بتـــــاريخ : 7/2/2008 2:37:08 PM
الفــــــــئة
  • الاقتصـــــــــاد
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1941 0


    أعمدة التنمية السبعة

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : جفون القمر | المصدر : www.startimes2.com

    كلمات مفتاحية  :
    اقتصاد

     

    للإسلام رؤية تنموية تنبعث من فلسفته في العلاقة بين الإنسان والكون ومالكهما رب العالمين، وهذه الرؤية تحتاج إلى مجاهدة لاستخراجها من خلال الدرر القيمة المكنونة في الكتاب العزيز، وفي تاريخنا الحضاري اكتشف المسلمون بعضها وعاشوا بها، وما زالت كنوزها تحتاج إلى جهود العلماء الأتقياء؛ لينفضوا عنها ما تراكم حولها من جهالات التصورات وكسل الصالحين.

    والتنمية في الإسلام لها أهداف وعناصر وأعمدة تقوم عليها، كما أن لها ضوابط وآليات تحتاج إلى مزيد من الاجتهادات، والأمن من الجوع والخوف هما العنصران الأساسيان في أهداف التنمية في الإسلام، وحالتا الجوع والخوف هما المقابلتان لحالتي "الترف والغفلة"، والإسلام بلا شك يكرهما ويعتبرهما أصل الداء في كل مجتمع.

    سبعة ملامح للتنمية

    والتنمية في الإسلام تتكون من سبعة عناصر أساسية تحدد ملامحها، وهي: القصد أو الهدف – الوظيفة – الحجم – الجمال – القدرة التعليمية والتدريبية – الامتداد الزماني – الامتداد المكاني.

    1 – القصد:

    كل سعي في الحياة ينبغي أن يكون قاصدًا، فالله – سبحانه وتعالى - يقول: "وَاقْصِدْ فِيْ مَشْيِكَ"، أي اجعل لمشيك قصدًا وهدفًا، والمشي في الحياة هو السعي فيها. أما تحديد القصد الذي ينبغي على الإنسان أن ينضبط به فهو القصد الذي حدده الله تبارك وتعالى: "وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيْلِ".

    والله تبارك وتعالى يَذُمُّ أقوامًا يقولون: "أَتَبْنُوْنَ بِكُلِّ رِيْعٍ آيَةً تَعْبَثُوْنَ * وَتَتَّخِذُوْنَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُوْنَ * وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِيْنَ" (الشعراء: 128-130).

    2 - الوظيفية:

    تعظيم الوظيفية في كل عمل تنموي من مقاصدنا الشرعية، وفي تراثنا أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى غلامًا يركب بقرة فقال: "مَا لِهَذا خُلِقَت".

    والمخطط التنموي في بلد كالقاهرة – مثلاً - يقيم مصنعًا للسيارات الخاصة أم مصنعًا للحافلات؟ أيهما يخدم الناس وينفعهم في مدينة مكتظة ضيقة الطرقات؟

    حتى العلم؛ إن فقد وظيفته التنموية يصبح علمًا مكروهًا، ونحن نستعيذ بالله من علم لا ينفع.. هكذا علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

    والمخطط التنموي قارن بين البدائل التنموية المختلفة، ويحاول أن يختار ذات الوظيفية العالية، بالطبع آخذًا في الاعتبار كل العناصر الأخرى وكل الضوابط الشرعية.

    3 - الجمالية:

    في التنمية الرعوية يحدثنا القرآن: "وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُون * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ" (النحل: 5-9) 

    فالدفء والمنافع والأكل والركوب الموزون كلها مقاصد وظيفية، والجمال في هذا الخلق كله مقصد رباني مطلوب للنفس البشرية التي ينبغي عليها أن تحقق الوظيفية والجمال في كل عمل تنموي تنشئه.

    4 - الحجم الأمثل:

    يبذل النظام العالمي الجديد جهدًا لإقناعنا بتبني فكره التنموي، فبينما لا يصلح لنا إداريًّا واقتصاديًّا وعلميًّا وتقنيًّا وسياسيًّا إلا الصناعات الصغيرة، فإنه يُصِرُّ على أن ننبذ كل ما نقدر عليه ونقبل على الذي لا نقدر عليه.

    من كان يظن أن النظام العالمي يشارك الفلاح العربي البسيط في ربح أرضه من البطاطس، فأصبح الطفل العربي يشتري كيس بطاطس ثلاثة أرباع ربحه تذهب إلى الخارج: للمصنع المستورد، وورق التغليف المستورد، والإضافات المجهولة المستوردة، والإدارة المستوردة، والصيانة المستوردة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    وهذا النظام هو الذي يمنعنا - عن تخطيط وإصرار - من المضي في أي تكنولوجيا متقدمة.

    لكل بلد حجم أمثل للتنمية يتفق مع مجمل أحواله الراهنة من علم وتقنية وقدرات إدارية وسياسية واقتصادية. ورحم الله ذا القرنين عندما سأله القوم: "قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا * قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا" (الكهف: 94 – 98).

    أي أن ذا القرنين رفض الخَرْج وأصرَّ على أن يعلمهم في ظل إمكانياتهم تكنولوجيا مناسبة يدرءُون بها الشر عن أنفسهم.

    وللاقتصادي الإنجليزي الشهير شوميكر كتاب اسمه "الصغير هو الأجمل" Small is beautiful  يرفض فيه النموذج الغربي في التنمية، والذي يقوم على مؤسسات شديدة الضخامة، يرفض ذلك حتى للغرب المتقدم، وينادي بالأحجام التي لا تفسد إنسانية الإنسان وتجعله عبدًا لما صنع لا سيدًا لما ابتدع.

    5 - القدرة الذاتية على الإيلاف:

    تحتاج كل تنمية إلى نظام تعليمي وتدريبي مناسبين، ومع التعليم والتدريب تحتاج إلى نظام إعلامي يحببها ويزينها في قلوب الناس حتى يُقْبِلوا على حياتهم بطمأنينة وحب. يلخص ذلك كله كلمة عظيمة في القرآن الكريم:

    "لإيْلافِ قُرَيْشٍ * إيْلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ والصَّيْفِ"، ويشرح الإمام الألوسي معنى الإيلاف فيقول: اجتماع مع التئام. ومع هذا الإيلاف ينمو تفاعل الإنسان مع نظامه التنموي حتى تصبح المهارات المطلوب اكتسابها ملكة في طبع الإنسان وليس صنعة فحسب.

    من أجل ذلك ينبغي أن يكون الاختيار التنموي مراعيًا لقدرات الناس العلمية والتقنية، أو قل بأسلوب القرآن: "من أمرهم العلمي والتقني" وليس من أمر الآخرين العلمي والتقني: (...رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)

    وإن تصميم منظمة الإيلاف التنموي لمن الأمور العظيمة التي ينبغي أن يوليها المخطط التنموي كل رعاية واهتمام.

    6 - الامتداد الزماني:

    كل تنمية مُنبَتَّة لا جذور لها في تاريخنا ولا امتداد لها لأحفادنا هي تنمية مرفوضة، والحفاظ على ما ورثناه وعشنا به قرونًا أمدًا، وتسجيله وتطويره للوارثين من بعدنا عمل مطلوب حضاريًّا.

    بالطبع نحن محاصرون تنمويًّا، والإغواء بترك ما بأيدينا من تقنيات بسيطة والانتقال إلى تقنيات جديدة لا نملكها، ولم نألفها يدق فوق رؤوسنا ليل نهار.

    في بلد كمصر - وربما في بلاد الشام من حولنا - عاش أجدادنا على صناعات صغيرة ناجحة للغاية. إننا في مصر نصنع كل منتجات ألباننا من غير ثلاجات وبأقل قدر من الطاقة. أمهاتنا يحلبن البقر والجاموس ويضعن ذلك في قربة يعلقنها ويظللن يدفعنها يمنة ويسرة حتى ينفصل الزبد من اللبن. هذا اللبن الباقي يصنعن منه الجبن القريش. أما الزُّبد فتصنع منه السمن الفلاحي الذي لا يحتاج إلى حفظ لمدة عام على الأقل. أما الجبن القريش فنأكل منه طازجًا(أو صابحًا كما نقول) وما بقي نلقي به في جِرار المِشّ.. وكلما قَدم كلما طاب وحسن، وقطعة من الجبن القديم العتيق خير من ألف نوع من الجبن الماسخ الذي يأتينا من أعالي البحار وتمتلئ به ثلاجات محلات البقالة.

    لماذا لا نحافظ على هذه التكنولوجيا ونطورها فأحسبها تكاد تندثر؟! الاختيار التنموي ينبغي أن يضع نصب عينيه عملية التجذير الزماني: الأمس واليوم والغد.

    7 - الامتداد المكاني:

    لكل تنمية أرض تعلو فيها وتزدهر وتتفاعل فيها الجغرافيا مع القيم والتقنية السائدة، وقد يكون عالم الأشياء الذي تنتجه هذه التنمية هامًّا لأقوام آخرين بتعديلات مختلفة، ومن ثَمَّ فإن المشاركة في السوق العالمي (من غير رغبة في العلو والفساد) ودعمه بسلع طيبة نحن قادرون عليها هو أمر محمود للغاية في ثقافتنا. الامتداد المكاني في ثقافتنا امتداد تكامل وليس امتداد علو وقهر وفساد.

    نحن لا نسلط على الناس أجهزة الإعلام بالسحر؛ ليترك الناس الطيب الذي في أيديهم ويستبدلون الخبيث به، والقسط هو أساس التكامل المكاني: أعطيك نفطًا وآخذ منك بضاعة أخرى.. من غير تطفيف؛ هو وليد ضعفنا وعلوهم وفسادهم القيمي.

    حتى التنمية والرياضية – والرياضة هذه الأيام تجارة - فإنهم يزينون لنا أنواعًا منها لا تصلح لها بلادنا على الإطلاق مثل لعبة الجولف. إن بلادهم تتمتع بخضرة طبيعية مجانية، أما عندنا فالحفاظ على ملعب للجولف مكلف للغاية.

    الامتداد المكاني امتداد تكامل بما ينفع الناس في الأرض من غير علو ولا فساد.

    ثلاثة أشكال للتنمية

    لعلنا نلخِّص طيف التنمية المرجو في ثلاثة عناصر أساسية:

    أ – تنمية البقاء.

    ب - تنمية النماء.

    ج - تنمية السبق.

    وسوف يستتبع ذلك أيضًا طيف تعليميّ؛ فيكون عندنا تعليم للبقاء وتعليم للنماء وتعليم للسبق.

    والملاحظة الأولى التي أحب أن أصرف إليها الانتباه هي أن الطاقة البشرية سوف تتوزعها أنواع التنمية بنسب مختلفة، فالنسبة الكبرى تعمل في خريطة أعمال تنمية البقاء، ثم تليها تنمية النماء، ثم تنمية السبق.

    أولاً: تنمية البقاء:

    ونعني بها الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية وعزائم الرجال من أجل تحقيق اكتفاء كريم في متطلبات الحياة الأساسية من طعام وشراب وكساء واضعين نصب أعيننا طهارة البيئة من حولنا والقصد والاقتصاد في كل شيء.

    وفي هذا النوع من التنمية يُخطَّط عالم الأشياء بحيث يحقق العيشة الكريمة، وبحيث يُصنع أغلبه - إن لم يكن كله - بأيدي الناس، مقللين ما استطعنا من الميكنة.

    ما طبيعة الأعمال في هذا النوع من التنمية؟ وما طبيعة التعليم الذي يصاحبها؟ وللإجابة على ذلك حسب مفهومنا لتنمية البقاء نضرب المثال التالي:

    في منطقة زراعية يتوفر فيها الماء والأرض الصالحة يجب أن نرسم خريطة الأعمال المطلوبة لتحقيق تنمية البقاء، سواء كانت أعمالا زراعية أم تصنيع منتجات زراعية أو خدمات زراعية أو تربية حيوانية.. وحينئذ نصمم مناهج التعليم بطريقة تعين الطالب ليتفاعل مع البيئة تفاعلاً مثمرًا، وما أن يبلغ الطالب السادسة عشرة حتى يكون قد امتهن مهنة هو قادر عليها، فإن شاء أن يكمل دراسته في نفس ميدانه، وكان عليها قادرًا ماديًّا وعلميًّا، فينبغي أن نوفر له الفرصة، وإن شاء أن يمضي في الحياة العملية بضع سنين يجمع فيها خبرة عملية فلا بأس، ويستطيع أن يعود متى شاء للدراسة، وسوف نعينه بمعينات سمعية وبصرية كتابية في برامج تدريبية مختلفة، وبذلك يسهم الطالب في خريطة العمال الخاصة بتنمية البقاء فترة من حياته تطول أو تقصر حسب استعداداته النظرية وهمَّته الحضارية.

    ثانيًا: تنمية النماء:

    ويتبنى هذا النوع من التنمية عالم أشياء من النوع السائد في الحضارة المعاصرة، وخاصة الضروري منه، مما يتعلق بوسائل الدفاع واستخراج كنوزنا المدفونة وتصنيعها وما يستتبع ذلك من نظام تعليمي وتدريبي وبحثي، وفي العادة يكون من ثمرات هذا الطريق نمو عالم الأشياء نموًّا سرطانيًّا قد يضر بالإنسان، ومن ثَمَّ فإنه ينبغي تصميم منظومة تنمية النماء بحيث تحاول تلافي ما حدث في الغرب من إفساد شديد للبيئة.

    والقاعدة التي ينبغي أن نحرص عليها هي أن لا نتبنى عالم أشياء نحن غير قادرين على تصنيعه أو خدمات يصنعها لنا غيرنا، ومن ثَمَّ ينبغي أن يكون معدل النمو في عالم أشيائنا أبطأ من تقدمنا العلمي والتقني، إلا في حالات الضرورة القصوى التي ينبغي أن لا تزيد عن نسبة ضئيلة تتجه معظمها إلى قضايا الدفاع.

    وتستطيع برامج تنمية النماء أن تعمل على تطوير آليات تنمية البقاء من خلال البحوث المتقدمة التي تهتم بتطوير الوسائل المستخدمة وإبداع طرائق جيدة لترشيد الطاقة وتحسين الأنواع والقضاء على المعوقات والأمراض، وكذلك عمليات التكامل بين الأنشطة المختلفة في تنمية البقاء. فمثلاً تستطيع البرامج المتقدمة في تنمية النماء أن تعمل على تصميم طواحين هوائية مناسبة لرفع المياه وتوليد الكهرباء بحيث يمكن تصنيعها في ورش صغيرة مما يندرج في تنمية البقاء. كما يمكن استنباط أنواع جديدة من السلالات يُدَرَّب عليها المزارعون. كما يمكن عمل بحوث عن طرائق بسيطة لنصنع الطوب من طفلة متوفرة وتصميم منزل قروي مناسب، كما يمكن تطوير الآلات المستخدمة في الزراعة.. إلخ.

    كل ذلك وغيره لا يمكن القيام به إلا من خلال منظمة علمية بحثية لا يمكن توافرها إلا من خلال نوع متقدم من التنمية، وما يستتبع ذلك من عملية تعليمية وتدريبية تستدعي برامج جديدة في المعاهد والجامعات.

    ملخص القول: إن مهمة تنمية النماء هو: التحسين المستمر لآليات تنمية البقاء بحيث تظل مبقية على طهارة البيئة، والتشغيل الأمثل لطاقات البشر، مع العمل على الحد من تخليق عوالم أشياء ترفيهية قدر الإمكان، وكذلك على إنجاز كل متطلبات عالم الأشياء الخاص بالدفاع.

    ثالثًا: تنمية السبق:

    ونعني بها في مثل ظروفنا أن نختار لأنفسنا بعض الميادين التي نستطيع السبق فيها، وأن ننجز فيها على مستوى الأمة أو على مستوى العالم شيئًا مرموقًا.

    فمثلاً في بلد كمصر نملك ناصية الثقافة العربية والإسلامية، ونستطيع السبق تنمويًّا بهذه الثقافة؛ لأن خدمة هذه الثقافة العربية الإسلامية تقوم على فكر تنموي لتصنيع الكتاب والشريط والفيلم والبرامج الدراسية وتسويق ذلك كله في أنحاء العالم.

    وفي مصر مثلاً نملك أيضًا السبق في ميادين السياحة، ونملك أيضًا السبق في بعض أنواع الزروع؛ ولذلك فالمخطط التنموي ينظر هل عنده ما يسابق به أم أن زمنه ليس زمن سباق؟

    إننا مثلاً لا نستطيع أن نسابق أمريكا الآن في ميادين تقنية بعينها ولا تثريب علينا في ذلك، ولكننا نعرف إمكانياتنا الثقافية والسياحية وبعض الزراعية ويمكننا أن ندخل في سباق إن أحسنَّا التخطيط لهذا السباق.

    كلمات مفتاحية  :
    اقتصاد

    تعليقات الزوار ()