بتـــــاريخ : 7/2/2008 10:05:57 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1005 0


    حكم الذبح لغير الله

    الناقل : صيد الخاطر | العمر :51 | الكاتب الأصلى : العلامة عبد العزيز بن باز | المصدر : www.binbaz.org.sa

    كلمات مفتاحية  :
    شرك عبدالعزيز بن باز ذبح
    حكم الذبح لغير الله

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

    فقد اطلعت على ما نشرته صحيفة الرياض في عددها الصادر يوم الأربعاء 18/4/1416هـ، عما فعله بعض الناس، حينما خرج السلطان قابوس من المستشفى في صلالة من عقر بعض الأنعام فرحا بسلامته. وفقه الله لما فيه رضاه.

    ولما كان هذا الأمر قد يخفى حكمه على بعض الناس، وقد كان أهل الجاهلية يعقرون لعظمائهم.. فأنكر النبي عليه الصلاة والسلام عليهم ذلك وقال: ((لا عقر في الإسلام))[1].

    رأيت أن أبين للقراء حكم هذا الأمر، نصيحة لله ولعباده، وأداء لواجب الدعوة إلى الله ونشر أحكامه سبحانه بين الناس.

    فأقول: إن الذبح لله سبحانه قربة عظيمة وعبادة تقرب إليه سبحانه فلا يجوز صرفها لغيره، فعقر الذبائح للملوك والسلاطين والعظماء والتقرب إليهم بذلك يعتبر من الذبح لغير الله، ويعتبر من الشرك بالله كما قال الله سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ[2]. والنسك هو الذبح. وقال عز وجل: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ[3]، وقال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ[4]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله من ذبح لغير الله))[5] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.

    فلا يجوز لأحد أن يتقرب إلى السلاطين والملوك والعظماء بالذبح لهم عند مقابلتهم، أو عند خروجهم من المستشفى، أو عند قدومهم إلى أي بلد.

    كما لا يجوز التقرب بالذبح للجن، أو الملائكة، أو الكواكب أو الأصنام، أو أصحاب القبور، أو غيرهم من المخلوقين للأدلة المذكورة.

    أما إن كان الذبح يقصد به التقرب إلى الله سبحانه والشكر له، ولا يقصد به تعظيم الملوك والسلاطين، فهو في هذه الحال يعتبر منكراً وتشبها بأهل الجاهلية في عقرهم الذبائح لعظمائهم وعلى قبورهم، ووسيلة من وسائل الذبح لغير الله.

    وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا عقر في الإسلام))[6]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من تشبه بقوم فهو منهم))[7].

    أما إذا ذبح الإنسان للضيف أو لأهله فهذا شيء لا بأس به، بل هو مشروع إذا دعت الحاجة إليه، وليس من الذبح لغير الله، بل هو مما أباحه الله سبحانه لعباده؛ وقد جاءت الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة على إباحة مثل هذا الأمر.

    والله المسئول أن يوفقنا وجميع المسلمين لما يرضيه، وأن يمنحنا جميعاً الفقه في دينه والثبات عليه، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته، وأن يصلح جميع ولاة أمر المسلمين، وأن يوفقهم للحكم بشريعته والتحاكم إليها، وإلزام الشعوب بمقتضاها، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.

    مفتي عام المملكة العربية السعودية

    ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء

    ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي

    عبد العزيز بن عبد الله بن باز


    [1] رواه أبو داود في الجنائز برقم 2805، وأحمد في باقي مسند المكثرين من الصحابة برقم 12559.

    [2] سورة الأنعام الآيتان 162 – 163.

    [3] سورة الكوثر الآيتان 1 – 2.

    [4] سورة البينة من الآية 5.

    [5] رواه مسلم في الأضاحي برقم 3657، و3658، والنسائي في الضحايا برقم 4346.

    [6] رواه أبو داود في الجنائز برقم 2805، وأحمد في باقي مسند المكثرين برقم 12559.

    [7] رواه أبو داود في اللباس برقم 3512، وأحمد في مسند المكثرين برقم 4868.

    كلمات مفتاحية  :
    شرك عبدالعزيز بن باز ذبح

    تعليقات الزوار ()