو سمحتم يا دكتور عبد الرحمن في سورة الأحقاف آية 15 [وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً] {الأحقاف:15} لماذا خمسين أو ثلاثين؟ أيضاً في الآية 17 في سورة الأحقاف لماذا تكلم الجن [قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ] {الأحقاف:30} لماذا بعد موسى من بعدي شكراً لكم.
المقدم : نكمل سورة محمد يا دكتور في قوله تعالى [وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ المُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ] {محمد:31} كثير ما أسأل هذا السؤال لماذا قال الله سبحانه وتعالى [وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ المُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ] طيب الله ما يعلم هل يحتاج ليبتليك ليعلم ما المقصود «بيعلم»؟
الشيخ: نعم كثير من المبتلين يقولون حتى يظهر معلومنا للناس ولكن الزجاج له معنى ليطف يعني بمعنى صحة المعنى الأول يقول الزجاج أن نعيم الله عز وجل في الغيب فيبتلى العباد وأعتبرهم ليستحقوا الثواب أو العقاب فبالتالي ظهر من أمر الغيب إلى أمر محسوس شاهد ليستعفون عليه لأنهم قد يثابون أو يعاقبون على أمر الغيب.
المقدم : لا طبعاً.
الشيخ : فهنا المعنى الذي أراده الزجاج وهو يكون في نظري أقوى من المعنى الذي يظهر الناس مع صحة المعنى.
المقدم : لأنه في نظري متلازم.
الشيخ : نعم متلازم.
المقدم : الأخ عبد العزيز من السعودية حياك الله.
السائل : السلام عليكم ورحمة الله . وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته لدي مجموعة أسئلة يا شيخ ما معنى قوله تبارك وتعالى [سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ] {محمد:5} ما علاقة ذلك بمن شمت العاطس؟
السؤال الثاني يا شيخ حول هل ذكر قصة الشخص البار بوالديه والشخص العاق بوالديه في سورة الأحقاف هل هناك دلالة على قصة ذلك حصل أم أن الله سبحانه من ناحية الوعظ والإرشاد وهل قصة صارت أو قصة حدثت حتى نعتبر بها ، هل هي إشارة إلى قصة؟
السؤال الثالث يا شيخ حول قول الله تبارك وتعالى لقد [لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ] {الفتح:18} فأنا أريد يا شيخ أن توضح لنا هذه المسألة يقول البعض أن هناك من الصحابة مؤمنين ومسلمين ولذلك فإن الرضا أنصب على المؤمنين منهم دون المسلمين ولذلك هم فرقوا في الصحابة بين مؤمنين ومسلمين وولى المؤمنين بدليل عندهم وعادوا المسلمين أو انتقدوهم بحجة أمانة البحث العلمي. السؤال هل قولهم هذا في مكانه؟
أما السؤال الأخير يا شيخ في كلمة [عَنِ اليَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ] {ق:17} بحثنا في العلماء كثيراً حول لماذا الله عز وجل أفرد كلمة قعيد ولم يقل كلم قاعدان ما هي هل لاستمرار الترادف فيما يعرف بنهاية الآية أم أن لذلك سبب آخر وشكر الله لكم.
المقدم : نعود لسورة الأحقاف يا دكتور عبد الله الأخ أبو زياد يسأل في سورة الأحقاف الخامسة عشرة أو السادسة عشرة [وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ] {الأحقاف:15} يقول لماذا تحديد بأربعين سنة ما هو السر يا ترى؟
الشيخ: ذكر أهل التفسير أنه كما قال الله عز وجل «بلغ أشده» وأنه قوة الإنسان البدنية والفكرية والعاطفية تكون في هذه السن وأقوى ما تكون وأحسن ما يكون ولا أحسن بعد التمام إلا النقص فتبدأ تنحدر هذه الأمور وفي هذه ؟؟؟؟ يبعث الأنبياء وهذه من الأسباب أنه لما بلغوا أشدهم كلفوا بهذه المهمة لما يكون فيها من شدة وجهة على الإنسان.
المقدم : أيضاً يسأل في الآية السابعة عشر [وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ القُرُونُ مِنْ قَبْلِي] {الأحقاف:17} يسأل الأخ أبو زياد يقول المقصود فيها عبد الرحمن بن أبي دكر .
الشيخ : لا طبعاً هذه المسألة ذكرت قديماً في عهد الصحابة ورد عليها الصحابة فأن أحيله إلى ما قالته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أما الكلام حول أبي دكر كثير.
المقدم : هو لو تذكر القصة يذكرون أن معاوية أراد أن يأخذ البيعة لابنه يزيد فأرسل مروان فأرسله إلى الناس لأخذ البيعة وقال إنه رأى أن يستخلف يزيد فرفض عبد الرحمن بن أبي دكر وقال لا نبايع يزيد لأنه نرى أنه لا جدير بالخلافة فقال مروان وأشاع وقال أنت الذي نزل فيك قوله تعالى [وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا] {الأحقاف:17} بلغ عائشة رضي الله عنها أخت عبد الرحمن وزوجة النبي قالت كذب فلان ما نزلت في عبد الرحمن ولو شئت لذكرت وسميت من نزلت فيه فلعل هذا يكون جواب للأخ الذي سأل .
الأخ عبد العزيز هل هي قصة حقيقة أم هي مجرد مَثَل .
طيب زياد سأل سؤال في الآية 31 وقال الآية تقول [قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ] {الأحقاف:30} يقول لماذا قالوا من بعد موسى ولم يقل من بعد عيسى لأنه أقرب إلى النبي من موسى هل من توجيه.
الشيخ : رغم أن الإنجيل أتى بعد التوراة إلا أن فيه كثير من الإنجيل فلذلك ذكر الأصل هنا.
المقدم : وحتى يا دكتور عبد الله كمال قال الله في صفة عيسى ويعلمه التوراة والإنجيل لأنها كتاب واحد عنده.
الأخ عبد العزيز سأل عدة أسئلة في سورة محمد في قوله تعالى [سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ] {محمد:5} يقول ما معنى سيهديهم وما تحميد ذلك للعطاس إذا قال يرحمك الله قال يهديكم الله ويصلح بالكم؟
الشيخ : سيهديهم ويصلح بالهم يعني الهداية التي ذكرنا هداية التوفيق للعمل الصالح الذي أدخلهم الجنة؛ سيهديهم ويصلح بالهم يعني صلاح البال لهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم؛ عرفها لهم هذا بيان معناه ... أما علاقة العاطس فالتشابيه في الألفاظ في الكتاب والسنة لا يعني أنها المقصود هنا وهنا فالدعاء للعاطس بالمغفرة وأن الله يهديه ويصلح بالكم هذا دعاء بالخير جميل.
المقدم : قد لا يكون صلة. أيضاً سأل في قوله تعالى [وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا] {الأحقاف:15} وقال [وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا] {الأحقاف:17} قصة البار والعاق ما دلالتهما هل هما قصتان حقيقتان أم أنه مجرد مثل ضربه للعظة والعبرة؟
الشيخ : ذكرنا شيء من هذا وبينت أنت القصة في ذلك ولكن هذا والله أعلم أن الأمثال ضربت للاتعاظ وعندما قلنا عمود السورة بهذا الموضوع يتبين هنا بنفس المساق.
المقدم : يسأل سؤال في سورة «ق».
الشيخ: سؤال المؤمنين مهم لأنه يبدو لي أن الأخ يتكلم عن بعض الكتاب الآن المعاصرين الذين يريدون التفريق.
المقدم : [لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ] {الفتح:18} ؟
الشيخ: وصف المؤمنين هنا وصفهم بالرضا هم الذين بايعوا تحت الشجرة يعني هذا وصف لحال الذين بايعوا تحت الشجرة وليس دلالة على أنه لم يرض عن غيرهم هذا بعيد جداً ولا يفهم من هذا السياق المفهوم الذي ذكره الأخ عبد العزيز أنه لم يرض عن المسلمين أو رضي عن بعض المسلمين لا ليس هذا إنما الآية تتحدث عن الذي بايع تحت الشجرة وأنه قد إذن ليس فيه دلالة على أنه لم يرضى عن غيرهم أو شيء من هذا.
المقدم : نريد معرفة بيعة الشجرة وبيعة الرضوان لهذه الآية؟
الشيخ : وأما من يقول أن من الصحابة مرضى عنهم وغير مرضى عنهم فهذا نسأل الله العفو والعافية زيغ في القلوب نسأل الله أن يهدي الجميع.
المقدم : اللهم آمين
المقدم : الأغراض في سورة الفتح يا دكتور عبد الله لو تبين للأخوة المشاهدين تسمية هذه السورة ومتى نزلت ولكن قبل أن نأخذ هذا تأذن لي أن آخذ اتصال من الأخت أم محمد.
السائلة : السلام عليكم .
المقدم : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائلة : في قوله تعالى [.... يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ] {هود:118-119} السؤال هل خلقهم للرحمة أم للاختلاف؟
المقدم : جيد هذا في سورة هود.
السائلة : نعم.
المقدم : طيب شكراً لك. تفضل يا دكتور عبد الله سورة الفتح.
الشيخ : سورة الفتح السورة مدنية أيضاً وبين الله عز وجل فيها بشارة المؤمنين بحسن العافية لما توهموا أنه أمراً غير مرضي عند بعضهم وصلح الحديبية وما حدث فيه فبينت السورة أن هذا الأمر فتح من الله عز وجل وبينت السورة أيضاً كرامة النبي وأن الله عز وجل وعده بالنصر كذلك وتكلمت أيضاً في الثناء عن المؤمنين وهذا له علاقة بما ذكره الأخ عبد العزيز وأيضاً تكلمت بعد البيعة التنبيه على من حضر هذه البيعة وأن الله عز وجل وكذلك فضحت الذين خلفوا عنها من الأعراب والمنافقين وأيضاً في السورة نفسها وعد للنبي بفتح أيضاً قريب إن شاء الله أي ذكر في هذه السورة.
المقدم : أيضاً دكتور عبد الله قد يسأل سائل أنت الآن تقول الحديبية وهي نزلت في الحديبية سؤالان: أولاً: الحديبية التي على حدود جدة تقريباً يقال إنها هي المقصودة بالحديبية وأصبح اليوم اسمها الشميسي طيب كيف نقول أنها مدنية وهي نزلت في هذا الموضع من مكة.
الشيخ : كأنك تريد الإشارة إلى ما هو المدني وما هو المكي يعني ذكر من بين الأقوال أن ما نزل في مكة وما جاورها فهو مكي، وما نزل في المدينة وما جاورها فهو مدني ولكن الصواب هو ما رجحه جمهور المفسرين وجمهور من كتب في علوم القرآن أن العبرة بالهجرة بالزمن. فما كان الطريق في الهجرة وما بعد الهجرة فهو مدني وما كان قبل ذلك فهو مكي فبالتالي لو نزلت هذه في المكان الذي ذكرت فهي نزلت بعد هجرة النبي لأن النبي جاء من الحديبية من مكة أصلاً كما تعرف القصة .
المقدم : فتح الله عليك في الحقيقة معنا اتصال ولعل كثير من المشاهدين يسأل لماذا سميت الفتح مادمت في بيعة الحديبية مع أن النبي والمسلمون لم يدخلوا مكة ولم يفتحوها فلماذا سميت فتحاً مبيناً.
الشيخ : الفتح باعتبار ما لحق صلح الحديبية من أمور جعلته يسمى فتح ذكر النبي في قريش وعلو شأنه ثم اتساع دائرة ما حدث في صلح الحديبية بين الأقوام والأعراب المجاورة لقريش.
المقدم : بدءوا يسألون عن الإسلام.
الشيخ : ما هذا النبي الذي ظهر واتباعه يثرون على قريش حتى عقدوا صلحاً معه في السنة .... النبي حدث فيها تأجيل العمرة النبي إلى السنة القابلة دخلت أقوام كثيرة في الإسلام ولذلك سمى فتحاً.
المقدم : سبحان الله سمى فتحاً مبيناً البعض يا دكتور عبد الله يسأل هذا السؤال يظن [إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا] {الفتح:1} أي فتح مكة ويظن أن هذا هو المقصود والمقصود هو ما تفضلت به
استأذنك يا دكتور عبد الله والأخوة المشاهدين في عرض كتاب الحلقة ثم نعود إليكم فانتظرونا والكتاب هو :
«الحجة للقراء السبع»
مؤلف هذا الكتاب العلامة أبو علي الحسن بن عبد الغفار الفارسي المتوفى سنة 377هـ وهذا الكتاب من أهم وأجود كتب توجيه القراءات المحفوظة عن القراء السبعة رحمهم الله تعالى، وعلم توجيه القراءات مهم جداً للمسلم الذي يقرأ القراءات المختلفة للقرآن فيبين مكنى كل قراءة من القراءات السبع المتواترة وقد صدر الكتاب بتحقيق بدر الدين قهوجي وزميله من دار المأمون للتراث في طبعته الثانية بدمشق عام 1423هـ.
المقدم : مرحباً بكم أيها الأخوة المشاهدون مرة أخرى في برنامجكم التفسير المباشر وأكرر الترحيب بفضيلة الشيخ عبد الله حمد المنصور أرحب بك مرة أخرى يا دكتور عبد الله.
الشيخ : حياك الله.
المقدم : وأشكرك على هذا اللقاء وأنا أعرف أنك متعب وأعتذر للأخوة المشاهدين الدكتور عبد الله كان مريضاً ولا يزال إلا أنه تحمل هذا وجاء معنا في هذا اللقاء أسال الله أن يتقبل منك؛ اللام يا دكتور عبد الله في أول السورة [إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ] {الفتح:1-2} ما هو نوع اللام «ليغفر»؟
الشيخ : ذكر أهل التفسير ما بين قائل أنها لام العلة وما بين قائل أنها لام الصيرورة والحقيقة.
المقدم : التي يسمونها العاقبة.
الشيخ : نعم، ولتأثير العقدي اتجاه في هذه المسميات.
المقدم : كيف؟
الشيخ : الأشاعرة لا يرون تعليل فعل الله عز وجل فلذلك يسمونها لام الصيرورة خروجاً أنها تعللت أفعال الله عز وجل وغيرهم من المفسرين يسمونها لام العلة ولكن هناك أيضاً يتعلق باللام مبحث آخر. اللام هنا إذا قلنا للعلة الغائبة بمعنى أن الفتح ترتيب عليه المغفرة وإتمام النعمة والهداية للصراط المستقيم والنصر العزيز كلها مرتبة على هذا المعنى أم أنه رد كفى واحد منها حتى تتحقق العلة فجهود المفسرين أي أن كل هذه الأمور إلا ردعه تحققت وأنها فعلاً عله غائبة هذا متن الإشارة بالنبي .
المقدم : في أول سورة الفتح في الآية الرابعة والآية السابعة في قوله سبحانه وتعالى في الآية الرابعة [هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ] {الفتح:4} ثم ختمها فقال [وَللهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا] ثم قال في الآية السابعة [وَللهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا] {الفتح:7} فقال بالأولى عليماً حكيماً وقال بالثانية «عزيزاً حكيماً» فما وجه التكرار والتغاير؟
الشيخ : نعم، هناك في الآية الرابعة [هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَللهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا] {الفتح:4} المناسبة هنا للعلم بينما في الآية السابعة كان قبلها [وَيُعَذِّبَ المُنَافِقِينَ وَالمُنَافِقَاتِ وَالمُشْرِكِينَ وَالمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * وَللهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا] {الفتح 6-7} هنا المناسبة ذكر العزة لما ورد في التهديد للمشركين والمنافقين أيضاً لأن فيها تغريب المنافقين والمنافقات والمشركين فمناسبة لذكر العزة مع أن نفس السياق ولله جنود السموات والأرض فهنا ذكر العلم لخاصة الله عز وجل بأنه المدبر للكون كله سبحانه وتعالى فمناسبة ذكر العلم.
المقدم : معنا الأخ مصطفى من الجزائر.
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : أريد الشيخ يعطينا الفائدة في سورة الحجرات هذا أولاً وهل يفيد المناسبة التي يقول فيها [قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ] {الحجرات:17} على يعطينا بعض الفوائد شيخنا من فضلك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم : انظر هذا يدعو لك من الجزائر هذا أيضاً سؤال وهذا من الجوال في الآية الخامسة من سورة الفتح يقول الله سبحانه وتعالى [لِيُدْخِلَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا] {الفتح:5} ثم قال [وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ] ويكفر عنهم سيئاتهم طيب يقول لماذا أخر تكفير السيئات وقدم دخول الجنة مع أنه لا يدخل الجنة إلا بعد تكفير السيئات هل هناك حكمة؟
الشيخ : ذكر استفاد من هذا بعض أهل العلم وخاصة من يكتب من السلوك أن الأحسن عند البشارة أن تبشر بالأمر الأعظم ثم بتفاصيل ولله المثل الأعلى عندما رآني أحدهم فتقول له أبشرك لقد نجحت يقول يقع السؤال بعد ذلك الحمد لله ويفرح فرحاً شديداً ثم يبدأ بتفسير ذهبت للأستاذ الفلاني وأخبرني أنك نجحت في كذا ولو أنك بدأت بالعكس وقال لي نجحت في مادة الرياضيات ثم ذهبت للأستاذ الفلاني ونجحت في كذا ثم تقول له في الأخير فلهذا تكون نجحت يعني يكون وقعها أقل هذه فائدة من الفوائد التي ذكرها ولكن والله أعلم أن ذكر دخول الجنة ثم ذكر تكفير السيئات هو أمر حقيقي بمعنى أنهم بعد دخولهم الجنة ومن تمام نعمة الله عز وجل ألا يذكرهم بالمعاصي التي كانوا يفعلونها ويسترها عنهم ستراً تاماً وهذا من فضل الله عز وجل ومن تمام فرحتهم به وإذا تأمل الواحد يسال الله أن يكون من أهل الجنة والتصوير هذا بمعنى ينسى حتى المعاصي حتى لا يقع في نفس الإنسان ويقول رحمني الله عز وجل وأنا الذي فعلت وفعلت فيدخل شيء من الضيق لا أنت حتى نسيتها كلها.
المقدم : وهذا معنى التفكير في اللغة.
الشيخ : وهذا يوافقه في اللغة والمعنيين والله أعلم.
المقدم : جميل جداً، نعود لأسئلة الأخوة المشاهدين الأخ عبد العزيز في قوله تعالى في سورة «ق» قال [إِذْ يَتَلَقَّى المُتَلَقِّيَانِ عَنِ اليَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ] {ق:17} يقول لماذا لم يقل عن اليمين وعن الشمال قعيدان هكذا يقول هناك معنى آخر ولماذا لم يقل عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد لماذا قال عن اليمين وعن الشمال قعيد هذا التوجيه والأسلوب في اللغة كونه مراعاة في الفاصلة؟
الشيخ : قد يقال مراعاة الفاصلة لم يقل قعيد ولكن قعيد هنا تشمل الملكين كليهما هذا من الظاهر والله أعلم.
المقدم : هذا أسلوب متكرر في القرآن يكون أحد المعطوفين على الآخر
الأخت أم محمد سألت سؤال في سورة هود [وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ] {هود:118-119} تقول لماذا خلقهم للاختلاف أم لماذا؟
الشيخ : الاختلاف من سنة البشر والمخلوقات ، الاختلاف بينها قائم حتى في الأمور العادية اللباس والطعام والأكل حتى في الأمور الاعتقادية وغيرها ولكن الاختلاف يرى في ذلك يعني يقال حديث «اختلاف أمتي رحمة» والاختلاف غير مرغوب فيه شرعاً حتى لو قبل واستسيغ إلا أنه غير مقبول شرعاً فلذلك لا يفهم من هذه الآية أن العباد مخلوقون للاختلاف فإنه حكاية أن الاختلاف فيقع بين العباد وليس هناك ذكر أو ترغيب لاختلاف بأي وجه والله أعلم.
المقدم : الأخ مصطفى سأل سؤال في سورة الحجرات أولاً يقول ما المقصود بالحجرات؟
الشيخ : حجرات النبي ذكرت في بداية الأحقاف أن السورة قد تسمى بأمر بارز فيها ولو استعرضنا كثير من سور القرآن لتبين لك هذا الأمر وهذه السورة ذكر فيها لأنه الحدث فيها عند حجرات النبي قصة لعلنا نصل إليها إن شاء الله تعالى الأعراب الذين كانوا ينادون النبي .
المقدم : ليتك تذكرها الآن سبب نزول هذه الآيات في هذه السورة.
الشيخ : عندما قدم بعض الأعراب إلى النبي وذكر أنهم كانوا يرفعون صوتهم عند الرسول ويقول يا محمد يا محمد أخرج علينا يريدون محادثة النبي فكان هذا الأمر حدث في حجرات النبي فبعض الروايات كانوا يقولون جفاء وغلظة قد يقول قائلهم يا محمد أخرج إلينا إنني مد هي زين وذمي شين فهذه ساء الأدب بالنبي والسورة كما ذكر تسمى سورة الأدب في الأخلاق وفيها ترقى عجيب مع النفس ثم بين المسلم والمسلم ثم بين الجماعة المسلمة ثم حتى بين الناس [يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ] {الحجرات:13} فالسورة فيها ترقي عجيب ثم إنه أيضاً [وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {الحجرات:5} يعني ليس أي خروج ولو خرج النبي يريد الصلاة ؟؟؟؟؟ أنهم كانوا يتأدبون وينتظرون حتى يخرج إليه يعني ليس وفي هذا أدب حتى مع طلبة العلم عندما يكون هناك انزعاج وضغط على بعض العلماء.
المقدم : الأخلاق والآداب مليئة بهذه السورة كما تفضلتم كثيرة استأذنك يا دكتور عبد الله في اتصال من الأخت أم ماجد من لندن تفضلي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لو سمحت لي أريد أن أسأل عن الآية [سَيَقُولُ لَكَ المُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا] {الفتح:11} ما المقصود بهذه الآية ومن هم المخلفون؟
المقدم : الأخ مصطفى سأل في سورة الحجرات [يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ] {الحجرات:17} يقول ما معنى هذه الآية؟
الشيخ : يعني المن على الله بالعمل الصالح ليس من هدى المؤمنين ولا من أدبهم والله عز وجل هو الذي من عليك بإيمانك وإسلامك وعملك الصالح بعد الإيمان حتى في معرفتك كأنك صالح كلها منَّ من الله عز وجل فكيف تمن على الله عز وجل وتقول أنا وأنا.
المقدم : جميل نأخذ الأخ المتصل الأخ أبو أحمد من السعودية تفضل يا أبو أحمد.
السائل : السلام عليكم ورحمة الله .... في سورة محمد المعروف يا شيخ أن النبي أرسل رحمة للعالمين وهذه السورة سميت بسورة محمد وهي كلها في القتال [إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الوَثَاقَ] {محمد:4} ثم بعد هذه السورة تأتي السورة في آخرها [مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ] {الفتح:29} يعني يذكر رحمة المسلمين وهي الرحمة التي افتدوا بها من نبيهم فما دلالة هذا أن تكون السورة باسم النبي وفيها هذه القوة وفيها هذه الشدة ثم أيضاً في اللهو واللعب يا شيخ في سورة محمد أيضاً في قوله تعالى لعب ولهو نلاحظ اللهو واللعب تكون في القرآن أربع أو ست مرات في العنكبوت تقدم اللهو قبل اللعب في الأعراف تقدم اللهو قبل اللعب في الأنعام تقدم اللعب قبل اللهو هل لهذا دلالة وجزاكم الله خيراً؟
المقدم : سؤال الأخت أم ماجد يا دكتور عبد الله [سَيَقُولُ لَكَ المُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا] {الفتح:11} تقول ما المقصود بهذه الآية؟ من هم هؤلاء المخلفون؟
الشيخ : بعض من كان مع النبي في المدينة وتخلفوا في الخروج مع النبي لصلح الحديبية والتخلف هنا بمعنى التأخر عن الرسول.
المقدم : لأن بعض يشكل عليهم يقول المخلفون في سورة الفتح المقصود بها الذي تخلف عن القتال وأنتم تقولون في سورة التوبة وعلى الثلاثة الذين خلفوا ثم تفسرون بأنه أرجئ أمرهم وأمر توبتهم وليس المقصود الذين تخلفوا عن القتال فيقع الإشكال هنا ... يعني جميل الأخ أبو أحمد يقول في قوله تعالى [مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ] {الفتح:29} في آخرها ودلالة تسمية محمد مع أن كلها في القتال حتى أنها تسمى سورة القتال هل هناك علة برأيك؟
الشيخ : اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد الرسول ما أرسل إلا رحمة للعالمين وهذه الرحمة عامة وشاملة للمؤمنين وغير المؤمنين ولذلك المتأمل حتى في أحكام القتال وأحكام الجهاد يجد فيها رحمة فليس المقصود هو قص الرقاب وقطع الأعناق وإنما المقصود هو نشر توحيد الله عز وجل هذا أولاً ثم هداية الناس لهذا الدين الحنيف الذي جاء متمم لرسالات قبله وعندما تتأمل حقيقة التأمل تجد أن في الإسلام المن والفداء وتعليم الأسرى إذا علموا المؤمنين إيمانهم أن يطلقهم لو أردت أن أعدد لك ما في الجهاد من رحمة لما وسعنا هذا المقام وبودي أن يتطرق المؤلفون المعاصرون أو الكتاب المعاصرون لهذه الرؤية بدلاً من الدندنة حول الجهاد والغاية هي الجهاد وما أشبه ذلك أن يظهروا آيات الجهاد على معناها الحقيقي وأن يحيوا فيها هذه المعاني اللطيفة التي فيها رحمة للعباد فنحن عندما نفتح البلاد وهذا أمر بعيد عن واقعنا المعاصر نسأل الله أن يعيد للأمة مكانتها عندما نفتح البلاد لا نجبر أحداً على الدخول في الإسلام [لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ] {البقرة:256} وإنما نريد أن نجعل هذه الأرض موحدة لله عز وجل حتى على دينكم أنتم يا أيها النصارى دين الصحيح الأول فنحن لا نأتي بشيء جديد وعلى من يهزم في هذه النقاط أن يتذكر أمر مهماً أمر لا يدبر مع تفكيره دائماً أننا عندما نتكلم عن أحكام الشريعة نحن لا نتكلم عن أحكام صنعناها نحن. نحن نتكلم عن أحكام وضعها الله عز وجل فلذلك لا عيب يلحقنا في أحكام الله عز وجل لأن إذا أردتم أيها الكفار أن تعيبوا أحداً ولا تتكلموا على أحداً افتحوا القرآن وتكلموا في القرآن وناقشونا في القرآن ونحن نبين لكم في القرآن أما أن تقول لي لماذا شرع الجهاد؟ لا يا أخي لا تقل لي هذا قل لي لماذا تنفذ الجهاد أقول لك أنا أنفذ أوامر الله عز وجل.
المقدم : جميل والحقيقة يا دكتور أحكام الجهاد وما في سورة محمد حديث طويل وأيضاً الحديث عن سورة الحجرات حديث طويل انتهى وقتنا في هذه الحلقة يا دكتور عبد الله لا يسعني أيها الأخوة المشاهدون في نهاية هذا اللقاء أن نشكر الله سبحانه وتعالى ثم أشكر ضيف هذا البرنامج فضيلة الشيخ عبد الله المنصور الباحث في الدراسات القرآنية وأشكركم أيضاً على متابعتكم وصبركم معنا في هذه الحلقات أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم وأن يجعلها لكم نافعة في تدبر القرآن وفي فهمه نستودعكم الله حتى نلقاكم غداً بإذن الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،