بتـــــاريخ : 6/30/2008 12:46:34 PM
الفــــــــئة
  • الاقتصـــــــــاد
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1477 0


    المال الحرام ومصادره !!

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : mohammed baker | المصدر : www.startimes2.com

    كلمات مفتاحية  :
    مال اعمال اقتصاد

    نتساءل دائما فيما بيننا: لماذا نستغيث ونرفع أكفنا إلى السماء ولا يستجاب لنا. بلما كان في السماء من سحب تفرقت وهبت ريح باردة جافة.
     
    ولماذا ملياروثلاثمائة مليون مسلم يدعون الله لكشف ما حل بإخوانهم المسلمين من حروب وبلايافيزداد تسلط الأعداء عليهم, لماذا قست القلوب فأصبحنا لا نتلذذ بعبادة ولا طاعة، بلأصبحنا لا نطمئن لبعض ولا يسعد بعضنا ببعض، بل أهل البيت الواحد متنافرون متباغضونفيما بينهم.
     
     
    ولماذا محقت بركة أموالنا على الرغم من كثرتها وتعدد مصادرها, إنها الذنوب والمعاصي التي رتعنا بها, ألا وإن من أعظمها أكل المال الحرام فأصبحالمسلم لا يبالي بحلال المال وحرامه، بل الحلال ما حلّ بيده, وأهم شيء لديه أن يملأجيبه ورصيده, يقول صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا وإنالله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيباتواعملوا صالحا " وقال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكمواشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون " ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلىالسماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذّي بالحرام فأنى يستجابلذلك" رواه مسلم.
     
    وعن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال: تليت عند رسول اللهـ صلى الله عليه وسلم ـ هذه الآية "يا أيها الرسل كلوا مما في الأرض حلالا طيبا" فقام سعد بن أبي وقاص فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة. فقالالنبي صلى الله عليه وسلم: يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمدبيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل الله منه عملا أربعين يوماً وأيما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به ) [أخرجه الطبراني], وعن ابن عمر ـ رضيالله عنهما ـ قال: من اشترى ثوبا بعشرة دراهم في ثمنه درهم حرام لم يتقبل الله لهصلاته ما كان عليه, ثم أدخل أصبعيه في أذنيه فقال: صمّتا إن لم أكن سمعته من رسول  قال: "لاr الله صلى الله عليه وسلم[أخرجه أحمد]. وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه  يكتسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك فيه، ولا يتصدق به فيتقبل منه، ولا يتركهخلف ظهره إلا كان زاده إلى النار" [رواه أحمد], وقال وهب بن الورد: لو قمت مقام هذهالسارية لم ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخل في بطنك حلال أو حرام.
     
    فانطلاقا منذلك كان حقاً على كل مؤمن يسعى لنجاة نفسه وأهل بيته بأن يتحرى المال الحلال, وسأشير بإذن الله إلى بعض من سبل كسب المال الحرام في هذا الزمن، والتي لم يتفطنلبعضها كثير من الناس.
     
    أولا: ما يتعلق بالوظائف:
     
    فكل وظيفة يعملهاالمسلم وكان فيها مخالفة شرعية محرمة ككاتب ربا أو ميسر أو آخذ مكس في بنك أو إدارةفهي محرمة وكسبها محرم, وهذا ما ذهب إليه كثير من علماء عصرنا, كالعمل في المصارففالأولى على الإنسان العامل بها أن يتحرى عملا آخر وبمجرد حصوله على عمل آخر وجبعليه ترك المصرف الربوي ولو كان هو مديره استبراءً لدينه, وكذلك كل وظيفة تضمنتمخالفة شرعية من ظلم أو إقرار لمنكر أو فعله فكسبها حرام, وكذلك كل وظيفة تعينعليها بشهادة دراسية مزيفة أو نالها عن طريق الغش فمالها حرام, وكذا كل وظيفة نالهاعن طريق رشوة بأن قُدِم على من هو أولى منه سواء بشهادة أو كفاءة فراتبها فيه حرمة, وكذا كل عمل ووظيفة يعمل بها وهي باسم غيره فهي محرمة, وحتى الوظيفة التي تولاهابطريقة شرعية ونظامية ولم يقم بها على الوجه الصحيح فجزء من راتبها حرام مثل منيتأخر في حضوره عن الوقت المحدد أو يخرج قبل وقت الخروج, أو يخرج أثناء العمل بدونإذن أو عذر، وهذا قد ابتلي به كثير من الناس عندنا في الدوائر الحكومية, أو يتغيبعن عمله ويوقع بحضوره عنه زميله, وكذلك من لا يؤديها بأمانة كمن يقضي بعض وقتهبقراءة الجرائد والمجلات أو الجلوس مع زملائه أو ضيوفه وإهمال العمل المكلف به, وكذلك أخذ الإجازة الاضطرارية بلا ضرورة حقيقية أو أخذ إجازة مرضية مكذوبة, أو أخذانتدابات غير صحيحة, وكذا خيانة أمانة الوظيفة من تمرير الواسطات أو أخذ الرشوة, أوسوء التعامل مع المراجعين أو ظلم المسئول لزملائه وعدم العدل بينهم، أو استعمالأدوات العمل للأغراض الخاصة من أجهزة هاتفية، وإلكترونية وسيارات وغيرها, وكذلك أخذالموظف الهدايا من المراجعين, أو الأخذ والسرقة من بيت مال المسلمين وهو خزينةالدولة الآن, وهو يسمى الغلول من بيت مال المسلمين قال الله سبحانه تعالى:( ومنيغلل يأت بما غلّ يوم القيامة ) فتجد بعض الذين ائتمنوا على مناصب تدر الأرباح علىالدولة لا يتورعون بأخذ جزء من تلك الأرباح, بل ومنهم من يتسلم مشروعا عاما كرصفالطرق وبناء الوحدات السكنية فيضع الأساسات ولا يتم عمله بحجة نقص الميزانية وهو قدأخذها واقتسمها مع غيره, وهذا واقع مشاهد في الأوساط الخدمية, فكل تلك المخالفاتوما شابهها سبب دخول المال الحرام إلى صاحبها, وما أكثر تلك المخالفات عند كثير منالناس.
     
    ثانياً: ما يتعلق بالمعاملات:
     
    وأعظمها أكل الربا إمامباشرة كأخذ الفوائد الربوية، وإما بالتحايل على الربا بمعاملات غير شرعية وقدتُـلَبَّسُ بلباس فتاوى شرعية ليست موثقة أو ليست ممن تبرأ بهم الذمة، أو لا تطبقشروط لجان الفتاوى الشرعية عليها, يقول الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله:" فإن منأعظم الفتن الفكرية، ومن أخبث المؤامرات على العقل الإسلامي المعاصر، تلك المحاولاتالجريئة لتحويل المُحْكَمَاتِ إلى متشابهات، والقطعيات إلى محتملات، قابلة للقيلوالقال، والنقاش والجدال، مع أن هذه المحكمات والقطعيات هي التي تمثل ثوابت الأمةالتي انعقد عليها الإجماع المستيقن" ثم قال:" مثل التشكيك في تحريم الخمر، أو تحريمالربا " (1).
    وللأسف أن معظم المعاملات التي يتعامل بها الناس اليوم ليست شرعية, يقول عليه الصلاة والسلام: ( الربا ثلاث وسبعون شعبة أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه). بل أخبر ـ صلى الله عليه وسلم ـ في آخر الزمن أن من لم يأكل الربا يأتيه منغباره, وفسر العلماء ذلك بمرور الرواتب على بنوك الربا والمؤسساتالربوية.
     
    ومن المعاملات المحرمة الغش في البضائع سواء من جهة صناعتها أومدة صلاحيتها أو عيوبها الخفية أو ثمنها وأكثر ما يحدث ذلك من غش في السيارات, ومنالمعاملات غير الشرعية بيع السلع قبل تملكها وحيازتها إلى ملكه، كمن يتعاملون فيبيع السلع المتنوعة لقصد التورق ـ أي بيعها وأخذ قيمتها ـ فلا بد للمشتري للسلعةقبل بيعها من حيازتها إلى ملكه وأن لا يبيعها على من اشتراها منه, ومن المعاملاتالمحرمة بيع الأشياء المحرمة كالمسكرات والمخدرات وبيع الدخان وأشرطة الغناء المحرموأشرطة الفيديو السيئة وبيع الأطباق الفضائية لمن يستخدمه في نشر القنوات والبرامجالرديئة، فمن الناس من يقصد محلات خاصة ليعرف تردد القنوات الإباحية, فهذا كسبهمحرم شرعا, وكذا بيع المجلات الإباحية, فكل ما حرم استعماله حرم بيعه وثمنه سحت, فهذه قاعدة تجري على الأمور المذكورة وغير المذكورة هنا.
     
    ومنها افتتاحمشاغل للخياطة لخياطة ألبسة عارية وكذا محلات الكوافيرات لعمل النمص وقص الشعوروتقليد الغربيات، وكذا محلات الأستوديو للتصوير غير الجائز، ومحلات بيع الأشرطةالغنائية المحرمة، وكذا افتتاح المقاهي للتدخين واستعمال النرجيلة, أو للإنترنتالذي يخصصه صاحبه للمواقع الدنيئة, مع العلم بأن فيه من المواقع الدينية والعلميةومواقع الثقافة والنشاطات ما يغنيه عن فعله هذا.
     
    ومن المعاملات المحرمة بخسالكيل والميزان والأيمان الكاذبة المنفقة للسلعة, وبيع الذهب مؤجلاً, والمعاملاتالمحرمة في بيع الذهب وشرائه كثيرة جدا ونرى تجار الذهب لا يبالون بها، فاللهالمستعان.
     
    اعلم أخي المسلم أن حصر سبل دخول الحرام يصعب في مثل هذهالمقالة, ولكن على المؤمن أن يتقي الله في كسبه, فلا يُقْدِم على مال حتى يتأكد منحله وحرمته ويسأل أهل العلم عما أشكل عليه, وعلى من التبس ماله الحلال بمال حرام أنيتخلص من الحرام بالتصدق به. وإن كان حقوقا لآخرين أن يردها على أصحابها ويتحللمنهم قبل أن يفاجأه الموت, وعلى الموظف أن يتصدق بجزء من راتبه مقابل تقصيره فيأداء عمله, بل على المؤمن أن يتقي المال المشتبه بحرمته فضلا عن المال الحرام كماقال صلى الله عليه وسلم: ( لن يبلغ العبد درجة المتقين حتى يدع ما به بأس إلى ما لابأس به), وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الحلال بين وإن الحرام بيّن وبينهما أمورمشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد إستبرأ لدينه وعرضه )[رواهمسلم], وقد كان السلف الصالح يحذّرون من المال الحرام ويتوقونه في حياتهم, فهذا  يقول: (إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي فأرفعهاr رسول الله    أرق من الليل فقال له بعضr لآكلها ثم أخشى أن تكون من الصدقة فألقيها), وقد أصابه  نسائه: يا رسول الله أرقت الليلة. فقال: ( إني كنت أصبت تمرة تحت جنبي فأكلتها وكانعندنا تمر من تمر الصدقة فخشيت أن تكون منه), وقال ابن عباس صلى الله عليه وسلم:"لايقبل الله صلاة امرئ في جوفه حرام", وقال بعضهم:" من أكل الشبهة أربعين يوماً أظلمقلبه", وهو تأويل قوله تعالى : ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)  ...  وقانا الله والمسلمين من أكل المال الحرام

    كلمات مفتاحية  :
    مال اعمال اقتصاد

    تعليقات الزوار ()