بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. أهلا ومرحبا بكم في برنامجكم التفسير المباشر واليوم سنتناول بإذن الله الجزء التاسع من القرآن الكريم وهو يبدأ من الآية 88 من سورة الأعراف وينتهي عند الآية 140 من الأنفال ومن أبرز الموضوعات في هذا الجزء هي:
1- تفصيل قصة موسى عليه السلام مع فرعون وما فيها من عبر وعظات.
2- عاقبة بني إسرائيل نتيجة عصيانهم وتمردهم.
3- ختمت سورة الأعراف بالتوحيد .
4- الحديث عن غنائم الحرب وكيفية تقسيمها.
5- تفاصيل غزوة بدر وكيف نصر الله المؤمنين
6- الأمر بالاستجابة لله ورسوله.
في هذه الحلقة أحب أن أرحب بأخي العزيز فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن محمد البربري الأستاذ المساعد بجامعة القصيم والمتخصص في التفسيرات القرآنية والمشرف على ملتقى أهل التفسير على الإنترنت فحياك الله يا أبا خالد.
الشيخ: الله يحييك شيخ عبد الرحمن ومرحباً بكم وبك والسادة المشاهدين
المقدم: في الحقيقة شيخ أحمد الجزء التاسع ابتدأ بقصة موسى عليه السلام بعد أن انتهى الجزء الذي قبله من ذكر الأنبياء عليهم السلام جميعاً نوح، صالح، هود، شعيب ثم جاء تفصيل قصة موسى عليه السلام وبين قصة شعيب عليه السلام وقصة موسى عليه السلام وردت آيات عظيمة منها قوله تعالى :" ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض لكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون". أريد قبل أن ندخل في هذه الحلقة يا أبا خالد أن نتحدث عن هذه الآية العظيمة وحتى تأتينا بعض الاتصالات من الأخوة المشاهدين.
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا إنك أنت العليم الحكيم وكما تفضلت أخي المبارك فإن القرآن الكريم قد قص قصص خمسة من أنبياءه وهم على التوالي نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام وما حل بأقوامهم بعد ما كذبوا برسلهم ثم سرد قصة موسى عليه السلام وهي قصة طويلة وهي في سورة الأعراف أطول قصة لموسى عليه السلام وهذه القصة كما تعلم ويعلم المشاهدون أنها من أكثر قصص القرآن تكرار فهي تأتي طويلة ومرة تأتي قصيرة وذلك لأنها تمثل فيها الصراع بين الحق والباطل وبالتالي فقبل أن تبدأ هذه القصة الطويلة ربما يغيب عن الذهن السنة الإلهية. لذلك أتى هذا المقطع فاصلاً بين قصص الأنبياء الخمسة وبين قصة موسى عليه السلام لبيان السنة الإلهية الكونية التي أرادها عز وجل لعمارة هذه الأرض فقال سبحانه وتعالى :" وما أرسلنا في قرية من نبي" ما أرسلنا لأن الله تبارك وتعالى قال : " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً" وقال :" وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء" فالبأساء هي الأمراض في الأبدان والضراء هو الفقر والحاجة لماذا؟ هل هو انتقام هل هو تشفي
لعلهم يضرعون أي يرجعون يعودون إلى الله عز وجل. فهل نفع معهم هذا ؟
إذا يحل عليهم العذاب وتأتي الآية الأخرى:" ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة" إذن هؤلاء لا يفيدهم لا بأساء ولا ضراء ولا تبديل السيئة الحسنة من أموال وأولاد وغيرها من النعم فكانت النتيجة فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون" وعبر بالفاء دلالة على سرعة العذاب بغتة بدون مقدمات ثم بين الله عز وجل أنه كان الأولى بهم أن يؤمنوا ويتقوا والله سبحانه غني عنهم كما في الحديث القدسي " يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك من ملكي شيئا وإنما أراد الله لهم الخير ولذلك قال :" ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون" النتيجة " أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون" " أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون" أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون".
المقدم: الله أكبر في الحقيقة يا دكتور أحمد عندما نتحدث عن هذه الآيات التي تدل على استئصال الأمم المكذبة والمتمردة والعاصية وبصراحة عندما يحضرني الآن بعض الغرق الذي أصاب بعض الدول الإسلامية أو الزلال فيتبادر إلى ذهني مثل هذه الآيات :" فأخذناهم بعثة" وإلى شدة إنعام الله سبحانه وتعالى وشدة سطوته إذا نتعلم من العصاة. والآن لدينا اتصال يا أبا خالد يسأل فيه السائل عن ماشطة فرعون هل هي زوجة فرعون أم لا؟
الشيخ: نكمل فقط ثم قال الله عز وجل :" أو لم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها" أو لم يبين لمثل هؤلاء الذين أوتوا بعد هؤلاء المهلكين الأرض معمورة أو لم يهد لهم ويتبين أن لو نشاء أخذناهم بذنوبهم إذا لماذا لا يتعظون بالذي حصل للذين من قبلهم لماذا لا يعودون إلى الله عز وجل لماذا لا يأخذون العظة والعبرة منهم وقد قصصنا عليهم قصصهم فقال تعالى :" أو لم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون تلك القرى نقص عليك " يا محمد" من أنبائها وقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين وما وجدنا لأكثرهم من عهد وأن وجدنا أكثرهم لفاسقين ".
المقدم: العجيب حتى ينتبه الأخوة المشاهدين أن سورة الأعراف سورة مكية وهذه القصص نزلت على النبي صلي الله عليه وسلم وهو في أمس الحاجة إلى ما يثبته عليه الصلاة والسلام فجاءت هذه القصص لتبين له كيف كذب الأنبياء وكيف عانوا من قومهم ثم جاءت قصة موسى وفيها صراع كامل بين الحق والباطل وفيها أكبر عبرة للنبي صلي الله عليه وسلم قبل أن نبدأ نريد أن نأخذ هذا السؤال من المتصل من السعودية يسأل عن أن ما يحدث في العالم من زلازل وفيضانات وكوارث إذا حدثت في بلاد غير المسلمين قيل عنها انتقام لكن عندما تحدث في بلاد المسلمين فلا يتحدث عنها أحد فأرجوا التوجيه جزاكم الله خيراً.
الأخ المتصل الأول كان يسأل عن ماشطة فرعون من هي؟ وهل أولادها هم أولاد فرعون؟
الشيخ: كثير من الأخوة يهتمون بما أبهم في القرآن المبهمات في القرآن تنقسم إلى قسمين مبهم مبين في القرآن وسنة رسول صلى الله عليه وسلم فهذا نبينه كما بينه الله سبحانه وتعالى وكما بينة النبي صلى الله عليه وسلم أما المبهمات التي أهملها القرآن كما ذكر السائل ماشطة فرعون وغيرها فهي ليست ذو قيمة لتذكر في القصة حتى لابد أن نبينها فالقصص المراد بها أخذ العظة والعبرة دون الدخول في تفاصيلها ولكن لو ذكر ذلك في كتاب الله أو السنة فإننا نبينه ولا أعرف عن ماشطة فرعون وهل لها أولاد أو شيء أنا لا أعلم.
المقدم: إذن فالمبهمات هي الشخصيات التي ذكرت في القرآن ولم تذكر أعيانها كالرجل الذي جاء من أقصى المدينة لأنه قد يصعب على المشاهد معرفة ما هي المهمات
الشيخ: المبهمات مثل الأوصاف التي لم تذكر في القرآن مثل الشجرة التي أكل منها آدم عليه السلام أو البقرة التي ذبحوها فلم يذكر أي ضلع منها الذي ضربوا به الميت والرجل الذي جاء من أقصى المدينة.
المقدم: من العجيب أيضا ونريد أن نبين للأخ سعود السائل أيضا أن ابن عباس أراد أن يعرف من هم الزوجتان اللتان تظاهرتا فسأل عمر رضي الله عنه فقال هما :" عائشة وحفصة" فالصحابة كانوا يتتبعون ذلك ولكن الأصل عدم تتبع المبهمات وذلك لأنه ليس منها فائدة.
الشيخ: الذي أقصده هنا أن أغلب هذه الأشياء تكون من قبل الإسرائيليات التي لا تصدق ولا تكذب.
المقدم: الأخ المتصل الثاني ينبه على قضية الزلازل والكوارث التي تصيب العالم اليوم فيقول بعضنا الدعاة والوعاظ ربما إذا وقعت كارثة في أمريكا أو في بلاد غير المسلمين يقول هذا انتقام من الله وإذا وقعت في بلادنا سكتنا.
الشيخ: ولماذا نسكت لا أظن أنه يدور في ذهن من سكت أن هذا ليس انتقاماً وليس تخويفاً وإنذار فالله عز وجل كما يعاقب الكافر المؤمن فهي إنذار لنا سواء وقع في بلاد المسلمين أو في بلاد الكفار فإذا كان في بلاد المسلمين نتعظم نحن وإن كان في بلاد الكفار فحمد الله سبحانه وتعالى أنها وقعت في غيرنا.
المقدم: لدينا اتصال من السعودية تسأل فيه السائلة تسأل عن " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض" تقول لو ننبه الناس إلى قضية الغلاء الذي يعيشه المسلم والناس اليوم؟ ولديها سؤالان آخران
الشيخ: ما دام أن الأخت السائلة تسألك أكثر من سؤال أريد أن أنبه على قضية عبد الرحمن وهو مثل هذه الجلسة هي جلسة حوارية وأنت لست مذيع بل مشارك في قضية الإجابة فلعلي أتقاسم الإجابة أنا وأنت فأنا أجيب على هذا السؤال وأنت على السؤال التالي.
المقدم: جزاك الله خيراًُ والسادة المشاهدين ينظرون إلى المقدم وإذا تدخلت أحياناً في السؤال يحسبوني ملقوف
الشيخ: لا ولكن القضية أنه إذا كنت أنا أجيب وأنت تجيب جعلنا هناك جو من المتعة وأتوقع أن بعض المشاهدين يريدون رأيك على وجه الخصوص لاشك أن التعبير القرآني دقيق جداً لذلك قال :" ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء" ما قال أنزلنا ولا أنبتنا لأن البركة إذا حلت ولو كانت في الشيء القليل نفع الله عز وجل به وقد ينزل المطر على أرض لا ينتفع بها وقد ينبت به نبات لا يستفاد منه كأن يكون مثلاً لا يؤكل ولذلك كان التعبير القرآني ببركات من السماء و الأرض فلا شك أن ما نشاهده من الغلاء هو ابتلاء من الله تبارك وتعالى. ونسأل الله عز وجل أن يرخص أسعار المسلمين فإن المسلمين اليوم إلي حاجة ماسة إلي الرحمة بهم والرأفة بهم من التجار إذا كانوا ينسبون هذا الغلاء إلى الدولة فنحن لا دخل لنا ولكن ندعو الله سبحانه.
المقدم: أيضا لو ننبه الناس لقضية الذنوب والمعاصي والتوبة منها. أيضا سألت سؤال آخر
الشيخ: ذكرني أيضا بوصية مهمة وهو قوله تعالى :" وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون" فأنا أنصح نفسي والإخوة بالإكثار من الاستغفار لأن غلاء الأسعار عذاب.
المقدم: نسأل سؤال آخر عن الآية الرابعة والعشرين في سورة الأنفال وهي قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم وأعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون" تقول ما معنى يحول بين المرء وقلبه؟
نقول بين المرء وبين الهداية فلا يهتدي فكثير من الناس يحضروا الآن الجمعة من الذي يستفيد؟ قلة فهذا مثال حاضر فهو سمع من هنا وخرجت من هنا دون إفادة هذا معناه.
أيضا إذا أذنت لي أبا خالد فهناك أيضا قوله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم" ثم عقب فقال :" واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه" كأنه يفهم يا دكتور والله أعلم أن الذين لا يستجيبون لله وللرسول قد يبتلون بأن يحال بينهم وبين التوبة أو الاستجابة فيقعوا في مثل ما قال الله :" سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق" وكذلك كما قال الله تعالى في موضع آخر :" وحيل بينهم وبين ما يشتهون" فأحيانا الواحد منا مع كثرة إعراضه أن هذا من السنة فيعرض عنه أو هذا واجب فيتركه فهذا يسمي إعراض عما أمر الله ورسوله فقد يبتلى بأن يحول الله بينه وبين قلبه فلا يستطيع أن يتوب وأنا أجد الآن يا دكتور أن هناك أناس أصحاب مليارات وله تجارات هنا وهناك ولكنه لا يوفق لعمل الخير وأنا أقول والله أعلم أن هذه عقوبة من العقوبات التي يعاقبه الله بها أمام الناس جزاء لاستكباره في الأرض.
الشيخ: نعم فالمهتدي أو الناصح أو الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يأمر الإنسان ويذكره ويخوفه بالآيات يظن أنه مباشرة سوف يستجيب وقد يستمع ولا يستفيد ولكن من وفر في قلبه الإيمان وشعر بقيمة هذه الآيات يستغرب كيف هذا لا يستجيب فهذا هو الذي أحال الله بينه وبين الهداية وهو لا يشعر بهذا وهذه مصيبة.
المقدم: لدينا اتصال من السعودية ويسأل السائل عن قوله تعالى :" يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول. فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم" أرجو التنبيه على قضية الإصلاح بين الناس؟
السؤال الثالث من أسئلة السائلة أيضا كان في سورة الأنفال ولكن لدي سؤال في الحقيقة يتعلق بسورة الأعراف في آية سميت أشد آية على العلماء نريد أن نعرف ما هي هذه الآية ولماذا سميت بذلك.
الشيخ: الآية هي قول الله تبارك وتعالى :" وائل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاويين" ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض وأتبع هواه" والذي سمى هذه الآية أشد آية على العلماء هو عطاء رضي الله عنه من التابعين نتيجة ما حذر الله عز وجل وبين في مثال من نقض العهد في قوله تعالى :" وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم.. الخ" أتى بعد هذه الآيات واتل عليهم نبأ الذي أتيناه آياتنا كمثال لمن نقض العهد هذا الرجل أعطاه الله آياته فانسلخ منها واتبع الشيطان فأصبح من الغاويين ولو شاء لرفعه الله عز وجل بهذه الآيات لكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث أشد مثال شبه به آخذ آيات الله فكثير من الناس يحمل القرآن والعلم ولكنه أعرض عنه ولم يستجب لله ولا لرسوله فشبهه الله بأخس الحيوانات وهو الكلب فهذا الرجل إنما ترك الآيات لإتباع الهوى فمثله كالكلب ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتذكرون.
المقدم: إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ما معناها؟
الشيخ: يعني أنه لا يفيد فيه ذلك الرجل يحمل الآيات ولا يعمل بها وقد أخطأ من قال أنه معه النبوة الصحيح أنه ليس معه نبوة وهناك أثر عن مجاهد ولكنه غير صحيح عن مجاهد لأن من أعطي النبوة فقد عصم وهذا الرجل قد ضل وهو من قوم موسى عليه السلام ومنهم من قال أنه أبي بين السلك الذي كان في عهد النبي صلى الله عيه وسلم ومن قال هذا القول يقصد أنه يدخل في هذه الآية ولكن ليس المقصود بها ذلك
المقدم: هناك اتصال وسؤال من السائل يسأل عن الدعاء المأثور اللهم أني أسألك النظر إلى وجهك الكريم من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة" لماذا هذا الدعاء يقترن بالاستعاذة من الضراء" كما أرجو أن تكون قناتكم هذه أول قنان تتبني فكرة وضع تليفون يمكن المتابع من متابعة البرامج وهكذا؟
معنا اتصال آخر يسأل فيه السائل ويوجه بعض المشاهدين بأن يقرأ مثلا جزءاً من القرآن ثم يتابع البرنامج لتعم بذلك فائدته" للأسف انقطع الاتصال
سؤال آخر من متصل آخر وهو يطلب من الشيخ أحمد أن يتحدث عن الشيخ بن عثمان وطريقته في التفسير أو شيء من وجهة تفسير الشيخ أو كتب لتفسير الشيخ فلو يتحفنا بذلك جزاه الله خيراً.
نعود يا دكتور للحديث عن الآية التي هي أشد أية على العلماء في الحقيقة الإنسان يسأل الله عز وجل أن يلطف بنا وبالسادة المشاهدين من هذا المثل الذي ضربه الله للعالم الذي نكث وباع الحياة الدنيا بالآخرة" فإن تحمل عليه كالكلب والمراد هنا إنك إذا طردت الكلب فهو يلهث وإن لم تطرده فهو يلهث حتى لا يظن البعض أن معنى أن تحمل تضع عليه الأحمال يحملها.
هنا اتصال وسؤال جديد من السائل عن قوله تعالى :" خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين" قال ابن القيم عن هذه الآية كلاماً كثيرا فهل نستطيع أن نطبق مثل هذه الآية؟
السؤال الثاني : ما هي العلاقة بين قصة موسى عليه السلام وبين غزوة بدر؟
السؤال الثالث " وإن فريقاً من المسلمين لكارهون" الكره هنا ما معناه؟
كنا نتحدث دكتور أحمد عن الآية التي ذكرتها وهي في الحقيقة تنبيه رائع والتي هي أشد آية على العلماء أرجو أن الإخوة المشاهدين ينتبهون لهذه الآية ويراجعوها أسال الله أن ينفعنا بها فيها ويعدنا بما فيها من الوعيد والمثال الذي هو أشد الأمثلة.
هناك اتصال يسأل فيه السائل في قوله تعالى : في سورة الأعراف :" إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا" الفعل المضارع سينالهم مع أن هذه الأمم ماضية فما المقصود بالتعبير بالفعل المضارع؟
نعود إلى سؤال الأخت السائلة وهي سؤالها الثالث عن مطلع سورة الأنفال يقول الله تعالى :" إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا " نفس التعقيب ذكره الله سبحانه في نهاية السورة في قوله :" والذين هاجروا و جاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا" فنقول ما الرابط بينهما؟
الشيخ: غالباً ما يكون هناك مناسبة بين فاتحة السورة وخاتمتها فهنا في بداية السورة أثنى الله على صفات المؤمنين وفي نهايتها كذلك أثنى على صفات من صفات المؤمنين ثم تهتم بقوله :" أولئك هم المؤمنون حقا" أي صدقاً فالأول الذين إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون وهنا الذين آمنوا وهاجروا فكلها من صفات المؤمنين حقا.
المقدم: يسأل الأخ في السعودية عن قوله " يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم" الأخ يعرف سبب النزول وأنها نزلت في غزوة أحد فيقول أتمنى أن تنبهوا عن الخصومات الموجودة الآن بين المسلمين التي تعالجها مثل هذه الآيات؟
الشيخ: يقول الله عز وجل في آية أخرى " والصلح خيرا" والصلح بعد الخصام مطلب مهم ورمضان فرصة كبيرة للمتخاصمين وكثير من الأسئلة عن نحن خاصمنا فلان وفلان وفي هذا الشهر نريد أن نتصالح وتعود المياه إلى مجاريها وهذا تفكير جيد في رمضان لاشك أنه فرصة للخيرات وكذلك سائر الخيرات ولكن الصلح مطلب في رمضان وفي غيره.
المقدم: وكأنه والله أعلم أن الله ينهى عن الخصومة في هذا الموضع فبعد هذا النصر الذي حققه المسلمون ونصرهم على عدوهم ثم يأتي الخصام على الأنفال يشير والله أعلم إلى أن أغلب الخصومات لا تكون إلا على الدنيا ومتاع الدنيا. بالرغم من أنهم الصحابة على جلالتهم وخاصة أهل بدر أليس كذلك؟
الشيخ: نعم والنبي صلى الله عليه وسلم قال لأهل بدر " اعملوا ما شئتم فإن الله قد غفر لكم".
المقدم: ومع ذلك وقعت منهم الخصومة فهذا عزاء لمن تقع بينهم خصومة أن الصحابة قد وقع منهم ذلك ولكنه توجيه من وجهة في قوله :" وأصلحوا ذات بينكم" حتى يقول بعض المفسرين أن تعريف كلمة ذات البين انفرد به القرآن فلم يكن تعرفه العرب قبل ذلك ومهم في بلاغات القرآن.
• لدينا سؤال دكتور أحمد عن كتابين من كتب التفسير المتداولة ورد هذا السؤال عن طريق الجوال يقول ما رأيكم في كتاب "صفوة التفاسير ودرة التماثيل" للشيخ محمد بن على الصابوني وهذان التفسيران موجودان ومطبوعان فما رأيكم دكتور أحمد في هذين الكتابين.
• لعلك تجيب عن هذا السؤال لأنك سبق وقمت بسرد لكتب التفسير جزاك الله خيراً
المقدم: كتاب "صفوة التفاسير" "ودرة التماثيل" قد جمعها الشيخ الصابوني من عدة كتب أخرى للتفسير وفي الحقيقة أنه أجاد في ترتيبها وجمعها وتبويبها والكتاب نافع جداً لولا ما فيه من التأويلات في باب العقيدة فأنا أقول للذي يقرأ يجب أن تكون طالب علم تفرق وتعرف المواضع التي وقع فيها الشبه في هذا الموضع.
• الأخ المتصل أخر يسأل عن دعاء بعض الناس وإن كان هذا سؤال لعله أخذ من آخر سورة الأعراف لعلهم يضرعون وكذا فيقول "اللهم إني أسالك الشوق إلى لقاءك والنظر إلى وجهك الكريم في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة"
الشيخ: كأنه يقول أن الداعي يقول إني أشتاق إلي لقاء الله ليس من بلاء في ولا من فتنه وقعت وإنما شوقاً إلى لقاءك
المقدم: هناك اتصال من الكويت يسأل من خلاله السائل هل يعتبر عندما أنزل الله الضفادع والدم والطوفان فهل تعتبر هذه من معجزات موسى عليه السلام؟
• من السامري الذي ذكره الله في سورة الأعراف؟
المقدم: نستأذنكم في فاصل نعرف فيه بكتاب من كتبنا فابقوا معنا
"النبأ العظيم " نظرات جديدة في القرآن
• مؤلف هذا الكتاب هو العلامة الدكتور محمد عبد الله دراز رحمه الله المتوفى في عام 1378هـ وهذا الكتاب من أفضل الكتب التي كتبت في عصرنا الحاضر في إعجاز القرآن الكريم ويتميز هذا الكتاب بعدة مميزات منها:
• أسلوب علمي رصين ومنهج مرتب الأفكار بخطوات متئدة متصاعدة.
• سلاسة العبارة وجودة البيان.
• توسط حجم الكتاب بحيث لا يمله القارئ لطوله.
• مخاطبة أبناء هذا الجيل بأسلوب يناسبهم.
• الاهتمام بالوحدة الموضوعية للسور القرآنية.
• الإثبات بالحجة والبرهان أن السورة الواحدة من القرآن إنما هي كالبناء المتماسك لا يمكن أن تنزع من لبنة واحدة دون أن يتداعى ويفسد نظامه.
• وقد تحدث عن تعريف القرآن ومصدره ونفى أن يكون من كلام محمد صلى الله عليه وسلم كما يزعم أعداء الإسلام.
• وقد صدر الكتاب عدة إصدارات من أجود طبعاته طبعة دار طيبة بالرياض عام 1417هـ تحقيق عبد الحميد الدخاخني وهو كتاب قيم جداً ينصح بقراءته عدة مرات للانتفاع به
المقدم: مرحبا بكم أيها الأخوة في برنامجكم التفسير المباشر وكنا قبل الفاصل نجيب على أسئلة الأخوة المتصلين وكان هناك اقتراح من أحد الإخوة بأن تقرأ أرقام الاتصال شفاهاً لأنه يمكن أن يكون هناك أخوة لا يبصرون فنشكر له ذلك لكنها ليست لدي الآن وكذلك أقترح اقتراحاً أخر وهو أن يقرأ القارئ الجزء من القرآن قبل الحلقة تم تسجيل ما يشكل عليه ليعرضه عليها في الحلقة ليستفيد.
• هناك سؤال سئل عن قصة موسى عليه السلام التي ضمت بها في سورة الأعراف وبين غزوة بدر التي افتتح بها في سورة الأنفال؟ هل هناك رابط؟
الشيخ: يظهر لي أن المناسبة بينهما تلك المحاورة التي حصلت بين النبي صلي الله عليه وسلم وبين الصحابة رضي الله عنهم فإن النبي صلي الله عليه وسلم خرج ولم يكن مستعداً للقتال ولذلك لما خرجت العير وخرجت قريش فتقابلوا في بدر فالنبي صلي الله عليه وسلم استشار الصحابة لأنه أراد أن يخرج بهم لأخذ العير فأشار عليه المهاجرون بالقتال ومازال ينتظر فقام سعد بن عباده تنتظرنا يا رسول الله لا نقول لك كما قال قوم موسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون بل نقول اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون.
المقدم: الله ربط جميل هذه لفتة رائعة جدا جزاك الله خيراً
هناك سؤال من متصل أخر عن قوله تعالى :" إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم.... الخ" فيقول لماذا عبر هنا بالفعل المضارع سينالهم وهنا الحديث عن الأمم الماضية
الشيخ: يظهر والله أعلم أن كل من اتخذ عجلاً والعجل يختلف وليس المقصود به العجل الذي اتخذ في الماضي فالآلهة متعددة وما أكثر العجول في هذا الزمان سينالهم غضب من ربهم وذلة على الحياة الدنيا فالعقوبة تجدد كلما تجدد الذنب.
المقدم: الأخ المتصل الآخر من الكويت سأل سؤالين يقول في الأول أن موسى عليه الصلاة والسلام ذكر الله له صور كثيرة في سورة الأعراف "القمل والضفادع والدم والطوفان" هل هذه معجزات لموسى عليه السلام كالعصا واليد؟
الشيخ: نعم هذه من التسع آيات التي من معجزات موسى عليه السلام ولعلنا نبين ما هي : فالقمل هو السوس فكانوا لا يأكلون شيئا إلا وجوده فاسداً الضفادع: معروفة
الجراد: كذلك هو يأكل المحاصيل وقد ذكر بعض المفسرين أنها أنزلت بنفس الزمن يعني أنزل الله سبحانه وتعالى الطوفان ثم الجراد ثم الضفادع ثم الدم والدم معناه أن كل مياهم انقلبت دماً ومع ذلك قصة موسى عليه السلام فيها عظات وعبر رائعة و الأحرى أن نتعظ بها خصوصا في مجال الدعوة سار بهم موسى في طريق رجعوا بل إن السبعين الذين اختارهم موسى عليه السلام عندما خرج بهم ليتوب على بني إسرائيل قالوا :" أرنا لله جهرة" وهؤلاء أحسن الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله وهذا مثال وتسلية للدعاة من الله تبارك وتعالى في هذا المجال الدعوي.
المقدم: يسأل الأخ أيضا عن السامري؟ من هو؟
الشيخ: هو الذي سوى لهم العجل ونقول فيه ما قلنا في قضية المبهمات
المقدم: هناك سؤال عن قوله تعالى :" لم تعظون قوماً الله مهلكم أو معذبهم عذاباً شديداً قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون" هذه حقيقة هو يسأل من معناه دكتور؟
الشيخ: نعم هؤلاء انقسموا إلي ثلاث فرق لما اتخذوا العجل. عفوا لما حدثت قصة السبت وتحايلوا قسم فعلوا وتحايلوا وقسم امتنعوا ووعظوهم وقسم امتنعوا ولم يعظوا بل قالوا :" لم تعظون قوماً الله مهلكم أو معذبهم عذابا شديدا" فردوا قائلين "معذرة إلى ربكم" إقامة الحجة عليهم "معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون" فلما سواها ما ذكروا به الذين ينتهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا" والذين سكتوا سكت عنهم فبين الله عز وجل هنا حال الناهي وحال الفاعلين أن من نهي وعذب من ارتكب المنكر والذين لم يفعلوا ولم ينهى سكت عنهم وقد اختلف المفسرون في حالهم فمن قال إنهم تبع الناجين ومنهم من قال إنهم تبع الهالكين وعكرمة متحمس جداً أنهم من الناجين يقول أنني أقنعت ابن عباس أنهم من الناجين.
المقدم: أيها الأخوة المشاهدون باسمكم جميعاً أشكر الله عز وجل وأشكر ضيفي العزيز الدكتور أحمد البربري ألقاكم بإذن الله غداً في برنامجكم اليومي التفسير المباشر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته